م
مختارات
مشاهدة المرفق 26
[SIZE=3]لوحة بريشة D.H. Lawrence[/SIZE]
لابد أن يغطيها الآن وإلى الأبد
قادها خلال جدار من الأشجار الشائكة، التي كان من الصعب عليها أن تخترقها، إلى مكان به فراغ صغير وكومة من الأغصان الميتة. رمَى ببعض الأعشاب الجافة، وفوقها وضع معطفه، وهناك كان عليها أن تستلقي تحت أغصان الشجرة، كحيوان، فيما انتظر، واقفًا هناك.. يراقبها بعينين مسحورتين. لكنه ظل متحفظًا- جعلها تستلقي تمامًا، تمامًا. لكنه مزق رباط الملابس الداخلية، لأنها لم تساعده، واستلقت فقط جامدة.
هو أيضًا عرَّى الجزء الأمامي من جسده، وأحست بجسده العاري على جسدها حين أتى إليها. وللحظة، ظل ساكنًا داخلها، منتفخًا ومرتجفًا. ثم بدأ في الحركة، في الوصول المفاجئ بلا حيلة، فأيقظ فيها ارتجافات غريبة تتماوج داخلها. تتماوج، تتماوج، تتماوج، كلهيب ناعم يرفرف متداخلا، ناعم كالريش، يجري إلى نقاط التألق والروعة، الروعة وذوبانها كلها في الأعماق. كانت كأجراس متماوجة عاليًا وعاليًا حتى الذروة. رقدت بلا وعي بالصرخات الصغيرة الوحشية التي أطلقتها في النهاية. لكنها سرعان ما انتهت، بسرعة كبيرة، ولم تعد تملك القدرة على أن الوصول إلى خاتمتها بمجهودها الذاتي. كان ذلك مختلفًا، مختلفًا. لم تملك فعل أي شيء. لم تعد تملك سلطانًا عليه لتحقيق إشباعها. لا تملك سوى الانتظار، أن تنتظر وتئن في أعماقها وهي تحس به ينسحب، ينسحب وينقبض، وهو يصل إلى اللحظة المريعة التي ينسل منها فيها ويمضي. فيما كان رحمها كله مفتوحًا وناعمًا، ويستجدي بنعومة، كشقَّار البحر تحت المد، يستجديه أن يعود من جديد ويحقق إشباعها. تشبثت به في شغف بلا وعي، ولم ينسل منها تمامًا، وأحست ببرعمه الطري داخلها يهتز، وإيقاعات غريبة تتدفق فيها مع حركة إيقاعية غريبة متنامية، تتزايد وتتزايد إلى أن ملأت كل وعيها المشقوق، ثم بدأت من جديد الحركة الصامتة التي لم تكن حركة بالفعل، بل دوامات صافية تزداد عمقًا من الإحساس تهتاج أعمق فأعمق خلال كل مسامها ووعيها، إلى أن أصبحت سائلاً خالصًا متعدد المراكز من الإحساس، واستلقت هناك صارخة في صرخات لا واعية بلا وضوح. انطلق الصوت من أقصى الليل، والحياة! سمعه الرجل تحته مع نوع من الهلع، وحياته تندفق فيها. وحينما همدت، همد أيضًا واستلقى ساكنًا تمامًا، دون أن يدري، فيما استرخت ببطء قبضتها عليه، واستلقت جامدة. استلقيا ولم يعرفا أي شيء، ولا حتى عن بعضهما البعض، ضائعين معًا. إلى أن بدأ- في النهاية- في النهوض، وأصبح واعيًا بعريه الأعزل، وأدركت هي أن جسده كان يرخي اعتصاره لها. انفصل عنها، لكنها أحست في صدرها أنها لا تحتمل أن يتركها بلا غطاء. لابد أن يغطيها الآن وإلى الأبد.
لكنه انسحب بعيدًا في النهاية، وقبلها، وغطى نفسه وبدأ في تغطيتها. تمددت وهي تتطلع إلى أغصان الشجرة، عاجزة حتى عن الحركة. وقف وأحكم بنطلونه، وهو ينظر حواليه. كان كل شيء كثيفًا وصامتًا، عدا الكلب المرعوب الذي استلقى ومخلباه عند أنفه. جلس من جديد على الأجمة، وأخذ يد كوني في صمت.
[SIZE=3]لوحة بريشة D.H. Lawrence[/SIZE]
لابد أن يغطيها الآن وإلى الأبد
قادها خلال جدار من الأشجار الشائكة، التي كان من الصعب عليها أن تخترقها، إلى مكان به فراغ صغير وكومة من الأغصان الميتة. رمَى ببعض الأعشاب الجافة، وفوقها وضع معطفه، وهناك كان عليها أن تستلقي تحت أغصان الشجرة، كحيوان، فيما انتظر، واقفًا هناك.. يراقبها بعينين مسحورتين. لكنه ظل متحفظًا- جعلها تستلقي تمامًا، تمامًا. لكنه مزق رباط الملابس الداخلية، لأنها لم تساعده، واستلقت فقط جامدة.
هو أيضًا عرَّى الجزء الأمامي من جسده، وأحست بجسده العاري على جسدها حين أتى إليها. وللحظة، ظل ساكنًا داخلها، منتفخًا ومرتجفًا. ثم بدأ في الحركة، في الوصول المفاجئ بلا حيلة، فأيقظ فيها ارتجافات غريبة تتماوج داخلها. تتماوج، تتماوج، تتماوج، كلهيب ناعم يرفرف متداخلا، ناعم كالريش، يجري إلى نقاط التألق والروعة، الروعة وذوبانها كلها في الأعماق. كانت كأجراس متماوجة عاليًا وعاليًا حتى الذروة. رقدت بلا وعي بالصرخات الصغيرة الوحشية التي أطلقتها في النهاية. لكنها سرعان ما انتهت، بسرعة كبيرة، ولم تعد تملك القدرة على أن الوصول إلى خاتمتها بمجهودها الذاتي. كان ذلك مختلفًا، مختلفًا. لم تملك فعل أي شيء. لم تعد تملك سلطانًا عليه لتحقيق إشباعها. لا تملك سوى الانتظار، أن تنتظر وتئن في أعماقها وهي تحس به ينسحب، ينسحب وينقبض، وهو يصل إلى اللحظة المريعة التي ينسل منها فيها ويمضي. فيما كان رحمها كله مفتوحًا وناعمًا، ويستجدي بنعومة، كشقَّار البحر تحت المد، يستجديه أن يعود من جديد ويحقق إشباعها. تشبثت به في شغف بلا وعي، ولم ينسل منها تمامًا، وأحست ببرعمه الطري داخلها يهتز، وإيقاعات غريبة تتدفق فيها مع حركة إيقاعية غريبة متنامية، تتزايد وتتزايد إلى أن ملأت كل وعيها المشقوق، ثم بدأت من جديد الحركة الصامتة التي لم تكن حركة بالفعل، بل دوامات صافية تزداد عمقًا من الإحساس تهتاج أعمق فأعمق خلال كل مسامها ووعيها، إلى أن أصبحت سائلاً خالصًا متعدد المراكز من الإحساس، واستلقت هناك صارخة في صرخات لا واعية بلا وضوح. انطلق الصوت من أقصى الليل، والحياة! سمعه الرجل تحته مع نوع من الهلع، وحياته تندفق فيها. وحينما همدت، همد أيضًا واستلقى ساكنًا تمامًا، دون أن يدري، فيما استرخت ببطء قبضتها عليه، واستلقت جامدة. استلقيا ولم يعرفا أي شيء، ولا حتى عن بعضهما البعض، ضائعين معًا. إلى أن بدأ- في النهاية- في النهوض، وأصبح واعيًا بعريه الأعزل، وأدركت هي أن جسده كان يرخي اعتصاره لها. انفصل عنها، لكنها أحست في صدرها أنها لا تحتمل أن يتركها بلا غطاء. لابد أن يغطيها الآن وإلى الأبد.
لكنه انسحب بعيدًا في النهاية، وقبلها، وغطى نفسه وبدأ في تغطيتها. تمددت وهي تتطلع إلى أغصان الشجرة، عاجزة حتى عن الحركة. وقف وأحكم بنطلونه، وهو ينظر حواليه. كان كل شيء كثيفًا وصامتًا، عدا الكلب المرعوب الذي استلقى ومخلباه عند أنفه. جلس من جديد على الأجمة، وأخذ يد كوني في صمت.
التعديل الأخير: