نقوس المهدي
كاتب
أشربْ على ورد الخدود وغنّني
وسقيتَ كأس البين إن لم تسقني
واسرح سوام اللحظ بين رياضها
وحذار من فتكات تلك الأعينِ
النَّاعساتِ تظنهنَّ ضعائفاً
وسيوفها تجني على من يجتني
والآنساتِ المائساتِ معاطفاً
فالبان ذو خجل لديها بيّنِ
ما تلكم الأردافَ تحت قدودها
لكنها الكثبان تحت الأغصنِ
كلفني يهيفٍ كم بذلتُ لهنَّ من
دمعٍ كأيام الصُّدود ملَّونِ
كم سار من شمس تولّت في الضحى
عنّي ومن قمرٍ سرى في موهنِ
وأغنَّ أغيد كالغزال أحمَّ لدْ
نِ القدِ كالخطّي أجيد أعينِ
جفني الذي يرد الكرى متأسّناً
كلفٌ بفاتر جفنه المتوسنِ
ولقد زنت عيني برؤية غيره
جهلاً ورجمُ الدمع حدُّ المحصنِ
لم يبقَ في قلبي مكاناً حبُّهُ
فإذا منيتُ بحادثٍ لم أحزنِ
ولقد كتمت الحب عن عذَّاله
لكن لسان الدمع ليس بألكنِ
رشأٌ إلى قلبي مسيءٌ محسنٌ
باللحظ فاعجب للمسيء المحسنِ
أشكو إليه ما أقاسي منه من
قلبٍ له قاسٍ وعطف ليّنِ
يا للرجال لفاقدٍ ذي صبوةٍ
ظعنَ الفؤاد وجسمه لم يظعنِ
أسوانَ دلّهِ بالنَّوى بعد الهوى
فلو أنَّه وجد المنى لم يفطنِ
ولقد منعت من السلو وسهله
فمشيتُ في نهج الغرام الأخشنِ
فلو أطَّلعتَ على الضَّنى لعجبتَ من
حيٍّ كميتٍ في الثياب مكفَّنِ
أسرفتَ يا برحَ السقام فلا تطلْ
وجريت يا خيلَ المدامع فاسكني
واكفف عذولُ عن الملامة مسعداً
فلربَّ يوم قلتُ فيه لك أكفني
وعذلتي لمّاً ظننت فراقهم
هيناً وما خطبُ الفراق بهيّنِ
وأعد على سمعي لذيذ حديثهم
فلطالما لحديثهم اطربتني
سالمْ فما أغناك حربك مسمعي
وإذا عجزتَ عن الإساءة فأحسنْ
ولربَّ يوم غاب فيه رقيبنا
ومزاجنا ماء الغمام المدجنِ
حيثُ الغديرُ وقد أجادت نقشهُ
كفُّ النسيم ومرُّها في جوشنِ
وغصونُ دوح النَّيربين يهزُّها
نغم القماري بالغناء المحسنِ
من كل لدنٍ كالفوام يميل من
مرح الشباب إلى الدلال فينثني
ما بين ثغرٍ للأقاح مفلّج
وجبينِ نهرٍ بالنَّسيم مغضَّنِ
ووجوهُ هاتيك الرياضِ سوافرٌ
غيدٌ تزان من المياه بأعينِ
والأرض تجلى في رداء أخضر
والجو يبرز في قناعٍ أدكنِ
وسقيتَ كأس البين إن لم تسقني
واسرح سوام اللحظ بين رياضها
وحذار من فتكات تلك الأعينِ
النَّاعساتِ تظنهنَّ ضعائفاً
وسيوفها تجني على من يجتني
والآنساتِ المائساتِ معاطفاً
فالبان ذو خجل لديها بيّنِ
ما تلكم الأردافَ تحت قدودها
لكنها الكثبان تحت الأغصنِ
كلفني يهيفٍ كم بذلتُ لهنَّ من
دمعٍ كأيام الصُّدود ملَّونِ
كم سار من شمس تولّت في الضحى
عنّي ومن قمرٍ سرى في موهنِ
وأغنَّ أغيد كالغزال أحمَّ لدْ
نِ القدِ كالخطّي أجيد أعينِ
جفني الذي يرد الكرى متأسّناً
كلفٌ بفاتر جفنه المتوسنِ
ولقد زنت عيني برؤية غيره
جهلاً ورجمُ الدمع حدُّ المحصنِ
لم يبقَ في قلبي مكاناً حبُّهُ
فإذا منيتُ بحادثٍ لم أحزنِ
ولقد كتمت الحب عن عذَّاله
لكن لسان الدمع ليس بألكنِ
رشأٌ إلى قلبي مسيءٌ محسنٌ
باللحظ فاعجب للمسيء المحسنِ
أشكو إليه ما أقاسي منه من
قلبٍ له قاسٍ وعطف ليّنِ
يا للرجال لفاقدٍ ذي صبوةٍ
ظعنَ الفؤاد وجسمه لم يظعنِ
أسوانَ دلّهِ بالنَّوى بعد الهوى
فلو أنَّه وجد المنى لم يفطنِ
ولقد منعت من السلو وسهله
فمشيتُ في نهج الغرام الأخشنِ
فلو أطَّلعتَ على الضَّنى لعجبتَ من
حيٍّ كميتٍ في الثياب مكفَّنِ
أسرفتَ يا برحَ السقام فلا تطلْ
وجريت يا خيلَ المدامع فاسكني
واكفف عذولُ عن الملامة مسعداً
فلربَّ يوم قلتُ فيه لك أكفني
وعذلتي لمّاً ظننت فراقهم
هيناً وما خطبُ الفراق بهيّنِ
وأعد على سمعي لذيذ حديثهم
فلطالما لحديثهم اطربتني
سالمْ فما أغناك حربك مسمعي
وإذا عجزتَ عن الإساءة فأحسنْ
ولربَّ يوم غاب فيه رقيبنا
ومزاجنا ماء الغمام المدجنِ
حيثُ الغديرُ وقد أجادت نقشهُ
كفُّ النسيم ومرُّها في جوشنِ
وغصونُ دوح النَّيربين يهزُّها
نغم القماري بالغناء المحسنِ
من كل لدنٍ كالفوام يميل من
مرح الشباب إلى الدلال فينثني
ما بين ثغرٍ للأقاح مفلّج
وجبينِ نهرٍ بالنَّسيم مغضَّنِ
ووجوهُ هاتيك الرياضِ سوافرٌ
غيدٌ تزان من المياه بأعينِ
والأرض تجلى في رداء أخضر
والجو يبرز في قناعٍ أدكنِ