نقوس المهدي
كاتب
الـراغب الأصفهـاني
محــاضرات الأدبـاء
تقبيل الحب اعتراضاً:
ابن المعتز:
وكم عناقٍ لنا وكم قبلٍ ... مختلساتٍ حذار مرتقب
نقر العصافير وهي خائفةٌ ... من النواطير يانع الرطب
أبو نواس:
وعاشقين التف خداهما ... عند التثام الحجر الأسود
فاشتفيا من غير أن يأثما ... كأنما كانا على موعد
لولا دفاع الناس إياهما ... لما استفاقا آخر المسند
نفعل في المسجد ما لم يكن ... يفعله الأبرار في المسجد
ابن أبي ربيعة:
فمررت مختفياً أمر ببيتها ... حتى ولجت على خفاء المولج
قالت: وعيش أخي وحرمة والدي ... لأنبهن الحي إن لم تخرج
فخرجت خيفة قولها فتبسمت ... فعلمت أن يمينها؟ لم تحرج
فلثمت فاها آخذاً بقرونها ... شرب النزيف لبرد ماء الحشرج
استطابة تقبيله اختلاساً واختفاء:
كشاجم:
ما لذة أبلغ من طيبها ... من لذةٍ في أثرها عضه
خلصتها بالكره من شادنٍ ... يعشق منه بعضه بعضه
ابن سكرة:
سألته في صحوه قبلةً ... فردني والموت في رده
حتى إذا السكر ثنى جيده ... قبلته ألفاً بلا حمده
وقال الحسن بن وهب: قبلتها فوجدت بين شفتيها ريحاً لو نام فيها المخمور لصحا.
المتنبي:
شاميةً طالما خلوت بها ... تبصر في ناظري محياها
فليتها لا تزال آويةً ... وليته لا يزال مأواها
الصاحب:
قال: إذ قبلته في خده ... إنما القبلة عنوان الصله
الصابىء:
أقبلت ثم قبلت ظاهر كفي ... قبلةً تنقع الغليل وتشفي
فتلظى فمي عليها وودت ... شفتي أنها هنالك كفي
فعضضت اليد التي قبلتها ... بفمٍ حاسدٍ يريد التشفي
الصاحب:
أوما لتقبيل يدي ... فقلت: لا بل شفتي
الموسوي:
ومقبلٍ كفي وددت بأنه ... أوما إلى شفتي بالتقبيل موضع التقبيل:
قيل: قبلة المؤمن المؤمن المصافحة، وقبلة الرجل زوجته الفم، وقبلة الوالد الولد الرأس، وقبلة الأم الإبن الخد. قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: قبلة الولد رحمة، وقبلة المرأة شهوة، وقبلة الوالدين عبادة، قبلة الأخ الأخ رقة، وزاد فيه الحسن: وقبلة الإمام العادل طاعة.
من سأل محبوبه الوصل:
الوأواء الدمشقي:
أيا من هو الفوز لي بالمنى ... ومن هو بالود مني حقيق
تغنم بنا غفلات الزمان ... فوجه الحوادث وجه صفيق
وقال:
تعال بنا نعصي الوشاة ونشتفي ... من الوصل قبل الموت ثم نتوب
كتب إبراهيم الموصلي إلى قينة:
دعي الوصل لا أسمع بيومك إنما ... سألتك شيئاً ليس يعري لكم ظهرا
فأجابته: لكن يملأ لنا بطناً.
شاعر:
يا قضيباً مخصره ... وكثيباً مؤزره
ليت شعري متى تجو ... د بما لا نفسره؟
سؤاله عودة النائل:
المتنبي:
أمنعمة بالعودة الظبية التي ... بغير وليٍ كان نائلها الوسمى
بشار:
يا رحمة الله حلي في منازلنا ... حسبي برائحة الفردوس من فيك
قد زرتنا مرةً في الدهر واحدةً ... ثني ولا تجعليها بيضة الديك
المستكثر قليل الوصل من حبيبه:
قال بعضهم:
بحرمة ما قد كان بيني وبينكم ... من الوصل إلا عدتم بجميل
وإني ليرضيني قليل نوالكم ... وإن كنت لا أرضى لكم بقليل
آخر:
قفي ودعينا يا مليح بنظرةٍ ... فقد حان منا يا مليح رحيل
أليس قليلٌ نظرةٌ إن نظرتها ... إليك وكان ليس منك قليل
ابن المعتز:
قل لمن حيا فأحيا ... ميتاً حييت حياً
ما الذي ضرك لو أبقيت لي في الكاس شياً
هل تراني كنت إلا ... مثل من قبل فياً
الرضا بأن حبيبه يخطره في قلبه:
ابن الدمينة:
لئن ساءني ان نلتني بمساءةٍ ... لقد سرني أني خطرت ببالك
وقال:
رضيت بسعي الوهم بيني وبينه ... وإن لم يكن في الوصل منه نصيب
الرضا بأن ينظر أرض حبيبه:
يقر بعيني أن أرى من مكانها ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وأن أرد الماء الذي شربت به ... سليمى وقد مل السرى كل واحد
وألصق أحشائي ببرد ترابه ... وإن كان مخلوطاً بسم الأساود
الرضا بكونه مع الحبيب في الدنيا:
قال أبو نواس: أرضى الناس قيس بن ذريح في قوله:
أليس الليل يجمعني وليلى ... ألا يكفي بذلك من تدان؟
ترى وضح النهار كما أراه ... ويعلوها الظلام كما علاني
وقال:
ويقر عيني وهي نازحةٌ ... ما لا يقر بعين ذي الحلم
أني أرى وأظنها سترى ... وضح النهار وعالي النجم
رجاء لقاء المحبوب:
الحارثي:
أرانا به الله ما لم تزل ... تبشرنا حسنات الظنون
وقال:
ما أقدر الله أن يدني على شحطٍ ... من داره الحزن ممن داره صول
الله يطوي بساط الأرض بينهما ... حتى يرى الربع منه وهو مأهول
من حبيبه مناه:
شاعر:
ولما نزلنا منزلاً طله الندى ... أنيقاً وبستاناً من النور حاليا
أجد لنا غيب المكان وحسنه ... منى فتمنينا فكنت الأمانيا
تمني مجاورته:
شاعر:
تمنيت في عرض الأماني وربما ... تمنى الفتى أمنيةً ثم نالها
ألا ليت سعدى جاورتني حياتها ... فتعلم ما حالي وأعلم حالها
الفرزدق:
ألا ليتنا نمنا ثمانين حجةً ... تنام معي عريانةً وأنامها
ضجيعين مستورين والأرض تحتنا ... يكون طعامي شمها والتزامها
جميل:
أقول والركب قد مالت عمائمهم ... وقد سقى القوم كاس النعسة السهر
يا ليت أني بأثوابي وراحلتي ... عبدٌ لقومك هذا الشهر مؤتجر
من أحب أن يجتمع مع حبيبته وإن كان في شقاء:
كثير:
ألا ليتنا يا عز من غير ريبةٍ ... بعيران نرعى في الخلاء ونعزب
كلانا به عرٌ فمن يرنا يقل ... على حسنها جرباء تعدي وأجرب
إذا ما وردنا منهلاً صاح أهله ... علينا فلا ننفك نرمى ونضرب
نكون بعيري ذي غنى فيضيعنا ... فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب
فلما سمعت ذلك عزة قالت: لقد تمنى لي وله الشقاء الطويل.
ديك الجن:
ألا ليتنا كنا جميعين في الهوى ... تضم علينا جنةٌ أو جهنم
ابن حجاج:
قلت ستي كلمينا ... قبل أن أحصل مثله
اضربي من طين باب ... استك خرطومي بكتله
قد طلبنا منك مالا ... تكره الحرة بذله
ليتني أمسيت في عقصة شعر استك قمله!
الرضا من حبيبه بالأماني والمواعيد الكاذبه:
كثير:
وغني لأرضى منك يا عز بالذي ... لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبألاً أستطيع وبالمنى ... وبالوعد والتسويف قد مل آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول ينقضي ... أواخره لا نلتقي وأوائله
جميل:
فصلي بحبلك يا بثين حبائلي ... وعدي مواعد منجزٍ أو ماطل
الموسوي:
وما ضرهم إذ لم يجودوا بمقنعٍ ... من النيل لو منوا قليلاً وسوفوا؟
كشاجم:
ضنت بموعدها فقلت لها: ... يا هذه فعدي بأن تعدي
انتظار وعد الكاذب:
جحظة:
يا كاذباً في وعده بلسانه ... من لي بمص لسانك الكذاب؟
ما زلت منتظراً لوعدك مفرداً ... بالبيت مرتقباً لقرع الباب
قطع الأوقات بالأماني:
ابن المعتز:
يا مانع العين طيب رقدتها ... ومانح الجسم كثرة العلل
علمني حبك المقام على ... الضيم وقطع الأيام بالأمل
وقال:
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
أماني من سعدى حسانٌ كأنما ... سقتك به سعدى على ظمأ بردا مما جاء في الطيف
من يسمح بخياله ويضن بوصاله:
البحتري:
أهلاً بزائرنا الملم لو أنه ... عرف الذي يعتاد من إلمامه
جذلان يسمح في الكرى بعناقه ... ويضن بغير الكرى بسلامه
وقال:
بنفسي من تنأى ويدنو ادكارها ... ويبذل عنها طيفها ويمانع
وقال:
وإذا ما أبى الحبيب مواتا ... تي تبلغت بالخيال المسلم
أحمد بن أبي طاهر:
فبت بها ضيفاً مقيماً برحله ... وباتت بنا طيفاً تقيم ولا تدري
وزارت وما زارت وجادت ولم تجد ... وواصل عنها الطيف وهي على الهجر
ابن المعتز:
شفاني الخيال بلا حمده ... وأبدلني الوصل من صده
وكم نومةٍ لي قوادةٍ ... تقرب حبي على بعده
كشاجم:
قد جاد طيفك لي بوعدك ... وأجارني من طول صدك
ودنا إلي معانقاً ... ومصافحاً خدي بخدك
فظفرت منك بما هويت ... بحمد طيفك لا بحمدك
من منع خياله بتسليط السهاد على محبه:
شاعر:
فكان يزورنا منه خيالٌ ... فلما أن جفا منع الخيالا
علي بن يحيى بن المنجم:
بأبي أنت!لم جفاني خيالٌ ... لك قد كنت أستريح إليه
أرشدني إلى خيالك كيما ... أتقاضاه موعداً لي عليه
وقال:
إن فقد النوم أعدمني ... رؤية الأحباب في الحلم
أبو نواس:
كيف السبيل إلى طيف يزاوره ... والنوم في جملة الأحباب هاجره
بغض طيف ذي هجران:
أبو دلف:
لا تحمدن على نوال في الكرى ... من ليس في غير الكرى بمنول
المتنبي:
إني لأبغض طيف من أحببته ... عن كان يهجرنا زمان وصاله
المهلبي:
إنما الطيف الملم ... فرحٌ يتلوه هم
قلما يحمد أمرٌ ... ليس فيه ما يذم
عابدة المهلبية:
خطبت خياله فإذا خيالٌ ... مطولٌ مثل صاحبه بخيل
فإن توقعي طيفاً جواداً ... وصاحبه بخيلٌ مستحيل
من ذكر الخيال بات الفكر إزاره:
أبو تمام:
نم فما زارك الخيال ولكنك ... بالفكر زرت طيف الخيال
المتنبي:
لا الحلم جاء به ولا بمثاله ... لولا ادكار وداعه وزياله
إن المعيد لنا المنام خياله ... كانت عبارته خيال خياله
بتنا يناولنا المدام بكفه ... من ليس يخطر أن نراه بباله
فدنوتم ودنوكم من عنده ... وسمحتم وسماحكم من ماله
من أسهره خيال حبيبه:
علي بن يحيى:
زارني طيف الخيال فما ... زاد أن أغرى بي الأرقا
الفرزدق:
شبت لعينك سلمى عند مقفاها ... فبت منزعجاً من بعد مرآها
وقلت: أهلاً وسهلاً ما هداك لنا ... إن كنت تمثالها أو كنت إياها
ابن الرومي:
طرد الكرى عني وراح بحاجتي ... وقضى علي بأجرة الحمام
من تمنى المنام لأجل لقاء الخيال:
قيس بن ذريح:
وإني لأهوى النوم من غير نفسه ... لعل لقاء في المنام يكون
تخبرني الأحلام أني أراكم ... فيا ليت أحلام المنام يقين
من ذم الصبح لمفارقة الخيال:
البحتري:
وليلة هومنا على العيس أرسلت ... بطيف خيالٍ يشبه الحق باطله
فلولا بياض الصبح طال تشبثي ... بعطفي غزالٍ بت وهناً أغازله
وكم من يدٍ لليل عندي حميدةٍ ... وللصبح من خطبٍ تذم غوائله
المخافة من تهديد الطيف:
شاعر:
رجا راحةً في النوم حتى إذا غفا ... أتى طيف من يهوى يهدد بالهجر
فقام ينادي والدموع بوادرٌ: ... أيا طيف من أهوى قتلت ولا تدري
* Delphin Enjolras
(French painter , 1857-1945)
Odalisque
محــاضرات الأدبـاء
تقبيل الحب اعتراضاً:
ابن المعتز:
وكم عناقٍ لنا وكم قبلٍ ... مختلساتٍ حذار مرتقب
نقر العصافير وهي خائفةٌ ... من النواطير يانع الرطب
أبو نواس:
وعاشقين التف خداهما ... عند التثام الحجر الأسود
فاشتفيا من غير أن يأثما ... كأنما كانا على موعد
لولا دفاع الناس إياهما ... لما استفاقا آخر المسند
نفعل في المسجد ما لم يكن ... يفعله الأبرار في المسجد
ابن أبي ربيعة:
فمررت مختفياً أمر ببيتها ... حتى ولجت على خفاء المولج
قالت: وعيش أخي وحرمة والدي ... لأنبهن الحي إن لم تخرج
فخرجت خيفة قولها فتبسمت ... فعلمت أن يمينها؟ لم تحرج
فلثمت فاها آخذاً بقرونها ... شرب النزيف لبرد ماء الحشرج
استطابة تقبيله اختلاساً واختفاء:
كشاجم:
ما لذة أبلغ من طيبها ... من لذةٍ في أثرها عضه
خلصتها بالكره من شادنٍ ... يعشق منه بعضه بعضه
ابن سكرة:
سألته في صحوه قبلةً ... فردني والموت في رده
حتى إذا السكر ثنى جيده ... قبلته ألفاً بلا حمده
وقال الحسن بن وهب: قبلتها فوجدت بين شفتيها ريحاً لو نام فيها المخمور لصحا.
المتنبي:
شاميةً طالما خلوت بها ... تبصر في ناظري محياها
فليتها لا تزال آويةً ... وليته لا يزال مأواها
الصاحب:
قال: إذ قبلته في خده ... إنما القبلة عنوان الصله
الصابىء:
أقبلت ثم قبلت ظاهر كفي ... قبلةً تنقع الغليل وتشفي
فتلظى فمي عليها وودت ... شفتي أنها هنالك كفي
فعضضت اليد التي قبلتها ... بفمٍ حاسدٍ يريد التشفي
الصاحب:
أوما لتقبيل يدي ... فقلت: لا بل شفتي
الموسوي:
ومقبلٍ كفي وددت بأنه ... أوما إلى شفتي بالتقبيل موضع التقبيل:
قيل: قبلة المؤمن المؤمن المصافحة، وقبلة الرجل زوجته الفم، وقبلة الوالد الولد الرأس، وقبلة الأم الإبن الخد. قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: قبلة الولد رحمة، وقبلة المرأة شهوة، وقبلة الوالدين عبادة، قبلة الأخ الأخ رقة، وزاد فيه الحسن: وقبلة الإمام العادل طاعة.
من سأل محبوبه الوصل:
الوأواء الدمشقي:
أيا من هو الفوز لي بالمنى ... ومن هو بالود مني حقيق
تغنم بنا غفلات الزمان ... فوجه الحوادث وجه صفيق
وقال:
تعال بنا نعصي الوشاة ونشتفي ... من الوصل قبل الموت ثم نتوب
كتب إبراهيم الموصلي إلى قينة:
دعي الوصل لا أسمع بيومك إنما ... سألتك شيئاً ليس يعري لكم ظهرا
فأجابته: لكن يملأ لنا بطناً.
شاعر:
يا قضيباً مخصره ... وكثيباً مؤزره
ليت شعري متى تجو ... د بما لا نفسره؟
سؤاله عودة النائل:
المتنبي:
أمنعمة بالعودة الظبية التي ... بغير وليٍ كان نائلها الوسمى
بشار:
يا رحمة الله حلي في منازلنا ... حسبي برائحة الفردوس من فيك
قد زرتنا مرةً في الدهر واحدةً ... ثني ولا تجعليها بيضة الديك
المستكثر قليل الوصل من حبيبه:
قال بعضهم:
بحرمة ما قد كان بيني وبينكم ... من الوصل إلا عدتم بجميل
وإني ليرضيني قليل نوالكم ... وإن كنت لا أرضى لكم بقليل
آخر:
قفي ودعينا يا مليح بنظرةٍ ... فقد حان منا يا مليح رحيل
أليس قليلٌ نظرةٌ إن نظرتها ... إليك وكان ليس منك قليل
ابن المعتز:
قل لمن حيا فأحيا ... ميتاً حييت حياً
ما الذي ضرك لو أبقيت لي في الكاس شياً
هل تراني كنت إلا ... مثل من قبل فياً
الرضا بأن حبيبه يخطره في قلبه:
ابن الدمينة:
لئن ساءني ان نلتني بمساءةٍ ... لقد سرني أني خطرت ببالك
وقال:
رضيت بسعي الوهم بيني وبينه ... وإن لم يكن في الوصل منه نصيب
الرضا بأن ينظر أرض حبيبه:
يقر بعيني أن أرى من مكانها ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وأن أرد الماء الذي شربت به ... سليمى وقد مل السرى كل واحد
وألصق أحشائي ببرد ترابه ... وإن كان مخلوطاً بسم الأساود
الرضا بكونه مع الحبيب في الدنيا:
قال أبو نواس: أرضى الناس قيس بن ذريح في قوله:
أليس الليل يجمعني وليلى ... ألا يكفي بذلك من تدان؟
ترى وضح النهار كما أراه ... ويعلوها الظلام كما علاني
وقال:
ويقر عيني وهي نازحةٌ ... ما لا يقر بعين ذي الحلم
أني أرى وأظنها سترى ... وضح النهار وعالي النجم
رجاء لقاء المحبوب:
الحارثي:
أرانا به الله ما لم تزل ... تبشرنا حسنات الظنون
وقال:
ما أقدر الله أن يدني على شحطٍ ... من داره الحزن ممن داره صول
الله يطوي بساط الأرض بينهما ... حتى يرى الربع منه وهو مأهول
من حبيبه مناه:
شاعر:
ولما نزلنا منزلاً طله الندى ... أنيقاً وبستاناً من النور حاليا
أجد لنا غيب المكان وحسنه ... منى فتمنينا فكنت الأمانيا
تمني مجاورته:
شاعر:
تمنيت في عرض الأماني وربما ... تمنى الفتى أمنيةً ثم نالها
ألا ليت سعدى جاورتني حياتها ... فتعلم ما حالي وأعلم حالها
الفرزدق:
ألا ليتنا نمنا ثمانين حجةً ... تنام معي عريانةً وأنامها
ضجيعين مستورين والأرض تحتنا ... يكون طعامي شمها والتزامها
جميل:
أقول والركب قد مالت عمائمهم ... وقد سقى القوم كاس النعسة السهر
يا ليت أني بأثوابي وراحلتي ... عبدٌ لقومك هذا الشهر مؤتجر
من أحب أن يجتمع مع حبيبته وإن كان في شقاء:
كثير:
ألا ليتنا يا عز من غير ريبةٍ ... بعيران نرعى في الخلاء ونعزب
كلانا به عرٌ فمن يرنا يقل ... على حسنها جرباء تعدي وأجرب
إذا ما وردنا منهلاً صاح أهله ... علينا فلا ننفك نرمى ونضرب
نكون بعيري ذي غنى فيضيعنا ... فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب
فلما سمعت ذلك عزة قالت: لقد تمنى لي وله الشقاء الطويل.
ديك الجن:
ألا ليتنا كنا جميعين في الهوى ... تضم علينا جنةٌ أو جهنم
ابن حجاج:
قلت ستي كلمينا ... قبل أن أحصل مثله
اضربي من طين باب ... استك خرطومي بكتله
قد طلبنا منك مالا ... تكره الحرة بذله
ليتني أمسيت في عقصة شعر استك قمله!
الرضا من حبيبه بالأماني والمواعيد الكاذبه:
كثير:
وغني لأرضى منك يا عز بالذي ... لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبألاً أستطيع وبالمنى ... وبالوعد والتسويف قد مل آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول ينقضي ... أواخره لا نلتقي وأوائله
جميل:
فصلي بحبلك يا بثين حبائلي ... وعدي مواعد منجزٍ أو ماطل
الموسوي:
وما ضرهم إذ لم يجودوا بمقنعٍ ... من النيل لو منوا قليلاً وسوفوا؟
كشاجم:
ضنت بموعدها فقلت لها: ... يا هذه فعدي بأن تعدي
انتظار وعد الكاذب:
جحظة:
يا كاذباً في وعده بلسانه ... من لي بمص لسانك الكذاب؟
ما زلت منتظراً لوعدك مفرداً ... بالبيت مرتقباً لقرع الباب
قطع الأوقات بالأماني:
ابن المعتز:
يا مانع العين طيب رقدتها ... ومانح الجسم كثرة العلل
علمني حبك المقام على ... الضيم وقطع الأيام بالأمل
وقال:
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
أماني من سعدى حسانٌ كأنما ... سقتك به سعدى على ظمأ بردا مما جاء في الطيف
من يسمح بخياله ويضن بوصاله:
البحتري:
أهلاً بزائرنا الملم لو أنه ... عرف الذي يعتاد من إلمامه
جذلان يسمح في الكرى بعناقه ... ويضن بغير الكرى بسلامه
وقال:
بنفسي من تنأى ويدنو ادكارها ... ويبذل عنها طيفها ويمانع
وقال:
وإذا ما أبى الحبيب مواتا ... تي تبلغت بالخيال المسلم
أحمد بن أبي طاهر:
فبت بها ضيفاً مقيماً برحله ... وباتت بنا طيفاً تقيم ولا تدري
وزارت وما زارت وجادت ولم تجد ... وواصل عنها الطيف وهي على الهجر
ابن المعتز:
شفاني الخيال بلا حمده ... وأبدلني الوصل من صده
وكم نومةٍ لي قوادةٍ ... تقرب حبي على بعده
كشاجم:
قد جاد طيفك لي بوعدك ... وأجارني من طول صدك
ودنا إلي معانقاً ... ومصافحاً خدي بخدك
فظفرت منك بما هويت ... بحمد طيفك لا بحمدك
من منع خياله بتسليط السهاد على محبه:
شاعر:
فكان يزورنا منه خيالٌ ... فلما أن جفا منع الخيالا
علي بن يحيى بن المنجم:
بأبي أنت!لم جفاني خيالٌ ... لك قد كنت أستريح إليه
أرشدني إلى خيالك كيما ... أتقاضاه موعداً لي عليه
وقال:
إن فقد النوم أعدمني ... رؤية الأحباب في الحلم
أبو نواس:
كيف السبيل إلى طيف يزاوره ... والنوم في جملة الأحباب هاجره
بغض طيف ذي هجران:
أبو دلف:
لا تحمدن على نوال في الكرى ... من ليس في غير الكرى بمنول
المتنبي:
إني لأبغض طيف من أحببته ... عن كان يهجرنا زمان وصاله
المهلبي:
إنما الطيف الملم ... فرحٌ يتلوه هم
قلما يحمد أمرٌ ... ليس فيه ما يذم
عابدة المهلبية:
خطبت خياله فإذا خيالٌ ... مطولٌ مثل صاحبه بخيل
فإن توقعي طيفاً جواداً ... وصاحبه بخيلٌ مستحيل
من ذكر الخيال بات الفكر إزاره:
أبو تمام:
نم فما زارك الخيال ولكنك ... بالفكر زرت طيف الخيال
المتنبي:
لا الحلم جاء به ولا بمثاله ... لولا ادكار وداعه وزياله
إن المعيد لنا المنام خياله ... كانت عبارته خيال خياله
بتنا يناولنا المدام بكفه ... من ليس يخطر أن نراه بباله
فدنوتم ودنوكم من عنده ... وسمحتم وسماحكم من ماله
من أسهره خيال حبيبه:
علي بن يحيى:
زارني طيف الخيال فما ... زاد أن أغرى بي الأرقا
الفرزدق:
شبت لعينك سلمى عند مقفاها ... فبت منزعجاً من بعد مرآها
وقلت: أهلاً وسهلاً ما هداك لنا ... إن كنت تمثالها أو كنت إياها
ابن الرومي:
طرد الكرى عني وراح بحاجتي ... وقضى علي بأجرة الحمام
من تمنى المنام لأجل لقاء الخيال:
قيس بن ذريح:
وإني لأهوى النوم من غير نفسه ... لعل لقاء في المنام يكون
تخبرني الأحلام أني أراكم ... فيا ليت أحلام المنام يقين
من ذم الصبح لمفارقة الخيال:
البحتري:
وليلة هومنا على العيس أرسلت ... بطيف خيالٍ يشبه الحق باطله
فلولا بياض الصبح طال تشبثي ... بعطفي غزالٍ بت وهناً أغازله
وكم من يدٍ لليل عندي حميدةٍ ... وللصبح من خطبٍ تذم غوائله
المخافة من تهديد الطيف:
شاعر:
رجا راحةً في النوم حتى إذا غفا ... أتى طيف من يهوى يهدد بالهجر
فقام ينادي والدموع بوادرٌ: ... أيا طيف من أهوى قتلت ولا تدري
صورة مفقودة
* Delphin Enjolras
(French painter , 1857-1945)
Odalisque
التعديل الأخير بواسطة المشرف: