لن أكتب عنك
سأكتب عن الشمس
التي تشرق فيك كل صباح
عن القمر الذي ينخفض غيرة
كلما لمح البحر يحتضن جسدك البلوري
فيبتدأ بينهما المد والجزر
يقول القمر مخاطباً البحر :
"عد أدراجك أيّها الوحشيّ
ستغرق قطعةً مني بطيشك"
فيجيب البحر :
لن أترك أجمل الحوريات
تختنق في قصرك المهجور"
مسكين هذا القمر
تخيّل أنك نجمة في سمائه
سقطت سهواً في حضن البحر
أما البحر فمجنونٌ بكِ
يظن أنك سيدة مملكته المنتظَرة
من يخبرهما أنك
أسطورة رسمتُ رموزها بحروفٍ من ذهب
فسكنَتها الشمس كمعبدٍ فرعوني
من غيري سيقول لهما إن لم أكتب عنك ؟
لكني أبداً لن أكتب عنك
سأكتب عن جدال البحر والقمر
عن صراعهما من أجلك
أنت التي لن تكوني يوماً
نوراً يلفّ القمر
ولا سمكة تداعبُ البحر
ستبقين دائماً أسطورةً
تحكي عن أحلام الورود
تتردد تفاصيلها بالمدن
والغابات والحقول
لن أكتب عنك..
فأنت الأبجديةُ والكتابة.
حمودة إسماعيلي