ل
لا أحد
"هيا يا عريس الآخرة، تمنطق بحزامك الناسف، وتوسط الجموع، وفجّر نفسك، ستكون شهيدا، وأبواب الجنة مفتوحة لك، وسبعون بِكرا في انتظارك".
وبغباء - منقطع النظير - يصدّق الأبلهُ المكبوت هذا القول. كناتجٍ لعمليات غسل "الدماغ" التي لاحقته في مختلف مراحل حياته، وجعلت منه كائنا مستعبَدا، مشلول الدماغ، ينفذ أوامر سيده دون مناقشة أو تفكير. وسياط الرقابة -(ولا تَبْلُ ما ليس لك به علم)- يجلده في كل لحظة.
كان الأولى به أن يدقق فيما "ليس له به علم"، ويستوضح الغامض والمغيَّب، وينفض الإرهاب الفكري، ويطرح مجموعة من التساؤلات، ويبحث عن أجوبة لها، مقنعة، لا تتعارض مع المنطق والعقل. وأنّى له أن يفكر، وهو دون مستوى الإدراك والتمييز؟
ومن المغيَّب الذي لا يُطْلَع عليه الأبله الغِرّ، ما أورده البخاري في صحيحه عن: حالة الانتحاري - في الآخرة - ومصيره:
1363 - .. عَنْ النَّبِيِّ «ص» قَالَ: ... وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ عُذِّبَ بِها فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
1364 - ... كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ اللَّهُ: بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ.
5778 - ... عَنْ النَّبِيِّ «ص» قَالَ: ... وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا.
وللانتحاري أن يختار بين التصديق والتكذيب. وبين إعمال النص الديني، وبين تعطيله واتّباع ترّهات الشيوخ الأفّاكِين بنزوعاتهم الحاقدة التضليلية الارتزاقية. فما يقترفه ليس استشهادا بل جريمة متعمّدة في حقه وحق الغير. وجزاء جريمته ليس الجنة والحوريات.
إذا كانت الجنة بالبهاء والجمال اللامتناهيين - كما أفاض القرآن والحديث في ذكرها، وكما تهافت المتخيِّلون والقصاص على التنافس في تصويرها - فلماذا لا تسارع إليها الزمرة المتطرفة من: الدعاة والشيوخ والفقهاء والمستقطِبين؟ لماذا يُقْصِرون حياتهم على شِعار: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" و "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"؟ لماذا يتخلفون، ويدفعون بالشباب والمغفلين إلى التهلكة؟ لماذا يتشبثون بـ"الدنيا الفانية" وينغمسون في مفاتنها، ويفضلونها على "نعيم الجنة، ومباهجها، وحورياتها، وولدانها، وأنهار خمورها، وأطاييب عيشها، ...."؟
هل يعتقد الانتحاري الإرهابي أن الحوريات الأبكار في انتظاره فعلا؟ وأنه بمجرد تنفيذ جريمته سينتقل مباشرة إلى الجنة لتفريغ مكبوتاته؟
أليس من شروط الإيمان - حسب الحديث -: أن تؤمن باليوم الآخر؟ أي بيوم القيامة الذي تحشر فيه الخلائق لتحاسب على أعمالها في الحياة الدنيا، ولتمُرّ عبر الصراط الذي يقود إلى الجنة أو يهوي إلى النار ... وآنذاك يكون الوعد أو الوعيد.
فكيف لا يعرف الانتحاري أن لا جنة ولا نار في يومه أو في غده، ولن يكون ذلك إلا يوم القيامة، وعليه انتظار ذلك اليوم "الذي توعدون"؟
كيف يتصور الانتحاري أنه سيدخل إلى الجنة بمجرد تنفيذ جريمته، وسيكون سبّاقا في الدخول إليها قبْلَ مَنْ عرَفتْهم البشريةُ من الأنبياء والصالحين والزاهدين والقانتين .. من كل العصور، ومن كل الأديان، ومن كل الجنسيات، ومن كل الأصقاع والأقطار، ... ؟
هل الانتحاري أسمى وأعلى شأنا من الأنبياء والأتقياء و"المبشرين بالجنة" .. حتى يُفضَّل بـ "امتياز" دخول الجنة قبل يوم الحساب؟ وقبل النفخ في الصور؟ وقبل "بعث" ملايير البشر الذين عاشوا وماتوا على هذا الكوكب الأرضي منذ الأزل؟ والذين اختلطت رِمَمُهم بثرى الأرض، مثلما قال المعري:
"خفف الوطء ما أظن أديم الـــــــــــــــأرض إلا من هذه الأجساد".
إذا كان الانتحاري موعودا بتعجيل دخوله الجنة حالاً بعد اقتراف جريمته - كما يصوّره له مستغِلُّوه ومسخِّروه - فهذا يضرب - في الصميم - بعض ما بُني عليه الإسلام من اعتقاد في اليوم الآخر، والحساب، والعقاب، والثواب، .. والمساواة - كأسنان المشط - التي لا مفاضلة فيها إلا بالتقوى.
هل التحريض على الفتن والعنف والكراهية والقتل جزء من الدين؟ وهل من التقوى الغدر بالأبرياء والمسالمين وبالنساء والأطفال .. ؟
فأيّ قتلٍ أو تفجير - كيفما كان أسلوب تنفيذه - هو بشاعة وقذارة ودناءة ومأساة .. تُلحِق الأذى بالناس: إعداما، وتشويها، وجراحا، وعاهات دائمة .. ناهيك عن الآلام والأحزان والدعوات التي "تثقل الميزان" ..
هو تمتْرُسٌ خلف الحقد والكراهية، هو عجز الأغبياء والجبناء والأدعياء عن محاورة الغير ومجادلته بطريقة حضارية مشرِّفة تأخذ بمباديء: الاختلاف، والاحترام، والتسامح، والتعايش، والوسطية، والاعتدال، و"لكم دينكم ولي دين" و"لا إكراه في الدين" ...
والخبر التالي - "نقلا عن: نزهة المجالس ومنتخب النفائس، للصفوري"- يعطينا عبرة عن الصدق البريء، وعن النفاق المقنَّع، وعن الاقتناع والاختيار الطوعييْن، وعن الإكراه والقمع والعنف،:
دخل أعرابي المسجد، فصلى صلاة ضيقة (: خفيفة). فقام إليه عليّ "ض" بالدِّرَّة، وقال: أَعِدِ الصلاةَ. فأعادها مطْمَئنًّا. فقال: أهذه خيرٌ أم الأولى؟ فقال الأعرابي: الأولى، لأني صلّيْتُها لله، والثانية صليتها خوفاً من الدرة.
هذه الحورية ما عمرها؟
إن كان الله خلقها يوم خلق الكون، فعمرها ملايير السنين. وإن كان الله خلقها عندما أنزل القرآن فعمرها خمسة عشر قرنا. فما رد فعل الأبله الغبي إزاء هذا العمر السرمدي؟ ألا تعتبر مومياء نفرتيتي أو كليوباترا، ورمم ليلى وبثينة وعبلة ومارلين مونرو وجاكلين كنيدي .. أكثر جاذبية منها؟ ألا تُعتبَر إنسيّةٌ بالِغةٌ تتغنّج على الأرض، أحسنَ من حيزبون شمطاء بائرة - تغير باستمرار تاريخ الصلاحية - تكابِر الدهر لترمِّم ما يفسده، وتتداولُها - باستمرار - عملياتُ صيانةٍ وجراحةُ تجميل؟
لنسلمْ بأن هذه صفات آدمية، وأن الحورية غير مركونة في مجمِّد، ولها وضع "ملائكي/ سماوي" خاص، لكنها - أيضا، وافتراضا - مشغولة - كأنثى - بمرآتها وبمشطها ومساحيقها، في انتظار مُمِلّ دائمٍ مستمِرٍّ - منذ ملايير السنين، أو عشرات القرون - إلى حين تمييزِ أهلِ الجنة يوم الحساب، ليتسنّى لها توديع العطالة ودخول "ميدان الشغل" الذي وُعِدتْ له.
وإن كان الله لم يخلقها بعدُ، ولن يخلقها إلا تزامناً مع يوم القيامة، لتكون: طرية، لَدْنة، ناعمة، غضة، نضرة .. جاهزة لممارسة مهمتها "البغائية"، فليس هناك - سابقاً، وحالياً، ولاحِقاً - استقبال للإرهابي الانتحاري من طرف الحور العِين. وعليه انتظار يوم القيامة وهو يردد: "فمتى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟". ممّا يعني أن أمانيه أخطأت مرماها، وأضاع على نفسه بعض نِعَم الحياة الدنيا. وأنه راح إلى العالم الآخر "بخفي حنين"، أو كما يقول المثل المغربي: "لا تِيتِي، لا حَبّ لملوك" أو المثل المصري: "طلع من المولد بلا حمص".
اغتصاب حياة الغير سلوك عبثي، مجاني، أرعن، ... أقل وصف له هو: الجريمة العشوائية. ولا يمكن تجميل الجريمة بمساحيق و"رتوش"، أو إضفاء تخريجات تبريرية واهية عليها. وكل ربط بين الجريمة والدين، يحوِّل الدين إلى مفرخة إرهاب، وبؤرة إجرام، واعتداء، وسفك دماء ..
لا تمييز في إزهاق الأرواح. فسيّان أن يكون في بر أو بحر أو جوّ. والحالم بالجنة وبالحوريات الأبكار يغتصِب حَيَوات من هم: أكثرُ إيمانا منه، وأصدق عبادة، وأصفى سريرة، وأنقى صفحة، وأسرع مَبرّة، وأفيد للبشرية، ...
.
وبغباء - منقطع النظير - يصدّق الأبلهُ المكبوت هذا القول. كناتجٍ لعمليات غسل "الدماغ" التي لاحقته في مختلف مراحل حياته، وجعلت منه كائنا مستعبَدا، مشلول الدماغ، ينفذ أوامر سيده دون مناقشة أو تفكير. وسياط الرقابة -(ولا تَبْلُ ما ليس لك به علم)- يجلده في كل لحظة.
كان الأولى به أن يدقق فيما "ليس له به علم"، ويستوضح الغامض والمغيَّب، وينفض الإرهاب الفكري، ويطرح مجموعة من التساؤلات، ويبحث عن أجوبة لها، مقنعة، لا تتعارض مع المنطق والعقل. وأنّى له أن يفكر، وهو دون مستوى الإدراك والتمييز؟
ومن المغيَّب الذي لا يُطْلَع عليه الأبله الغِرّ، ما أورده البخاري في صحيحه عن: حالة الانتحاري - في الآخرة - ومصيره:
1363 - .. عَنْ النَّبِيِّ «ص» قَالَ: ... وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ عُذِّبَ بِها فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
1364 - ... كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ اللَّهُ: بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ.
5778 - ... عَنْ النَّبِيِّ «ص» قَالَ: ... وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا.
وللانتحاري أن يختار بين التصديق والتكذيب. وبين إعمال النص الديني، وبين تعطيله واتّباع ترّهات الشيوخ الأفّاكِين بنزوعاتهم الحاقدة التضليلية الارتزاقية. فما يقترفه ليس استشهادا بل جريمة متعمّدة في حقه وحق الغير. وجزاء جريمته ليس الجنة والحوريات.
إذا كانت الجنة بالبهاء والجمال اللامتناهيين - كما أفاض القرآن والحديث في ذكرها، وكما تهافت المتخيِّلون والقصاص على التنافس في تصويرها - فلماذا لا تسارع إليها الزمرة المتطرفة من: الدعاة والشيوخ والفقهاء والمستقطِبين؟ لماذا يُقْصِرون حياتهم على شِعار: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" و "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"؟ لماذا يتخلفون، ويدفعون بالشباب والمغفلين إلى التهلكة؟ لماذا يتشبثون بـ"الدنيا الفانية" وينغمسون في مفاتنها، ويفضلونها على "نعيم الجنة، ومباهجها، وحورياتها، وولدانها، وأنهار خمورها، وأطاييب عيشها، ...."؟
هل يعتقد الانتحاري الإرهابي أن الحوريات الأبكار في انتظاره فعلا؟ وأنه بمجرد تنفيذ جريمته سينتقل مباشرة إلى الجنة لتفريغ مكبوتاته؟
أليس من شروط الإيمان - حسب الحديث -: أن تؤمن باليوم الآخر؟ أي بيوم القيامة الذي تحشر فيه الخلائق لتحاسب على أعمالها في الحياة الدنيا، ولتمُرّ عبر الصراط الذي يقود إلى الجنة أو يهوي إلى النار ... وآنذاك يكون الوعد أو الوعيد.
فكيف لا يعرف الانتحاري أن لا جنة ولا نار في يومه أو في غده، ولن يكون ذلك إلا يوم القيامة، وعليه انتظار ذلك اليوم "الذي توعدون"؟
كيف يتصور الانتحاري أنه سيدخل إلى الجنة بمجرد تنفيذ جريمته، وسيكون سبّاقا في الدخول إليها قبْلَ مَنْ عرَفتْهم البشريةُ من الأنبياء والصالحين والزاهدين والقانتين .. من كل العصور، ومن كل الأديان، ومن كل الجنسيات، ومن كل الأصقاع والأقطار، ... ؟
هل الانتحاري أسمى وأعلى شأنا من الأنبياء والأتقياء و"المبشرين بالجنة" .. حتى يُفضَّل بـ "امتياز" دخول الجنة قبل يوم الحساب؟ وقبل النفخ في الصور؟ وقبل "بعث" ملايير البشر الذين عاشوا وماتوا على هذا الكوكب الأرضي منذ الأزل؟ والذين اختلطت رِمَمُهم بثرى الأرض، مثلما قال المعري:
"خفف الوطء ما أظن أديم الـــــــــــــــأرض إلا من هذه الأجساد".
إذا كان الانتحاري موعودا بتعجيل دخوله الجنة حالاً بعد اقتراف جريمته - كما يصوّره له مستغِلُّوه ومسخِّروه - فهذا يضرب - في الصميم - بعض ما بُني عليه الإسلام من اعتقاد في اليوم الآخر، والحساب، والعقاب، والثواب، .. والمساواة - كأسنان المشط - التي لا مفاضلة فيها إلا بالتقوى.
هل التحريض على الفتن والعنف والكراهية والقتل جزء من الدين؟ وهل من التقوى الغدر بالأبرياء والمسالمين وبالنساء والأطفال .. ؟
فأيّ قتلٍ أو تفجير - كيفما كان أسلوب تنفيذه - هو بشاعة وقذارة ودناءة ومأساة .. تُلحِق الأذى بالناس: إعداما، وتشويها، وجراحا، وعاهات دائمة .. ناهيك عن الآلام والأحزان والدعوات التي "تثقل الميزان" ..
هو تمتْرُسٌ خلف الحقد والكراهية، هو عجز الأغبياء والجبناء والأدعياء عن محاورة الغير ومجادلته بطريقة حضارية مشرِّفة تأخذ بمباديء: الاختلاف، والاحترام، والتسامح، والتعايش، والوسطية، والاعتدال، و"لكم دينكم ولي دين" و"لا إكراه في الدين" ...
والخبر التالي - "نقلا عن: نزهة المجالس ومنتخب النفائس، للصفوري"- يعطينا عبرة عن الصدق البريء، وعن النفاق المقنَّع، وعن الاقتناع والاختيار الطوعييْن، وعن الإكراه والقمع والعنف،:
دخل أعرابي المسجد، فصلى صلاة ضيقة (: خفيفة). فقام إليه عليّ "ض" بالدِّرَّة، وقال: أَعِدِ الصلاةَ. فأعادها مطْمَئنًّا. فقال: أهذه خيرٌ أم الأولى؟ فقال الأعرابي: الأولى، لأني صلّيْتُها لله، والثانية صليتها خوفاً من الدرة.
هذه الحورية ما عمرها؟
إن كان الله خلقها يوم خلق الكون، فعمرها ملايير السنين. وإن كان الله خلقها عندما أنزل القرآن فعمرها خمسة عشر قرنا. فما رد فعل الأبله الغبي إزاء هذا العمر السرمدي؟ ألا تعتبر مومياء نفرتيتي أو كليوباترا، ورمم ليلى وبثينة وعبلة ومارلين مونرو وجاكلين كنيدي .. أكثر جاذبية منها؟ ألا تُعتبَر إنسيّةٌ بالِغةٌ تتغنّج على الأرض، أحسنَ من حيزبون شمطاء بائرة - تغير باستمرار تاريخ الصلاحية - تكابِر الدهر لترمِّم ما يفسده، وتتداولُها - باستمرار - عملياتُ صيانةٍ وجراحةُ تجميل؟
لنسلمْ بأن هذه صفات آدمية، وأن الحورية غير مركونة في مجمِّد، ولها وضع "ملائكي/ سماوي" خاص، لكنها - أيضا، وافتراضا - مشغولة - كأنثى - بمرآتها وبمشطها ومساحيقها، في انتظار مُمِلّ دائمٍ مستمِرٍّ - منذ ملايير السنين، أو عشرات القرون - إلى حين تمييزِ أهلِ الجنة يوم الحساب، ليتسنّى لها توديع العطالة ودخول "ميدان الشغل" الذي وُعِدتْ له.
وإن كان الله لم يخلقها بعدُ، ولن يخلقها إلا تزامناً مع يوم القيامة، لتكون: طرية، لَدْنة، ناعمة، غضة، نضرة .. جاهزة لممارسة مهمتها "البغائية"، فليس هناك - سابقاً، وحالياً، ولاحِقاً - استقبال للإرهابي الانتحاري من طرف الحور العِين. وعليه انتظار يوم القيامة وهو يردد: "فمتى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟". ممّا يعني أن أمانيه أخطأت مرماها، وأضاع على نفسه بعض نِعَم الحياة الدنيا. وأنه راح إلى العالم الآخر "بخفي حنين"، أو كما يقول المثل المغربي: "لا تِيتِي، لا حَبّ لملوك" أو المثل المصري: "طلع من المولد بلا حمص".
اغتصاب حياة الغير سلوك عبثي، مجاني، أرعن، ... أقل وصف له هو: الجريمة العشوائية. ولا يمكن تجميل الجريمة بمساحيق و"رتوش"، أو إضفاء تخريجات تبريرية واهية عليها. وكل ربط بين الجريمة والدين، يحوِّل الدين إلى مفرخة إرهاب، وبؤرة إجرام، واعتداء، وسفك دماء ..
لا تمييز في إزهاق الأرواح. فسيّان أن يكون في بر أو بحر أو جوّ. والحالم بالجنة وبالحوريات الأبكار يغتصِب حَيَوات من هم: أكثرُ إيمانا منه، وأصدق عبادة، وأصفى سريرة، وأنقى صفحة، وأسرع مَبرّة، وأفيد للبشرية، ...
.