نقوس المهدي
كاتب
إن مفهوم "خدش الحياء" هو من المفاهيم التي أزاحتها سلطة الثقافة الاجتماعية الحاكمة في كثير من المفاهيم السائبة، ونصّبت هذا المفهوم الغامض برجا لمراقبة كل ما نعتقده هو خارق للمنظومة الأخلاقية التي أسست تحت سلطة الدين وإرث العرق وتقاليد الجماعات،
وأصبحت مشاهدة لقطة القبلة العابرة وما ينطوي من تعبير عميق خلفها، وكذلك الكتابة العميقة بالأحاسيس عن أسرار لعبة الفراش والجسد هي خدشا للذوق العام أو المجتمع، وربما يستطيع أي شخص مقاضاة الكاتب أو المخرج والممثل تحت القبة الحديدية لمنظومة خدش الحياء الزائفة. حتى أصبح هاجسا معطّلا للكتابة الإبداعية في بلدان الشرق الكئيب. ولا يمكن التخلص من هذا المفهوم بسهولة أثناء ممارسة الكتابة أو في صناعة الفلم، فثمة هراوة قامعة ومتجبرة باسم خدش الحياء وتفكير في التخلص من هذا المأزق الذي يحرف بوصلة الابداع. ربما هيمنت هذه السلطة في لا وعي الأديب والفنان الشرقي تحت ظل المظلة العربية/ والإسلامية القامعة لفضح المسكوت عنه وأسرار التعبيرات الصادقة والعميقة لعلاقة الجسد بالآخر من خلال المفاهيم العصرية التي تنبّهت لمفهم الجسد كقيمة حسية صادقة ذات علاقة حميمية بالعطاء الروحي، تعمل بالضد من مفاهيم الإبادات الجماعية للاجساد.
إن حركة العقل الغربي المنتج للمفاهيم العصرية المواكبة لموجة التطور المذهل في محالات الحياة العصرية قد عملت بجهد وذكاء على إعادة الاعتبار لحركة ورغبات الجسد ونزواته. ونحن ما زلنا نعيش في فترة الانفصال الحضاري واسع الفجوة بيننا نحن سكان الشرق وبين الغرب كمنتج للحضارة الفاعلة اليوم، فالحضارة الغربية وقيمها الأخلاقية قد عملت على تحرير الجسد بكل طاقاته وثقافته ورغباته ونزواته بعيدا عن مفاهيم خدش الحياء التقليدية، لكنها بالمقابل عملت على تقنين اخلاقي للمشاهدة، فثمة أفلام توضع عليها دائرة فيها رقم معين في زاوية من كادر الفلم تحتاج منا الوقوف عن هذه الحيثية قليلا، فمثلا الرقم الذي وضع في هذه الدائرة يشير لواحد من ثلاثة(+12، +16،+ 18) وتلك الأرقام والعلامات السيميائية هي دالة موجبة لشرائح معدلات الأعمار للصبيان والمراهقين والبالغين فوق عمر ثماني عشرة سنة التي تسمح العائلة بموجبها لأولادها وبناتها للمشاهدة، أما أذا كانت الإشارة +18حيث ترفع القيود على هذه الفئة أسوة بالكبار، بل ويكون مستوى الحياء معطلا لأن الشخص البالغ هو الذي اختار المشاهدة بمحض إرادته.
ثمة مشاهدة فلمية ايروسية تكون المراقبة الصارمة في عدم إشهار تحتانيات الأعضاء الجسدية التناسلية ويكون فيها التركيز عاليا على أعطاء صور رومانسية لمفاهيم جديدة في سر القبل والمداعبات الايروسية والحوارات الحالمة، ليطمغ الفلم أو الفيديو تحت خانة (+12)، أما اذا تعمقت العلاقات الجسدية في شدة الالتحام الروحي والعاطفي على الفراش ولكن أيضا من دون إشهار الأعضاء التناسلية والوقوف على اللاقطات العامة والبعيدة والمستورة بقطعة قماش مع ملاحظة شدة الالتحام الجسدي والإثارة المثلى من التقبيل الفموي للعنق والصدر والأصابع ومناطق أخرى، ويطلق على هذه الفئة بـ (+16)، وهي طبعا تخص فئة المراهقين قبل سن الثامنة عشرة.
وهنا تجدر الإشارة والسؤال، من هو الذي وضع مفاهيم هذه الدرجات في المجتمع الغربي؟ والذي نصفه نحن في كثير من الأحيان وبديماغوجية رثة بالمجتمع المتحلل، وهو عكس كذلك، فثمة مؤسسات ترعى الطفولة وفئات عمرية قلقة والتي سرعان ما تتأثر بالمحتوى، هي التي أجبرت حكومتها على إجبار شركات البورنو ومؤسسات إنتاج الايروس الفلمي والفيدوي على وضع الإشارة الخاصة بالفئة العمرية ليتسنى للعائلة من عدم الاشتراك في قنوات البث التلفزيون المقنن ومشاهدة تلك النوع عندما يتعارض مع فئة الأولاد والبنات الموجودة في الأسرة.
ثمة تغيير على مستوى ثورة الاتصالات وكشف ما هو محظور سابقا ومقنن قد أصبح بلمسة زر للوقوف على أخر تحديثات البورنو في اليوم أو الأسبوع أو الشهر، بل وتغوي في جدولتها ومتاهاتها بعنصر البحث السريع عن نوع الممارسة المطلوبة أو المشتهاة بضخامة الأعضاء مثلا، والمشاهد بكل امبراطورية يريد الاستمتاع في مشاهدة ممتعة بكامل متطلبات الحس الجنسي، وبصورة نظام HD فائق الجودة والنقاوة. ربما أصبح النظام الفئوي للمشاهدة خارج نطاق السيطرة للأسباب المذكورة أعلاه متزامنا في انفلات الانترنيت واجهزة الاندرويد الصغيرة في الآي باد والآي فون الذكية والمستجيبة منذ اللمسة الاولى، لكن بعض الشركات الرصينة التي تبث عبر شبكة القنوات التلفزيونية ما زالت تعمل بالموازين والأنظمة ذاتها.
جريدة تاتوو
وأصبحت مشاهدة لقطة القبلة العابرة وما ينطوي من تعبير عميق خلفها، وكذلك الكتابة العميقة بالأحاسيس عن أسرار لعبة الفراش والجسد هي خدشا للذوق العام أو المجتمع، وربما يستطيع أي شخص مقاضاة الكاتب أو المخرج والممثل تحت القبة الحديدية لمنظومة خدش الحياء الزائفة. حتى أصبح هاجسا معطّلا للكتابة الإبداعية في بلدان الشرق الكئيب. ولا يمكن التخلص من هذا المفهوم بسهولة أثناء ممارسة الكتابة أو في صناعة الفلم، فثمة هراوة قامعة ومتجبرة باسم خدش الحياء وتفكير في التخلص من هذا المأزق الذي يحرف بوصلة الابداع. ربما هيمنت هذه السلطة في لا وعي الأديب والفنان الشرقي تحت ظل المظلة العربية/ والإسلامية القامعة لفضح المسكوت عنه وأسرار التعبيرات الصادقة والعميقة لعلاقة الجسد بالآخر من خلال المفاهيم العصرية التي تنبّهت لمفهم الجسد كقيمة حسية صادقة ذات علاقة حميمية بالعطاء الروحي، تعمل بالضد من مفاهيم الإبادات الجماعية للاجساد.
إن حركة العقل الغربي المنتج للمفاهيم العصرية المواكبة لموجة التطور المذهل في محالات الحياة العصرية قد عملت بجهد وذكاء على إعادة الاعتبار لحركة ورغبات الجسد ونزواته. ونحن ما زلنا نعيش في فترة الانفصال الحضاري واسع الفجوة بيننا نحن سكان الشرق وبين الغرب كمنتج للحضارة الفاعلة اليوم، فالحضارة الغربية وقيمها الأخلاقية قد عملت على تحرير الجسد بكل طاقاته وثقافته ورغباته ونزواته بعيدا عن مفاهيم خدش الحياء التقليدية، لكنها بالمقابل عملت على تقنين اخلاقي للمشاهدة، فثمة أفلام توضع عليها دائرة فيها رقم معين في زاوية من كادر الفلم تحتاج منا الوقوف عن هذه الحيثية قليلا، فمثلا الرقم الذي وضع في هذه الدائرة يشير لواحد من ثلاثة(+12، +16،+ 18) وتلك الأرقام والعلامات السيميائية هي دالة موجبة لشرائح معدلات الأعمار للصبيان والمراهقين والبالغين فوق عمر ثماني عشرة سنة التي تسمح العائلة بموجبها لأولادها وبناتها للمشاهدة، أما أذا كانت الإشارة +18حيث ترفع القيود على هذه الفئة أسوة بالكبار، بل ويكون مستوى الحياء معطلا لأن الشخص البالغ هو الذي اختار المشاهدة بمحض إرادته.
ثمة مشاهدة فلمية ايروسية تكون المراقبة الصارمة في عدم إشهار تحتانيات الأعضاء الجسدية التناسلية ويكون فيها التركيز عاليا على أعطاء صور رومانسية لمفاهيم جديدة في سر القبل والمداعبات الايروسية والحوارات الحالمة، ليطمغ الفلم أو الفيديو تحت خانة (+12)، أما اذا تعمقت العلاقات الجسدية في شدة الالتحام الروحي والعاطفي على الفراش ولكن أيضا من دون إشهار الأعضاء التناسلية والوقوف على اللاقطات العامة والبعيدة والمستورة بقطعة قماش مع ملاحظة شدة الالتحام الجسدي والإثارة المثلى من التقبيل الفموي للعنق والصدر والأصابع ومناطق أخرى، ويطلق على هذه الفئة بـ (+16)، وهي طبعا تخص فئة المراهقين قبل سن الثامنة عشرة.
وهنا تجدر الإشارة والسؤال، من هو الذي وضع مفاهيم هذه الدرجات في المجتمع الغربي؟ والذي نصفه نحن في كثير من الأحيان وبديماغوجية رثة بالمجتمع المتحلل، وهو عكس كذلك، فثمة مؤسسات ترعى الطفولة وفئات عمرية قلقة والتي سرعان ما تتأثر بالمحتوى، هي التي أجبرت حكومتها على إجبار شركات البورنو ومؤسسات إنتاج الايروس الفلمي والفيدوي على وضع الإشارة الخاصة بالفئة العمرية ليتسنى للعائلة من عدم الاشتراك في قنوات البث التلفزيون المقنن ومشاهدة تلك النوع عندما يتعارض مع فئة الأولاد والبنات الموجودة في الأسرة.
ثمة تغيير على مستوى ثورة الاتصالات وكشف ما هو محظور سابقا ومقنن قد أصبح بلمسة زر للوقوف على أخر تحديثات البورنو في اليوم أو الأسبوع أو الشهر، بل وتغوي في جدولتها ومتاهاتها بعنصر البحث السريع عن نوع الممارسة المطلوبة أو المشتهاة بضخامة الأعضاء مثلا، والمشاهد بكل امبراطورية يريد الاستمتاع في مشاهدة ممتعة بكامل متطلبات الحس الجنسي، وبصورة نظام HD فائق الجودة والنقاوة. ربما أصبح النظام الفئوي للمشاهدة خارج نطاق السيطرة للأسباب المذكورة أعلاه متزامنا في انفلات الانترنيت واجهزة الاندرويد الصغيرة في الآي باد والآي فون الذكية والمستجيبة منذ اللمسة الاولى، لكن بعض الشركات الرصينة التي تبث عبر شبكة القنوات التلفزيونية ما زالت تعمل بالموازين والأنظمة ذاتها.
جريدة تاتوو