نقوس المهدي
كاتب
منذ اكتشف العالم في شكل عام وأوروبا في شكل خاص، كتاب «ألف ليلة وليلة» الذي عُرف عالمياً بـ «الليالي العربية»، والكتّاب لا يكفون عن محاولة محاكاته، أو الاستيحاء منه أو على الأقل الإعلان في شكل متواصل عن أنهم قرأوه باكراً وكان من بين المراجع التي دفعتهم الى الكتابة (ماركيز، بورخيس، بعد والتر سكوت وتشسترتون وروبرت لويس ستيفنسون وعشرات غيرهم). ولقد أضيف كتاب التراث الحكائي العربي/ الشرقي هذا، الى ذلك النمط من كتب الحكايات الذي كان معروفاً على نطاق واسع في الغرب، مثل «ديكاميرون» لبوكاشيو و «حكايات كانتربري» لتشوسّر، ليشكل زاداً للمبدعين ومرجعاً في الوصول من طريق دراسته، الى أسلوب كتابة مشوّق، يمكن فيه التنقل بين البلدان والمواضيع والأفكار والشخصيات وفق هوى الكاتب وبما فيه لذة القارئ، مع العودة الدائمة الى الحبكة أو الشخصية الرئيسية. وغالباً ما كان هذا النوع من الكتابة يقسم أزمانه وفصوله على ايام وليال، على نسق «ألف ليلة» أو على نسق «ديكاميرون» الذي يرى بعض الباحثين أن مؤلفه لا شك اطلع على الليالي العربية، أو على مصدر من مصادرها، كما هي الحال بالنسبة الى حكايات كانتربري الإنكليزية التي تمتّ بصلة حميمة من ناحيتها الى «ديكاميرون».
> وعلى رغم تعدّد الكتب، وفي لغات عدة، التي استوحت «ديكاميرون» أو «ألف ليلة» أو الاثنين معاً، يظلّ كتاب البولندي يان دي بوتوفسكي، الأغرب والأكثر إثارة، مع أنه الكتاب المعروف أقل من غيره في هذا المجال، ومع أنه لم ينشر مكتملاً في أية لغة حتى الآن، إذ في كل مرة تنشر منه طبعة جديدة أو تحقّق ترجمة ما، يقال لمناسبتها أن فصولاً جديدة منه اكتملت وعثر عليها، ليتبين بعد ذلك أن ثمة فصولاً لا تزال ضائعة، بحيث أن حكاية هذا الكتاب، في حدّ ذاتها، صارت جديرة بأن تكون عملاً مستقلاً في ذاته. والكتاب الذي نعنيه هو «مخطوط وُجد في سرغوسطة» الذي كتبه بوتوفسكي أصلاً بالفرنسية وأعطاه عنواناً بسيطاً هو «الأيام الإسبانية»، لأن أحداث الكتاب تدور في إسبانيا، وباكراً في القرن الثامن عشر. ومن الواضح أن بوتوفسكي لم يكتف بأن يستوحي «ألف ليلة وليلة»، بل جعل مركز الثقل في العمل شقيقتين مسلمتين هما أمينة وزبيدة، يلتقي بهما بطله منذ أول رحلته فيغرم بهما، ويعود طوال الرحلة ليلتقي بهما مجدداً، تطلعان له في لحظات خاصة ومفصلية كما لو بفعل ساحر، بحيث يستنتج القارئ في نهاية الأمر أن هاتين الحسناوين ليستا سوى تجسيد للأشباح التي ترافق البطل في حلّه وترحاله، أو تحقّقٍ لأحلام هذا البطل... ومصدر إلهامه وحبه وقلقه ناهيك بأمنياته الدفينة. غير أنهما كانتا الى هذا وعلى الدوام، مصدر الرعب الذي يتملك القارئ طوال صفحات هذا الكتاب الغريب.
> لم يتمكن يان بوتوفسكي من «إنهاء» - هذا إذا كان في إمكاننا القول إنه أنهاه أصلاً! - هذا الكتاب سوى خلال العامين الأخيرين من حياته الصاخبة التي عاشها متنقلاً أفاقاً وديبلوماسياً مغامراً، وأتاحت له أن يضع الكثير من الكتب، من دون أن يتوقع يوماً أن ينتهي به الأمر الى كتابة هذا النص الساحر الغريب. فهو في كتاباته قبل ذلك، كان مجرد عالم وباحث يخوض في تاريخ الشعوب، وفي أدب الرحلات، وفي الاكتشافات الجيولوجية. أما بالنسبة الى الأدب، فكان مجرد قارئ لا أكثر. لكنه ذات يوم، وبعد أن أنهكه الترحال كما يبدو، جلس وبدأ كتابة «الأيام الإسبانية»، وربما على سبيل التسلية، ثم مات بعد «إنجازها» بعام ونصف العام. واللافت هنا، أن المخطوط الأصلي الذي وضعه بوتوفسكي للكتاب بالفرنسية قد فقد، ثم ظل ما تبقى منه - والى فترة قريبة من الزمن - شبه مجهول تماماً، بحيث أن أحداً لم يأت على ذكره. والكتاب كما عاد وبدأ يُكتشف لاحقاً، وفي شكل متتابع، يقدّم نفسه على شكل مغامرات متتالية غريبة ومتنوعة، يعيشها في شكل حكايات داخل الحكايات (على نسق «ألف ليلة وليلة») ضابط شاب من أصل هولندي، يقوم برحلة داخل إسبانيا. وتتحلق الحكايات في الأساس من حول حكايات الجن التي يعيشها هذا الضابط الشاب مع شقيقتين سنفترض في النهاية أنهما شيطانان مرتبطان بكوكب الجوزاء. أما الحكايات فموزّعة على أيام، وداخل الأيام ثمة فصول وتقاطعات.
> الضابط الشاب المعني يُدعى ألفونس دي فوردن، وهو ذو أم الإسبانية، ويتعين عليه خلال رحلته الى مدريد أن يقطع السييرا ماديرا التي كانت خالية خاوية في ذلك الحين، إلا من البوهيميين وقطاع الطرق. وهو عند أول الرحلة، يجد نفسه أمام لصّين ميتين صلبا على خشبة. ثم يصل الى نزل مهجور لأنه مسكون - كما يقول أهل المنطقة - من الجن. ويقرر أن يمضي ليلته هناك. وعند منتصف الليل، يوقظه من نومه حضور الفتاتين الرائعتين أمينة وزبيدة، اللتين تقولان له أنهما ابنتا عمه، وتعلنان حبهما له وتعدانه بالثروة والحياة الحلوة إن هو اعتنق دينهما. والثروة هي عبارة عن كنز من الذهب مخبأ في الجبل. لكن دي فوردن يرفض، ويعود الى النوم بين الفتاتين ليفيق مرعوباً بعد لحظات ويجد أنه معلق بين اللصين الميتين. ويهرب ليلتقي بناسك في الصحراء يجده وقد آوى عنده شخصاً مجنوناً قال أنه قد حدث له ما حدث للضابط الشاب. وهكذا تبدأ بالنسبة الى هذا الضابط الرحلة العجيبة التي تروى لنا، والتي تسير دائماً في تكرار يبدو الأمر معه كأنه لعبة مرايا مذهلة. غير أن المغامرات تختلف وتقطعها حكايات ولقاءات تجعل الكتاب كله يبدو مثل تلك الدمية الروسية التي تخفي داخلها دمية أخرى، وهكذا الى ما لا نهاية.
> عندما كتب يان دي بوتوفسكي هذا النص، كان قد تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، وكان قد وضع الكثير من كتب الرحلات، بل كانت صارت له في أدب الرحلات فلسفة عبّر عنها بعبارة مشهورة له تقول: «من المؤسف أن الرحالة لا يستخدمون في مجال ملاحظتهم لما يزورونه، سوى النظارات التي كانوا أحضروها معهم من ديارهم، مهملين ضرورة أن يعيدوا تقطيع زجاجات النظارة وصقلها لتتلاءم مع البلدان التي يزورونها». والحال أن كتابة بوتوفسكي هذا النص الغريب عن إسبانيا، واستيحاءه من تراثها الشرقي، وباللغة الفرنسية، يمكن أن يعتبرا من جانبهما صقلاً لنظاراته. مهما يكن من الأمر، فإن بوتوفسكي حين كتب «الأيام الإسبانية» التي ستحمل لاحقاً اسم «مخطوطة عُثر عليها في سرغوسطة»، انطلق فيها، كما سيفعل كتاب كثر من بعده، ليس أقلهم أمين معلوف، في «سمرقند» مثلاً، من حكاية ضابط في الجيش الفرنسي يعثر خلال حصار سراغوسطة في العام 1809، على مخطوط مرمي في بيت مهجور. وهذا المخطوط هو الذي يروي مغامرات الضابط الفالوني الشاب في سيرامورينو. وتدوم تلك المغامرات 66 يوماً، وكل يوم يروي حكاية، وغالباً من طريق شخصيات يبلغ عددها الإجمالي 32 شخصية، ويلتقيها الضابط خلال رحلته. والطريف، أننا في نهاية الأمر لن نجد أنفسنا أمام حكاية غرائبية طالما أن المؤلف يحرص على أن يبرر كل الأحداث التي شاهدناها ويعطيها معقولية مفاجئة... وواقعية.
> كان يان دي بوتوفسكي كما أشرنا، عالم آثار بولندياً ومؤرخاً، وأحد مؤسسي علم الإناسة السلافي. وهو خلال سنوات حياته غير الطويلة، تجوّل بين البلدان الأوروبية وآسيا وأفريقيا، حيث رصد الأعراق واللغات وتنبّه خصوصاً الى التراث الشفهي للشعوب، ووضع عن ذلك كله مؤلفات عدة لعل أهمها «التاريخ البدائي لشعوب روسيا» (1802) و «الأطلس الآركيولوجي لروسيا الأوروبية» (1803)، وكتب رحلات قام بها الى تركيا ومصر وهولندا وإسبانيا وغيرها. وخلال فترة من حياته، خاض دي بوتوفسكي العمل السياسي، ما أورده موارد الإفلاس في بلده بولندا، وجعله مكتئباً. وهذا الاكتئاب لا بد سيلاحظه قارئ كتابه الفذ الذي نقدمه هنا. ورحل دي بوتوفسكي عن عالمنا في العام 1815، من دون أن يدري أحد شيئاً عن الرواية العجيبة التي كتبها، والتي ستصنع شهرته لاحقاً بأفضل مما فعلت كتبه الأخرى مجتمعة.
* الحياة
> وعلى رغم تعدّد الكتب، وفي لغات عدة، التي استوحت «ديكاميرون» أو «ألف ليلة» أو الاثنين معاً، يظلّ كتاب البولندي يان دي بوتوفسكي، الأغرب والأكثر إثارة، مع أنه الكتاب المعروف أقل من غيره في هذا المجال، ومع أنه لم ينشر مكتملاً في أية لغة حتى الآن، إذ في كل مرة تنشر منه طبعة جديدة أو تحقّق ترجمة ما، يقال لمناسبتها أن فصولاً جديدة منه اكتملت وعثر عليها، ليتبين بعد ذلك أن ثمة فصولاً لا تزال ضائعة، بحيث أن حكاية هذا الكتاب، في حدّ ذاتها، صارت جديرة بأن تكون عملاً مستقلاً في ذاته. والكتاب الذي نعنيه هو «مخطوط وُجد في سرغوسطة» الذي كتبه بوتوفسكي أصلاً بالفرنسية وأعطاه عنواناً بسيطاً هو «الأيام الإسبانية»، لأن أحداث الكتاب تدور في إسبانيا، وباكراً في القرن الثامن عشر. ومن الواضح أن بوتوفسكي لم يكتف بأن يستوحي «ألف ليلة وليلة»، بل جعل مركز الثقل في العمل شقيقتين مسلمتين هما أمينة وزبيدة، يلتقي بهما بطله منذ أول رحلته فيغرم بهما، ويعود طوال الرحلة ليلتقي بهما مجدداً، تطلعان له في لحظات خاصة ومفصلية كما لو بفعل ساحر، بحيث يستنتج القارئ في نهاية الأمر أن هاتين الحسناوين ليستا سوى تجسيد للأشباح التي ترافق البطل في حلّه وترحاله، أو تحقّقٍ لأحلام هذا البطل... ومصدر إلهامه وحبه وقلقه ناهيك بأمنياته الدفينة. غير أنهما كانتا الى هذا وعلى الدوام، مصدر الرعب الذي يتملك القارئ طوال صفحات هذا الكتاب الغريب.
> لم يتمكن يان بوتوفسكي من «إنهاء» - هذا إذا كان في إمكاننا القول إنه أنهاه أصلاً! - هذا الكتاب سوى خلال العامين الأخيرين من حياته الصاخبة التي عاشها متنقلاً أفاقاً وديبلوماسياً مغامراً، وأتاحت له أن يضع الكثير من الكتب، من دون أن يتوقع يوماً أن ينتهي به الأمر الى كتابة هذا النص الساحر الغريب. فهو في كتاباته قبل ذلك، كان مجرد عالم وباحث يخوض في تاريخ الشعوب، وفي أدب الرحلات، وفي الاكتشافات الجيولوجية. أما بالنسبة الى الأدب، فكان مجرد قارئ لا أكثر. لكنه ذات يوم، وبعد أن أنهكه الترحال كما يبدو، جلس وبدأ كتابة «الأيام الإسبانية»، وربما على سبيل التسلية، ثم مات بعد «إنجازها» بعام ونصف العام. واللافت هنا، أن المخطوط الأصلي الذي وضعه بوتوفسكي للكتاب بالفرنسية قد فقد، ثم ظل ما تبقى منه - والى فترة قريبة من الزمن - شبه مجهول تماماً، بحيث أن أحداً لم يأت على ذكره. والكتاب كما عاد وبدأ يُكتشف لاحقاً، وفي شكل متتابع، يقدّم نفسه على شكل مغامرات متتالية غريبة ومتنوعة، يعيشها في شكل حكايات داخل الحكايات (على نسق «ألف ليلة وليلة») ضابط شاب من أصل هولندي، يقوم برحلة داخل إسبانيا. وتتحلق الحكايات في الأساس من حول حكايات الجن التي يعيشها هذا الضابط الشاب مع شقيقتين سنفترض في النهاية أنهما شيطانان مرتبطان بكوكب الجوزاء. أما الحكايات فموزّعة على أيام، وداخل الأيام ثمة فصول وتقاطعات.
> الضابط الشاب المعني يُدعى ألفونس دي فوردن، وهو ذو أم الإسبانية، ويتعين عليه خلال رحلته الى مدريد أن يقطع السييرا ماديرا التي كانت خالية خاوية في ذلك الحين، إلا من البوهيميين وقطاع الطرق. وهو عند أول الرحلة، يجد نفسه أمام لصّين ميتين صلبا على خشبة. ثم يصل الى نزل مهجور لأنه مسكون - كما يقول أهل المنطقة - من الجن. ويقرر أن يمضي ليلته هناك. وعند منتصف الليل، يوقظه من نومه حضور الفتاتين الرائعتين أمينة وزبيدة، اللتين تقولان له أنهما ابنتا عمه، وتعلنان حبهما له وتعدانه بالثروة والحياة الحلوة إن هو اعتنق دينهما. والثروة هي عبارة عن كنز من الذهب مخبأ في الجبل. لكن دي فوردن يرفض، ويعود الى النوم بين الفتاتين ليفيق مرعوباً بعد لحظات ويجد أنه معلق بين اللصين الميتين. ويهرب ليلتقي بناسك في الصحراء يجده وقد آوى عنده شخصاً مجنوناً قال أنه قد حدث له ما حدث للضابط الشاب. وهكذا تبدأ بالنسبة الى هذا الضابط الرحلة العجيبة التي تروى لنا، والتي تسير دائماً في تكرار يبدو الأمر معه كأنه لعبة مرايا مذهلة. غير أن المغامرات تختلف وتقطعها حكايات ولقاءات تجعل الكتاب كله يبدو مثل تلك الدمية الروسية التي تخفي داخلها دمية أخرى، وهكذا الى ما لا نهاية.
> عندما كتب يان دي بوتوفسكي هذا النص، كان قد تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، وكان قد وضع الكثير من كتب الرحلات، بل كانت صارت له في أدب الرحلات فلسفة عبّر عنها بعبارة مشهورة له تقول: «من المؤسف أن الرحالة لا يستخدمون في مجال ملاحظتهم لما يزورونه، سوى النظارات التي كانوا أحضروها معهم من ديارهم، مهملين ضرورة أن يعيدوا تقطيع زجاجات النظارة وصقلها لتتلاءم مع البلدان التي يزورونها». والحال أن كتابة بوتوفسكي هذا النص الغريب عن إسبانيا، واستيحاءه من تراثها الشرقي، وباللغة الفرنسية، يمكن أن يعتبرا من جانبهما صقلاً لنظاراته. مهما يكن من الأمر، فإن بوتوفسكي حين كتب «الأيام الإسبانية» التي ستحمل لاحقاً اسم «مخطوطة عُثر عليها في سرغوسطة»، انطلق فيها، كما سيفعل كتاب كثر من بعده، ليس أقلهم أمين معلوف، في «سمرقند» مثلاً، من حكاية ضابط في الجيش الفرنسي يعثر خلال حصار سراغوسطة في العام 1809، على مخطوط مرمي في بيت مهجور. وهذا المخطوط هو الذي يروي مغامرات الضابط الفالوني الشاب في سيرامورينو. وتدوم تلك المغامرات 66 يوماً، وكل يوم يروي حكاية، وغالباً من طريق شخصيات يبلغ عددها الإجمالي 32 شخصية، ويلتقيها الضابط خلال رحلته. والطريف، أننا في نهاية الأمر لن نجد أنفسنا أمام حكاية غرائبية طالما أن المؤلف يحرص على أن يبرر كل الأحداث التي شاهدناها ويعطيها معقولية مفاجئة... وواقعية.
> كان يان دي بوتوفسكي كما أشرنا، عالم آثار بولندياً ومؤرخاً، وأحد مؤسسي علم الإناسة السلافي. وهو خلال سنوات حياته غير الطويلة، تجوّل بين البلدان الأوروبية وآسيا وأفريقيا، حيث رصد الأعراق واللغات وتنبّه خصوصاً الى التراث الشفهي للشعوب، ووضع عن ذلك كله مؤلفات عدة لعل أهمها «التاريخ البدائي لشعوب روسيا» (1802) و «الأطلس الآركيولوجي لروسيا الأوروبية» (1803)، وكتب رحلات قام بها الى تركيا ومصر وهولندا وإسبانيا وغيرها. وخلال فترة من حياته، خاض دي بوتوفسكي العمل السياسي، ما أورده موارد الإفلاس في بلده بولندا، وجعله مكتئباً. وهذا الاكتئاب لا بد سيلاحظه قارئ كتابه الفذ الذي نقدمه هنا. ورحل دي بوتوفسكي عن عالمنا في العام 1815، من دون أن يدري أحد شيئاً عن الرواية العجيبة التي كتبها، والتي ستصنع شهرته لاحقاً بأفضل مما فعلت كتبه الأخرى مجتمعة.
* الحياة