نقوس المهدي
كاتب
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ = قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ
كأنما الحسنُ رأى وجهَه = إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه = وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ = المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت = وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ = واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا = كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى = صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً = بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً = أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها = قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ = قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها = دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً = ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا = لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه = لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه = أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً = يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا = يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ = فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها = نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى = وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما = يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما = يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا = أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى = به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه = فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا = مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على = حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ = تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه
كأنما الحسنُ رأى وجهَه = إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه = وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ = المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت = وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ = واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا = كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى = صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً = بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً = أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها = قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ = قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها = دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً = ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا = لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه = لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه = أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً = يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا = يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ = فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها = نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى = وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما = يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما = يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا = أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى = به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه = فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا = مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على = حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ = تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه