وناهدةِ الثديين من خَـدَمِ القصـرِ
مزّوقةِ الأصداغِ, مطمومةِ الشَّعْـرِ
غُلاميّـةٍ, فـي زيّهـا, برمكـيّـةٍ
مناطقُها قد غبْنَ من لطُفِ الخصْـرِ
كلِفتُ بما أبصرتُ من حُسْنِ وجهها
زماناً, وما حُبُّ الكواعبِ من أمْري
فما زلتُ بالأشعار في كـلِّ مشهـدٍ
أُليّنُها, والشِّعْرُ من عُقَـدِ السّحـرِ
إلى أنْ أجابـتْ للوصـالِ وأقبلـتْ
على غيرِ ميعادٍ إليّ, مـع العصْـرِ
فقلتُ لها: أهـلاً! ودارتْ كؤوسُنـا
بمشمولةٍ كالوَرْسِ أو شُعَل الجَمْـرِ
فقالت: عساها الخمرُ؟! إني بريئـةً
إلى الِله مِن وَصْلِ الرجال مع الخمرِ
فقلتُ: اشربي إنْ كان هذا محرّمـاً,
ففي عُنُقي يارِيمُ وِزْرُكِ مـع وِزْري
فطالبتُهـا شيئـاً فقالـت بعَبْـرةٍ:
أموتُ إذنْ منهُ, ودمعتُهـا تجـري
فما زلتُ في رفقٍ ونفسي تقولُ لي:
جويريّةٌ بِكْـر, فـذا جَـزَعُ البِكـرِ
فلمـا تواصلنـا توسّطـتُ لُجّـةً
غرقتُ بها, ياقومُ, من لُجَجِ البحـرِ
فصحتُ: أغثني يا غُلامُ! فجاءنـي
وقد زلقتْ رِجْلي ولجّجْتُ في الغَمْرِ
فلـولا صياحـي بالغـلامِ, وأنّـهُ
تداركني بالحبلِ صرتُ الـى القَعْـرِ
فآليـتُ ألاّ أركـبَ البحـرَ غازيـاً
حياتي, ولا سافرتُ إلاّ على الظهْرِ
صورة مفقودة