نقوس المهدي
كاتب
المتجردة ملكة جمال العصر الجاهلي،لا يوجد لها صور و لا لوحات و لكن يوجد شعر يصفها بشكل تفصيلي، تزوجت أربعة حسب ابن حبيب في المحبر و كتاب المحبر شيئا يشبه فقرات "هل تعلم" في مجلات التسلية و المعلومات العامة، زوجها الأخير ملك شهير من سلالة المناذرة يدعى النعمان بن المنذر،يبدو أن السيدة المتجردة كانت جريئة و ترغب أن تكون محط الإعجاب، و قد أرتبط اسمها بعدة اسماء شهيرة عدا عن أزواجها أولهم شاعر جاهلي وسيم يدعى المنخل و شاعر شهير يدعى النابغة الذبياني و سيد من سادات فزارة يدعى حذيفة بن بدر وكانا يتبادلان الهدايا..
الملك النعمان المعجب بجمال زوجته طلب من النابغة ان يصفها بشعره، فشاهدها الشاعر يوما و قد سقط شيء من ثيابها، و يبدو أن "الكلفة" كانت مرفوعة بين هذا الملك و ضيوفه فدبج النابغة قصيدة مشهورة تتحدث عن أدق ثتايا هذه السيدة. يذكر هيرودوت في تاريخة قصة ملك ليديا كاندوليس الذي كان مفتون بزوجته و طلب من مستشاره جايجيس أن يلقي عليها نظرة و هي عارية وقد سرق كاتب اسباني يدعى بارغاس يوسا هذا المشهد و ضمنه روايتة إمتداح الخالة، ففاز بجائزة نوبل. النابغة لم يفز بأي جائزة بل باء بالخسران فقد تناهت القصيدة الى أسماع أحد معجبي المتجردة و هو المنخل فقال للملك النعمان هذا وصف حسي مباشر لو لم يعاين "أخونا" عمليا لما نتج عنه هذا الشعر، كلام المنخل يكشف عن ناقد فذ فالوصف وصف مجرب.غضب النعمان على النابغة فهرب هذا الأخير و أختفى عن أنظار الملك الغريب الأطوار.
المتجردة اسم "بسيمياء" زمن النعمان يعتبر اسما فاحشا و قد يوازية حاليا اسم المتعرية أو لنقل "المزلطة".، و قد تجرأ إخباري متأخر يدعى ابو البقاء الحلي أن يقول بأنها سميت بهذا الاسم لفرط جمالها لا أعرف كيف قرن هذا الحلي التعري بفرط الجمال.و على كل حال فإن الحلي هذا شخص مجهول لا نعرف "قرعة ابوه من وين". ابن حبيب يقول بأن اسمها ماوية. تزوجت ابن عم لها في بادىء الأمر ثم تنقلت لتصل الى النعمان بن المنذر الذي كان أحمرا أبرشا قصيرا و قبيحا، فأنتقت المتجردة المنخل حبيبا سريا و المنخل شاعرا جميل الطلعة لم يبخل عليها بكلامه الشاعري العذب و على ذمة الأخفش الذي نقل الى ابو الفرج الأصفهاني عن آخرين بعد ان وصفها بالفاجره إنها ولدت للنعمان ولدين جميلين يشبهان المنخل و بعد ولدين تنبه الملك الى ما تفعله زوجته فنكل بالمنخل
لا يبد ولي هذا السياق منطقي لذلك سأعيد ترتيبه على النحو التالي لنقل ان الملك النعمان لديه عقدة كاندوليس و هي حالة يستمتع بها الملك إن راقب أحدهم زوجته او اقترب منها فطلب الملك من النابغة أن يصفها، تتنبه المتجردة و هي سيدة ذكية الى حالة زوجها فتتقصد أن تظهر للشاعر بشكل مثير لتستفز شاعريته يتجاوب كما يليق بها و ينتج نصا أدبيا فيه روح أيروتيكيه.المنخل شخص غبي رغم وسامته تعميه الغيرة فيسر للملك بما يظن انه إكتشاف فيقتله حتى لا يتسبب غباؤه بمزيد من الفوضى و يضطر الى التظاهر بالغضب على النابغة فيفر من وجهه و لا يلبث أن يعود أليه بعد حين معززا مكرما. بغير هذا التوصيف كيف للملك النعمان و هو الأديب العاشق للشعر أن لا يفطن لمعاني النابغة الحسية و كيف له و قد تربع على عرش الحيرة لأكثر من عشرين عاما أن لا ينتبه أن ولديه جميلي الطلعة كالمنخل “مخلق منطق” و لا يشبهانه بأي حال و لذلك فقط لم يقتل المتجرده كما قتل المنخل.
نهاية النعمان كانت في منتهى السوء غضب كسرى عليه فترك عرش المملكة و هام مع متجردته و أمواله في الصحراء، الى أن اقنعته بمواجهة كسرى فلا يجوز و هو الملك العظيم أن يتشرد كالصعاليك، كسرى قبض على النعمان و يقال بأنه ألقى به تحت أرجل الفيلة و كانت نتيجة هذه المواجهة حرب تعد نقطة بارزة في علاقات العرب و الفرس هي حرب ذي قار.أما المتجردة فقد أنتهت أسيرة في يد هبيرة بن عامر بن سلمة و عندما عرف أنها المتجردة اطلقها و يبدو انها أصبحت كبيرة في السن عندذاك
عرفت القصيدة باسم المتجردة و أثبتت في ديوان النابغة و لكن شكلها لا يطمئن، تبدو و كأن اكثر من شاعر كتبها و باكثر من فترة واحدة.الأبيات الخمس الأولى وقوف على الأطلال ووصف الرحيل و يذكر فيه جاريتان واحدة اسمها مية و الأخرى مهدد يتلو الأبيات الخمس ستة عشر بيتا يصف فيه الشاعر سيدة شبه عارية تختبىء خلف يدها،الوصف عادي لا يوجد فيه إبداع يبدو الشاعر كأنه يؤدي وظيفة “ميري” بالوصف، الوجه النحر البطن الردف و المشية ثم يصف هيئتها و هي تسير بخفر مختبئة خلف يدها،يجب أن تنتهي القصيدة هنا و قد وضع الشاعر كل ما يملك من معاني و لكن فجأة تتغير اللكنة و كأن الشاعرية تناولت حبة فياغرا فتحول الوصف الى صور بورنوغرافيه مفتعلة كمشهد جنسي مقحم في فيلم، تستمر القصيدة على هذه الصوره أربعة عشر بيتا آخرين.
القسم الأول كتبه شاعر من عصر و القسم الثاني كتبه شاعر آخر من عصر آخر، و ليس بين الشاعرين النابغة الذبياني.و يبدو الأمر كله فيلم تم تاليفة و إخراجه على دفعات
الحوار المتمدن
الملك النعمان المعجب بجمال زوجته طلب من النابغة ان يصفها بشعره، فشاهدها الشاعر يوما و قد سقط شيء من ثيابها، و يبدو أن "الكلفة" كانت مرفوعة بين هذا الملك و ضيوفه فدبج النابغة قصيدة مشهورة تتحدث عن أدق ثتايا هذه السيدة. يذكر هيرودوت في تاريخة قصة ملك ليديا كاندوليس الذي كان مفتون بزوجته و طلب من مستشاره جايجيس أن يلقي عليها نظرة و هي عارية وقد سرق كاتب اسباني يدعى بارغاس يوسا هذا المشهد و ضمنه روايتة إمتداح الخالة، ففاز بجائزة نوبل. النابغة لم يفز بأي جائزة بل باء بالخسران فقد تناهت القصيدة الى أسماع أحد معجبي المتجردة و هو المنخل فقال للملك النعمان هذا وصف حسي مباشر لو لم يعاين "أخونا" عمليا لما نتج عنه هذا الشعر، كلام المنخل يكشف عن ناقد فذ فالوصف وصف مجرب.غضب النعمان على النابغة فهرب هذا الأخير و أختفى عن أنظار الملك الغريب الأطوار.
المتجردة اسم "بسيمياء" زمن النعمان يعتبر اسما فاحشا و قد يوازية حاليا اسم المتعرية أو لنقل "المزلطة".، و قد تجرأ إخباري متأخر يدعى ابو البقاء الحلي أن يقول بأنها سميت بهذا الاسم لفرط جمالها لا أعرف كيف قرن هذا الحلي التعري بفرط الجمال.و على كل حال فإن الحلي هذا شخص مجهول لا نعرف "قرعة ابوه من وين". ابن حبيب يقول بأن اسمها ماوية. تزوجت ابن عم لها في بادىء الأمر ثم تنقلت لتصل الى النعمان بن المنذر الذي كان أحمرا أبرشا قصيرا و قبيحا، فأنتقت المتجردة المنخل حبيبا سريا و المنخل شاعرا جميل الطلعة لم يبخل عليها بكلامه الشاعري العذب و على ذمة الأخفش الذي نقل الى ابو الفرج الأصفهاني عن آخرين بعد ان وصفها بالفاجره إنها ولدت للنعمان ولدين جميلين يشبهان المنخل و بعد ولدين تنبه الملك الى ما تفعله زوجته فنكل بالمنخل
لا يبد ولي هذا السياق منطقي لذلك سأعيد ترتيبه على النحو التالي لنقل ان الملك النعمان لديه عقدة كاندوليس و هي حالة يستمتع بها الملك إن راقب أحدهم زوجته او اقترب منها فطلب الملك من النابغة أن يصفها، تتنبه المتجردة و هي سيدة ذكية الى حالة زوجها فتتقصد أن تظهر للشاعر بشكل مثير لتستفز شاعريته يتجاوب كما يليق بها و ينتج نصا أدبيا فيه روح أيروتيكيه.المنخل شخص غبي رغم وسامته تعميه الغيرة فيسر للملك بما يظن انه إكتشاف فيقتله حتى لا يتسبب غباؤه بمزيد من الفوضى و يضطر الى التظاهر بالغضب على النابغة فيفر من وجهه و لا يلبث أن يعود أليه بعد حين معززا مكرما. بغير هذا التوصيف كيف للملك النعمان و هو الأديب العاشق للشعر أن لا يفطن لمعاني النابغة الحسية و كيف له و قد تربع على عرش الحيرة لأكثر من عشرين عاما أن لا ينتبه أن ولديه جميلي الطلعة كالمنخل “مخلق منطق” و لا يشبهانه بأي حال و لذلك فقط لم يقتل المتجرده كما قتل المنخل.
نهاية النعمان كانت في منتهى السوء غضب كسرى عليه فترك عرش المملكة و هام مع متجردته و أمواله في الصحراء، الى أن اقنعته بمواجهة كسرى فلا يجوز و هو الملك العظيم أن يتشرد كالصعاليك، كسرى قبض على النعمان و يقال بأنه ألقى به تحت أرجل الفيلة و كانت نتيجة هذه المواجهة حرب تعد نقطة بارزة في علاقات العرب و الفرس هي حرب ذي قار.أما المتجردة فقد أنتهت أسيرة في يد هبيرة بن عامر بن سلمة و عندما عرف أنها المتجردة اطلقها و يبدو انها أصبحت كبيرة في السن عندذاك
عرفت القصيدة باسم المتجردة و أثبتت في ديوان النابغة و لكن شكلها لا يطمئن، تبدو و كأن اكثر من شاعر كتبها و باكثر من فترة واحدة.الأبيات الخمس الأولى وقوف على الأطلال ووصف الرحيل و يذكر فيه جاريتان واحدة اسمها مية و الأخرى مهدد يتلو الأبيات الخمس ستة عشر بيتا يصف فيه الشاعر سيدة شبه عارية تختبىء خلف يدها،الوصف عادي لا يوجد فيه إبداع يبدو الشاعر كأنه يؤدي وظيفة “ميري” بالوصف، الوجه النحر البطن الردف و المشية ثم يصف هيئتها و هي تسير بخفر مختبئة خلف يدها،يجب أن تنتهي القصيدة هنا و قد وضع الشاعر كل ما يملك من معاني و لكن فجأة تتغير اللكنة و كأن الشاعرية تناولت حبة فياغرا فتحول الوصف الى صور بورنوغرافيه مفتعلة كمشهد جنسي مقحم في فيلم، تستمر القصيدة على هذه الصوره أربعة عشر بيتا آخرين.
القسم الأول كتبه شاعر من عصر و القسم الثاني كتبه شاعر آخر من عصر آخر، و ليس بين الشاعرين النابغة الذبياني.و يبدو الأمر كله فيلم تم تاليفة و إخراجه على دفعات
الحوار المتمدن