قصة ايروتيكية جمال النشار - بولياستر

الترقُب هو سرطان الأعصاب.

لعَن النسبية وتمنى لو أن اليهودي اللعين “اينشتاين” يحترق في بِرك القطران على نواصي الجحيم.. الحجرة الخانقة تزداد رطوبة مع كل نفس والمروحة الخَربة تُصدر هدير يأكل خلايا المُخ أكلاً، ولا تنتج سوى هواء لزج يضرب وجهه في قسوة دون أي برد.. قَشر الجلد الجاف على شفتيه على سبيل تزكية الوقت وخياله يصارع القنوط.. عادت ذكرى المُتعة المسروقة تسري في وجدانه مع مقدار قطرتين من الأدرينالين رفعا حرارة جسدة أكثر فنسي الشعور بالحر مع تخيلاته العبثية لها وهي تخلع بلوزتها في لا مبالاة وكأنها في حمام مغلق آمن.. حمالة صدرها الخشنة وهي تضم نهديها في حزم.

ازداد لعابه .. يدها تتجه نحو زر الجينز الضيق.

مسح قطرة عرق مالحة.. أصابعها الذكورية تصارع لتحرير الزر من فتحته

-“إنتي فين..أنا زهقت”

-“جاية آهو .. الميكروباص بيتعولق”

أجلس مؤخرته على طرف الفراش الذي تصلب القطن بحاشيته منذ عقود.. فتح علبة سجائر “لايت” تكسرت وانثنت أطرافها وانتزع منها سيجارة بأسنانه في غِلّ.. ذات مرة قالت له أنها تعجبها تلك الحركة. صبيانية لعوب تشي بفحولة وحنان في ذات الوقت.. لم يكن يعلم كيف يُفرق الآخرين بين “الحب” و “ممارسة الحب”..كيف يحتشد في صدور أولئك البائسين ضباب وردي ولا يقذفونه خارج أجسادهم برائحة الكلور.. قالت له بعد جلسة جنس فموي سريعة في حمام النادي الذي يعمل به وهي لا تزال على ركبتيها تضحك بخجل ورأسها مرفوعة تجاهه وتصارع التقزز باخراجلسان مُتقلص:

“طعمه كلور”

يومها ربت بحنان على ذراعها و كتفها ونزل على ركبتيه أمامها يعدل حمالة صدرها البوليستر الرخيصة وهو يقبل فمها بحنان وبطء مختلط بشعور بالذنب ولم يأبه ماذا كان يفعل هذا الفم منذ دقيقة…

-“إنتي فين؟”

-“”اتنيل اصبر بقى ولا فُك نفسك لحد ماجي

كان شعور الذنب بداخله قد أضمحل منذ زمن.. كثرة الزحام وضغوط الحياة والروتين الساحق جعلوا منه شخص يطلق عليه العامة ضَحلى الثقافة “مش بتاع جواز”.. وتطلق عليه الفتيات الرغايات الشاحبات المُعقدات المتشدقات بالنسوية “بيفكر ببتاعه”.. ويلعنه الشيوخ المُلتحين.. والقساوسة الملتحين.. حتى الله غاضب عليه.. لماذا يُبقى على شعور بالذنب إذاً؟

قاوم انتصابا كاسحا التف حول شيئه .. وجّف ريقه وذكرى آخر مرة داعب فيها مؤخرتها البضة تمتص الآدمية منه، وانطفأت السيجارة دون أن يشعر .. مؤخرتها الكبيرة ببثرتين متجاورتين لم يثيرا تقززه.. علامات تمدد الجلد على الردف الأيسر كانت تُشبه خريطة “السودان” الطبيعية إلى حد كبير.

العرق الآن يُغرق صدر القميص البوليستر الكريه الملمس.. هي التي اختارته من بين كل القمصان القطنية التي تملأ واجهات المحال لأن عليك أوي” elegant”شكله هو يحبها برغم كل شيء.. بشحوبها بلكنتها الممضوغة وأصابعها النحيلة الخالية من الأنوثة،
هي ترحم ضعفه.
هي تدعه يقُبل حلمتيها..
هي تفتح ساقيها لتريه بوابة الدنيا
هي تفكر في كرمشة ملابسه
هى تخبره عندما تعلق فتات “الملوخية” بأسنانه

داهمته ذكرى “الحرام” وخاصة أن اليوم هو الجمعة والصلاة الأسبوعية على وشك البدء.. تمنى لو أن كل هذا العذاب انتهى بزيجة تعسة وشقة ضيقة في “المرج الجديدة” وهيا بنا نلعب.. ما الفرق وهو يمارس الحب محشوراُ في حجرة مُستعارة من صديق عربيد وبين أن يمارسه محشوراً في حياة متواضعة تنتهي بثلاثة أطفال يلعنونه لاحقاً وكرش وغازات بطن متبادلة وأقساط وفواتير؟

همس له شيطانه أن يجرب اليوم أن يسألها أن يجربا الجنس الشرجي مرة أخرى..هي دائماً ترفض.. ربما للألم.. أو عزة النفس.. أو ربما تريد الاحتفاظ لنفسها بجزء آدمي أنثوي..فتوقف عن التفكير في هذا محاولا اقناع نفسه بان هذا:

“شغل خولات”

فأسرع شيطانه باقناعه أن الردفين لهما احساس مختلف.. خاصة لو كانا بّضين ممتلئين.. هنا تَمكن الانتصاب الأقصى من قضيبه وصنع خيمة عرجاء أسفل حزام بنطاله. ..

ألا لعن الله الترقُب كما يلعنني ؟.. يُشبه أدوار البرد الصيفية.

ماذا يفعل الآخرون في تلك المواقف؟ ربما الآخرون ليس عليهم أن يشعروا بالذل لقاء المُتعة.. ربما لو كنت ثريا لكان الأمر قد اختلف؟ الحياة في المُستعمرات العسكرية الاحتكارية تجعل من الحلم رفاهية.. الفراولة مع الشامبانيا في قرية افريقية ..سرقة المُتعة أسهل.

شعر بالشفقة تجاهها .. بل تجاه الأنثى في تلك البلد تحديداً..تصارع القوالب الفكرية وسباق زواج الصديقات والأقارب وأشباح العنوسة في خرابات مجالس العائلة والذكور الهائجين في المواصلات العامة والآباء المتسلطين.. والكبت.. وبعد كل هذا يأتي وغد يطلب منها الحب المجاني.. بالتأكيد هى تنتظر مقابل وإن دفنت رغبتها في طلبه كل تلك الفترة…

– “الحب مش سلعة يا أهبل”
– “بس من جواكي عايزة مقابل ”
– “طبعا !..علشان أنا مش كلبة بلدي تجيبهم على فخادها وتمشي

ثم صفعته فتراجع مصدوماً.. وبين ساقيه انكمش قضيبه الذي كان يستعد لزيارة الملاهي وأرض العجائب وبيت الزواحف خلال دقائق.. هّم بجسده ليثأر لصفعته فتكومت هي ورفعت ذراعيها لتحمي جسدها الحار المتعرق فتوقف هو في اللحظة الأخيرة ولَكَم منضدة متهالكة فتهاوت محطمة بضجيج عالِ.. اعتدلت وهي تقاوم الخوف وتقهقرت إلى الفراش..

- أنا هـ .. همشي
- استني

رفع بيده الخصلة التي هربت من شعرها وربت على كتفها في فتور ثم أخرج من جيبه الخاتم المعدني الرخيص ووضعه جوارها.

– ده..كان علشانك.. أنا آسف .. معنديش فلوس أتجوزك.. بس مكنتش هسيبك.. انا بتبسط وانتي معايا ..بحب ريحتك.

لطمت هى الخاتم ليطير متدحرجاً في الركن هو يصدر رنين أجوف.. فأجفل وارتبك.

قفزت هي بقوة ووقفت على الفراش واضعة قبضتيها في خصرها ثم مالت إلى الأمام حتى لمست أنفها جبهته المتعرقة وقالت ببهجة وخجل::

إحم.. تيجي..؟ نجرب؟..ورا؟


 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...