نبيل حمدي الشاهد - العجائبي في السرد العربي القديم؛ مائة ليلة وليلة والحكايات العجيبة والأخبار الغريبة أنموذجا

تعد مائة ليلة و ليلة من الحكايات الخرافية الشعبية العربية، إذ جاءت حكاياتها ضمن ما هو واقعي و خيالي، حيث كانت نموذجا لدراستنا هذه، إذ تطرقنا في الفصل الأول إلى عرض مفهوم العجائبية و أشكالها ووظائفها، و في الفصل الثاني إلى إبراز تجليات العجائبية التي حملت في جوفها شخوصا تميزت بالتحول و الإمتساخ و أحداث غريبة و عجيبة، فالمكان و الزمان يعدان من أهم الركائز الفنية التي يبنى عليها النص الحكائي العجائبي ، كما تميز الحدث بين الواقعي و اللاواقعي و هذا عبر خاصيتي التعجيب و التغريب.


هذا الكتاب، دراسة في القص العجائبي تستند على كتاب (مائة ليلة وليلة) وكتاب (الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة) وهما من التراث القصصي الشعبي. يحتوي الأول على ثلاثة وعشرين حكاية، أما الثاني فيحتوي على اثنين وأربعين حكاية.
وبهدف إبراز الأبعاد العجائبية في التراث القصصي العجائبي توزعت الدراسة على خمسة فصول. الفصل الأول وعنوانه: السردية اللسانية (مستويات الإرسال والتلقي في النص العجائبي) ويتناول الطرائق السردية، وآلية الإرسال ممثلة في الراوي، والمروي له باعتباره ممثلاً لآلية التلقي. أما الفصل الثاني فجاء بعنوان: السردية الدلالية (مضمون الأفعال السردية في الحدث العجائبي) ويتناول تقنية التأطير بأبعادها الثلاثة (إطار الإطار – الإطار الرحمي – الإطار المشيمي) طبقاً لدرجة قربها أو بعدها من الأفعال القصصية. كما يدرس هذا الفصل "الأفعال القصصية، وذلك بتطبيق المؤلف "المنهج البروبي" الذي اعتمد إحدى وثلاثين وظيفة في بنية الحكاية العجائبية. يرافق هذا دراسة أهم القوانين الشكلية للحدث العجائبي (الصدقة – الحلم – الحيلة). ويبحث الفصل الثالث في "بنية الشخصية في النص العجائبي" بالإعتماد على "منهج جريماس" في تحليل الشخصيات ووظائفها طبقاً للنموذج العاملي، والذي شكل فيه الفاعل / البطل الشخصية الأكثر استحواذاً على مقدرسات الحكي لدى الجماعة الشعبية ... أما الفصل الرابع فخصص لـ "التشكيل الزمكاني في النص العجائبي"، ويدرس الزمن السردي باستخدام منهج جيرار جينيت الذي أقام نظريته على المفارقة الزمنية، كما يدرس المكان عن طريق تقسيمه لعدة فضاءات تتقابل ما بين العجائبي القائم على تأسيس لفضاء الجن وفضاء الكنز، أو واقعي يتأسس على ذكر مفردات مشهورة في الواقع المعيشي مثل السوق والقصر والحمام ... ويأتي الفصل الخامس والأخير في "البنية السوسيولوجية في النص العجائبي" وحاول فيه المؤلف تجميع شذرات النص التي لها كبير علاقة بالبنية التحتية والثقافية للمجتمع المنتج لهذه النصوص، وقد آثر – كما يقول – استقلالها في مباحث مستقلة لحصوصيتها النصية في إقامة علاقة متوازية بين ما هو سردي وما هو سوسيولوجي.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...