القاضي عمر الدُّويكي - جازتْ عليَّ تهزُّ في أردانِ

جازتْ عليَّ تهزُّ في أردانِ = هيفاءَ رمحُ قوامها أرداني
تُركيَّة الألحاظِ لمَّا أن رنتْ = نحوي بصارمِ ناعسٍ أصماني
غرْثى الوشاحِ ترنَّحتْ أعطافُها = من ذا الذي عن حُبها ينهاني
في خدِّها الورديِّ نارٌ أضرمتْ = فعجبتُ للجنَّاتِ في النِّيرانِ
لما انثنتْ تختالُ في حللِ البَها = سجدتْ لقامتها غصونُ البانِ
جارتْ على ضَعفي بعادلِ قدِّها = عجباً فهل ضدَّانِ يجتمعانِ
لولا جعيدَ الشَّعرِ مع فرقٍ لها = ما كان لي ليلٌ وصبحٌ ثانِي
قسماً بطلعتها ولفتةِ جِيدها = وبثغرها وبقدِّها الرَّيانِ
وبنونِ حاجبها وروضةِ خدِّها = وبلطفها وبحسنها الفتَّانِ
لم أنسَها لما أتتْ بملابسٍ = قد طرِّزتْ بمحاسنِ الإحسانِ
وافتْ وثوبُ اللَّيلِ أسبل سترهُ ... حتى غدا كالثَّوبِ للعريانِ
فضَممتُها ورشفتُ بردَ الثَّغرِ كي ... أُطفي بذلك حرقةَ الأشجانِ
باتتْ تعاطيني كؤوسَ حديثها ... وتُشَنِّفُ الأسماعَ بالألحانِ
بتنا على رغمِ الحسودِ بغبطةٍ ... وبفرحةٍ ومسرَّةٍ وأمانِ
حتَّى دنا الفجرُ المنيرُ فراعني ... شيبٌ برأسِ اللَّيلِ نحوي دانِ



 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...