محمد بن مشير البستى الملقب بالمقدسى، و أبو الحسن على بن هارون الزنجابى، و محمد بن احمد النهرجورى، و زيد بن رفاعة، وأبو الحسن العوفى
جماعة سرية من المفكرين عاشت في البصرة بالعراق في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري. وكان لها فرع في بغداد. سماها مؤسسوها إخوان الصفا وخلان الوفا . ويرى كثير من الدارسين أن هذه الجماعة باطنية إسماعيلية عملت على إشاعة مذهبها المتطرف وتثبيت أركان الدولة الفاطمية. ومن أجل الوصول إلى أغراضها وضعت هذه الجماعة رسائل جامعة لأنواع متعددة من المعارف عرفت برسائل إخوان الصفا تناولت العلوم الرياضية والدينية والكونية والفلسفية. وهذه الرسائل أربعة أقسام: الرياضة والمنطق وفيها 14 رسالة؛ العلوم الطبيعية 14 رسالة؛ الميتافيزيقا وعلم النفس 10 رسائل؛ التصوف والتنجيم والسحر 11 رسالة. ورسالة أخرى خاصة بالجغرافيـا، تضمنت بعض الملاحظات السديدة التي سبقت عصرها.
ومنهج إخوان الصفا في هذه الرسائل يقوم على الانتقاء، والعرض الميسر بعيدًا عن الموضوعات الصعبة، ولكنهم يغربون أحيانًا ويستخدمون الرمز. وإخوان الصفا فرقة باطنية تقول بأن من يعرف الله حق معرفتـه مستـغن عن الرسل، ويذهبون إلى إسقاط التكاليف الشرعية عن الخاصة (الواصلين) والتدين عندهم انقياد كل مرؤوس لطاعة رئيسه.
ولاشك أن العلماء الراسخين قد ناقشوا المنحرف من آراء إخوان الصفا كما فعل الإمام الغزالي (ت 55هـ، 674م). ولشيخ الإسـلام ابن تيميـة (ت728هـ، 1327م) وقفـات في نقد رسائل إخوان الصفا في مواضع من رسائله.
وتشير المصادر إلى خمسة ينتمون إلى هذه الجماعة ذكرهم أبو حيان التوحيدي (ت 400هـ، 1009م) حين سئل عنهم سنة 373هـ، 983م. ومنهم: أبوسليمان بن معشر البستي المقدسي، وهو الذي تولى صياغة الرسائل، ومنهم أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، وأبو أحمد النهرجوري، ويقال له المهرجاني، ومنهم أبو الحسن العوقي، وزيد بن رفاعة.