نقوس المهدي
كاتب
بعض المنظرين، يدعمون نظرياً تعريف "النساء" كتابعات بيولوجياً "للرجال"، بقصد أو دون قصد، وفرويد هو واحد منهم. بالنسبة لغالبية النسويات، فإن فرضية فرويد حول التغلب على "عقدة أوديب" و"اكتساب الجندر" يقوي، دون شك، موقف الرجال…
ما زالت مقولة "النساء" في هذه الأيام، ذات طابع جدالي، وكونها مقولة بيولوجية أو اجتماعية (أي تتبع الرجال)، بقي أمراً غير محدّد. ومع علم النفس والدراسات النسوية، فإنّ التمييز غير المتحّيز "للنساء" من المفترض أن يقام في المستقبل تبعاً للمطالبة بالمساواة في الجندر في العالم الحديث.
1- مقدمة:
يمكن لـ"أوفيليا" وهي أكثر شخصيات شكسبير وروداً في أعماله، أن تتصدّى لمقولة "النساء" وخاصية "الضعف" كما يسمّيها هاملت. لفترة طويلة، كانت أوفيليا شخصية استحواذية في الأدب والثقافة الغربية وممثلة للنساء. "من بين كل الشخصيات في مسرحية هاملت" يقول بردجت ليونز "أوفيليا هي الأكثر حضوراً بمصطلحات ذات دلالات رمزية" (Showalter, 2001, p. 245). من خلال سلوكها، ومظهرها، وكلماتها، اعتبرت، لدى العديد من النقاد الشكسبيريين، أيقونة "أنثوية"، بالمطلق. عواطفها الجياشة فُكِّر بها كـ"أنثوية وخنثى" بحسب الفرويديين. للوهلة الأولى عندما يبكي لايرتس على موت أوفيليا، يقول دامعاً، "عندما تولي هاته الأشياء، ستكون المرأة خارجاً" الأمر الذي يشير إلى أن المؤنث والجزء المجلّل بالعار سوف يزول. وعندما تجنّ أوفيليا، تقول غيرترود "كلامها فارغ" مجرّد "كلام بلا معنى". كلام أوفيليا هنا يؤوّل كـ"رعب من عدم وجود أي شيء ليقال بالمصطلحات المتعارف عليها لدى البلاط" (Showalter, 2001, p. 244) وحكايتها تمثّل لغز الاختلاف الأنثوي.
ما تزال شخصية أوفيليا تؤوّل من قبل النقد النسوي من خلال خطابها الخاص، وكشخصية يجب أن تعاد كتابتها ضمن مقولة "امرأة". على أية حال، ولعديد القرون فإنّ فكرة أن "النساء تابعات للرجال" ترسخت في عقول الناس. عندما تؤوّل كلمة "نساء" غالباً ما تقدّم بمصطلحات سلبية، ضعيفة، ماكرة، متردّدة الخ. كلّ الدلالات تشير إلى ما هو عكس تعريف "الرجال". من دون تعريف "الرجال" بما يشير إلى "قويّ، ذكوريّ، شجاع، حازم، الخ" فإنّ كلمة "نساء" لا معنى لها في جميع الأحوال. النساء هنّ مجموعة طبيعية من نوع خاص، مجموعة يُحسّ بأنها طبيعية، ومجموعة يعتبر الرجال أنّ لها سماتٍ ماديةً في أجسادهنّ. الشخصيات في أعمال بعض الكتاب الكلاسيكيين من الذكور، أمثال دي اتش لورنس، وسيغموند فرويد، تكشف مدى التفاوت في القوة بين الرجال والنساء. "الحبّ بين الرجل والمرأة، لدى لورنس، يقف ضد العلاقات الإنسانية المشوهة الرازحة تحت وطأة التصنيع، ولكن هذا الحب يرتكز على جنسية الذكر" (Millet, 1977, p 238). حالياً، فالموقف الذي يواجه النسويات جدّي وهو، إذا كانت "النساء" يعتبرن مقولات بيولوجية، كما هو سائد على نحو كوني، خاصة لدى بعض الكتاب الذكور، الأمر الذي يبدو طبيعياً كالجبال والأنهار، إذن فكل الجهود والمساعي لتحقيق مجتمع عادل ستكون عقيمة. وهكذا سيكون محرجاً إعادة تعريف كلمة "النساء"، وهذه هي المشكلة الأساس لانتزاع مكانة أفضل من عالم الرجال.
2- كيري ضد عقدة أوديب واكتساب الجندر:
بعض المنظرين، يدعمون نظرياً تعريف "النساء" كتابعات بيولوجياً "للرجال"، بقصد أو دون قصد، وفرويد هو واحد منهم. بالنسبة لغالبية النسويات، فإن فرضية فرويد حول التغلب على "عقدة أوديب" و"اكتساب الجندر" يقوي، دون شك، موقف الرجال من قضية كون النساء تابعات بيولوجياً لهم. نظرية فرويد حول "اكتساب الجندر" تأسست على ما سمّي بـ"عقدة أوديب". وتبعاً لفرويد، فإن سيرورة تجاوز الصبيان والبنات لهذه العقدة، مختلفة فيما بينهم بشكل كامل.
من السهل أن نرى أن الصبي الذي يريد أمه بكلّيتها له وحده، ويعترض الأب طريقه، يصبح متململاً عندما يأخذ على عاتقه أخيراً، مداعبتها، ويصل إلى إشباعه عندما يذهب الأب أو يكون غائباً. بينما يبدأ الطفل الصغير يخطو في مثل هذه الحالة الذهنية، يكون خائفاً من أن يتعرّض للأذية من والده، وبشكل أوضح، يخاف من أن يخصيه والده. هذه المخاوف تجبر الصبي على السيطرة على رغبته الجنسية وأن يحوّل عقدة أوديب، وهنا يتأسس الأنا الأعلى. وتحولات عقدة أوديب تؤدي إلى الاعتراف بالأب. الفتى يفهم أنه أصبح رجلاً، كما هو والده. تدريجياً يمثل الأنا الأعلى ويقبل، بالقوة والسلطة في سيرورة نمو الصبي.
بالنسبة للفتيات الصغيرات، حتى يتغلبن على هذه العقدة أمامهن سيرورة مختلفة تماماً. إنها سيرورة أكثر تعقيداً تبعاً لفرويد. الفتاة الصغيرة أيضاً تتألم من "خوف الخصاء". ما دامت أيضاً تكرّس حبّها لأمها في الفترة الأولى، على كل حال، وعلى نطاق ضيق، فـ"الخصاء" هو واقعة بالنسبة للفتاة كونها فعلياً ليس لها دور إيجابي في سيرورة النمو. وبحسب فرويد، هذه "الواقعة" تجعلها تشعر بـ"تفوق" الرجال، ولكنها تقرر أن تقاوم في مواجهة هذا الموقف غير السار. هذه المقاومة في العقل يمكن أن تنتهي إلى عقدة ذكورية (أي شاذة) أو إلى الارتقاء بالأنوثة. المستوى الأوّل هو الحبّ المكرّس للأب، بطرد الأم الزائدة عن الحاجة، وأخذ مكانها. تدريجياً تنمو أنوثتها حتى تحمل بطفل، وطفل ذكر خاصة. على خلاف الصبيان، البنات لا يصبن بعقدة أوديب ما دمن يفتقدن الدافع الفعال إلى تكوين أنا أعلى قويّ، وبذلك، فالبنات ليس لديهن القدرة والاستقلال الكافي لإنتاج معانٍ ثقافية، تبعاً لفرويد. عندئذ فالتأثير يمارس بسهولة على شخصية النساء، اللواتي يعتبرن على العموم، مظلومات قياساً للرجال، أو من السهل جداً تأثرهن بكبريائهن الشخصي في محاكمة الوقائع.
الناقدات النسويات عَادين تماماً نظرية فرويد حول عقدة أوديب. كيت ميلليت (1977) اعتبرت أن نظرية فرويد تقوم على جوهرانية بيولوجية، تصنف جميع أشكال السلوك الإنساني بمعيار الخصائص الفطرية الجنسية. بكلمات أخرى، فإن نظرية فرويد، كما يقال بطريقة علمية، تثبت أن النساء مسؤولات أصلاً عن خضوعهن، في حين أن الرجال يسيطرون وأكثر ميلاً للتغلب على النساء في الجنس. كلا الجنسين يبدو أن يستمتع بهذا الدور ويسلم به جدلاً. وكشاهد:
هاملت: مُرضٍ الاستلقاء بين ساقي عذراء.
أوفيليا: ما هو يا سيدي؟
هاملت: لا شيء.
بالنسبة لهاملت، هو يعتصر بقسوة كلمات أوفيليا، و"لا شيء" هو الذي "يكون بين ساقي عذراء"، لأنه في نظام التمثيل والرغبة البصرية لدى الرجل، أعضاء النساء الجنسية تمثل الرعب من أن لا شيء ليُرى" (Showalter, 2001). ملابس أوفيليا البيضاء، تزينها "أكاليل ساحرة" من الورود البرية بينما شعرها منسدل" عذريتها البيضاء على تضاد مع قتامة ملابس هاملت السوداء"، والورود تشير إلى "صورة جنسانية الأنثى لجهة تفتح البراءة والتلوث الداعر" الذي يشكل "أيقونة جنسية" (Showalter, 2001, p. 246). أكثر من الجنون، التنافر، الطلاقة، أو الصمت، أثبتت أوفيليا أن من المستحيل على النساء أن يمثلن الأنوثة في الإيديولوجية البطريركية.
يمكن أن تمثل أوفيليا كل شيء مرفوض (يتم إنكاره) من قبل الرجال الراشدين بالنسبة إلى بعض الكتاب الذكور، ولكنها ليست حالة الكاتبات النسويات. وميلليت بالذات تشمئز من نظرية فرويد حول "حسد القضيب". برأيها، هذا المفهوم لا يحسن فقط الامتلاك الجنسي بالنسبة إلى المستوى التشريحي نفسه، البيولوجي، والطبيعة، ولكنه أيضاً طريقة لاضطهاد هؤلاء النسوة غير الراضيات عن وضعيتهن الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية. سيمون دي بوفوار (1949) كانت أكثر نقدية. فقد اعتبرت أن الطريقة التي جعل بها فرويد من النظرية غير علمية، كانت عندما وصل بشكل ذاتي إلى خاتمة أن "النساء هن رجال ناقصون" دون أي أسانيد فلسفية أو علمية. وبرأيها أن الرجال لا يمكنهم إثبات هذا القول من مجرد المقارنة التشريحية. فعلياً، غالبية الفتيات الصغيرات لم يعرفن بالضبط جسد الصبي الذكر حتى كبرن. وبالنسبة للصبيان الصغار، ربما يشعرون أن القضيب شيء يبعث على الفخر، ولكن هذا الشعور ربما لا يقودهم إلى الاستخفاف بأخواتهم.
3- تعريف "النساء":
إن قلنا إن نظرية فرويد حول التغلب على عقدة أوديب تصح على ترسيخ هيمنة الذكر بطريقة واضحة وجازمة، وتصون مجتمع الهيمنة الذكوري، ربما يبرز هنا سؤال: كيف يلقى فعلياً مفهوم "النساء"، هذا القبول على امتداد العالم؟
هذا هو عالم الخطاب المشكل والذي يعاد تشكيله لا فقط عبر اللغة، ولكن من خلال اللغة المستخدمة المترادفة مع الأفعال، التفاعلات، أنظمة الرموز غير اللغوية، الأهداف، الأدوات، التقنيات والطريقة المميزة في التفكير، التثمين، الإحساس والاعتقاد (Gee, 2000, pp. 12-20). الخطاب متحول دوماً. بالنسبة لفوكو "الخطاب" يعني "مجموعة من التصريحات التي تزود لغة ما للحديث حول طريقة تمثيل المعرفة لموضوع محدد في لحظة تاريخية محددة" (Hall, 2001, p. 72). الأشياء تعني أموراً كانت "حقيقية"، فقط ضمن "محتوى تاريخي محدد". وقد جرى التفكير بأنه في كل فترة تاريخية، ينتج الخطاب أشكالاً من المعرفة، الموضوعات، الذوات وتمارين المعرفة، تختلف بشكل جذري من عصر لآخر (Hall, 2001, p. 73-75). كل الأشياء محددة تاريخياً وثقافياً. هي لا يمكن ولا تستطيع أن توجد بكامل معناها خارج خطابات محددة.
هكذا فإن مقولة "النساء" يمكن أن تصبح كلمة جديدة بالنسبة لنا. مع مفهوم وتحليل ما بعد البنيوية، من المؤكد أن "النساء" يصنفن في مقولة "تاريخية" أكثر من تصنيفهن في مقولة طبيعية وهي سوف تظهر في المجتمع في لحظة تاريخية محددة، ومتحولة دائماً.
نميل إلى الاعتقاد بالسلطة كونها تشع دوماً باتجاه واحد، من القمة إلى الأسفل، وتأتي من مصدر محدد، السيادة، الدولة، الطبقة الحاكمة وغيرها. هذا جانب من نظرية فوكو حول السلطة. الخطابات المهيمنة في المجتمع تدعمها بقوة قواعد مؤسساتية، كالقانون، الرفاه الاجتماعي، التعليم ومجالات العمل الخ، لذلك فإن هيمنة الخطاب الأعلى على هذه الخطابات، يمكن أن يضمن سلطته التي تشرف عليها جميعاً. ولذلك فالرجال يهتمون بالكيفية التي وضعت بها أفكارهم حول النساء قيد التطبيق من خلال الممارسات الخطابية في أماكن متنوعة حتى تنظم إدارة النساء.
ارتبط ذلك بمفهوم جديد استحدثه فوكو وهو "الحقيقة". يحاجج فوكو أن الحقيقة "تنتج فقط من الأشكال المتعددة للقيود. وهي تُحدث تأثيرات منظمة من السلطة. كل مجتمع لديه نظام للحقيقة، إنها سياسات عامة حول الحقيقة، هذه الأنماط من الخطاب التي تُقبل وتستخدم كحقيقة، الآليات والحالات التي تمكن المرء من تمييز البيانات الحقيقية من الزائفة عن طريق وسائل مكرسة .. حالة هؤلاء الذين اتسموا بقول ما الذي يعد حقيقة" (Foucault, 1980, p. 131). لذلك فإن ما يدعى "الحقيقة" يرتبط بشكل كبير بالسلطة. وفي عصر محدد، يُشكِّل السياق ويعيد تشكيل الحقيقة طوال الوقت عن طريق التشكيلات الاستطرادية.
نظرية فوكو تستخدم بشكل كبير من قبل النسويات لدراسة ما يدعى الطبيعة "الغريزية" "للنساء"، والتي هي فعلياً، تاريخية ومتحولة، خلقتها وسيطرت عليها الهيمنة الذكورية. يجب أولاً أن يكون واضحاً جداً أن "النساء" لسن مجموعة طبيعية كما ساد طوال الوقت. ومنذ أن اشتق "المعنى" من الخطاب، من دون شك فإن "النساء" أيضاً هن نواتج خطابات محددة هيمنت من قبل النظام البطريركي في المجتمع. إن سلطة الخطاب التي تجعل من "النساء تابعات" تحققت عبر أشكال متنوعة من الأدوات. ولذلك فإن التمييز بين "النساء" كونهن تابعات للرجال يتخلل ضمنياً أرضية وعينا الاجتماعي. فعلياً فإن تعريف "النساء" غير منصف بالمرة بالنسبة للأنثى ولكنه يصبح "حقيقة" بالنسبة لجميع الناس، ومنذ وقت طويل لم يحاول أحد حتى أن يفكر بمساءلته. فالناس يسلمون به دون التحقق مطلقاً من أن هذه اللامساواة ترتكز على الهيمنة الذكورية.
اللغة هي الأداة الحيوية التي يوظفها النظام الأبوي لضمان استمرار حالة الهيمنة. الخطاب المهيمن هو فعلياً انعكاس الإيديولوجية الذكورية المهيمنة، وهي تتقنع في الأدب عبر السرد من وجهة نظر الذكر. الرجال يحوزون اللغة، من ناحية إنتاجها واستخدامها. هذا الجندر (الرجال) لديه السلطة لشرح الكلمات التي يخلقها. هذه الأحادية في اللغة تكفل وضعية سيطرة الذكور على تبعية النساء. ما دامت هذه اللغة المتوارثة مستمرة في التأثير على النساء كالعادة، فإن وضعية التبعية سوف لن تزول.
4- الجهود باتجاه مساواة الجندر:
كيف يمكن إذن قلب صورة أوفيليا وبقية الصور التقليدية عن النساء (الجاذبية، نكران الذات، والنقاء)؟ إن الحصيلة بالنسبة لأوفيليا هي الغرق في الماء، الذي عده الفيلسوف الظاهراتي غاستون باشلار الموت الأنثوي الحقيقي في دراما الأدب والحياة، وهو الانغمار الجميل والتغطيس في العنصر الأنثوي. على أية حال فإن العديد من النسويات يكافحن للخروج من هذا المأزق. فرجينيا وولف السباقة من النسويات في كتابها "غرفة تخص المرء وحده"، طالبت النساء بقتل "الملاك في المنزل" وبهجران الصورة التقليدية للنساء، مع أن الملاك "يموت بقسوة". جوديث بتللر تشرح بناء الجندر من خلال مفهوم "العمل المنجز" بالقول أن الجندر يُبْنى وكذلك يُنجز. الجندر متلازم بالاعتراف، والجسد المُجنْدَر ليس واقعة سابقة للوجود، ولا توجد لديه "أنا" سابقة للوجود، ولكن السلوك الراسخ والمتوارث يشير إلى أن الجندر هو "أداء"، نوع من بنية اجتماعية. قدمت العديد من النسويات المذكورات أعلاه، كثيراً من التحليلات للنصوص الأدبية والقضايا الاجتماعية، في محاولة لخلق تأثير كبير على بقية الحركات الثقافية وخلقن تغييرات كبيرة في المجتمع، ولكنه يبقى أمامهن عمل أشد صلابة.
5- خاتمة:
يحيل موت أوفيليا إلى هجران الذكور للأنوثة في أجسادهم وأرواحهم. وعلى أية حال، يجب أن تعاد كتابة مقولة النساء. في الحقيقة فإن اعتبار النساء تابعات للذكور صار تقليداًَ طوال التاريخ رغم أن النساء بذلن جهوداً جبارة ضد هذا الإجحاف والوضع غير المناسب. ما زال العديد من الناس يعتقدون أن مصدر إحباط النساء مشتق من التمييز البيولوجي بين الجنسين والذي ما زال مستخدماً بنفس الطريقة التي تحاول أن تجد لدى النساء والرجال التفسيرات البيولوجية لاختلافهم، ولذلك فالنسويات يحملن عبئا ثقيلاً لإيقاظ الوعي بالمساواة بين النساء.
– الكاتبان:
YE Shu-jia – أستاذ مساعد في مدرسة اللغات الأجنبية في جامعة زيجيانغ للتكنولوجيا ( الصين)، مجال البحث هو الترجمة الأدبية.
ZHANG Xue-lian – أستاذ مساعد في مدرسة اللغات الأجنبية في جامعة جيمي (الصين)، مجال البحث هو اللسانيات التطبيقية.
المصدر: US-China Foreign Language, USA
Aug. 2007, Volume 5, No.8 (Serial No.47)
المراجع:
Butler, Judith.1999. Gender trouble: Feminism and the subversion of identity. New York and London: Routledge.
Foucault, M. 1980. Power/Knowledge. Brighton: Harvester.
Gee, J. Paul. 2000. An introduction to discourse analysis: Theory and method. Beijing: Foreign Language Teaching and Research
Press.
Hall, Stuart. 2001. Foucault: Power, knowledge and discourse. London: SAGE Publications Ltd.
Irigaray, Luce.1985. Speculum of the other woman. Gillian C Gill, trans. NY: Cornell University Press.
Millette, Kate. 1977. Sexual politics. London: Virago.
Showalter, Elaine. 2001. Twentieth century western critical theories. Shanghai: Shanghai Foreign Education Press.
Simone de Beauvoir. 1949. The second sex. H M Parshley, trans. London: Penguin.
الاوان
ما زالت مقولة "النساء" في هذه الأيام، ذات طابع جدالي، وكونها مقولة بيولوجية أو اجتماعية (أي تتبع الرجال)، بقي أمراً غير محدّد. ومع علم النفس والدراسات النسوية، فإنّ التمييز غير المتحّيز "للنساء" من المفترض أن يقام في المستقبل تبعاً للمطالبة بالمساواة في الجندر في العالم الحديث.
1- مقدمة:
يمكن لـ"أوفيليا" وهي أكثر شخصيات شكسبير وروداً في أعماله، أن تتصدّى لمقولة "النساء" وخاصية "الضعف" كما يسمّيها هاملت. لفترة طويلة، كانت أوفيليا شخصية استحواذية في الأدب والثقافة الغربية وممثلة للنساء. "من بين كل الشخصيات في مسرحية هاملت" يقول بردجت ليونز "أوفيليا هي الأكثر حضوراً بمصطلحات ذات دلالات رمزية" (Showalter, 2001, p. 245). من خلال سلوكها، ومظهرها، وكلماتها، اعتبرت، لدى العديد من النقاد الشكسبيريين، أيقونة "أنثوية"، بالمطلق. عواطفها الجياشة فُكِّر بها كـ"أنثوية وخنثى" بحسب الفرويديين. للوهلة الأولى عندما يبكي لايرتس على موت أوفيليا، يقول دامعاً، "عندما تولي هاته الأشياء، ستكون المرأة خارجاً" الأمر الذي يشير إلى أن المؤنث والجزء المجلّل بالعار سوف يزول. وعندما تجنّ أوفيليا، تقول غيرترود "كلامها فارغ" مجرّد "كلام بلا معنى". كلام أوفيليا هنا يؤوّل كـ"رعب من عدم وجود أي شيء ليقال بالمصطلحات المتعارف عليها لدى البلاط" (Showalter, 2001, p. 244) وحكايتها تمثّل لغز الاختلاف الأنثوي.
ما تزال شخصية أوفيليا تؤوّل من قبل النقد النسوي من خلال خطابها الخاص، وكشخصية يجب أن تعاد كتابتها ضمن مقولة "امرأة". على أية حال، ولعديد القرون فإنّ فكرة أن "النساء تابعات للرجال" ترسخت في عقول الناس. عندما تؤوّل كلمة "نساء" غالباً ما تقدّم بمصطلحات سلبية، ضعيفة، ماكرة، متردّدة الخ. كلّ الدلالات تشير إلى ما هو عكس تعريف "الرجال". من دون تعريف "الرجال" بما يشير إلى "قويّ، ذكوريّ، شجاع، حازم، الخ" فإنّ كلمة "نساء" لا معنى لها في جميع الأحوال. النساء هنّ مجموعة طبيعية من نوع خاص، مجموعة يُحسّ بأنها طبيعية، ومجموعة يعتبر الرجال أنّ لها سماتٍ ماديةً في أجسادهنّ. الشخصيات في أعمال بعض الكتاب الكلاسيكيين من الذكور، أمثال دي اتش لورنس، وسيغموند فرويد، تكشف مدى التفاوت في القوة بين الرجال والنساء. "الحبّ بين الرجل والمرأة، لدى لورنس، يقف ضد العلاقات الإنسانية المشوهة الرازحة تحت وطأة التصنيع، ولكن هذا الحب يرتكز على جنسية الذكر" (Millet, 1977, p 238). حالياً، فالموقف الذي يواجه النسويات جدّي وهو، إذا كانت "النساء" يعتبرن مقولات بيولوجية، كما هو سائد على نحو كوني، خاصة لدى بعض الكتاب الذكور، الأمر الذي يبدو طبيعياً كالجبال والأنهار، إذن فكل الجهود والمساعي لتحقيق مجتمع عادل ستكون عقيمة. وهكذا سيكون محرجاً إعادة تعريف كلمة "النساء"، وهذه هي المشكلة الأساس لانتزاع مكانة أفضل من عالم الرجال.
2- كيري ضد عقدة أوديب واكتساب الجندر:
بعض المنظرين، يدعمون نظرياً تعريف "النساء" كتابعات بيولوجياً "للرجال"، بقصد أو دون قصد، وفرويد هو واحد منهم. بالنسبة لغالبية النسويات، فإن فرضية فرويد حول التغلب على "عقدة أوديب" و"اكتساب الجندر" يقوي، دون شك، موقف الرجال من قضية كون النساء تابعات بيولوجياً لهم. نظرية فرويد حول "اكتساب الجندر" تأسست على ما سمّي بـ"عقدة أوديب". وتبعاً لفرويد، فإن سيرورة تجاوز الصبيان والبنات لهذه العقدة، مختلفة فيما بينهم بشكل كامل.
من السهل أن نرى أن الصبي الذي يريد أمه بكلّيتها له وحده، ويعترض الأب طريقه، يصبح متململاً عندما يأخذ على عاتقه أخيراً، مداعبتها، ويصل إلى إشباعه عندما يذهب الأب أو يكون غائباً. بينما يبدأ الطفل الصغير يخطو في مثل هذه الحالة الذهنية، يكون خائفاً من أن يتعرّض للأذية من والده، وبشكل أوضح، يخاف من أن يخصيه والده. هذه المخاوف تجبر الصبي على السيطرة على رغبته الجنسية وأن يحوّل عقدة أوديب، وهنا يتأسس الأنا الأعلى. وتحولات عقدة أوديب تؤدي إلى الاعتراف بالأب. الفتى يفهم أنه أصبح رجلاً، كما هو والده. تدريجياً يمثل الأنا الأعلى ويقبل، بالقوة والسلطة في سيرورة نمو الصبي.
بالنسبة للفتيات الصغيرات، حتى يتغلبن على هذه العقدة أمامهن سيرورة مختلفة تماماً. إنها سيرورة أكثر تعقيداً تبعاً لفرويد. الفتاة الصغيرة أيضاً تتألم من "خوف الخصاء". ما دامت أيضاً تكرّس حبّها لأمها في الفترة الأولى، على كل حال، وعلى نطاق ضيق، فـ"الخصاء" هو واقعة بالنسبة للفتاة كونها فعلياً ليس لها دور إيجابي في سيرورة النمو. وبحسب فرويد، هذه "الواقعة" تجعلها تشعر بـ"تفوق" الرجال، ولكنها تقرر أن تقاوم في مواجهة هذا الموقف غير السار. هذه المقاومة في العقل يمكن أن تنتهي إلى عقدة ذكورية (أي شاذة) أو إلى الارتقاء بالأنوثة. المستوى الأوّل هو الحبّ المكرّس للأب، بطرد الأم الزائدة عن الحاجة، وأخذ مكانها. تدريجياً تنمو أنوثتها حتى تحمل بطفل، وطفل ذكر خاصة. على خلاف الصبيان، البنات لا يصبن بعقدة أوديب ما دمن يفتقدن الدافع الفعال إلى تكوين أنا أعلى قويّ، وبذلك، فالبنات ليس لديهن القدرة والاستقلال الكافي لإنتاج معانٍ ثقافية، تبعاً لفرويد. عندئذ فالتأثير يمارس بسهولة على شخصية النساء، اللواتي يعتبرن على العموم، مظلومات قياساً للرجال، أو من السهل جداً تأثرهن بكبريائهن الشخصي في محاكمة الوقائع.
الناقدات النسويات عَادين تماماً نظرية فرويد حول عقدة أوديب. كيت ميلليت (1977) اعتبرت أن نظرية فرويد تقوم على جوهرانية بيولوجية، تصنف جميع أشكال السلوك الإنساني بمعيار الخصائص الفطرية الجنسية. بكلمات أخرى، فإن نظرية فرويد، كما يقال بطريقة علمية، تثبت أن النساء مسؤولات أصلاً عن خضوعهن، في حين أن الرجال يسيطرون وأكثر ميلاً للتغلب على النساء في الجنس. كلا الجنسين يبدو أن يستمتع بهذا الدور ويسلم به جدلاً. وكشاهد:
هاملت: مُرضٍ الاستلقاء بين ساقي عذراء.
أوفيليا: ما هو يا سيدي؟
هاملت: لا شيء.
بالنسبة لهاملت، هو يعتصر بقسوة كلمات أوفيليا، و"لا شيء" هو الذي "يكون بين ساقي عذراء"، لأنه في نظام التمثيل والرغبة البصرية لدى الرجل، أعضاء النساء الجنسية تمثل الرعب من أن لا شيء ليُرى" (Showalter, 2001). ملابس أوفيليا البيضاء، تزينها "أكاليل ساحرة" من الورود البرية بينما شعرها منسدل" عذريتها البيضاء على تضاد مع قتامة ملابس هاملت السوداء"، والورود تشير إلى "صورة جنسانية الأنثى لجهة تفتح البراءة والتلوث الداعر" الذي يشكل "أيقونة جنسية" (Showalter, 2001, p. 246). أكثر من الجنون، التنافر، الطلاقة، أو الصمت، أثبتت أوفيليا أن من المستحيل على النساء أن يمثلن الأنوثة في الإيديولوجية البطريركية.
يمكن أن تمثل أوفيليا كل شيء مرفوض (يتم إنكاره) من قبل الرجال الراشدين بالنسبة إلى بعض الكتاب الذكور، ولكنها ليست حالة الكاتبات النسويات. وميلليت بالذات تشمئز من نظرية فرويد حول "حسد القضيب". برأيها، هذا المفهوم لا يحسن فقط الامتلاك الجنسي بالنسبة إلى المستوى التشريحي نفسه، البيولوجي، والطبيعة، ولكنه أيضاً طريقة لاضطهاد هؤلاء النسوة غير الراضيات عن وضعيتهن الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية. سيمون دي بوفوار (1949) كانت أكثر نقدية. فقد اعتبرت أن الطريقة التي جعل بها فرويد من النظرية غير علمية، كانت عندما وصل بشكل ذاتي إلى خاتمة أن "النساء هن رجال ناقصون" دون أي أسانيد فلسفية أو علمية. وبرأيها أن الرجال لا يمكنهم إثبات هذا القول من مجرد المقارنة التشريحية. فعلياً، غالبية الفتيات الصغيرات لم يعرفن بالضبط جسد الصبي الذكر حتى كبرن. وبالنسبة للصبيان الصغار، ربما يشعرون أن القضيب شيء يبعث على الفخر، ولكن هذا الشعور ربما لا يقودهم إلى الاستخفاف بأخواتهم.
3- تعريف "النساء":
إن قلنا إن نظرية فرويد حول التغلب على عقدة أوديب تصح على ترسيخ هيمنة الذكر بطريقة واضحة وجازمة، وتصون مجتمع الهيمنة الذكوري، ربما يبرز هنا سؤال: كيف يلقى فعلياً مفهوم "النساء"، هذا القبول على امتداد العالم؟
هذا هو عالم الخطاب المشكل والذي يعاد تشكيله لا فقط عبر اللغة، ولكن من خلال اللغة المستخدمة المترادفة مع الأفعال، التفاعلات، أنظمة الرموز غير اللغوية، الأهداف، الأدوات، التقنيات والطريقة المميزة في التفكير، التثمين، الإحساس والاعتقاد (Gee, 2000, pp. 12-20). الخطاب متحول دوماً. بالنسبة لفوكو "الخطاب" يعني "مجموعة من التصريحات التي تزود لغة ما للحديث حول طريقة تمثيل المعرفة لموضوع محدد في لحظة تاريخية محددة" (Hall, 2001, p. 72). الأشياء تعني أموراً كانت "حقيقية"، فقط ضمن "محتوى تاريخي محدد". وقد جرى التفكير بأنه في كل فترة تاريخية، ينتج الخطاب أشكالاً من المعرفة، الموضوعات، الذوات وتمارين المعرفة، تختلف بشكل جذري من عصر لآخر (Hall, 2001, p. 73-75). كل الأشياء محددة تاريخياً وثقافياً. هي لا يمكن ولا تستطيع أن توجد بكامل معناها خارج خطابات محددة.
هكذا فإن مقولة "النساء" يمكن أن تصبح كلمة جديدة بالنسبة لنا. مع مفهوم وتحليل ما بعد البنيوية، من المؤكد أن "النساء" يصنفن في مقولة "تاريخية" أكثر من تصنيفهن في مقولة طبيعية وهي سوف تظهر في المجتمع في لحظة تاريخية محددة، ومتحولة دائماً.
نميل إلى الاعتقاد بالسلطة كونها تشع دوماً باتجاه واحد، من القمة إلى الأسفل، وتأتي من مصدر محدد، السيادة، الدولة، الطبقة الحاكمة وغيرها. هذا جانب من نظرية فوكو حول السلطة. الخطابات المهيمنة في المجتمع تدعمها بقوة قواعد مؤسساتية، كالقانون، الرفاه الاجتماعي، التعليم ومجالات العمل الخ، لذلك فإن هيمنة الخطاب الأعلى على هذه الخطابات، يمكن أن يضمن سلطته التي تشرف عليها جميعاً. ولذلك فالرجال يهتمون بالكيفية التي وضعت بها أفكارهم حول النساء قيد التطبيق من خلال الممارسات الخطابية في أماكن متنوعة حتى تنظم إدارة النساء.
ارتبط ذلك بمفهوم جديد استحدثه فوكو وهو "الحقيقة". يحاجج فوكو أن الحقيقة "تنتج فقط من الأشكال المتعددة للقيود. وهي تُحدث تأثيرات منظمة من السلطة. كل مجتمع لديه نظام للحقيقة، إنها سياسات عامة حول الحقيقة، هذه الأنماط من الخطاب التي تُقبل وتستخدم كحقيقة، الآليات والحالات التي تمكن المرء من تمييز البيانات الحقيقية من الزائفة عن طريق وسائل مكرسة .. حالة هؤلاء الذين اتسموا بقول ما الذي يعد حقيقة" (Foucault, 1980, p. 131). لذلك فإن ما يدعى "الحقيقة" يرتبط بشكل كبير بالسلطة. وفي عصر محدد، يُشكِّل السياق ويعيد تشكيل الحقيقة طوال الوقت عن طريق التشكيلات الاستطرادية.
نظرية فوكو تستخدم بشكل كبير من قبل النسويات لدراسة ما يدعى الطبيعة "الغريزية" "للنساء"، والتي هي فعلياً، تاريخية ومتحولة، خلقتها وسيطرت عليها الهيمنة الذكورية. يجب أولاً أن يكون واضحاً جداً أن "النساء" لسن مجموعة طبيعية كما ساد طوال الوقت. ومنذ أن اشتق "المعنى" من الخطاب، من دون شك فإن "النساء" أيضاً هن نواتج خطابات محددة هيمنت من قبل النظام البطريركي في المجتمع. إن سلطة الخطاب التي تجعل من "النساء تابعات" تحققت عبر أشكال متنوعة من الأدوات. ولذلك فإن التمييز بين "النساء" كونهن تابعات للرجال يتخلل ضمنياً أرضية وعينا الاجتماعي. فعلياً فإن تعريف "النساء" غير منصف بالمرة بالنسبة للأنثى ولكنه يصبح "حقيقة" بالنسبة لجميع الناس، ومنذ وقت طويل لم يحاول أحد حتى أن يفكر بمساءلته. فالناس يسلمون به دون التحقق مطلقاً من أن هذه اللامساواة ترتكز على الهيمنة الذكورية.
اللغة هي الأداة الحيوية التي يوظفها النظام الأبوي لضمان استمرار حالة الهيمنة. الخطاب المهيمن هو فعلياً انعكاس الإيديولوجية الذكورية المهيمنة، وهي تتقنع في الأدب عبر السرد من وجهة نظر الذكر. الرجال يحوزون اللغة، من ناحية إنتاجها واستخدامها. هذا الجندر (الرجال) لديه السلطة لشرح الكلمات التي يخلقها. هذه الأحادية في اللغة تكفل وضعية سيطرة الذكور على تبعية النساء. ما دامت هذه اللغة المتوارثة مستمرة في التأثير على النساء كالعادة، فإن وضعية التبعية سوف لن تزول.
4- الجهود باتجاه مساواة الجندر:
كيف يمكن إذن قلب صورة أوفيليا وبقية الصور التقليدية عن النساء (الجاذبية، نكران الذات، والنقاء)؟ إن الحصيلة بالنسبة لأوفيليا هي الغرق في الماء، الذي عده الفيلسوف الظاهراتي غاستون باشلار الموت الأنثوي الحقيقي في دراما الأدب والحياة، وهو الانغمار الجميل والتغطيس في العنصر الأنثوي. على أية حال فإن العديد من النسويات يكافحن للخروج من هذا المأزق. فرجينيا وولف السباقة من النسويات في كتابها "غرفة تخص المرء وحده"، طالبت النساء بقتل "الملاك في المنزل" وبهجران الصورة التقليدية للنساء، مع أن الملاك "يموت بقسوة". جوديث بتللر تشرح بناء الجندر من خلال مفهوم "العمل المنجز" بالقول أن الجندر يُبْنى وكذلك يُنجز. الجندر متلازم بالاعتراف، والجسد المُجنْدَر ليس واقعة سابقة للوجود، ولا توجد لديه "أنا" سابقة للوجود، ولكن السلوك الراسخ والمتوارث يشير إلى أن الجندر هو "أداء"، نوع من بنية اجتماعية. قدمت العديد من النسويات المذكورات أعلاه، كثيراً من التحليلات للنصوص الأدبية والقضايا الاجتماعية، في محاولة لخلق تأثير كبير على بقية الحركات الثقافية وخلقن تغييرات كبيرة في المجتمع، ولكنه يبقى أمامهن عمل أشد صلابة.
5- خاتمة:
يحيل موت أوفيليا إلى هجران الذكور للأنوثة في أجسادهم وأرواحهم. وعلى أية حال، يجب أن تعاد كتابة مقولة النساء. في الحقيقة فإن اعتبار النساء تابعات للذكور صار تقليداًَ طوال التاريخ رغم أن النساء بذلن جهوداً جبارة ضد هذا الإجحاف والوضع غير المناسب. ما زال العديد من الناس يعتقدون أن مصدر إحباط النساء مشتق من التمييز البيولوجي بين الجنسين والذي ما زال مستخدماً بنفس الطريقة التي تحاول أن تجد لدى النساء والرجال التفسيرات البيولوجية لاختلافهم، ولذلك فالنسويات يحملن عبئا ثقيلاً لإيقاظ الوعي بالمساواة بين النساء.
– الكاتبان:
YE Shu-jia – أستاذ مساعد في مدرسة اللغات الأجنبية في جامعة زيجيانغ للتكنولوجيا ( الصين)، مجال البحث هو الترجمة الأدبية.
ZHANG Xue-lian – أستاذ مساعد في مدرسة اللغات الأجنبية في جامعة جيمي (الصين)، مجال البحث هو اللسانيات التطبيقية.
المصدر: US-China Foreign Language, USA
Aug. 2007, Volume 5, No.8 (Serial No.47)
المراجع:
Butler, Judith.1999. Gender trouble: Feminism and the subversion of identity. New York and London: Routledge.
Foucault, M. 1980. Power/Knowledge. Brighton: Harvester.
Gee, J. Paul. 2000. An introduction to discourse analysis: Theory and method. Beijing: Foreign Language Teaching and Research
Press.
Hall, Stuart. 2001. Foucault: Power, knowledge and discourse. London: SAGE Publications Ltd.
Irigaray, Luce.1985. Speculum of the other woman. Gillian C Gill, trans. NY: Cornell University Press.
Millette, Kate. 1977. Sexual politics. London: Virago.
Showalter, Elaine. 2001. Twentieth century western critical theories. Shanghai: Shanghai Foreign Education Press.
Simone de Beauvoir. 1949. The second sex. H M Parshley, trans. London: Penguin.
الاوان