وَنَاهِدَة ِ الثَّدْيَيْنِ قُلْتُ لَهَا: اتَّكي
على الرملِ، من جبانة ٍ لم توسدِ
فقالت: على اسمِ الله أمركَ طاعة ً،
وإن كنتُ قد كلفتُ ما لم أعودِ
فَمَا زِلْتُ في لَيْلٍ طَوِيلٍ مُلَثِّماً
لذيذَ رضابِ المسكِ، كالمتشهدِ
فَلَمَا دَنا الإصْبَاحُ قَالَتْ: فَضَحْتَني
فقمْ غيرَ مطرودٍ وإن شئتَ فازدد!
فما ازددتُ منها غيرَ مصّ لثاتها،
وتقبيلِ فيها، والحديثِ المردد
تَزَوَّدْتُ مِنْهَا وَاتَّشَحْتُ بِمِرْطِها
وقلتُ لعينيّ: اسفحا الدمعَ من غد
فقامت تعفي بالرداءِ مكانها،
وتطلبُ شذراً من جمانٍ مبدد
.