نقوس المهدي
كاتب
بدأت القصة بتحديد زمنها في ثلاثة أبعاد : الأول كونه صباحاً ، والثاني كونه قائظاً ، والثالث كونه خريفياً ، فبهذا الزمن الغريب مهَّد القاصُ لأحداث قصته إذ أن الزمن هنا يشوبه التناقض والغرابة لأن المتوقع أن يكون الجو في هذا الزمن مقبولاً ، ولكن كأنما أراد القاص أن يقول لنا أن المكان الذي حدثت فيه القصة يتسم بالقيظ المفتعل الذي هو جزءاً من السودان ككل تسوده الصور المعكوسة المتمثلة في جور الحاكمين اتسم ، وقلة حيلة الغلابة الذين يمارسون حياتهم في الهامش وفي صمت .. لينتقل القاص بعد ذلك لتحديد مكان القصة التي أشار إليها ( المدينة ) ولكنه حدد المكان بصورة أدق عند الإشارة إلى مكان الحدث ( كمبو كديس ) بيد أن الأحداث المحورية في القصة تمت في ( سوق المدينة ) الذي جاءت إليه بطلة القصة من ذلك المكان المتواري في أطراف المدينة بحثاً عن الرزق كتاجرة في سلع بدائية تجد من يقبلها في السوق الذي وصفه القاص وصفاً دقيقاً وجعله مسرحاً معداً لكذا أحداث ...
لا بد أن نلحظ أن القاص / الراوي أشار إلى وضعه في خارطة ذلك المجتمع حينما برر تسكعه في شوراع المدينة في ذلك الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون في مكان عمله ، ولكنه ينبئك بالسبب بأنه طُرد من عمله للصالح العام ، وهنا يكون الراوي الأقدر على طرح المعالجة الاجتماعية لمجتمعه لاتصافه بالناس ومعرفته بتفاصيل حياتهم لذا جاء سرده القصصي بهذا التوجه الاجتماعي محاولاً معالجة أحوال مجتمعه والتنبيه إلى المصائب والآلام والمظالم التي يعيشها هؤلاء المهمشون ليبرزها في صورة واضحة مثيرة للمتلقي وحافزة له على المواصلة في المتابعة ، فيحس بها كأنها هواجسه التي بداخله تجاه هؤلاء الغلابة ، ولكنه عُدِم وسيلة التعبير عنها ، فأخذها القاص / الراوي وقدمها له ، وذلك لما يملكه من مقدرة على السرد والتصوير والقدرة على النقد ، ومحاولة المعالجة الصريحة .
فالقاص عبد العزيز بركة ساكن اتخذ هذه المعالجة الإصلاحية المباشرة في القصة لأنه أدرى بحاجة المجتمع إلى الإصلاح والتغيير ، فنراه يفضح الحاكم ، ومن يمثله دون تحفظ أو مواربة ، فقد علم أن البلاد تحكمها قوانين غير منصفة ، فشاعت المظالم وبخاصة بين صفوف الفقراء ، وأن الولاء للحاكم صادر هو المؤهل الذي يستطيع به الشخص الغير مناسب أن يكون في مكان غير محله ، والشخص المناسب تراه يتسكع في طرقات المدينة كحال القاص / الراوي .
قدّم القاص بطلة قصته وروج لها لمحاولة منه لتبرير دفاعه عنها ، فهي وأن كانت تبيع المسكر إلا أنها امرأة صادقة في التعامل فهي لا تغش فيه ( فهي على حد قولها لا تريد أت يأكل أولادها الحرام ) ، ومع ذلك ، فهي حافظة لأسرار الذين يأتون إليها لتناول المسكر حينما يفعل الخمر بهم فعلته كحال الراوي نفسه ، وهذه صورة باذخة من النقد الذاتي الذي يتهرب منه كثيراً من الناس ، فها هو القاص ولما يحمله من جرأة بادر بذكره وتولى زمام المجاهرة به ناقلاً لنا صورة عالية من النقد الذاتي الذي يجب أن يصحب هؤلاء القوم الذين يظننهم الناس أنهم صفوة ، ولكنهم في ساعة ما يكونوا في حاجة لأصحاب الهامش هؤلاء ، وهنا كأنما أراد القاص إلى التنبيه بدور هؤلاء المعدمين في حياة الناس بأي شكل من الأشكال وكيف أنهم أناس أنقياء وصادقين دفعتهم حاجتهم ليكونوا في فوهة مدفع لسان الناس ظلماً وجوراً دون دارية بحالهم ووضعهم الذي يعيشون فيه ..
رغم أن السرد هو المحرك الأساسي لهذه القصة إلا أن القاص لجأ للحوار في قصته مرتين : مرة وبصورة خاطفة تناسب الموقف ، وذلك حينما تحدث مع عزيزة بنت كلتومة وهي خائفة وجلة تحمل إخاها منتصر ( يا بت .. قفي ) ردت بسرعة ( أمي قبضو عليها ) وهذا الحوار جعله القاص / الراوي أداة لنقل المتلقي من حالة القلق التي خلقها القاص عندما وصف الاضطراب الذي كان يسود سوق النوبة ساعتها إلى المحور الأساسي من القصة الذي هو الظلم الذي يتعرض لها أهل الهامش بفعل جور الحاكم وبطشه ..
ولكن الحوار الثاني كان عميقاً رغم أنه منلوج داخلي صنعه القاص / الراوي مع نفسه ، وسرح بخياله مع القاضي (جلال الجميل ) الذي كان في السابق ، وهنا أراد القاص أن يقول لنا إن حاكم القول ليس له الاستعداد للاستماع لأي وجهة نظر أخرى غير وجهة نظره .. وصور القاص / الراوي الهرج والمرج الذي ينتظم تلك المحاكمات وتهكم القاضي عند الانتهاء من جلد ( كلتومة ) حينما يقول لها : (هيا قومي.. استغفري ربك الله وأعلني توبتك.. توبة نصوحة أمام الجميع ) !!
ختم القاص / الراوي قصته بهذا المشهد المؤثر والجريء من كلتومة بعد أن طلب منها القاضي التوبة ، فقد صور القاص المشهد بدقة عالية فانظر إلى هذا التصوير ... ( نظرت إليه – كلتومة – نظرة فاحصة، عميقة – أحسستُ أنها معتصرة من خلايا كبدها – ثم بصقت على الأرض بصاقاً دامياً مرّاً )
وانتقل القاص / الراوي لينقل لنا تأثير هذا التصرف في وجوه كل القوم : رواد السوق كلهم ، وحتى أسراب الحدأة والغربان ، والمثقفاتية ( القاص نموذجاً ) و ( أعضاء المحكمة المتفلقصين كمُخصيىّ القرون الوسطى ) وصديقات كلتومة البائسات ، وشملهم القاص / الروي جميعاً في ( موظفات المجلس، الشامتون، المتعاطفون معها او مع السلطة الجميع.. الجميع بدون فرز ) .. فكل هؤلاء رغم الاختلاف في التوجه والتمرد والإذعان والتصفيق والنعيق ، والشماتة والعطف ، والسلطة ، والخضوع ، فكلهم جميعاً رغم هذا الاختلاف البين اتفقوا على شيء واحد .. هو مرارة هذا ( البصاق ) الذي عبرت به كلتومة عن استهجانها للحاكم وبطانته ، وعن تهكمها من صمت المثقفاتية ، والناس جميعاً على هذا السخف الصادر من الحاكم باسم الدين ظلماً وجوراً ...
فالقاص رغم تسرعه في توصيل قضيته وطرحها إلا أننا نجد أن الصورة الفنية عنده متماسكة ، والمواقف التفصيلية وتدفقها يأتي بصورة مركزة ، وتتنامى ذات الفكرة الإصلاحية المباشرة في نهاية القصة ، ولكن بالمشهد الباذخ الذي ذكرناه حينما بصقت كلتومة ، فكل هذا مبرر في وجهة نظري لأن الأسلوب القصصي لابد أن ينحاز إلى الإيحاء، أو إلى تشكيل الفكرة في بناء الشخصية وسياق الحدث ، فقد برع عبد العزيز بركة ساكن في هذا ، وساعده في ذلك قربه للمآسي الاجتماعية في مجتمعه ، ومعرفته ودرايته بفن القصص ، فأدى ذلك إلى تشكيل الفكرة بمؤداها الإصلاحي مازجاً ذلك بجودة الحركة الفنية للشخوص ، والزمان ، والمكان ، والحدث العام الذي قادنا إليها .
فالقاص عموماً يفكر في تهيئة الأفكار والآراء التي يبني عليها القصة ، قبل بدايته في تشكل القصة نفسها وخلق عقدتها وحبك الحوادث فيها ، وقد برع عبد العزيز بركة ساكن في ذلك الإعداد والتهيئة حتى خلق لنا كائناً يمور حركة ومشاهد بأسلوب سردي جميل تحكَّم فيه المنطق إلى أبعد الحدود.
ولا يفوتني أن أذكر أن القاص / الراوي قد استعمل اللغة البسيطة المباشرة ، واللغة الباذخة ، وذلك كل حسب حاجته في ثنايا القصة وهذا ما يوطد علاقة القاص / الرواي بالمتلقي لطرح فكرته ، فيحس بها المتلقي كأنها فكرته فينبري مدافعاً عنها ، وبهذا يكون القاص / الراوي قد نجح في خلق حالة سخط عام ضد الحاكم ، وخلق حالة من التعاطف مع أهل الهامش من خلال كلتومة ، فهذا في ظني ما دفع القاص / الراوي ليسرد لنا هذه الوقائع ، فالأشكال القصصية عموماً يجب لها دور في الحياة ، فهي وسيلة يمكن لها أن تسهم في نهضة الشعوب عبر تزويد المتلقي بالمعرفة ، ونشر الآراء والمبادئ و نشر النظريات الاجتماعية ، وبيان ظلم الحاكم ، فهي أداة القاص في الإصلاح ، وليست الحكاية فيها سوى إطار خارجي للتشويق لمتابعة القراءة ، فالفن القصصي عند عبد العزيز بركة ساكن ليس محض إمضاء للوقت والتسلية بل معالجة وأداة للتغيير والتأثير ، فجاءت هذه القصة عنيفة النقد كأنها تقريع السياط على ظهر الجميع بصمتهم على جور الحاكمين ، فكل هذا يجب وضعه في الاعتبار لا سيما أن القاص خُبر عنه جرأته في الطرح خلال جُل أعماله القصصية والروائية ...
عروة علي موسى ،،،
لا بد أن نلحظ أن القاص / الراوي أشار إلى وضعه في خارطة ذلك المجتمع حينما برر تسكعه في شوراع المدينة في ذلك الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون في مكان عمله ، ولكنه ينبئك بالسبب بأنه طُرد من عمله للصالح العام ، وهنا يكون الراوي الأقدر على طرح المعالجة الاجتماعية لمجتمعه لاتصافه بالناس ومعرفته بتفاصيل حياتهم لذا جاء سرده القصصي بهذا التوجه الاجتماعي محاولاً معالجة أحوال مجتمعه والتنبيه إلى المصائب والآلام والمظالم التي يعيشها هؤلاء المهمشون ليبرزها في صورة واضحة مثيرة للمتلقي وحافزة له على المواصلة في المتابعة ، فيحس بها كأنها هواجسه التي بداخله تجاه هؤلاء الغلابة ، ولكنه عُدِم وسيلة التعبير عنها ، فأخذها القاص / الراوي وقدمها له ، وذلك لما يملكه من مقدرة على السرد والتصوير والقدرة على النقد ، ومحاولة المعالجة الصريحة .
فالقاص عبد العزيز بركة ساكن اتخذ هذه المعالجة الإصلاحية المباشرة في القصة لأنه أدرى بحاجة المجتمع إلى الإصلاح والتغيير ، فنراه يفضح الحاكم ، ومن يمثله دون تحفظ أو مواربة ، فقد علم أن البلاد تحكمها قوانين غير منصفة ، فشاعت المظالم وبخاصة بين صفوف الفقراء ، وأن الولاء للحاكم صادر هو المؤهل الذي يستطيع به الشخص الغير مناسب أن يكون في مكان غير محله ، والشخص المناسب تراه يتسكع في طرقات المدينة كحال القاص / الراوي .
قدّم القاص بطلة قصته وروج لها لمحاولة منه لتبرير دفاعه عنها ، فهي وأن كانت تبيع المسكر إلا أنها امرأة صادقة في التعامل فهي لا تغش فيه ( فهي على حد قولها لا تريد أت يأكل أولادها الحرام ) ، ومع ذلك ، فهي حافظة لأسرار الذين يأتون إليها لتناول المسكر حينما يفعل الخمر بهم فعلته كحال الراوي نفسه ، وهذه صورة باذخة من النقد الذاتي الذي يتهرب منه كثيراً من الناس ، فها هو القاص ولما يحمله من جرأة بادر بذكره وتولى زمام المجاهرة به ناقلاً لنا صورة عالية من النقد الذاتي الذي يجب أن يصحب هؤلاء القوم الذين يظننهم الناس أنهم صفوة ، ولكنهم في ساعة ما يكونوا في حاجة لأصحاب الهامش هؤلاء ، وهنا كأنما أراد القاص إلى التنبيه بدور هؤلاء المعدمين في حياة الناس بأي شكل من الأشكال وكيف أنهم أناس أنقياء وصادقين دفعتهم حاجتهم ليكونوا في فوهة مدفع لسان الناس ظلماً وجوراً دون دارية بحالهم ووضعهم الذي يعيشون فيه ..
رغم أن السرد هو المحرك الأساسي لهذه القصة إلا أن القاص لجأ للحوار في قصته مرتين : مرة وبصورة خاطفة تناسب الموقف ، وذلك حينما تحدث مع عزيزة بنت كلتومة وهي خائفة وجلة تحمل إخاها منتصر ( يا بت .. قفي ) ردت بسرعة ( أمي قبضو عليها ) وهذا الحوار جعله القاص / الراوي أداة لنقل المتلقي من حالة القلق التي خلقها القاص عندما وصف الاضطراب الذي كان يسود سوق النوبة ساعتها إلى المحور الأساسي من القصة الذي هو الظلم الذي يتعرض لها أهل الهامش بفعل جور الحاكم وبطشه ..
ولكن الحوار الثاني كان عميقاً رغم أنه منلوج داخلي صنعه القاص / الراوي مع نفسه ، وسرح بخياله مع القاضي (جلال الجميل ) الذي كان في السابق ، وهنا أراد القاص أن يقول لنا إن حاكم القول ليس له الاستعداد للاستماع لأي وجهة نظر أخرى غير وجهة نظره .. وصور القاص / الراوي الهرج والمرج الذي ينتظم تلك المحاكمات وتهكم القاضي عند الانتهاء من جلد ( كلتومة ) حينما يقول لها : (هيا قومي.. استغفري ربك الله وأعلني توبتك.. توبة نصوحة أمام الجميع ) !!
ختم القاص / الراوي قصته بهذا المشهد المؤثر والجريء من كلتومة بعد أن طلب منها القاضي التوبة ، فقد صور القاص المشهد بدقة عالية فانظر إلى هذا التصوير ... ( نظرت إليه – كلتومة – نظرة فاحصة، عميقة – أحسستُ أنها معتصرة من خلايا كبدها – ثم بصقت على الأرض بصاقاً دامياً مرّاً )
وانتقل القاص / الراوي لينقل لنا تأثير هذا التصرف في وجوه كل القوم : رواد السوق كلهم ، وحتى أسراب الحدأة والغربان ، والمثقفاتية ( القاص نموذجاً ) و ( أعضاء المحكمة المتفلقصين كمُخصيىّ القرون الوسطى ) وصديقات كلتومة البائسات ، وشملهم القاص / الروي جميعاً في ( موظفات المجلس، الشامتون، المتعاطفون معها او مع السلطة الجميع.. الجميع بدون فرز ) .. فكل هؤلاء رغم الاختلاف في التوجه والتمرد والإذعان والتصفيق والنعيق ، والشماتة والعطف ، والسلطة ، والخضوع ، فكلهم جميعاً رغم هذا الاختلاف البين اتفقوا على شيء واحد .. هو مرارة هذا ( البصاق ) الذي عبرت به كلتومة عن استهجانها للحاكم وبطانته ، وعن تهكمها من صمت المثقفاتية ، والناس جميعاً على هذا السخف الصادر من الحاكم باسم الدين ظلماً وجوراً ...
فالقاص رغم تسرعه في توصيل قضيته وطرحها إلا أننا نجد أن الصورة الفنية عنده متماسكة ، والمواقف التفصيلية وتدفقها يأتي بصورة مركزة ، وتتنامى ذات الفكرة الإصلاحية المباشرة في نهاية القصة ، ولكن بالمشهد الباذخ الذي ذكرناه حينما بصقت كلتومة ، فكل هذا مبرر في وجهة نظري لأن الأسلوب القصصي لابد أن ينحاز إلى الإيحاء، أو إلى تشكيل الفكرة في بناء الشخصية وسياق الحدث ، فقد برع عبد العزيز بركة ساكن في هذا ، وساعده في ذلك قربه للمآسي الاجتماعية في مجتمعه ، ومعرفته ودرايته بفن القصص ، فأدى ذلك إلى تشكيل الفكرة بمؤداها الإصلاحي مازجاً ذلك بجودة الحركة الفنية للشخوص ، والزمان ، والمكان ، والحدث العام الذي قادنا إليها .
فالقاص عموماً يفكر في تهيئة الأفكار والآراء التي يبني عليها القصة ، قبل بدايته في تشكل القصة نفسها وخلق عقدتها وحبك الحوادث فيها ، وقد برع عبد العزيز بركة ساكن في ذلك الإعداد والتهيئة حتى خلق لنا كائناً يمور حركة ومشاهد بأسلوب سردي جميل تحكَّم فيه المنطق إلى أبعد الحدود.
ولا يفوتني أن أذكر أن القاص / الراوي قد استعمل اللغة البسيطة المباشرة ، واللغة الباذخة ، وذلك كل حسب حاجته في ثنايا القصة وهذا ما يوطد علاقة القاص / الرواي بالمتلقي لطرح فكرته ، فيحس بها المتلقي كأنها فكرته فينبري مدافعاً عنها ، وبهذا يكون القاص / الراوي قد نجح في خلق حالة سخط عام ضد الحاكم ، وخلق حالة من التعاطف مع أهل الهامش من خلال كلتومة ، فهذا في ظني ما دفع القاص / الراوي ليسرد لنا هذه الوقائع ، فالأشكال القصصية عموماً يجب لها دور في الحياة ، فهي وسيلة يمكن لها أن تسهم في نهضة الشعوب عبر تزويد المتلقي بالمعرفة ، ونشر الآراء والمبادئ و نشر النظريات الاجتماعية ، وبيان ظلم الحاكم ، فهي أداة القاص في الإصلاح ، وليست الحكاية فيها سوى إطار خارجي للتشويق لمتابعة القراءة ، فالفن القصصي عند عبد العزيز بركة ساكن ليس محض إمضاء للوقت والتسلية بل معالجة وأداة للتغيير والتأثير ، فجاءت هذه القصة عنيفة النقد كأنها تقريع السياط على ظهر الجميع بصمتهم على جور الحاكمين ، فكل هذا يجب وضعه في الاعتبار لا سيما أن القاص خُبر عنه جرأته في الطرح خلال جُل أعماله القصصية والروائية ...
عروة علي موسى ،،،