ليلى الشويشان
دعني أمر
دعني أمر
إلى قلبك
ليس لي سبيل في الوقت الحالي إلا الوجود فيه
أحتمي من براكين النظر المنتشرة من حولي
أحتمي من جوع البشر إلى جسدي
وأحتمي من مطر غزير يهطل بين ساقيّ
دعني أمر إلى قلبك
فأنا لدي العنوان القديم
اعلم ممراتك السرية
وطرقك الغارقة بحليب
وعسل مصٌفى
دعني أمر من هنا..
من بين شفتيك
كي تلثم كل قطعة وردية في جسدي
كي تمتص كل رحيق الزهور المنتشر فوق خاصرتي
كي تُطعم طيور حمامك من طلع صغيري المتهيج
هناك بين عينيك أرسم لي طريق سهل
كي أتعرى فيه كما يأمرني مزاجي
وأطوق خصري برموشك الساخنة
وأترك نهدي لشلال الرغبة يغسلهما من التعب
أحبك..
كما أحب التاجر بضاعته
كما أحب المسافر هجرته
وكما حنّ الشاعر لقصيدته..
أحبك رحلة بلا عنوان
تتوه في مواني غريبة
سأنزل أنا بشاطئك
أعلم أين تكون وجهتي
فجسدك الضخم يعطيني الأمل برجال آخرين
يهبني متعة النظر إلى أشيائك بعين عارية من عدسات التكبير
سأخترق خصوصيتك
والعن مناورات الشهوة التي تملأني
وأضيع ما بينهما هنا
حبتا تين صافيتان
رائحتهما أحلى من المسك وأشهى من نسيم الصيف
أتركني هنا اختبئ
أمتلئ بك..اضيع فيك..أتأكسد بمسامك حتى تشعر بي
حتى تعلم أني صادقة
ولتترك لي المجال كي أمر
دعني أمر من رحمك الوهمي
هناك حيث تمنيت الموت في وضعية الأجنة
حيث دعوت الرب أن يصلبني بظهرك
حتى ألتصق بك إلى الأبد
حتى أذوب بدمك وأسافر عبر الشريان
إلى قلبك..
هناك يمكنني أن ابني مملكة
من الأجساد اللامعة
وأطوقها بنهود نساء شهوانيات
وأكبل طرقاتها بأعضاء ذكورية
أحبك..وطن
وأشتهيك رجل
وكي أمتزج بك
دعني أمر
.