عبدالله النملي - صلحاء آسفي أولياء أم مؤسسات للاستشفاء

مرحبا بكم في رحلة ليست كباقي الرحلات ، نجوب فيها عوالم السادات بآسفي ، نستكشف أخبارها وأطوارها، غير أن مفاجأة نسجلها في ذاك العدد الضخم من الصلحاء والأولياء بآسفي ، يقابله فراغ مهول وفقر كبير في المادة المصدرية، على عادة المغاربة وزهدهم في التدوين،
بل حتى الموجود منها على ندرته، متناثر بين دفات المصادر، وحتى ملاك بعض الوثائق بآسفي، يصرون على خنق أنفاس الوثائق وحجبها عن التداول والإنفاق، مما يجعل جزءا مهما من تاريخ آسفي حبيس الرفوف والمكتبات الخاصة. ولم يكن أمامي والحالة هذه، سوى الاستسلام للرواية الشفوية، وكذا الاستعانة ببعض المصادر والمراجع المختلفة، وخاصة كتاب الأستاذ إبراهيم كريدية " صلحاء آسفي وعبدة " رغم بساطته، فقد أفدت منه كثيرا في مقاربة موضوع له تأثير كبير في السلوك العام لساكنة آسفي وفي نمط تفكيرهم وتعبيرهم و أمام العدد الهائل للصلحاء والأولياء بآسفي، جاءت الفكرة للنبش في ظاهرة إقبال ساكنة آسفي على الأضرحة بشكل ملفت، وقوة اعتقادهم بفاعلية السادات . عقلية كانت ولازالت، تنزاح وراء الخرافة وتصديق الأوهام، إلى درجة بلغ معها الاعتقاد إمكانية شفاء كل الأمراض.فحيثما ولى المرء وجهه بآسفي إلا ويصادف أضرحة صلحاء ، شيد على بعضها قبة أو أكثر ، مثل سيدي عيسى بن مخلوف الذي تعلو ضريحه خمس قباب ،أو أحيط بعضها بحوش في صورة حائط قصير من الحجارة المرصوصة ،أو في شكل ركام من الحجارة تعرف بالكركور.كما أن بعض هذه الأضرحة ، وهمي ليس لها وجود في الواقع تفنن البسطاء من الناس بآسفي ، في نسج أحداث وخوارق حولها ، فشدت إليها الرحال من كل صوب . فقد يكون المدفن لأشخاص حقيقيين أو وهميين، مثل ضريح سيدي بوذهب أو ضريح سيدي الوافي أو ضريح سيدي الضاوي الذي يسجل الفقيه الكانوني في شأنهما، أنهما ضريحان وهميان لم يتبث التاريخ وجودهما. وقد يكون الموقع مجرد مزار ، تتشكل قداسته من أشجار أو ينابيع أو في صخرة أو في كركور أو كهف أو في مغارة أو في بئر أو عين ماء...

أسفي تنبت الصلحاء كما تنبت العشب
ينفرد المغرب على غيره من البلدان ، بكثرة ما يحتويه ترابه من أضرحة الأولياء والصلحاء ، حتى أن بعض النواحي والمدن ، صارت مشهورة بما يوجد بها من كبار الصلحاء ، فلا تذكر إلا مقرونة بذكرهم . وتبعا لهذا الانتشار الواسع للصلحاء ، فإن بول باسكون لم يفته أن يصف المغرب ببلد المائة ألف ولي. وتعد مدينة آسفي وباديتها ، من أقدس مناطق المغرب ، وأكثرها ازدحاما بالصلحاء والأولياء .فهذا المؤرخ الإغريقي سيلاكس ،الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ، يشدد بعد زيارته لمنطقة عبدة على وجود حياة دينية مكثفة بها ، وعلى أنها أقدس مكان بمجموع إفريقيا ، وذكر أنه وجد بها معبدا عظيما ، مخصصا لبوصيدون إله البحر عند اليونان القدماء. وقد تحقق لأرمان أنطونة إحصاء صلحاء عبدة ، فوصفها ببلد الألف سيد، وذكر أن أهلها يرتادون الأضرحة أكثر مما يرتادون المساجد. ويستقر أكثر صلحاء عبدة على ساحل المحيط، وقد تنبه لذلك عامة الناس بآسفي ، فأشاعوا أن كل حجرة بالساحل هي لولي ، وأرض آسفي تنبت الصلحاء كما تنبت العشب. وتخبرنا كتب التاريخ ، أن ذوي السلطان كانوا يتهيبون الصلحاء أحياءا كانوا أم أمواتا ، فكانوا يتقربون إليهم بتشييد القباب على قبورهم ، وتعهدها بالصيانة والترميم والكسوة ، والسهر على إقامة مواسمهم ورعايتها، والعمل على توسيع مدار حرمهم ، والإمتناع عن ملاحقة المستجيرين بحرمهم وإغداق الصلات بظهائر التوقير عليهم، وزيارة مقاماتهم كما هو الحال مع السلطان الحسن الأول ، الذي زار ضريح الشيخ أبي محمد صالح وضريح سيدي بوزيد سنة 1880 . فقد كانت الأضرحة كما يقول اليفراني في درره (ملحقة بالكعبة في الحرمة) يقدسها الناس ويعتبرونها أماكن حج يحرم فيها القتال.
طقوس زيارة الأضرحة بآسفي وخرافة الشفاء
بحسب الثقافة الشعبية بآسفي ،لا يذكر الأولياء والصلحاء ،إلا مرفوقين بعبارة "نفعنا الله ببركتهم "فهم في نظرهم أشراف يبسطون بركاتهم حتى بعد وفاتهم وانقطاع عملهم . فالمرء قد يحلف بالله في إطار الكلام العادي ،لكنه لا يستطيع أن يأتي بنفس الفعل في حضرة الولي أو مقام الضريح ، خوفا من أن يفلس ويكمدها فيه الولي ، فيصبح "ضحكة واشفاية".لذلك نجد في الموروث الشعبي بآسفي ، الحضور المكثف لتيمة الأولياء والصالحين ، كلازمة في الأغنية الشعبية ، حيث تتكرر باستمرار عبارة " ألالة زوروا الصالحين ". ويبدو أن حدة الخصاص والمرض والظلم ، جعلت جزءا كبيرا من ساكنة آسفي ، يخصون الأولياء والصلحاء بعلاج كل الأمراض ، عضوية كانت أو عقلية ، ويرى الدكتور حسن جلاب أنه " تتعاقب على الإنسان حالات يشعر فيها بالخوف من البشر (لصوص-سلطة) أو الطبيعة (كوارث-مرض-مجاعة) أو يعجز عن تحقيق رغباته (إنجاب –عثور على مفقود) فيكون اللجوء إلى الولي هو السبيل للتخلص من الخوف ". ولا غرو إذا صادفنا بآسفي،صلحاء يحملون نعوتا وقد طمست أسمائهم الحقيقية ، مثل سيدي قاضي حاجة الموجود ضريحه بشارع علال بن عبد الله ، ودار الضمانة بحي الزاوية ، وسيدي أسكاد الخير بدوار القبة بفرقة ثمرة بالبحاترة الشمالية، وسيدي مول البركات المجاور لسوق كاوكي والذي أغلق بعد أن تم الاعتداء بداخله على امرأة عجوز، وصلحاء آخرون يحملون إلى جانب أسمائهم ألقابا ، تلخص قدراتهم الخارقة في توفير الطمأنينة للناس ، فيقال للشيخ أبي محمد صالح " مول الأرض ولبلاد " ولسيدي مبارك بوكدرة " ضامن عبدة " ولسيدي وجو بدوار العطاطرة " صاحب مفاتيح عبدة ". ورغم التطور الذي حصل في البلاد ، فإن الكثير من طقوس زيارة الأولياء والصالحين ، ما يزال مستمرا إلى اليوم بآسفي ، إذ ما زالت العديد من أضرحة آسفي تشعل بها الشموع ، وتغطى قبورها بأثواب خضراء يتبرك بترابها ويمسح به على الرؤوس والصدور والأعناق ، كما تعلق قطع القماش على أغصان الأشجار المحيطة بها، اعتقادا منهم أنها البلسم الشافي. أما النساء فيشكلن الشريحة الأكثر ارتيادا للأضرحة، فحين يلجن الضريح ، يمكثن به أياما ، وكأنهن في مشفى عمومي ، بعد أن يئسن من الاستحمام بسبعة أمواج وجلسات التبخار باللدون ، بحثا عن شفاء مزعوم، حيث يتلون أقراحهن ، بعد أن أعجزتهن الحيلة في نيل حق مسلوب ،أو طرد النحس والتابعة ، أوالتخلص من مرض ، أو التوجس من تقدم العمر والبحث عن عريس طال انتظاره .فيما نساء أخريات ، يصبون جام غضبهن على أزواج أهملنهن وارتبطن بأخريات، ولم يعد لهن من سبيل سوى اللجوء للولي ، حيث ينزعن دثار رؤوسهن فيمسحن به أرضية الضريح ، وهن يمطرن اللواتي انتزعن منهن أزواجهن ، بوابل من الأدعية والمصائب ، آخذين على أنفسهن ، إحضار المرفودة إن تحقق المطلوب، دون أن ننسى ثقافة التسنيدة والمزاوكة في الصلحاء للخروج من ضائقة ، بتقديم الذبائح والشموع ، وإقامة المواسم وليالي الحضرة ، فضلا عن ما أشاعوه باطلا ، من قبيل العاقر التي تبيت بالضريح لترى الرؤيا المبشرة بالغلام، وحل عقدة الشاب المتهيب من أخذ يد المحراث والمنجل، وفسخ الديار والحكم في الجهل والسعار ، وعلاج البرص والجنون ، وعلاج الأرق وكثرة النوم وعقم النساء واعوجاج الفم واليدين ، والاقتصاص من الكذابين وردع الظالم والسارق . وانتهاء بما استحدثوه من اتخاذ بعض المواسم والأعياد الدينية فضاءات للنزهة والاصطياف ، مثل سيدي بوزيد وسيدي عبد الجليل وسيدي بوشته وسيدي دنيان وسيدي خليل ، والتي كانت ولازالت بآسفي، أماكن مفضلة للنساء اللواتي ليس لهن من فرص التحرر من ربقة البيت وسلطة الزوج غير هذه الفضاءات.
نماذج من عالم الخرافة المسفيوي
نظرا للكم الهائل للصلحاء بآسفي ، سنعمد إلى تقديم عشرة نماذج مختارة على سبيل المثال لا الحصر لصلحاء حولهم عالم الخرافة المسفيوي، إلى مستشفيات مجانية وعيادات طبية ، تقدم لزائريها خدمات استشفائية مزعومة ، لأمراض استعصى الطب الحديث عن علاجها ، نقدمها مختصرة دون تحليل ، لأننا نعتقد أن الأمر يحتاج إلى تدخل علوم متخصصة ، تقارب الظاهرة بحثا عن تفسير لذهنية تصر على تقديس الحجر والبشر. 1-سيدي عبد الرحمان مول البيبان: المشهور بمول البيبان ، أي صاحب الأبواب ، بسبب وقوع ضريحه بمحاذاة أسوار المدينة العتيقة، وإشرافه على ستة من أبوابها. تذكر الروايات، أنه حضر احتلال البرتغاليين لهذا الثغر، وأنه واحد من المجاهدين ضد الغزاة البرتغاليين. وقد نسب إليه العامة بآسفي علاج آلام الجسم، وذلك بتخضيب المكان الذي يوجع بالجسم ، بدم الذبائح التي تقدم إليه ، في حفل اختتام دور رجراجة الذي كان ينتهي في ضريحه، علاوة على علاج الشركة حيث يملأ المريض فمه بالزيت ، ثم يصبه أمام باب الضريح ، فضلا عن علاج التهاب الشفة واللثة ، وذلك بمضغ أوراق الزيتون الذي ينبت بجوار قبته، إضافة إلى الاقتصاص من الكذابين بإصابتهم بالبرص أو الجنون، فكل من حلف عنده أو به يصاب بالسوء، فترى من أنكر أمرا وطلب منه أن يحلف ، فر مذعنا لتأدية الحق الذي كان يريد أن ينكره حسب ما أورده الصبيحي . 2-أولياء بن ازميرو السبعة بآسفي يوجد ضريحهم على مقربة من قاعة الأفراح والخزانة الجهوية وهم يهود ينحدرون من أسرة قدمت من مكان بإسبانيا يسمى " ازميرو " ، وقد طاب لهم المقام بآسفي. وتذكر رواية أوردها " دوتي "، أن أولاد بن ازميرو كانوا نساكا يصرفون ليلهم في عبادة الله وتدارس التوراة فابتلعتهم الأرض، ويقال بأن ضريحهم يضم رفات أبراهام وإخوته وأبناء إخوانه وأخواته . ويشاع أن كل من زارته من العوانس ، يفرج عليها بزواج ميسر. ويحكي أحد اليهود ، أن أمه تحقق علاجها من الشلل بعد زيارتها ضريح أولياء بن ازميرو السبعة. والضريح يشهد كل سنة إقامة موسم سنوي يحج إليه العديد من يهود العالم. 3-لالة اهنية الحمرية: اندرس موقع قبرها، بعد جرف المقبرة المنسوبة إليها، وتحويلها إلى تجزئة سكنية. وحسب جواهر الكمال، فإن لها معرفة بالأدوية وعلاج أمراض الصبيان، كما تفيد تربة قبرها في علاج بعض الأمراض الجلدية والأورام.. 4-سيدي الخضر: بعد توسعة الميناء، أصبح ضريحه في خبر كان. تقول الروايات أن زيارته تفيد في تقوية ملكة الحفظ والاستظهار عند الصبيان، فقد كانت الأمهات يقصدن ضريحه ، صحبة أطفالهن الذين بلغوا سن التمدرس ، فيأكلون على رأس ضريحه الزبيب حتى يصيروا حفظة للقرآن. 5-لالة فاطنة امحمد : يوجد ضريحها بأولاد زيد بالبحاترة الشمالية، وهي من ذرية الولي سعيد بن التاهرية الرجراجي، جاءت إلى عبدة من بلاد حاحا وبصحبتها أسد ، تقول الروايات أنه يرقد إلى جوار ضريحها في محل مسقوف يقال له " بيت الأسد " . وقد نسب إليها العامة علاج عقم النساء،حيث أن كل امراة زارتها يصير ذلك اليوم موقرا عندها ، تتزين فيه، ولا تغزل فيه، ولا تحمل مكنسة بيدها، قائلة إنه يوم زيارتها لالة فاطنة امحمد ، على حد ماذكره الصبيحي.كما أن الفلاحين،جريا على عادة بليدة ، يعمدون إلى تثبيث الأوتاد بساحة الضريح ، خوفا من هلاك ماشيتهم. وللولية موسم سنوي شهير بآسفي، ينعقد في منتصف شهر شعبان من كل سنة. 6-سيدي مبارك بوكدرة : أصله من رجراجة، لقب ببوكدرة لأنه كان يعد كل يوم قدرة كبيرة من الطعام لابن السبيل والواردين عليه والمعوزين . وإليه ينسب سوق ثلاثاء بوكدرة المعروف. وقد كان في حياته يعالج داء البرص والجذام، حتى تحول مقامه إلى مستشفى للمصابين. يقول أرمان أنطونة " سيدي مبارك بوكدرة يشفي من أمراض الجذام : وكان المرضى يقدمون إلى ضريحه للزيارة، وحسب المعتقد الشعبي فإن المريض يشفى من دائه ، عندما يرى بعض القطرات من الماء تظهر بموقع محدد من القبر، فقد ظل هذا الضريح ولمدة طويلة ، مقرا لأحد مستشفيات داء الجذام ". 7-سيدي بوشته: على الساحل بالبحاترة الشمالية ، وهو من حفدة سيدي واسمين، دفين الشياظمة عاش في القرن الخامس عشر،غادر زاويته برجراجة ونزل بشمال آسفي ، وانقطع عن الناس في خلوة وعبادة حتى مات، يوجد ضريحه على مرتفع ساحلي على بعد 25 كلم من آسفي ، وكان الساهرون عليه يملكون وثائق وظهائر توقير ، ضاعت في مجملها . توجد بالقرب من ضريحه ، عيون معدنية ، يقال أنها بفضل بركته تشفي أنواعا من الأمراض الجلدية والجنسية وحتى العقلية ، حسبما ذكره أنطونة. 8-عبد العزيز الشيخ الملقب بمول الكرمة: وهو نجل عبد الرحمان مول البركي بن الشيخ الكامل (لحسن بن رحو) ،عاش في القرن السابع عشر، وقد كانت له حظوة خاصة عند السلطان المولى إسماعيل فعينه قاضيا بعبدة ، وخصه بظهير احترام وتوقير . تقول الرواية الشفوية أن والده دهب لإحضاره بعد مرضه بالشاوية فقال له " أنا هنا ولهيه " فمات بالشاوية . ويقال إن الكرمة خرجت من قبره، حيث كانت أغصانها تفجر القبة، وكلما قاموا بقطعها إلا ويجدونها في صباح اليوم الموالي متدللة أغصانها ، فتركوها وأزالوا القبة وأحاطوها بجدران ، فأصبحت تستقطب الزائرين للتبرك بها، وهي مكان تترك فيه بعض أشلاء الملابس، وفضلات الشعر، وهي أشياء يطلق عليها إسم " التابعة ". وعلى حد تفسير حفيظ الضريح فإن " المرأة تترك بعض خصلات شعرها ، لشعورها بألم في الرأس، كما أن بجوار هذه الكرمة ، شجرة يطلق عليها إسم " الرتم " ، تتخذ أغصانها في شكل عقد، والمرأة تأتي إلى هذا المكان للتبرك منها، فتقوم بعقد أغصان الشجرة ، حتى إن قضيت حاجتها عادت لفكها " . 9- سيدي كانون : يتواجد في حجر جبل المويسات ، وضريحه عليه قبة شهيرة ، وبإزائه مسجد تقام فيه صلاة الجمعة. ومن الكرامات المأثورة عنه ، أنه ذات يوم أمره شيخه عبد العزيز التباع ، بالدخول إلى فرن ساخن جدا، وإيمانا منه ببركته ، دخل فعلا إلى الفرن ، إذ لم ينله أي مكروه، ومن ذلك اليوم، أصبح شيخه يطلق عليه لقب سيدي كانون .والمعتقدات الشعبية بآسفي ، نسبت إليه علاج عدد من الأمراض، إذ يزوره مرضى العيون والنساء العواقر، والمصابين بمس الجن والشلل واعوجاج الفم ، وفي هذا الإطار تقول رواية شعبية " أن سيدي كانون كان يدرس في خلوته الجن ، وقد حذر زوجته وأبنائه من دخولها وفي يوم من الأيام وبينما هو منشغل بالتدريس ، دخلت عليه ابنته فأصيبت باعوجاج في فمها ، فأخذ سيدي كانون ابنته وأدخلها إلى الخلوة وطلب منها أن تحدد له صاحب الفعل من الجن ، وقد منحه الفاعل مرآة كانت سبب علاجها ، وطلب منه الاحتفاظ بها لمساعدة كل مريض بهذا المرض " . أما طريقة علاج باقي الأمراض فيتم بواسطة ما يسمى " الباروك " ، وذلك عن طريق " البخ " في قطعة سكر . ومن إسم سيدي كانون اشتق إسم الزاوية الشهيرة زاوية سيدي كانون ، والتي أنجبت فقيها وعالما قدم الشيء الكثير لهذه المنطقة، وهو العلامة محمد بن أحمد العبدي الكانوني ، مؤرخ آسفي وصاحب العديد من المؤلفات عن آسفي وتاريخه وأعلامه وصلحائه ، أشهرها كتاب "آسفي وما إليه " . 10- سيدي عبد الله بن ساسي : اندرس ضريحه هو الآخر ، وقد كان العامة يقصدونه في علاج الأرق وكثرة النوم، فكان زائره يقف عند قبره ويردد " يا سيدي بن ساسي اعطيني نعاسي على قياسي ".



المصادر والمراجع المعتمدة في إعداد الملف :
1-أرمان أنطونة : جهة عبدة
2-أحمد بن محمد الصبيحي : باكورة الزبدة من تاريخ آسفي وعبدة
3-محمد العبدي الكانوني : جواهر الكمال في تراجم الرجال
4-إبراهيم كريدية :صلحاء آسفي وعبدة وما كان لهم من أدوار اجتماعية
5- إبراهيم كريدية : زوايا الشرفاء بآسفي وباديتها
6- محمد جنبوبي : الأولياء بالمغرب ،الظاهرة بين التجليات والجذور التاريخية والسوسيوثقافية



 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...