نقوس المهدي
كاتب
تنبهت المؤلفة القلماوي في رسالتها ( بحثها)، إلى الأجزاء المفحشة من الليالي والتي تثور ثائرة المتشددين الإسلاميين عليها، وقررت:
«بعد أن تأملت أمر هذه الأجزاء المفحشة من الليالي، لاح لي أنها قليلة، إذا تصورنا أنه بسببها وصم الكتاب وصمة نفته عن جمهور القراء من طبقات معينة في الشرق عامة ومصر خاصة، والواقع أن حشر بعض هذا الوصف ظاهر الافتعال، كان يمكن أن يستغني عنه القاص فلا تضر قصته بذلك شيئا. وأن حشر بعض هذه المواقف كموقف الفحش في قصة قمر الزمان، المكرر في قصة علي شار وزمردة الجارية، يمثل ذوق العامة في عصر معين، وهو قد فصل فيه قاص متأخر، وأكبر ظني أنه كان في أصله مجرد تنويه أو إشارة استغلت في ما بعد لسرد هذه التفاصيل». وحاولت المؤلفة التدليل على أن أصول ألف ليلة وليلة عربية، ولم تؤثر بعض المفردات والحكايات التي تسربت إليها في إلغاء هويتها العربية، موضحة أن المناخ العربي الإسلامي واضح فيها أشد الوضوح، من خلال تناول الشخصيات في الحكايات آيات القرآن الكريم وذكره والتوكل عليه في كل نائبة، والامتثال للدين الإسلامي والسعي وراء الحق ونبذ الباطل.
كما تشير القلماوي إلى أن الفن الإسلامي ترك في ألف ليلة وليلة أكبر مميزاته، بل أكبر مميزات الفن العربي والمصري على السواء، وهو التكرار، لافتة إلى أن الدين أثر تأثيرا غير مباشر على القصص، وإلى أنه كان أثر الأدب العربي في الليالي، وتقول في هذا الخصوص:
«كان أثرا ضعيفا إذا قيس بأثر الدين، فقد كان أثراً حول القصص أكثر مما كان في صلب الكتاب نفسه، لجأ إليه القاص لا في موضوعات القصص الأصلية وإنما في وسائل إطالتها أو إطالة الكتاب، على كل حال لجأ إليه في إدخال الشعر الكثير الذي زين به قصصه ولجأ إليه في إدخال بعض الموضوعات لإطالة القصة، ولجأ إليه في إطالة بعض المواقف». وأفردت المؤلفة لكل من الموضوعات التالية فصلا مستقلا في كتابها: الخوارق، الدين، الخلقة، الحيوان، التاريخ، الحياة الاجتماعية، المرأة.
وقد عالجت الرؤية التي حملتها القصص حولها، وفي ما يخص المرأة رأت أنه يمكن حصر صورة المرأة في الليالي في بابين: باب استمدت صوره من واقع الحياة الاجتماعية للتجار، وباب استمدت صوره من خيال صبغ صبغاً قوياً بواقع هذه الحياة، وللمرأة، حسب قلماوي، في القصص دوران الأول: الحب، والثاني: الكيد.
وتنتهي المؤلفة إلى أن المرأة ظهرت في كل قصة من قصص الليالي تلعب دورها وتكون عنصرا مهما، إن لم يكن الأهم في تسيير دفة الحوادث فيها، ذلك أن الكتاب صور الحياة الخاصة لأبطاله وسامعيه أكثر من تصويره أي شيء آخر، وفي تلك الحياة تحتل المرأة المقام الأول في ما يحدث من أحداث وما يثار فيها من عواطف.
وترى القلماوي أن النسخة المصرية من الكتاب جمعها مؤلف مصري، وأدخل فيها تحويراً أو تعديلاً في الجمع، وفي الأسلوب طبعها في جملتها بالطابع المصري، ثم أضيفت إليها قصص جديدة، وحذفت منها قصص أخرى، ولهذا اختلفت النسخ في عدد القصص وترتيبها، وإن اتفقت كلها في جوهر الكتاب، مؤكدة أن أن أهم طبعة لقصص الليالي هي طبعة بولاق التي طبعت في مصر، والتي اعتمدت على نسخة هندية أصلها مصري، طبعت في كلكتا سنة 1833، ومن هذه الطبعة خرجت معظم الطبعات المتعددة.
الكتاب: ألف ليلة وليلة
تأليف: د. سهير القلماوي
الناشر: سلسلة ذاكرة الكتابة ـ الهيئة العامة لقصور الثقافة - طبعة 2010
الصفحات: 464 صفحة
القطع: المتوسط
«بعد أن تأملت أمر هذه الأجزاء المفحشة من الليالي، لاح لي أنها قليلة، إذا تصورنا أنه بسببها وصم الكتاب وصمة نفته عن جمهور القراء من طبقات معينة في الشرق عامة ومصر خاصة، والواقع أن حشر بعض هذا الوصف ظاهر الافتعال، كان يمكن أن يستغني عنه القاص فلا تضر قصته بذلك شيئا. وأن حشر بعض هذه المواقف كموقف الفحش في قصة قمر الزمان، المكرر في قصة علي شار وزمردة الجارية، يمثل ذوق العامة في عصر معين، وهو قد فصل فيه قاص متأخر، وأكبر ظني أنه كان في أصله مجرد تنويه أو إشارة استغلت في ما بعد لسرد هذه التفاصيل». وحاولت المؤلفة التدليل على أن أصول ألف ليلة وليلة عربية، ولم تؤثر بعض المفردات والحكايات التي تسربت إليها في إلغاء هويتها العربية، موضحة أن المناخ العربي الإسلامي واضح فيها أشد الوضوح، من خلال تناول الشخصيات في الحكايات آيات القرآن الكريم وذكره والتوكل عليه في كل نائبة، والامتثال للدين الإسلامي والسعي وراء الحق ونبذ الباطل.
كما تشير القلماوي إلى أن الفن الإسلامي ترك في ألف ليلة وليلة أكبر مميزاته، بل أكبر مميزات الفن العربي والمصري على السواء، وهو التكرار، لافتة إلى أن الدين أثر تأثيرا غير مباشر على القصص، وإلى أنه كان أثر الأدب العربي في الليالي، وتقول في هذا الخصوص:
«كان أثرا ضعيفا إذا قيس بأثر الدين، فقد كان أثراً حول القصص أكثر مما كان في صلب الكتاب نفسه، لجأ إليه القاص لا في موضوعات القصص الأصلية وإنما في وسائل إطالتها أو إطالة الكتاب، على كل حال لجأ إليه في إدخال الشعر الكثير الذي زين به قصصه ولجأ إليه في إدخال بعض الموضوعات لإطالة القصة، ولجأ إليه في إطالة بعض المواقف». وأفردت المؤلفة لكل من الموضوعات التالية فصلا مستقلا في كتابها: الخوارق، الدين، الخلقة، الحيوان، التاريخ، الحياة الاجتماعية، المرأة.
وقد عالجت الرؤية التي حملتها القصص حولها، وفي ما يخص المرأة رأت أنه يمكن حصر صورة المرأة في الليالي في بابين: باب استمدت صوره من واقع الحياة الاجتماعية للتجار، وباب استمدت صوره من خيال صبغ صبغاً قوياً بواقع هذه الحياة، وللمرأة، حسب قلماوي، في القصص دوران الأول: الحب، والثاني: الكيد.
وتنتهي المؤلفة إلى أن المرأة ظهرت في كل قصة من قصص الليالي تلعب دورها وتكون عنصرا مهما، إن لم يكن الأهم في تسيير دفة الحوادث فيها، ذلك أن الكتاب صور الحياة الخاصة لأبطاله وسامعيه أكثر من تصويره أي شيء آخر، وفي تلك الحياة تحتل المرأة المقام الأول في ما يحدث من أحداث وما يثار فيها من عواطف.
وترى القلماوي أن النسخة المصرية من الكتاب جمعها مؤلف مصري، وأدخل فيها تحويراً أو تعديلاً في الجمع، وفي الأسلوب طبعها في جملتها بالطابع المصري، ثم أضيفت إليها قصص جديدة، وحذفت منها قصص أخرى، ولهذا اختلفت النسخ في عدد القصص وترتيبها، وإن اتفقت كلها في جوهر الكتاب، مؤكدة أن أن أهم طبعة لقصص الليالي هي طبعة بولاق التي طبعت في مصر، والتي اعتمدت على نسخة هندية أصلها مصري، طبعت في كلكتا سنة 1833، ومن هذه الطبعة خرجت معظم الطبعات المتعددة.
الكتاب: ألف ليلة وليلة
تأليف: د. سهير القلماوي
الناشر: سلسلة ذاكرة الكتابة ـ الهيئة العامة لقصور الثقافة - طبعة 2010
الصفحات: 464 صفحة
القطع: المتوسط