لم نستطع أن نحسم موضوع مساحة الحديقة. توافقنا، نعم، خاصة إذا ما نظرنا إليها انطلاقا من الرصيف أو الطريق الذي يشطرها إلى شطرين و يؤدي إلى المنزل،على أنها كانت تبدو ذات ثمانين مترا مربعا (8 م × 10م). بدأ الحديثُ عندما توغل كل واحد منا في أعشابه المتوحشة، في لَبَالِبِهِ، نباتاته غير المورقة، في حشراته، في طرق النمل، في النباتات المُعْتَرِشَةِ و السَّرَاخِسِ العملاقة، في أشعة الشمس المتسللة، من ممر إلى آخر، عبر كُؤَيْسَاتِ أشجار الأوكالبتوس السامقة، آثار الدِّببة، ثرثرة الببغاوات، الثعابين الملتفة فوق الأغصان – التي ترفع رؤوسها و تُصفر حينما نمر بمحاذاتها -، الحرارة التي لا تطاق، العطش، الظلمة، زمجرة الفهود، فتح الطريق بالساطور، الأحذية العالية التي كنا نرتديها، الرطوبة، الخوذة، الغطاء النباتي الخصب، الليل، الخوف، وعدم التمكن من إيجاد مخرج، عدم التمكن من إيجاد مخرج.