نقوس المهدي
كاتب
يفخر العرب بالشعر الذي هو « ديوانهم» كما يقال لكن أدب المقامة كما نرى شيء خاص بهم فتاريخ « السجع» له حضور هنا وهناك عندنا وعند غيرنا لكن المقامة ليست كلاماً مسجوعاً فحسب، انها مثل نصوص « كليلة ودمنة» تخفي وراء ردائها اللفظي الباهر اشياء وأشياء تعكس ذهنية الكاتب والقارئ والمجتمع في برهة زمنية محددة فالمقامة حياة شريحة من الناس وتصلح لقراءة فكرهم السياسي ومدى ارتقائهم العقلي.
اشهر المقامات في تاريخنا هي مقامات بديع الزمان الهمذاني فهي رائدة في هذا وناضجة كما يقول د. عباس مصطفى الصالحي وقام بترصين هذا الفن بناء واسلوباً الحريري البصري الذي ابتعدت مقاماته كثيراً عن المماحكات اللغوية والتعقيدات الاسلوبية التي وقع بها مؤلفون آخرون يتخلفون عنه في هذا الباب كالزمخشري وابن الجوزي وابن الوردي والسيوطي الذي سيكون محط اهتمام كتاب جديد صدر في مصر. والذين طرقوا هذا الجنس الأدبي من القريبين الى عصر الهمذاني كثيرون اشهرهم السعدي وابن ناقيا لكن امهرهم كما سبق ان قدمنا الحريري البصري والذي حاكاه ومشى على خطاه ابن الصيقل الجزري. مقامات الهمذاني زاخرة بالعبر على صعيد المعنى والدلالات والهدف وثرية بالصور البيانية وسحر اللغة ولا يمكن لمؤرخ الأدب تجاوزها او اغفال شأنها فهي على الصعيدين الموضوعي والشكلي تمثل اضافة مهمة لتاريخ الأدب العربي ولم يخرج الحريري في مقاماته عن النهج الذي اختطه الهمذاني وان تعددت اغراضها عنده واتسعت فهو ينسبها الى مدن مشهورة احياناً أو الفقه او الى جماعة.
وكما اصطنع الهمذاني لمقامته بطلاً هو «أبوالفتح» وراوياً هو «عيسى بن هشام» فقد كان بطل مقامات الحريري «أبوزيد السروجي» وراويته «الحارث بن همام البصري» ومن خلال مقامات الحريري عرفنا الفنان العظيم والرسام المبدع الواسطي الذي رسم مئة منمنمة خالدة.
وقد ألف الهمذاني حوالي 400 مقامة ضاع معظمها ولم يبق منها سوى 52 مقامة عاث بها النساخ كما يقول الاستاذ الإمام محمد عبده وهو أول شارح لها حيث يقول عن هذا العبث انه «أفسد المبنى وغيّر المعنى مع زيادات تضر بالأصول وتذهب بالذهن عن المعقول ونقص يُهزّع الأساليب وينقض بنيان التراكيب فالناظر فيها ان كان ضعيفاً ضل وحار وان كان عرّيفاً لم يأمن العثار» ولو لم تكن هذه المقامات على هذا القدر من الأهمية لما أولاها الإمام محمد عبده عنايته.
وجدير بالذكر هنا ان آخر عباقرة كتاب المقامات في العصر الحديث هو الكاتب الساحر الشاعر «بيرم التونسي» ولعله في مقاماته قد أضاف الكثير من ذاته الى هذا الفن وهو فن صعب يحتاج الى موهبة ومعرفة وثقافة وامكانات لغوية وبراعة في القص قد لا تتوافر في فرد واحد ولا يمكن للقارئ العربي ان ينسى «الشيخ متلوف» بطل مقامات التونسي.
دراسة جديدة لمقامات السيوطي
في هذا السياق أصدرت سلسلة «الذخائر» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة «مقامات جلال الدين السيوطي» تـ911 بتحقيق أ. د. سمير محمود الدروبي أستاذ الأدب وهي واحدة من الآثار الأدبية النفيسة مما خطه قلم عالم وأديب مصري .. وهي أقرب إلى التوسط بين نماذج المقامات الرائدة في القرن الرابع الهجري عند بديع الزمان الهمذاني ت398هـ وعند الحريري ت516هـ، وبين نماذج المحاولات المتأخرة من المقامة عند الشيخ حسن العطار ت 1834م في مصر، وناصيف اليازجي ت1871م في الشام، وأحمد فارس الشدياق ت1887م، والآلوسي ت1924م.
تعددت وظائف المقامات ابتداء من تعليم الصناعة الأدبية الجيدة، مروراً بتعليم اللغة وسوق المعلومات المختلفة في النحو والفقه والطب وطبائع الأشياء ونقد الأدب، ومختلف المعارف في شتى المجالات الحياتية، وقد تطور قالب المقامة نفسه بالاستغناء عن شخصيتي البطل والراوي إلى الانتفاع بهذا القالب والعمل على تطويعه أخيراً ليلائم الفن الجديد، فن الرواية الذي وفد علينا من الغرب.
مقارنات قليلة
يقول السيوطي بين يدي مقاماته «اختبرت خيول ذهني في إنشاء مقامات، فسار جوادها في هذا الميدان أحسن سير، وأحرزت قصبات السبق لا ضير، فوضعت هذه المقامات اليسيرة وضمنتها جملة من الألغاز الفقهية والنحوية وبدائع من المعاني الأدبية مما وضعته على لسان أبي بشر العلابي وأسندت روايته عن هاشم بن القاسم».
وفي دراسته بمقدمة هذه الطبعة يقول د.عوض الغباري أستاذ الأدب المصري المساعد في كلية الآداب، جامعة القاهرة: «وقد وجدت أن السيوطي ت911هـ، وهو عالم ديني ولغوي عظيم اشتهر بحبه للعلم، وبغزارة مؤلفاته وسعة معارفه، وكان دائرة معارف العصر المملوكي، وهو بذلك- قرين الجاحظ في العصر العباسي».
ويشير الغباري إلى الصعوبة التي واجهها في دراسة مقامات السيوطي، نظراً لقلة وتناثر ما كتب عنها في متون الكتب والدراسات التي تناولت فن المقامة العربية تاريخياً، أو في إطار المقارنات القليلة بين مقامات الهمذاني والحريري وبين مقامات السيوطي، ونظراً لكثرة عدد مقامات السيوطي وطولها، فكانت في بعض الأحيان أشبه بالكتيبات يصل عدد صفحات إحداها إلى أكثر من مئتي صفحة (طرز العمامة في التفرقة بين المقامة والقمامة).
ثقافة دينية
كانت ثقافة السيوطي ثقافة دينية عربية أصيلة، فقد أحاط بما لا يقل عن مئة ألف حديث متناً وسنداً، ومثال على ذلك كتاب (جمع الجوامع) أو الجامع الكبير الذي يعد موسوعة للسنة النبوية جمعاً ودراسة، رواية ودراية، كما كان علماً في علوم اللغة، ويعد كتاب «المزهر في علوم اللغة» مرجعاً لا غنى عنه في هذا المجال، وكتابه «الأشباه والنظائر» في النحو، وفي الفقه فقد كان السيوطي من أعلام مجدديه، وتعد فتاواه صورة صادقة للشخصية التي لا تخشى في الحق لومة لائم.
لقد بلغت مؤلفاته أكثر من ستمئة مؤلف أسهم بها في إثراء الثقافة العربية الإسلامية. وقد تجلت في عدد من مقاماته ظاهرة المفاخرة والمناظرة في حوار تمثيلي قصصي يعرض فيه كل نوع من أنواع المقامة الواحدة فضله على غيره من الأنواع الأخرى، مثل المقامة الوردية التي يفاخر فيها الزهور بعضهم بعضاً، كما زخرت مقامات أخرى بمصطلحات العلوم والمعارف فكانت انعكاسا طبيعياً لموسوعية السيوطي الثقافية والعلمية. وهنا يدرس د.عوض الغباري مقامات السيوطي في علاقاتها بالقصة التي تجلت في بعض أشكالها في هذا اللون من المقامة التي كان الحوار أبرز معالمها الفنية، كما درس البديع وصوره الأدبية وأثره الفني في مقامات السيوطي التي برز فيها السجع والجناس بشكل عام، والتورية بشكل خاص.
كما حفل العديد منها بالتناص القرآني وكان بعدها عبارة عن رسائل أدبية خالصة، أو علمية كالمقامة السندسية التي يناقش فيها السيوطي موقف أبوي الرسول الكريم (ص)، منتهياً فيها بعد أخذ ورد ومناقشة مع غيره من علماء الدين- إلى نجاتهما من النار، مفنداً على وجه الخصوص آراء «السخاوي» الذي ذهب إلى عكس ذلك.
وقد استخدم السيوطي في البرهان على نجاة والدي الرسول الكريم (ص) في المقامة السندسية كل ما توافر له من معارف دينية وتاريخية واعتمد على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في تأكيد ذلك مستشهداً بما ثقفه من ثقافة عربية لغوية أدبية أصيلة في تصوير فضل الرسول (ص) وآله، كما عبر من خلال هذه المقامة عن الصورة الرائعة لما يجب أن يكون عليه الحوار بين العلماء.
ومن مقاماته المصرية «المقامة النيلية» و«المقامة الطاعونية» وقد صور السيوطي أحوال النيل بين الزيادة والنقصان، على لسان عشرين عالماً في مختلف المجالات في تصوير أدبي جسدته التورية في أروع صورها وانعكاساً لاهتمام الأدباء المصريين بها.
وقد اختلفت مقامات السيوطي عن غيرها من المقامات (الهمذاني الحريري) في اتخاذها طابعاً حوارياً الهدف منه إظهار القدرة على الحوار تعبيراً عن موسوعية الثقافة، فلم تلتزم رؤيا أو بطلاً أو إطاراً فنياً أو وظيفة واحدة، بل تنوعت موضوعاتها وأشكالها ووظائفها، فعبرت عن شخصية كاتبها السيوطي وعن تميز الأدب المصري في تلك الفترة خير تعبير.
اشهر المقامات في تاريخنا هي مقامات بديع الزمان الهمذاني فهي رائدة في هذا وناضجة كما يقول د. عباس مصطفى الصالحي وقام بترصين هذا الفن بناء واسلوباً الحريري البصري الذي ابتعدت مقاماته كثيراً عن المماحكات اللغوية والتعقيدات الاسلوبية التي وقع بها مؤلفون آخرون يتخلفون عنه في هذا الباب كالزمخشري وابن الجوزي وابن الوردي والسيوطي الذي سيكون محط اهتمام كتاب جديد صدر في مصر. والذين طرقوا هذا الجنس الأدبي من القريبين الى عصر الهمذاني كثيرون اشهرهم السعدي وابن ناقيا لكن امهرهم كما سبق ان قدمنا الحريري البصري والذي حاكاه ومشى على خطاه ابن الصيقل الجزري. مقامات الهمذاني زاخرة بالعبر على صعيد المعنى والدلالات والهدف وثرية بالصور البيانية وسحر اللغة ولا يمكن لمؤرخ الأدب تجاوزها او اغفال شأنها فهي على الصعيدين الموضوعي والشكلي تمثل اضافة مهمة لتاريخ الأدب العربي ولم يخرج الحريري في مقاماته عن النهج الذي اختطه الهمذاني وان تعددت اغراضها عنده واتسعت فهو ينسبها الى مدن مشهورة احياناً أو الفقه او الى جماعة.
وكما اصطنع الهمذاني لمقامته بطلاً هو «أبوالفتح» وراوياً هو «عيسى بن هشام» فقد كان بطل مقامات الحريري «أبوزيد السروجي» وراويته «الحارث بن همام البصري» ومن خلال مقامات الحريري عرفنا الفنان العظيم والرسام المبدع الواسطي الذي رسم مئة منمنمة خالدة.
وقد ألف الهمذاني حوالي 400 مقامة ضاع معظمها ولم يبق منها سوى 52 مقامة عاث بها النساخ كما يقول الاستاذ الإمام محمد عبده وهو أول شارح لها حيث يقول عن هذا العبث انه «أفسد المبنى وغيّر المعنى مع زيادات تضر بالأصول وتذهب بالذهن عن المعقول ونقص يُهزّع الأساليب وينقض بنيان التراكيب فالناظر فيها ان كان ضعيفاً ضل وحار وان كان عرّيفاً لم يأمن العثار» ولو لم تكن هذه المقامات على هذا القدر من الأهمية لما أولاها الإمام محمد عبده عنايته.
وجدير بالذكر هنا ان آخر عباقرة كتاب المقامات في العصر الحديث هو الكاتب الساحر الشاعر «بيرم التونسي» ولعله في مقاماته قد أضاف الكثير من ذاته الى هذا الفن وهو فن صعب يحتاج الى موهبة ومعرفة وثقافة وامكانات لغوية وبراعة في القص قد لا تتوافر في فرد واحد ولا يمكن للقارئ العربي ان ينسى «الشيخ متلوف» بطل مقامات التونسي.
دراسة جديدة لمقامات السيوطي
في هذا السياق أصدرت سلسلة «الذخائر» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة «مقامات جلال الدين السيوطي» تـ911 بتحقيق أ. د. سمير محمود الدروبي أستاذ الأدب وهي واحدة من الآثار الأدبية النفيسة مما خطه قلم عالم وأديب مصري .. وهي أقرب إلى التوسط بين نماذج المقامات الرائدة في القرن الرابع الهجري عند بديع الزمان الهمذاني ت398هـ وعند الحريري ت516هـ، وبين نماذج المحاولات المتأخرة من المقامة عند الشيخ حسن العطار ت 1834م في مصر، وناصيف اليازجي ت1871م في الشام، وأحمد فارس الشدياق ت1887م، والآلوسي ت1924م.
تعددت وظائف المقامات ابتداء من تعليم الصناعة الأدبية الجيدة، مروراً بتعليم اللغة وسوق المعلومات المختلفة في النحو والفقه والطب وطبائع الأشياء ونقد الأدب، ومختلف المعارف في شتى المجالات الحياتية، وقد تطور قالب المقامة نفسه بالاستغناء عن شخصيتي البطل والراوي إلى الانتفاع بهذا القالب والعمل على تطويعه أخيراً ليلائم الفن الجديد، فن الرواية الذي وفد علينا من الغرب.
مقارنات قليلة
يقول السيوطي بين يدي مقاماته «اختبرت خيول ذهني في إنشاء مقامات، فسار جوادها في هذا الميدان أحسن سير، وأحرزت قصبات السبق لا ضير، فوضعت هذه المقامات اليسيرة وضمنتها جملة من الألغاز الفقهية والنحوية وبدائع من المعاني الأدبية مما وضعته على لسان أبي بشر العلابي وأسندت روايته عن هاشم بن القاسم».
وفي دراسته بمقدمة هذه الطبعة يقول د.عوض الغباري أستاذ الأدب المصري المساعد في كلية الآداب، جامعة القاهرة: «وقد وجدت أن السيوطي ت911هـ، وهو عالم ديني ولغوي عظيم اشتهر بحبه للعلم، وبغزارة مؤلفاته وسعة معارفه، وكان دائرة معارف العصر المملوكي، وهو بذلك- قرين الجاحظ في العصر العباسي».
ويشير الغباري إلى الصعوبة التي واجهها في دراسة مقامات السيوطي، نظراً لقلة وتناثر ما كتب عنها في متون الكتب والدراسات التي تناولت فن المقامة العربية تاريخياً، أو في إطار المقارنات القليلة بين مقامات الهمذاني والحريري وبين مقامات السيوطي، ونظراً لكثرة عدد مقامات السيوطي وطولها، فكانت في بعض الأحيان أشبه بالكتيبات يصل عدد صفحات إحداها إلى أكثر من مئتي صفحة (طرز العمامة في التفرقة بين المقامة والقمامة).
ثقافة دينية
كانت ثقافة السيوطي ثقافة دينية عربية أصيلة، فقد أحاط بما لا يقل عن مئة ألف حديث متناً وسنداً، ومثال على ذلك كتاب (جمع الجوامع) أو الجامع الكبير الذي يعد موسوعة للسنة النبوية جمعاً ودراسة، رواية ودراية، كما كان علماً في علوم اللغة، ويعد كتاب «المزهر في علوم اللغة» مرجعاً لا غنى عنه في هذا المجال، وكتابه «الأشباه والنظائر» في النحو، وفي الفقه فقد كان السيوطي من أعلام مجدديه، وتعد فتاواه صورة صادقة للشخصية التي لا تخشى في الحق لومة لائم.
لقد بلغت مؤلفاته أكثر من ستمئة مؤلف أسهم بها في إثراء الثقافة العربية الإسلامية. وقد تجلت في عدد من مقاماته ظاهرة المفاخرة والمناظرة في حوار تمثيلي قصصي يعرض فيه كل نوع من أنواع المقامة الواحدة فضله على غيره من الأنواع الأخرى، مثل المقامة الوردية التي يفاخر فيها الزهور بعضهم بعضاً، كما زخرت مقامات أخرى بمصطلحات العلوم والمعارف فكانت انعكاسا طبيعياً لموسوعية السيوطي الثقافية والعلمية. وهنا يدرس د.عوض الغباري مقامات السيوطي في علاقاتها بالقصة التي تجلت في بعض أشكالها في هذا اللون من المقامة التي كان الحوار أبرز معالمها الفنية، كما درس البديع وصوره الأدبية وأثره الفني في مقامات السيوطي التي برز فيها السجع والجناس بشكل عام، والتورية بشكل خاص.
كما حفل العديد منها بالتناص القرآني وكان بعدها عبارة عن رسائل أدبية خالصة، أو علمية كالمقامة السندسية التي يناقش فيها السيوطي موقف أبوي الرسول الكريم (ص)، منتهياً فيها بعد أخذ ورد ومناقشة مع غيره من علماء الدين- إلى نجاتهما من النار، مفنداً على وجه الخصوص آراء «السخاوي» الذي ذهب إلى عكس ذلك.
وقد استخدم السيوطي في البرهان على نجاة والدي الرسول الكريم (ص) في المقامة السندسية كل ما توافر له من معارف دينية وتاريخية واعتمد على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في تأكيد ذلك مستشهداً بما ثقفه من ثقافة عربية لغوية أدبية أصيلة في تصوير فضل الرسول (ص) وآله، كما عبر من خلال هذه المقامة عن الصورة الرائعة لما يجب أن يكون عليه الحوار بين العلماء.
ومن مقاماته المصرية «المقامة النيلية» و«المقامة الطاعونية» وقد صور السيوطي أحوال النيل بين الزيادة والنقصان، على لسان عشرين عالماً في مختلف المجالات في تصوير أدبي جسدته التورية في أروع صورها وانعكاساً لاهتمام الأدباء المصريين بها.
وقد اختلفت مقامات السيوطي عن غيرها من المقامات (الهمذاني الحريري) في اتخاذها طابعاً حوارياً الهدف منه إظهار القدرة على الحوار تعبيراً عن موسوعية الثقافة، فلم تلتزم رؤيا أو بطلاً أو إطاراً فنياً أو وظيفة واحدة، بل تنوعت موضوعاتها وأشكالها ووظائفها، فعبرت عن شخصية كاتبها السيوطي وعن تميز الأدب المصري في تلك الفترة خير تعبير.