نقوس المهدي
كاتب
يعتبر مؤلف أو مؤلفو ألف ليلة وليلة أنفسهم من المسلمين وهم يقدمون صورة مشوهة عن الأخر ويشتمونه ويصفونه بما يعتبرونه محقر فى دينهم فى الغالب وهى أمور تجعلهم هم أيضا من الكفار الخارجين عن الإسلام ومن تلك الأمور :
1- وصف المؤلف كفار الروم القتلى فى حكاية الملك عمر النعمان بأنهم مائة ألف خنزير فى قوله :
المزيد مثل هذا المقال :
"ثم انطبقت عساكر الإسلام على الكفار وأحاطوا بهم من جميع الأقطار وجاهدوهم حق الجهاد وكسروا شوكة الكفر والعناد والفساد فتأسف الملك أفريدون لما رأى ما حل بالروم من الأمر المذموم وركنوا إلى الفرار يقصدون المراكب، وإذا بالعساكر قد خرجت عليهم من ساحل البحر وفي أوائلهم الوزير دندان مجندل الشجعان وضرب فيهم بالسيف والسنان وكذا بالأمير بهرام صاحب دوائر الشام وهو في عشرين ألف ضرغام وأحاطت بهم عساكر الإسلام من خلف ومن أمام ومالت فرقة من المسلمين على من كان في المراكب وأوقعوا فيهم المعاطب فرموا أنفسهم في البحر وقتلوا منهم جمعاً عظيماً يزيد على مائة ألف خنزير ولم ينج من أبطالهم صغير ولا كبير وأخذوا مراكبهم بما فيها من الأموال والذخائر والأثقال إلا عشرين مركباً،"
للأسف يعتبر المنتسبون للإسلام أن كلمة خنزير هى شتمة ولكنها للأسف ذنب وقعوا فيه فهم هنا يستحقرون خلق الله المسمى الخنزير مع أن الله وصف كل مخلوقاته بأنها حسنة فقال بسورة السجدة " الذى أحسن كل شىء خلقه " فالخنزير ليس سوى مخلوق حسن خلقه الله لحكمة وهم لم يخلق نفسه ولم يشرع لنفسه أكل القاذورات وإنما شرع الله له ذلك لحكمته
وتكرر الأمر بوصف أخر بأنه كلب فى حكاية حسن الصائغ البصرى حيث قال المؤلف :
قال نعم سألته فقال لي لا أحب سيرته فإن هذا القصر للشياطين والأبالسة فغضبت البنتان غضباً شديداً وقالتا هل جعلنا هذا الكافر شياطين وأبالسة.
فقال له هذا هو المقصود والمطلوب فخذ من الحطب ست حزم وارمها إلي فإنها هي التي نعملها كيمياء، فرمى له الست حزم، فلما رأى المجوسي تلك الحزم قد وصلت عنده قال لحسن يا علق قد انقضت الحاجة التي أردتها منك وإن شئت قدم على هذا الجبل أو ألق نفسك على الأرض حتى تهلك ثم مضى المجوسي.
فقال حسن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد مكر بي هذا الكلب الملعون ثم إنه وقف على قدميه والتفت يميناً وشمالاً"وايضا :"وأما ما كان من أمر ولدها حسن مع الأعجمي، فإن الأعجمي كان مجوسياً وكان يبغض المسلمين كثيراً وكلما قدر على أحد من المسلمين يهلكه وهو خبيث لئيم كيماوي كما قال فيه الشاعر:
هو الكلب وابن الكلب والكلب جده = ولا خير في كلب تناسل من كلب
وكان اسم ذلك الملعون بهرام المجوسي، وكان له في كل سنة واحد منالمسلمين يأخذه ويذبحه على مطلب"
ووصف المجوسى بالكلب هو تحقير للكلب لكون هذا كافر والكلب مسلم وقد اعتقدت العامة فى حقارة الكلب بسبب الأحاديث المحرفة التى تقول بنجاسته وغسل ما يشرب فيه سبع مرات احداهن بالتراب مع أن الله جعله حارسا لأهل الكهف وأباح أن تصيد الكلاب الحيوانات للناس فى سورة المائدة وأن يأكلوا ما اصطادته بلا تطهير وأيضا مع أن الله وصف كل خلقه بالحسن فقال بسورة السجدة " الذى أحسن كل شىء خلقه "
2- وصف المؤلف إحدى نساء الكفار فى حكاية الملك عمر النعمان بأوصاف وهو شواهى "اللعينة كاهنة من الكهان متقنة للسحر والبهتان عامرة مكارة فاجرة غدارة ولها فم وشعر أشهب وظهر أحدب ولون حائل ومخاط سائل" وبالطبع الوصف بالفجر يعنى ارتكاب الفاحشة وهو ما اتهمها به المؤلف فى موضع أخر بأنها كانت سحاقية تكره بعض النساء على ممارسة الزنى معها وأيضا ذمها بما لم تصنعه فى نفسها من حدب الظهر والشعر الأشهب فهذه خلقة الله ولا يجوز أن يعاب المخلوق بها لأن الله خلقه هكذا اختبارا له ولمن حوله كما قال تعالى بسورة الأنبياء " ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
وقد تكرر وصف المرأة فى نفس الحكاية :
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما قالت لها: أصارعك حقيقة قالت لها: قومي للصراع إن كان لك قوة، فلما سمعت العجوز منها اغتاظت غيظاً شديداً وقام شعر بدنها كأنه شعر قنفذ وقامت لها الجارية فقالت لها العجوز: وحق المسيح لا أصارعك إلا وأنا عريانة يا فاجرة، ثم إن العجوز أخذت منديل حرير بعد أن فكت لباسها وأدخلت يديها تحت ثيابها ونزعتها من فوق جسدها ولمت المنديل وشدته في وسطها فصارت كأنها عفرية معطاء أو حية رقطاء ثم انحنت على الجارية وقالت لها: افعلي كفعلي كل هذا وشركان ينظر إليهما، ثم إن شركان صار يتأمل في تشويه صورة العجوز ويضحك"
التعبيرات "وقام شعر بدنها كأنه شعر قنفذ" و"كأنها عفرية معطاء أو حية رقطاء" تشبيهات لتلك المرأة بالحيوان وكما قلنا إن الحيوان حسب شريعة الله له مسلم فهو مسلم كما قال تعالى " وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها " وأما المرأة فهى من الناس وهم كفار أو مسلمون ولا يجوز تشبيه كافر بمسلم هو الحيوان هنا والأسلم وصفها بالمكر بدلا من تشبيهها بالحية وهكذا لأن تلك الأوصاف هى إهانة للحيوانات فى غالبها
3-تشويه صورة الأخر بذكر أفعال مكروهة مذمومة لتكريه الناس فى دينهم مثل اتهام الرهبان والبطارقة بعمل خرءهم بخور يشتريه الملوك والعامة ويستعملونه بعد مزجه بالعنبر والمسك فى الأفراح والكحل والدواء وقد ورد هذا فى حكاية الملك عمر النعمان فى قول المؤلف :
"وكان البخور الذي أراده أخوه البطريق الكبير ذو الإنكار والنكير فإنهم كانوا يتنافسون فيه ويستحسنون مساويه حتى كانت أكابر بطارقة الروم يبعثونه إلى سائر أقاليم بلادهم في خرق من الحرير ويمزجونه بالمسك والعنبر فإذا وصل خراؤه إلى الملوك يأخذون منه كل درهم بألف دينار حتى كان الملوك يرسلون في طلبه من أجل بخور العرائس وكانت البطارقة يخلطونه بخرائهم فإن خره البطريق الكبير لا يكفي عشرة أقاليم وكان خواص ملوكهم يجعلون قليلاً منه في كحل العيون ويداوون به المريض والمبطون"
وهذا الكلام لم يره أحد وإن كان ليس محالا ولكن الأخر يستعمل أى كلام لتكريه الناس فى أديان الأخرين وعندنا فى قريتنا انتشرت خرافات مثل هذا نتيجة وجود النصارى فى القرية مثل أن القس لابد أن يدخل بالعروس قبل زوجها
وقد تكرر هذا الأمر فى حكاية علاء الدين أبى الشامات حيث نسب لأحد الشيعة أنه كتب على كعبي قدميه اسم الشيخين أبو عمر وعمر فهو تحقيرا لهم يدوس بهم فى التراب تحقيرا لهم ورفضا لخلافتهم وبالقطع هذا أمر مع أن من الممكن حدوثه لكن ذكره فى الحكاية الهدف منه هو تكريه السنة فى الشيعة لاحتقارهم أبو بكر وعمر حتى ولو كان هذا لم يحدث فى الحقيقة وهو قول المؤلف :
فنزل الخليفة ومعه الوزير جعفر إلى جهة المشنقة ثم رفع طرفه فرأى المشنوق غير علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقال الخليفة: هذا ما هو علاء الدين فقال له: كيف عرفت أنه غيره? فقال: إن علاء الدين كان قصيراً وهذا طويل فقال له: إن المشنوق يطول، فقال إن علاء الدين كان أبيض وهذا وجهه أسود فقال له: أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الموت له غبرات? فأمر بتنزيله من فوق المشنقة فلما أنزلوه وجد مكتوباً على كعبيه الاثنين اسما الشيخين فقال له: يا وزير إن علاء الدين كان سنياً وهذا رافضي فقال له: سبحان الله علام الغيوب ونحن لا نعلم هل هذا علاء الدين أو غيره فأمر الخليفة بدفنه وصار نسياً منسياً. هذا ما كان من أمره."
4- السخرية من الأخر كما فى حكاية علاء الدين ابا الشامات حيث قال المؤلف :
"فقال أحمد الدنف لحسن شومان: خل بالك وإذا سأل عني الخليفة فقل له: أنه راح يطوف على البلاد ثم أخذه وخرج من بغداد ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى الكروم والبساتين فوجدا يهوديين من عمال الخليفة راكبين على بغلتين فقال أحمد الدنف لليهوديين: هاتوا الغفر فقال اليهوديان: نعطيك الغفر على أي شيء? فقال لهما? أنا غفير هذا الوادي فأعطاه كل منهما مائة دينار وبعد ذلك قتلهما أحمد الدنف وأخذ البغلتين في خان وباتا فيه."
هنا سخر الدنف المسلم بالاسم من اليهود دون أن يسخروا منه أو يقوموا بعمل عدائى ضده وقام بنهب مالهم وقتلهم وهو ما يناقض وجوب الإحسان للآخر المعاهد كما فى قوله تعالى"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهموتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
وفى حكاية معروف قال المؤلف بأن الأولاد كانوا يسخرون من النصارى بدخول كنيستهم وسرقة كتبهم وبيعها وهو أمر الغرض منه تعويد الأولاد على السخرية من الأخر وهو قوله :
"قال: وأما علي فأنه كان رفيقي ونحن صغار وكنت دائماً ألعب أنا وإياه وبقينا نروح بصفة أولاد النصارى وندخل الكنيسة ونسرق كتب النصارى ونبيعها ونشتري بثمنها نفقة، فاتفق في بعض المرات أن النصارى رأونا وأمسكونا بكتاب فاشتكونا إلى أهلنا وقالوا لأبيه: إذا لم تمنع ولدك من آذانا شكوناك إلى الملك فأخذ بخاطرهم وضربه علقة "
5- تجهيل الأخر وهو وصفه بالجهل فالرافضى وهو الشيعى أعلن أنه غير مسلم وهو ما يعنى أنه كافر مع أن الشيعة كالسنة كلاهما يقول بأنه مسلم أو هو المسلم وحده ومن ثم فالمؤلف هنا قصد وصف الشيعة بالجهل فى الدين تكريها للناس فى مذهبهم وهو قول المؤلف فى حكاية علاء الدين أبى الشامات :
"نزلوا على ظهور الخيل وقعدوا على الكراسي وأمر الخليفة بإحضار الذي ضرب الأكرة فلما حضر بين يديه قال له: من أغراك على هذا الأمر وهل أنت عدو أم حبيب? فقال له: أنا عدو وكنت مضمر قتلك فقال: ما سبب ذلك أما أنت مسلم? فقال: لا وإنما أنا رافضي فأمر الخليفة بقتله وقال لأصلان: تمن علي فقال له: أتمنى عليك أن تأخذ لي ثأر أبي من قاتله فقال له: إن أباك حي وهو واقف على رجليه فقال له: من هو أبي? فقال له: الأمير خالد الوالي فقال له: يا أمير المؤمنين ما هو أبي إلا في التربية وما والدي إلا علاء الدين أبي الشامات"
6- نشر الاعتقادات الخاطئة فمثلا فى قريتنا انتشرت مقولة أن الله أعطى النصارى المال والجمال بسبب وجود النصارى فيها وهنا قام المؤلف وفى العديد من الحكايات بتقديم نساء الأخرين خاصة النصارى على كونهن مثال للحسن والجمال كإبريزة وصفية ولم يصف إلا القليل منهم كشواهى بغير ذلك وهنا فى حكاية أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمامنلاحظ ما ساد فى الاعتقاد الشعبى من خلال قول المؤلف :
"وقلت له: أخبرني سبب إسلامك? فقال: إنه من أعجب العجائب وذلك أن جماعة من زهاد المسلمين مروا في القرية التي فيها ديرنا فأرسلوا شاباً يشتري لهم طعاماً فرأى في السوق جارية نصرانية تبيع الخبز وهي من أحسن النساء صورة فلما نظر إليها فتن بها وسقط على وجهه مغشياً عليه." فالمرأة النصرانية فاتنة جعلت المسلم يغمى عليه من فرط جمالها
وفى حكاية تودد قال المؤلف :
"فسار إلى الملك وأخبره، فحضه الملك على إكرامي فبقيت اختلف إليها سبعة أيام فقالت: يا أباإسحق متى تكون الهجرة إلى دار الإسلام? فقلت: كيف يكون خروجك ومن يتجاسر عليه? فقالت: الذي أدخلك علي وساقك إلي فقلت: نعم ما قلتوقال: ادخل فدخلت فإذا بيت مبسوط بأنواع الرياحين وستر مضروب في زاويته ومن خلفه أنين ضعيف يخرج من هيكل نحيف فجلست بإزاء الستر وأردت أن أسلم فتذكرت قوله صلى الله عليه وسلم: لا تبدؤا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه فأمسكت فنادت من داخل الستر: أين سلام التوحيد والإخلاص يا خواص? قال: فتعجبت من ذلك"
فهنا يذكرون حديثا يناقض القرآن حيث يأمر بأذى أهل الذمة مع أن الله يقول ""لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهموتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
وهو يناقض حديث أخر منسوب للنبى(ص) يقول " من آذى ذميا فقد آذانى "
7- الافتراء على الأخر ونسبة كلام له لتأييد دين المفترى وقد قام المؤلف بنسبة كلام لليهود عن محمد (ص) لتأييد الإسلام مثل أنه سيد الأولين والأخرين مع أن المسلمين يقولون كما فى سورة البقرة " لا نفرق بين أحد من رسله " كما أنه لا يوجد سادة فى الأخرة فالكل عبيد كما قال تعالى بسورة مريم "إن كل من فى السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا " فمحمد (ص)عبد لله ككل الخلق والأحاديث المنسوبة للنبى(ص) بعضها يقر بأفضلية غيره عليه كما فى قولهم " يا خير البرية قال ذاك إبراهيم " وفى قول أخر " لا ينبغى لأحد أن يقول أنه أفضل من يونس بن متى "وهو ما يناقض الأحاديث الأخرى مثل "أنا سيد ولد آدم ولا فخر "
ومؤلف ألف ليلة وليلة افترى على اليهود فقال فى حكاية حاسب كريم الدين:
"اعلم يا حاسب أنه كان بمدينة مصر ملك من بني إسرائيل، وكان له ولد اسمه بولقيا وكان هذا الملك عالماً عابداً مكباً على قراءة كتب العلم فلما ضعف وأشرف على الموت، طلعت له أكابر دولته ليسلموا عليه، فلما جلسوا عنده وسلموا عليه قال لهم. يا قوم اعلموا أنه قد دنا رحيلي من الدنيا إلى الآخرة وما لي عندكم شيء أوصيكم به إلا ابني بلوقيا فاستوصوا به، ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وشهق شهقة ففارق ال دنيا رحمة الله عليه، فجهزوه وغسلوه ودفنوه وأخرجوه خرجة عظيمة، وجعلوا ولده سلطاناً عليهم وكان ولده عادلاً في الرعية واستراحت الناس في زمانه، فاتفق في بعض الأيام أنه فتح خزائن أبيه ليتفرج فيها ففتح خزانة من تلك الخزائن فوجد فيها صورة باب ففتحه فإذا هي خلوة صغيرة، وفيها عامود من الرخام الأبيض وفوقه صندوق من الأبنوس، فأخذه بلوقيا وفتحه فوجد فيه صندوقاً آخر من الذهب ففتحه فرأى فيه كتاباً ففتحه وقرأه فرأى فيه صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يبعث في آخر الزمان وهو سيد الأولين والآخرين.
فلما قرأ بلوقيا هذا الكتاب وعرف صفات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تعلق قلبه بحبه، ثم إن بلوقيا جمع أكابر بني إسرائيل من الكهان والأحبار والرهبان وأطلعهم على ذلك الكتاب وقرأه عليهم وقال لهم: يا قوم ينبغي أن أخرج أبي من قبره وأحرقه"
وتكرر الأمر فى حكاية ابو صير وأبو قير حيث افترى أبو قير على سلطان النصارى أنه أجر صاحبه لسم سلطان البلاد حيث قال :
"فقال أبو قير: اعلم يا ملك الزمان أنك إن دخلته بعد هذا اليوم فأنك تهلك، فقال له: لأي شيءٍ? فقال له: إن الحمامي عدوك وعدو الدين فأنه ما حملك على إنشاء هذا الحمام إلا لأن مراده أن يدخل عليك فيه السم، فأنه صنع لك شيئاً وإذا دخلته يأتيك به ويقول لك: هذا دواء كل من دهن به نفسه يرمي الشعر منه بسهولةٍ وليس هو بدواء بل هو داءٌ عظيمٌ وسمٌ قاتلٌ وأن هذا الخبيث قد وعده سلطان النصارى أنه إن قتلك يفك له زوجته وأولاده من الأسر فإن زوجته وأولاده مأسورين عند سلطان النصارى وكنت مأسوراً معه في بلادهم ولكن أنا فتحت مصبغةً وصبغت لهم حوائجهم فاستعطفوا علي قلب الملك."
8-اتهام الأخر بممارسة الفواحش كما فى حكاية مسرور التاجر مع زين المواصفحيث قال المؤلف :
"فغضبت زين المواصف وقالت: تحضرني قدام رجلٍ غريب أجنبي أعوذ بالله ولو قطعتني قطعاً ما أحضر قدامه فقال لها زوجها: لأي شيءٍ تستحين منه وهو نصراني ونحن يهود ونصير أصحاباً فقالت: أنا ما أشتهي أن أحضر قدام الرجل الأجنبي الذي ما نظرته عيني قط ولا أعرفه، فظن زوجها أنها صادقةٌ في قولها ولم يزل يعالجها حتى قامت وتلفلفت وأخذت الطعام وخرجت إلى مسرور ورحبت به فأطرق رأسه إلى الأرض كأنه مستحٍ، فنظر إلى إطراقه وقال: لا شك إن هذا زاهدٌ فأكلوا كفايتهم، ثم رفعوا الطعام وقدموا المدام فجلست زين المواصف قبال مسرور وصارت تنظره وينظرها إلى أن مضى النهار، فانصرف مسرور إلى منزله والتهبت في قلبه النار وأما زوج زين المواصف فإنه صار مفتكر في لطف صاحبه وفي حسنه."
9- الأخر الخيالى وهو أخر تنسب له أمور خيالية كما فى الأخر فى عالم البحار فى حكاية عبد الله البرى وعبد الله البحرى حيث قال المؤلف :
"وكذلك جميع مدائن البحر على هذه الضفة فأن كل من أراد أن يصنع له بيتاً يروح إلى الملك ويقول له: أريد أن أتخذ بيتاً في المكان الفلاني فيرسل معه الملك طائفةً من السمك تسمى النقارين ويجعل كراهم شيئاً معلوماً من السمك ولهم مناقر تفتت الحجر الجلمود فيأتون إلى الجبل الذي أراده صاحب البيت وينقرون في البيت وصاحب البيت يصطاد لهم السمك ويلقمهم حتى تتم المغارة فيذهبون وصاحب البيت يسكنه، وجميع أهل البحر على هذه الحالة لا يتعاملون مع بعضهم ولا يخدمون بعضهم إلا بالسمك وكلهم سمك....
فقال له عبد الله البحري: العفو يا أخي فأن الذي لا ذنب له غير موجودٍ عندنا وإذا وجد من غير ذنبٍ يأخذه السلطان ليضحك عليه ولكن يا أخي لا تؤاخذ هؤلاء الأولاد الصغار والمرأة فأن عقولهم ناقصةٌ ثم صرخ عبد الله البحري على عياله وقال لهم: اسكتوا فخافوا منه وسكتوا وجعل يأخذ بخاطره فبينما هو يتحدث معه وإذا بعشرة أشخاصٍ كبارٍ شدادٍ غلاظٍ أقبلوا عليه وقالوا: يا عبد الله أنه بلغ الملك أن عندك أزعر من البر، قال: نعم...فقال البحري: ليس عندهم عرسٌ وإنما مات عندهم ميتٌ فقال له: وهل أنتم إذا مات عندكم ميت تفرحون له وتغنون وتأكلون? قال: نعم وأنتم يا أهل البر ماذا تفعلون? قال البري: إذا مات عندنا ميت نحزن عليه ونبكي والنساء يلطمن وجوههن ويشققن جيوبهن حزناً على من مات فحملق عبد الله البحري عينيه في عبد الله البري وقال له: هات الأمانة فأعطاها له ثم أخرجه إلى البر وقال له: قد قطعت صحبتك وودك فبعد هذا اليوم لا تراني ولا أراك"
* ahl-alqurancom
1- وصف المؤلف كفار الروم القتلى فى حكاية الملك عمر النعمان بأنهم مائة ألف خنزير فى قوله :
المزيد مثل هذا المقال :
"ثم انطبقت عساكر الإسلام على الكفار وأحاطوا بهم من جميع الأقطار وجاهدوهم حق الجهاد وكسروا شوكة الكفر والعناد والفساد فتأسف الملك أفريدون لما رأى ما حل بالروم من الأمر المذموم وركنوا إلى الفرار يقصدون المراكب، وإذا بالعساكر قد خرجت عليهم من ساحل البحر وفي أوائلهم الوزير دندان مجندل الشجعان وضرب فيهم بالسيف والسنان وكذا بالأمير بهرام صاحب دوائر الشام وهو في عشرين ألف ضرغام وأحاطت بهم عساكر الإسلام من خلف ومن أمام ومالت فرقة من المسلمين على من كان في المراكب وأوقعوا فيهم المعاطب فرموا أنفسهم في البحر وقتلوا منهم جمعاً عظيماً يزيد على مائة ألف خنزير ولم ينج من أبطالهم صغير ولا كبير وأخذوا مراكبهم بما فيها من الأموال والذخائر والأثقال إلا عشرين مركباً،"
للأسف يعتبر المنتسبون للإسلام أن كلمة خنزير هى شتمة ولكنها للأسف ذنب وقعوا فيه فهم هنا يستحقرون خلق الله المسمى الخنزير مع أن الله وصف كل مخلوقاته بأنها حسنة فقال بسورة السجدة " الذى أحسن كل شىء خلقه " فالخنزير ليس سوى مخلوق حسن خلقه الله لحكمة وهم لم يخلق نفسه ولم يشرع لنفسه أكل القاذورات وإنما شرع الله له ذلك لحكمته
وتكرر الأمر بوصف أخر بأنه كلب فى حكاية حسن الصائغ البصرى حيث قال المؤلف :
قال نعم سألته فقال لي لا أحب سيرته فإن هذا القصر للشياطين والأبالسة فغضبت البنتان غضباً شديداً وقالتا هل جعلنا هذا الكافر شياطين وأبالسة.
فقال له هذا هو المقصود والمطلوب فخذ من الحطب ست حزم وارمها إلي فإنها هي التي نعملها كيمياء، فرمى له الست حزم، فلما رأى المجوسي تلك الحزم قد وصلت عنده قال لحسن يا علق قد انقضت الحاجة التي أردتها منك وإن شئت قدم على هذا الجبل أو ألق نفسك على الأرض حتى تهلك ثم مضى المجوسي.
فقال حسن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد مكر بي هذا الكلب الملعون ثم إنه وقف على قدميه والتفت يميناً وشمالاً"وايضا :"وأما ما كان من أمر ولدها حسن مع الأعجمي، فإن الأعجمي كان مجوسياً وكان يبغض المسلمين كثيراً وكلما قدر على أحد من المسلمين يهلكه وهو خبيث لئيم كيماوي كما قال فيه الشاعر:
هو الكلب وابن الكلب والكلب جده = ولا خير في كلب تناسل من كلب
وكان اسم ذلك الملعون بهرام المجوسي، وكان له في كل سنة واحد منالمسلمين يأخذه ويذبحه على مطلب"
ووصف المجوسى بالكلب هو تحقير للكلب لكون هذا كافر والكلب مسلم وقد اعتقدت العامة فى حقارة الكلب بسبب الأحاديث المحرفة التى تقول بنجاسته وغسل ما يشرب فيه سبع مرات احداهن بالتراب مع أن الله جعله حارسا لأهل الكهف وأباح أن تصيد الكلاب الحيوانات للناس فى سورة المائدة وأن يأكلوا ما اصطادته بلا تطهير وأيضا مع أن الله وصف كل خلقه بالحسن فقال بسورة السجدة " الذى أحسن كل شىء خلقه "
2- وصف المؤلف إحدى نساء الكفار فى حكاية الملك عمر النعمان بأوصاف وهو شواهى "اللعينة كاهنة من الكهان متقنة للسحر والبهتان عامرة مكارة فاجرة غدارة ولها فم وشعر أشهب وظهر أحدب ولون حائل ومخاط سائل" وبالطبع الوصف بالفجر يعنى ارتكاب الفاحشة وهو ما اتهمها به المؤلف فى موضع أخر بأنها كانت سحاقية تكره بعض النساء على ممارسة الزنى معها وأيضا ذمها بما لم تصنعه فى نفسها من حدب الظهر والشعر الأشهب فهذه خلقة الله ولا يجوز أن يعاب المخلوق بها لأن الله خلقه هكذا اختبارا له ولمن حوله كما قال تعالى بسورة الأنبياء " ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
وقد تكرر وصف المرأة فى نفس الحكاية :
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما قالت لها: أصارعك حقيقة قالت لها: قومي للصراع إن كان لك قوة، فلما سمعت العجوز منها اغتاظت غيظاً شديداً وقام شعر بدنها كأنه شعر قنفذ وقامت لها الجارية فقالت لها العجوز: وحق المسيح لا أصارعك إلا وأنا عريانة يا فاجرة، ثم إن العجوز أخذت منديل حرير بعد أن فكت لباسها وأدخلت يديها تحت ثيابها ونزعتها من فوق جسدها ولمت المنديل وشدته في وسطها فصارت كأنها عفرية معطاء أو حية رقطاء ثم انحنت على الجارية وقالت لها: افعلي كفعلي كل هذا وشركان ينظر إليهما، ثم إن شركان صار يتأمل في تشويه صورة العجوز ويضحك"
التعبيرات "وقام شعر بدنها كأنه شعر قنفذ" و"كأنها عفرية معطاء أو حية رقطاء" تشبيهات لتلك المرأة بالحيوان وكما قلنا إن الحيوان حسب شريعة الله له مسلم فهو مسلم كما قال تعالى " وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها " وأما المرأة فهى من الناس وهم كفار أو مسلمون ولا يجوز تشبيه كافر بمسلم هو الحيوان هنا والأسلم وصفها بالمكر بدلا من تشبيهها بالحية وهكذا لأن تلك الأوصاف هى إهانة للحيوانات فى غالبها
3-تشويه صورة الأخر بذكر أفعال مكروهة مذمومة لتكريه الناس فى دينهم مثل اتهام الرهبان والبطارقة بعمل خرءهم بخور يشتريه الملوك والعامة ويستعملونه بعد مزجه بالعنبر والمسك فى الأفراح والكحل والدواء وقد ورد هذا فى حكاية الملك عمر النعمان فى قول المؤلف :
"وكان البخور الذي أراده أخوه البطريق الكبير ذو الإنكار والنكير فإنهم كانوا يتنافسون فيه ويستحسنون مساويه حتى كانت أكابر بطارقة الروم يبعثونه إلى سائر أقاليم بلادهم في خرق من الحرير ويمزجونه بالمسك والعنبر فإذا وصل خراؤه إلى الملوك يأخذون منه كل درهم بألف دينار حتى كان الملوك يرسلون في طلبه من أجل بخور العرائس وكانت البطارقة يخلطونه بخرائهم فإن خره البطريق الكبير لا يكفي عشرة أقاليم وكان خواص ملوكهم يجعلون قليلاً منه في كحل العيون ويداوون به المريض والمبطون"
وهذا الكلام لم يره أحد وإن كان ليس محالا ولكن الأخر يستعمل أى كلام لتكريه الناس فى أديان الأخرين وعندنا فى قريتنا انتشرت خرافات مثل هذا نتيجة وجود النصارى فى القرية مثل أن القس لابد أن يدخل بالعروس قبل زوجها
وقد تكرر هذا الأمر فى حكاية علاء الدين أبى الشامات حيث نسب لأحد الشيعة أنه كتب على كعبي قدميه اسم الشيخين أبو عمر وعمر فهو تحقيرا لهم يدوس بهم فى التراب تحقيرا لهم ورفضا لخلافتهم وبالقطع هذا أمر مع أن من الممكن حدوثه لكن ذكره فى الحكاية الهدف منه هو تكريه السنة فى الشيعة لاحتقارهم أبو بكر وعمر حتى ولو كان هذا لم يحدث فى الحقيقة وهو قول المؤلف :
فنزل الخليفة ومعه الوزير جعفر إلى جهة المشنقة ثم رفع طرفه فرأى المشنوق غير علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقال الخليفة: هذا ما هو علاء الدين فقال له: كيف عرفت أنه غيره? فقال: إن علاء الدين كان قصيراً وهذا طويل فقال له: إن المشنوق يطول، فقال إن علاء الدين كان أبيض وهذا وجهه أسود فقال له: أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الموت له غبرات? فأمر بتنزيله من فوق المشنقة فلما أنزلوه وجد مكتوباً على كعبيه الاثنين اسما الشيخين فقال له: يا وزير إن علاء الدين كان سنياً وهذا رافضي فقال له: سبحان الله علام الغيوب ونحن لا نعلم هل هذا علاء الدين أو غيره فأمر الخليفة بدفنه وصار نسياً منسياً. هذا ما كان من أمره."
4- السخرية من الأخر كما فى حكاية علاء الدين ابا الشامات حيث قال المؤلف :
"فقال أحمد الدنف لحسن شومان: خل بالك وإذا سأل عني الخليفة فقل له: أنه راح يطوف على البلاد ثم أخذه وخرج من بغداد ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى الكروم والبساتين فوجدا يهوديين من عمال الخليفة راكبين على بغلتين فقال أحمد الدنف لليهوديين: هاتوا الغفر فقال اليهوديان: نعطيك الغفر على أي شيء? فقال لهما? أنا غفير هذا الوادي فأعطاه كل منهما مائة دينار وبعد ذلك قتلهما أحمد الدنف وأخذ البغلتين في خان وباتا فيه."
هنا سخر الدنف المسلم بالاسم من اليهود دون أن يسخروا منه أو يقوموا بعمل عدائى ضده وقام بنهب مالهم وقتلهم وهو ما يناقض وجوب الإحسان للآخر المعاهد كما فى قوله تعالى"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهموتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
وفى حكاية معروف قال المؤلف بأن الأولاد كانوا يسخرون من النصارى بدخول كنيستهم وسرقة كتبهم وبيعها وهو أمر الغرض منه تعويد الأولاد على السخرية من الأخر وهو قوله :
"قال: وأما علي فأنه كان رفيقي ونحن صغار وكنت دائماً ألعب أنا وإياه وبقينا نروح بصفة أولاد النصارى وندخل الكنيسة ونسرق كتب النصارى ونبيعها ونشتري بثمنها نفقة، فاتفق في بعض المرات أن النصارى رأونا وأمسكونا بكتاب فاشتكونا إلى أهلنا وقالوا لأبيه: إذا لم تمنع ولدك من آذانا شكوناك إلى الملك فأخذ بخاطرهم وضربه علقة "
5- تجهيل الأخر وهو وصفه بالجهل فالرافضى وهو الشيعى أعلن أنه غير مسلم وهو ما يعنى أنه كافر مع أن الشيعة كالسنة كلاهما يقول بأنه مسلم أو هو المسلم وحده ومن ثم فالمؤلف هنا قصد وصف الشيعة بالجهل فى الدين تكريها للناس فى مذهبهم وهو قول المؤلف فى حكاية علاء الدين أبى الشامات :
"نزلوا على ظهور الخيل وقعدوا على الكراسي وأمر الخليفة بإحضار الذي ضرب الأكرة فلما حضر بين يديه قال له: من أغراك على هذا الأمر وهل أنت عدو أم حبيب? فقال له: أنا عدو وكنت مضمر قتلك فقال: ما سبب ذلك أما أنت مسلم? فقال: لا وإنما أنا رافضي فأمر الخليفة بقتله وقال لأصلان: تمن علي فقال له: أتمنى عليك أن تأخذ لي ثأر أبي من قاتله فقال له: إن أباك حي وهو واقف على رجليه فقال له: من هو أبي? فقال له: الأمير خالد الوالي فقال له: يا أمير المؤمنين ما هو أبي إلا في التربية وما والدي إلا علاء الدين أبي الشامات"
6- نشر الاعتقادات الخاطئة فمثلا فى قريتنا انتشرت مقولة أن الله أعطى النصارى المال والجمال بسبب وجود النصارى فيها وهنا قام المؤلف وفى العديد من الحكايات بتقديم نساء الأخرين خاصة النصارى على كونهن مثال للحسن والجمال كإبريزة وصفية ولم يصف إلا القليل منهم كشواهى بغير ذلك وهنا فى حكاية أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمامنلاحظ ما ساد فى الاعتقاد الشعبى من خلال قول المؤلف :
"وقلت له: أخبرني سبب إسلامك? فقال: إنه من أعجب العجائب وذلك أن جماعة من زهاد المسلمين مروا في القرية التي فيها ديرنا فأرسلوا شاباً يشتري لهم طعاماً فرأى في السوق جارية نصرانية تبيع الخبز وهي من أحسن النساء صورة فلما نظر إليها فتن بها وسقط على وجهه مغشياً عليه." فالمرأة النصرانية فاتنة جعلت المسلم يغمى عليه من فرط جمالها
وفى حكاية تودد قال المؤلف :
"فسار إلى الملك وأخبره، فحضه الملك على إكرامي فبقيت اختلف إليها سبعة أيام فقالت: يا أباإسحق متى تكون الهجرة إلى دار الإسلام? فقلت: كيف يكون خروجك ومن يتجاسر عليه? فقالت: الذي أدخلك علي وساقك إلي فقلت: نعم ما قلتوقال: ادخل فدخلت فإذا بيت مبسوط بأنواع الرياحين وستر مضروب في زاويته ومن خلفه أنين ضعيف يخرج من هيكل نحيف فجلست بإزاء الستر وأردت أن أسلم فتذكرت قوله صلى الله عليه وسلم: لا تبدؤا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه فأمسكت فنادت من داخل الستر: أين سلام التوحيد والإخلاص يا خواص? قال: فتعجبت من ذلك"
فهنا يذكرون حديثا يناقض القرآن حيث يأمر بأذى أهل الذمة مع أن الله يقول ""لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهموتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
وهو يناقض حديث أخر منسوب للنبى(ص) يقول " من آذى ذميا فقد آذانى "
7- الافتراء على الأخر ونسبة كلام له لتأييد دين المفترى وقد قام المؤلف بنسبة كلام لليهود عن محمد (ص) لتأييد الإسلام مثل أنه سيد الأولين والأخرين مع أن المسلمين يقولون كما فى سورة البقرة " لا نفرق بين أحد من رسله " كما أنه لا يوجد سادة فى الأخرة فالكل عبيد كما قال تعالى بسورة مريم "إن كل من فى السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا " فمحمد (ص)عبد لله ككل الخلق والأحاديث المنسوبة للنبى(ص) بعضها يقر بأفضلية غيره عليه كما فى قولهم " يا خير البرية قال ذاك إبراهيم " وفى قول أخر " لا ينبغى لأحد أن يقول أنه أفضل من يونس بن متى "وهو ما يناقض الأحاديث الأخرى مثل "أنا سيد ولد آدم ولا فخر "
ومؤلف ألف ليلة وليلة افترى على اليهود فقال فى حكاية حاسب كريم الدين:
"اعلم يا حاسب أنه كان بمدينة مصر ملك من بني إسرائيل، وكان له ولد اسمه بولقيا وكان هذا الملك عالماً عابداً مكباً على قراءة كتب العلم فلما ضعف وأشرف على الموت، طلعت له أكابر دولته ليسلموا عليه، فلما جلسوا عنده وسلموا عليه قال لهم. يا قوم اعلموا أنه قد دنا رحيلي من الدنيا إلى الآخرة وما لي عندكم شيء أوصيكم به إلا ابني بلوقيا فاستوصوا به، ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وشهق شهقة ففارق ال دنيا رحمة الله عليه، فجهزوه وغسلوه ودفنوه وأخرجوه خرجة عظيمة، وجعلوا ولده سلطاناً عليهم وكان ولده عادلاً في الرعية واستراحت الناس في زمانه، فاتفق في بعض الأيام أنه فتح خزائن أبيه ليتفرج فيها ففتح خزانة من تلك الخزائن فوجد فيها صورة باب ففتحه فإذا هي خلوة صغيرة، وفيها عامود من الرخام الأبيض وفوقه صندوق من الأبنوس، فأخذه بلوقيا وفتحه فوجد فيه صندوقاً آخر من الذهب ففتحه فرأى فيه كتاباً ففتحه وقرأه فرأى فيه صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يبعث في آخر الزمان وهو سيد الأولين والآخرين.
فلما قرأ بلوقيا هذا الكتاب وعرف صفات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تعلق قلبه بحبه، ثم إن بلوقيا جمع أكابر بني إسرائيل من الكهان والأحبار والرهبان وأطلعهم على ذلك الكتاب وقرأه عليهم وقال لهم: يا قوم ينبغي أن أخرج أبي من قبره وأحرقه"
وتكرر الأمر فى حكاية ابو صير وأبو قير حيث افترى أبو قير على سلطان النصارى أنه أجر صاحبه لسم سلطان البلاد حيث قال :
"فقال أبو قير: اعلم يا ملك الزمان أنك إن دخلته بعد هذا اليوم فأنك تهلك، فقال له: لأي شيءٍ? فقال له: إن الحمامي عدوك وعدو الدين فأنه ما حملك على إنشاء هذا الحمام إلا لأن مراده أن يدخل عليك فيه السم، فأنه صنع لك شيئاً وإذا دخلته يأتيك به ويقول لك: هذا دواء كل من دهن به نفسه يرمي الشعر منه بسهولةٍ وليس هو بدواء بل هو داءٌ عظيمٌ وسمٌ قاتلٌ وأن هذا الخبيث قد وعده سلطان النصارى أنه إن قتلك يفك له زوجته وأولاده من الأسر فإن زوجته وأولاده مأسورين عند سلطان النصارى وكنت مأسوراً معه في بلادهم ولكن أنا فتحت مصبغةً وصبغت لهم حوائجهم فاستعطفوا علي قلب الملك."
8-اتهام الأخر بممارسة الفواحش كما فى حكاية مسرور التاجر مع زين المواصفحيث قال المؤلف :
"فغضبت زين المواصف وقالت: تحضرني قدام رجلٍ غريب أجنبي أعوذ بالله ولو قطعتني قطعاً ما أحضر قدامه فقال لها زوجها: لأي شيءٍ تستحين منه وهو نصراني ونحن يهود ونصير أصحاباً فقالت: أنا ما أشتهي أن أحضر قدام الرجل الأجنبي الذي ما نظرته عيني قط ولا أعرفه، فظن زوجها أنها صادقةٌ في قولها ولم يزل يعالجها حتى قامت وتلفلفت وأخذت الطعام وخرجت إلى مسرور ورحبت به فأطرق رأسه إلى الأرض كأنه مستحٍ، فنظر إلى إطراقه وقال: لا شك إن هذا زاهدٌ فأكلوا كفايتهم، ثم رفعوا الطعام وقدموا المدام فجلست زين المواصف قبال مسرور وصارت تنظره وينظرها إلى أن مضى النهار، فانصرف مسرور إلى منزله والتهبت في قلبه النار وأما زوج زين المواصف فإنه صار مفتكر في لطف صاحبه وفي حسنه."
9- الأخر الخيالى وهو أخر تنسب له أمور خيالية كما فى الأخر فى عالم البحار فى حكاية عبد الله البرى وعبد الله البحرى حيث قال المؤلف :
"وكذلك جميع مدائن البحر على هذه الضفة فأن كل من أراد أن يصنع له بيتاً يروح إلى الملك ويقول له: أريد أن أتخذ بيتاً في المكان الفلاني فيرسل معه الملك طائفةً من السمك تسمى النقارين ويجعل كراهم شيئاً معلوماً من السمك ولهم مناقر تفتت الحجر الجلمود فيأتون إلى الجبل الذي أراده صاحب البيت وينقرون في البيت وصاحب البيت يصطاد لهم السمك ويلقمهم حتى تتم المغارة فيذهبون وصاحب البيت يسكنه، وجميع أهل البحر على هذه الحالة لا يتعاملون مع بعضهم ولا يخدمون بعضهم إلا بالسمك وكلهم سمك....
فقال له عبد الله البحري: العفو يا أخي فأن الذي لا ذنب له غير موجودٍ عندنا وإذا وجد من غير ذنبٍ يأخذه السلطان ليضحك عليه ولكن يا أخي لا تؤاخذ هؤلاء الأولاد الصغار والمرأة فأن عقولهم ناقصةٌ ثم صرخ عبد الله البحري على عياله وقال لهم: اسكتوا فخافوا منه وسكتوا وجعل يأخذ بخاطره فبينما هو يتحدث معه وإذا بعشرة أشخاصٍ كبارٍ شدادٍ غلاظٍ أقبلوا عليه وقالوا: يا عبد الله أنه بلغ الملك أن عندك أزعر من البر، قال: نعم...فقال البحري: ليس عندهم عرسٌ وإنما مات عندهم ميتٌ فقال له: وهل أنتم إذا مات عندكم ميت تفرحون له وتغنون وتأكلون? قال: نعم وأنتم يا أهل البر ماذا تفعلون? قال البري: إذا مات عندنا ميت نحزن عليه ونبكي والنساء يلطمن وجوههن ويشققن جيوبهن حزناً على من مات فحملق عبد الله البحري عينيه في عبد الله البري وقال له: هات الأمانة فأعطاها له ثم أخرجه إلى البر وقال له: قد قطعت صحبتك وودك فبعد هذا اليوم لا تراني ولا أراك"
* ahl-alqurancom