نقوس المهدي
كاتب
في البدء كان لزاماً عليّ التطهّر من ذنوب المشاهدة والتحديق المستمر لتقديم فكرة مستحدثة عن عراقية البورنو، عن المتخيل خلف الأمكنة السرية لتلاحم الأجساد بدلا عن تنافرها العنيف، فالتطّهر التام بالاغتسال أولا، ثم بدفع "الكفّارة" عما فعلته في خلوة المشاهدة لوحدي حيث عملت جاهدا لتفكيك أفلام فيديوية عراقية الصنع، بعضها فضائحي يتناغم مع فكرة الاغتصاب،
لكنه يباع برخص التراب بترويج صوتي عال دون مواربة، ضمن أقراص مضغوطة معروضة بانساق في بسطات أروقة الباب الشرقي، وتحت عناوين باذخة نحو، "العراقية الماجدة ترضع الآيس كريم/ البغدادية الخجولة / الدكتورة المتمردة /التلميذة الهاربة، وغيرها من عبارات التشويق والعناوين المثيرة للفضول". تلك العناوين التي تنفصل عن متون السرد البصري في محتوى الاقراص ولم تشكل ايقونة لثريا النص البصري، ربما تصدم بفلم ايروتيك هندي أو مقطع لفلم قديم لرعاة البقر، وعليك أن تبلع الخازوق وتصمت فالمباع لا يرجع في الباب الشرجي ولا يستبدل، والبغدادية الخجولة نكتة الموسم مودعا بـ – اشطح يمعود -.
قبل الدخول إلى البورنو العراقي علينا التعرف على فكرة البورنو العالمية، المؤسسة العظيمة في إمكانيتها وفروع شركاتها والتي تضم أكثر من 17 ألف منتسب في فروعها المختلفة، والتحديث اليومي المستمر لنظم الإنتاج البصري لمعظم أفلامها، كذلك المحافظة على متابعة أرشيفها الكبير وتحويله إلى نظام HD فائق الجودة، ثم جدولتها الفائقة وتصنيفها وتبويبها وفق ثيم مستحدثة، كذلك هناك يجري العمل على تسهيل نظم العثور على الفيديو لطالب الحاجة، والبساطة في أقصى غاياتها للعثور ضمن أرفف مكتباتها على منتجات أفلامها عبر سنين طويلة، لا ننسى أن أكثر من نجمة بورنوية ضمن نطاق فهارس البحث وفق الحروف الانكليزية وما عليك سوى ضرب الحرف الأول من نجمة البورنو حتى تنهال العشرات أو المئات وكل واحدة وعدد عملياتها ورصيد أفلامها ونوع القصص المبتكرة والابتكار بطرق الإغواء والفتنة المستحدثة من أعماق الجسد المتاح. يحدث ان النجمة البورنوية تخضع لبورصة المضاربة من قبل شركات أخرى منافسة في السوق الرأسمالي المفتوح في اقتصاد وفنون الجسد والغرائز وطرح كل ما يدعم تقنيات الإثارة وإكسسوارات الاستغناء عن المشاطرة الجنسية أو مثليتها في تحديثات (البوربو) أو ما يسمى بـ(جسد الدمية المطاعة ) وهي تقترب بنموذجها الأخير من الجسد البشري.
تقدمت أكثر من نجمة بورنو(purn) للترشيح إلى برلمان بلدها وحظيت باحترام كبير من قبل ناخبيها، وفعلا انتخبت إحداهن للبرلمان الايطالي في عام 2005. إذن استطيع القول أن البورنو جزء من نتاج الحضارة الغربية، لم تستساغ في مجتمعاتنا بعد إلا في السر المطلق والفردانية المظلمة، ومحاولات الإنتاج العراقي والعربي، ما تزال محاولات خجولة وخارجة عن الأطر المؤسسة لفكرة البورنو العالمي.
إن آيدلوجيا الذكورة والأنوثة لم تكن محاولة تجريدية لمفهوم الإنسانية، بل هي إشهار فاضح لإطلاق المفاهيم الجديدة لحرية النشاط الجسدي العام، وهو إسقاء متقن لعطش الغرائز، وما نتاج شركة بلاي بويPIAY BOY إلا مثالا واضحا لكشف أسرار الـ (69) في التلاحم الجسدي بشطريه، رغم أن الأخيرة انضمت في الأشهر الماضية مجبرة كشركة رائدة للمحتوى الجسدي إلى المركز العالمي للبورنو العالمي، الذي أصبح متحكما ببورصة الأجساد وفنون التمثيل الجسدي الإباحي.
إن التقنيات الحديثة والصادمة لمستوى التطور في البث والتلقي عبر الانترنيت جعل من البورنو أكثر شعبية وتقترب من تطويع الثقافات الجنسية الإباحية لعولمة المفاهيم ونقد مفاهيم الأدلجة الدينية ومحرماتها واتاحة حرية الجسد لنيل الغرائز بيسر، متوافقة مع أنظمة العولمة وجبروت الاشهارات العالمية لتفاصيل الجسد بعالمية الاتاحة الجماهيرية الكبرى، فكبسة الزر الواحدة أو ما تسمى بلمسة الحنان في الهواتف الذكية لتجعل من كنوز البورنو وكل "حوريات العولمة " الواقعية والتي تكاد تلمس بتقنية الHD بين يديك. وأنا ادخل النافذة الأولى من بوابة رئيسية ومن دون حواجز الشفرات السرية، من باب مشاعية المشاهدة للمحرومين، تتنافس مئات حوريات البورنو والتوسل للظهور والرقص والنوم واللعب الجسدي وصولا للقذف المعنوي الافتراضي، ذلك ما يسميه الأولون بـ المستعمر أو الكولينالية الجديدة وفق مفاهيم عرابيها المخذولين، إنه الوهم الجديد للوصول للشرق من خلال إتاحة الجسد وحوريات البورنو، فالتحديث مستمر لغاية الساعة في نظم المشاهدة لآخر المنتجات الجسدية اليومية أو الأسبوعية والشهرية.
*
لم يحصل ذلك في الحلم، انه الواقع الثقيل الذي دخلت منجمه السري، من خلال مفاتيح متاحة لكل عطاشى حوريات البورنو، حتى تحققت الإتاحة المجانية لمشاهدة الموقع العالمي أولا، ثم الدخول والتنزه السياحي بين اللحم البشري المرسوم بدقة وحرفية، ومن نافذة (التاك) للبحث عما هو له صلة ب(arab)، ثم الانتقال للبحث عما هو عراقي خالص مثل لبن اربيل أو كباب البدوي أو مشكّل زرزور.
تنفتح النوافذ تباعا على فيديوات عراقية رغم إن العناوين المسجلة لم تكن دقيقة في الإفصاح عن محتويات الفيديوات المطلوبة. كانت المجموعة كبيرة جدا والاختيار صعبا في انتقاء مادة الدرس والتفكيك. حتى بارت السلع والأقراص المضغوطة في الباب الشرجي بعد مشاهدة مجانية للبورنو العالمي والتخلص من عبء الفضائيات المشفرة وجشعها. البورنو العالمي إتاحة لمن لا إتاحة له.
• لكن الكتابة الاستقصائية مهنة لعينة فيها الكثير من اقتراف الذنوب وقليلا من الشكر. المهمة التي تجعلني أتسلّح بأدواتي الثقافية لتفكيك هذا الفيديو الذي شرعت بالتهام مشاهده، ولا حياء في قراءة البورنو. إن دوران الكاميرا الواحدة لم يعد كافيا في غرفة البورنو وسرير المعاشرة، كذلك اختفاء فن التقطيع لمادة الفلم وغياب ورق السيناريو وعدم إجراء التدريبات الواجبة للتمثيل قبل الشروع في الاكشن، تعتبر من إيقاع فيديو البورنو في الابتذال والقبح والإباحة الرخيصة وانتقاصا من عنصر الجمال وفن صناعته.
تكشف اللقطات الأولى عن إمكانيات بسيطة للكاميرا غير المتطورة، لذلك فقد كان الصوت ضعيفا وغير مفهوم، كذلك اكتشفت أن المصور غير محترف للتصوير بالمقارنة مع منتجي افلام البورنو العالمي، وهو بمهمة مزدوجة بين الممارسة والتصوير معا، فمرة أجد الكاميرا تنحرف نحو تصوير عضوه بديلا عن المهمة القصوى في تصوير أنثى الفيديو، ومرة أخرى أشاهد التذمّر من الحالة برمتها.
• غرفة صغيرة تدل عن تواضع مالكها، ربما تكون في شقة في البتاوين أو غرفة في فندق شعبي في منطقة المسبح أو غرفة في الطابق الثاني لعمارة متهالكة. يعود الصوت بعد مرور نصف شريط الفيديو، السب والشتم من الأنثى المفضوحة ممزوجا مع صوت صهيل سيارة الشرطة يتخلله زعيق أطفال في الغرفة المجاورة. لم يكن الأثاث الموجود ذا جدوى في فضح ما خلف الغرفة البائسة هذه. في فيديو البورنو العراقي لم نجد الممثلة الحسناء التي ترقص أثناء الممارسة، بل ثمة بنت ليل وعاهرة بلسان طويل تحاول حجب وجهها بيدها كلما اتيح لها ذلك، لم تسجل كنجمة ضمن نجمات مؤسسة البورنو العالمية، وذلك بوصفها ضحية مغلوب على أمرها ولم تكن شغوفة بفن التمثيل الإباحي، الأمر الذي يعرض المؤسسة للمقاضاة ووجع الرأس .
ثمة سرير منفرد وطاولة صغيرة ما تبقى عليها نصف قنينة ويسكي بكأسين ونفاضة سكائر وعلبة دخان أجنبية ولباس داخلي أسود نسوي، وفي جهة اليمين نافذة وستارة من النوع الزهري التقليدي وخزانة ملابس من الخشب الرخيص. بينما البنت المسكينة لم يدل على كونها مغتصبة أو في ورطة من أمرها، لكنها مرتبكة وهي تحدق في عين الكاميرا مرة أو تسب وتشتم مرة، كل الدلائل تشير إلى احترافها وممارستها للدعارة كمهنة، لكن رفضها لحركة الكاميرا تدل على رفضها التصوير بكل الأشكال والوضعيات الجنسية، فهي لم تلبث تغطي أفخاذها ومؤخرتها كلما حاول المصور/ البطل الاقتراب أكثر نحو الأجزاء الممنوعة. إنها في ورطة حتمية والمصور الذي قبض الثمن مسبقا كما يبدو يعيش في وضع ارتباك، وأنا المشاهد غير البريء أيضا أعيش في ورطة الكتابة لتفريغ اللقطات في هذه الأسطر، ولا من حوريات في البورنو العراقي مطلقا.
جريدة تاتوو
لكنه يباع برخص التراب بترويج صوتي عال دون مواربة، ضمن أقراص مضغوطة معروضة بانساق في بسطات أروقة الباب الشرقي، وتحت عناوين باذخة نحو، "العراقية الماجدة ترضع الآيس كريم/ البغدادية الخجولة / الدكتورة المتمردة /التلميذة الهاربة، وغيرها من عبارات التشويق والعناوين المثيرة للفضول". تلك العناوين التي تنفصل عن متون السرد البصري في محتوى الاقراص ولم تشكل ايقونة لثريا النص البصري، ربما تصدم بفلم ايروتيك هندي أو مقطع لفلم قديم لرعاة البقر، وعليك أن تبلع الخازوق وتصمت فالمباع لا يرجع في الباب الشرجي ولا يستبدل، والبغدادية الخجولة نكتة الموسم مودعا بـ – اشطح يمعود -.
قبل الدخول إلى البورنو العراقي علينا التعرف على فكرة البورنو العالمية، المؤسسة العظيمة في إمكانيتها وفروع شركاتها والتي تضم أكثر من 17 ألف منتسب في فروعها المختلفة، والتحديث اليومي المستمر لنظم الإنتاج البصري لمعظم أفلامها، كذلك المحافظة على متابعة أرشيفها الكبير وتحويله إلى نظام HD فائق الجودة، ثم جدولتها الفائقة وتصنيفها وتبويبها وفق ثيم مستحدثة، كذلك هناك يجري العمل على تسهيل نظم العثور على الفيديو لطالب الحاجة، والبساطة في أقصى غاياتها للعثور ضمن أرفف مكتباتها على منتجات أفلامها عبر سنين طويلة، لا ننسى أن أكثر من نجمة بورنوية ضمن نطاق فهارس البحث وفق الحروف الانكليزية وما عليك سوى ضرب الحرف الأول من نجمة البورنو حتى تنهال العشرات أو المئات وكل واحدة وعدد عملياتها ورصيد أفلامها ونوع القصص المبتكرة والابتكار بطرق الإغواء والفتنة المستحدثة من أعماق الجسد المتاح. يحدث ان النجمة البورنوية تخضع لبورصة المضاربة من قبل شركات أخرى منافسة في السوق الرأسمالي المفتوح في اقتصاد وفنون الجسد والغرائز وطرح كل ما يدعم تقنيات الإثارة وإكسسوارات الاستغناء عن المشاطرة الجنسية أو مثليتها في تحديثات (البوربو) أو ما يسمى بـ(جسد الدمية المطاعة ) وهي تقترب بنموذجها الأخير من الجسد البشري.
تقدمت أكثر من نجمة بورنو(purn) للترشيح إلى برلمان بلدها وحظيت باحترام كبير من قبل ناخبيها، وفعلا انتخبت إحداهن للبرلمان الايطالي في عام 2005. إذن استطيع القول أن البورنو جزء من نتاج الحضارة الغربية، لم تستساغ في مجتمعاتنا بعد إلا في السر المطلق والفردانية المظلمة، ومحاولات الإنتاج العراقي والعربي، ما تزال محاولات خجولة وخارجة عن الأطر المؤسسة لفكرة البورنو العالمي.
إن آيدلوجيا الذكورة والأنوثة لم تكن محاولة تجريدية لمفهوم الإنسانية، بل هي إشهار فاضح لإطلاق المفاهيم الجديدة لحرية النشاط الجسدي العام، وهو إسقاء متقن لعطش الغرائز، وما نتاج شركة بلاي بويPIAY BOY إلا مثالا واضحا لكشف أسرار الـ (69) في التلاحم الجسدي بشطريه، رغم أن الأخيرة انضمت في الأشهر الماضية مجبرة كشركة رائدة للمحتوى الجسدي إلى المركز العالمي للبورنو العالمي، الذي أصبح متحكما ببورصة الأجساد وفنون التمثيل الجسدي الإباحي.
إن التقنيات الحديثة والصادمة لمستوى التطور في البث والتلقي عبر الانترنيت جعل من البورنو أكثر شعبية وتقترب من تطويع الثقافات الجنسية الإباحية لعولمة المفاهيم ونقد مفاهيم الأدلجة الدينية ومحرماتها واتاحة حرية الجسد لنيل الغرائز بيسر، متوافقة مع أنظمة العولمة وجبروت الاشهارات العالمية لتفاصيل الجسد بعالمية الاتاحة الجماهيرية الكبرى، فكبسة الزر الواحدة أو ما تسمى بلمسة الحنان في الهواتف الذكية لتجعل من كنوز البورنو وكل "حوريات العولمة " الواقعية والتي تكاد تلمس بتقنية الHD بين يديك. وأنا ادخل النافذة الأولى من بوابة رئيسية ومن دون حواجز الشفرات السرية، من باب مشاعية المشاهدة للمحرومين، تتنافس مئات حوريات البورنو والتوسل للظهور والرقص والنوم واللعب الجسدي وصولا للقذف المعنوي الافتراضي، ذلك ما يسميه الأولون بـ المستعمر أو الكولينالية الجديدة وفق مفاهيم عرابيها المخذولين، إنه الوهم الجديد للوصول للشرق من خلال إتاحة الجسد وحوريات البورنو، فالتحديث مستمر لغاية الساعة في نظم المشاهدة لآخر المنتجات الجسدية اليومية أو الأسبوعية والشهرية.
*
لم يحصل ذلك في الحلم، انه الواقع الثقيل الذي دخلت منجمه السري، من خلال مفاتيح متاحة لكل عطاشى حوريات البورنو، حتى تحققت الإتاحة المجانية لمشاهدة الموقع العالمي أولا، ثم الدخول والتنزه السياحي بين اللحم البشري المرسوم بدقة وحرفية، ومن نافذة (التاك) للبحث عما هو له صلة ب(arab)، ثم الانتقال للبحث عما هو عراقي خالص مثل لبن اربيل أو كباب البدوي أو مشكّل زرزور.
تنفتح النوافذ تباعا على فيديوات عراقية رغم إن العناوين المسجلة لم تكن دقيقة في الإفصاح عن محتويات الفيديوات المطلوبة. كانت المجموعة كبيرة جدا والاختيار صعبا في انتقاء مادة الدرس والتفكيك. حتى بارت السلع والأقراص المضغوطة في الباب الشرجي بعد مشاهدة مجانية للبورنو العالمي والتخلص من عبء الفضائيات المشفرة وجشعها. البورنو العالمي إتاحة لمن لا إتاحة له.
• لكن الكتابة الاستقصائية مهنة لعينة فيها الكثير من اقتراف الذنوب وقليلا من الشكر. المهمة التي تجعلني أتسلّح بأدواتي الثقافية لتفكيك هذا الفيديو الذي شرعت بالتهام مشاهده، ولا حياء في قراءة البورنو. إن دوران الكاميرا الواحدة لم يعد كافيا في غرفة البورنو وسرير المعاشرة، كذلك اختفاء فن التقطيع لمادة الفلم وغياب ورق السيناريو وعدم إجراء التدريبات الواجبة للتمثيل قبل الشروع في الاكشن، تعتبر من إيقاع فيديو البورنو في الابتذال والقبح والإباحة الرخيصة وانتقاصا من عنصر الجمال وفن صناعته.
تكشف اللقطات الأولى عن إمكانيات بسيطة للكاميرا غير المتطورة، لذلك فقد كان الصوت ضعيفا وغير مفهوم، كذلك اكتشفت أن المصور غير محترف للتصوير بالمقارنة مع منتجي افلام البورنو العالمي، وهو بمهمة مزدوجة بين الممارسة والتصوير معا، فمرة أجد الكاميرا تنحرف نحو تصوير عضوه بديلا عن المهمة القصوى في تصوير أنثى الفيديو، ومرة أخرى أشاهد التذمّر من الحالة برمتها.
• غرفة صغيرة تدل عن تواضع مالكها، ربما تكون في شقة في البتاوين أو غرفة في فندق شعبي في منطقة المسبح أو غرفة في الطابق الثاني لعمارة متهالكة. يعود الصوت بعد مرور نصف شريط الفيديو، السب والشتم من الأنثى المفضوحة ممزوجا مع صوت صهيل سيارة الشرطة يتخلله زعيق أطفال في الغرفة المجاورة. لم يكن الأثاث الموجود ذا جدوى في فضح ما خلف الغرفة البائسة هذه. في فيديو البورنو العراقي لم نجد الممثلة الحسناء التي ترقص أثناء الممارسة، بل ثمة بنت ليل وعاهرة بلسان طويل تحاول حجب وجهها بيدها كلما اتيح لها ذلك، لم تسجل كنجمة ضمن نجمات مؤسسة البورنو العالمية، وذلك بوصفها ضحية مغلوب على أمرها ولم تكن شغوفة بفن التمثيل الإباحي، الأمر الذي يعرض المؤسسة للمقاضاة ووجع الرأس .
ثمة سرير منفرد وطاولة صغيرة ما تبقى عليها نصف قنينة ويسكي بكأسين ونفاضة سكائر وعلبة دخان أجنبية ولباس داخلي أسود نسوي، وفي جهة اليمين نافذة وستارة من النوع الزهري التقليدي وخزانة ملابس من الخشب الرخيص. بينما البنت المسكينة لم يدل على كونها مغتصبة أو في ورطة من أمرها، لكنها مرتبكة وهي تحدق في عين الكاميرا مرة أو تسب وتشتم مرة، كل الدلائل تشير إلى احترافها وممارستها للدعارة كمهنة، لكن رفضها لحركة الكاميرا تدل على رفضها التصوير بكل الأشكال والوضعيات الجنسية، فهي لم تلبث تغطي أفخاذها ومؤخرتها كلما حاول المصور/ البطل الاقتراب أكثر نحو الأجزاء الممنوعة. إنها في ورطة حتمية والمصور الذي قبض الثمن مسبقا كما يبدو يعيش في وضع ارتباك، وأنا المشاهد غير البريء أيضا أعيش في ورطة الكتابة لتفريغ اللقطات في هذه الأسطر، ولا من حوريات في البورنو العراقي مطلقا.
جريدة تاتوو