دعوني فما مما يكلفني بد
ولو كان شيئاً مالها عنده حد
ولو سألتني مهجتي لو هبتها
وقلت افعلي بي ما تحبين يا هند
فللحب سلطان عظيم وصولة
على كل سلطان ومن شئتم عدوا
تهز قواما كالقناة فاتقى
وألقى سلاحي حين يطعنني النهد
إذا ما انتضت من جفنها سيف لحظها
فما لامرئ في الدفع عن نفسه جهد
وأن قتلتني أهدرَ الشرع مهجتي
لأني قد أقررت أني لها عبد
أدارت الي اللحظ فانجرح الحشا
وفيها أدرت اللحظ فانجرح الخد
مثقلة الأرداف مهضومة الحشا
إذ ما تثنى قدها كاد ينقد
إذا جعلت في الزند منها نطاقها
وقد جال فيه الخصر غص به الزند
بروحي ومالي أفتدي من فراقها
إذا صدني عن وجهها الهجر والصد
تهاجرني هزلا وتبدي تضاحكا
ولكن موتي حين تهجرني جد
وأفرح بالميعاد منها ولم يكن
ليخلو من خلف لها إن تعد وعد
إذا لاح برق من تهامة خلتها
قد ابتسمت فيه وأن ضمني نجد
ولم تلتقي الأجفان من بعد بعدكم
على نومة لكن على دمعة تبدو
ولم يبق مالاقيته من فراقكم
من الجسم إلا أعظما فوقها جلد
عسى نظرة ممن أحب ترد لي
معاشي وإلا فهو بالملك يرتد
سلالة إسماعيل يحيى وحسبكم
بيحيى الذي يحيى به الفخر والمجد
فما سمعت أذن ولا مقلة رأت
ككرَة يحيى كلما كثر الوفد
فنحسبه ألفا ويحسب ألفه
من التبر فلساً عند ما يشتري الحمد
فصفه لوصف غير ما توصف الورى
فما جامع ما بين يحي وهم حد
فما هم إليه حين يعزى بنسبة
وهل كالضحى قطع من الليل مسود
وأن تسألوني تسألون مجربا
ملوكا سواه ليس فيهم له ند
هو البحر إلا أنه عذب طعمه
هو الغيث لكن لا بروق ولا رعد
نمته ملوك هم رجال أعزة
لدى السلم لكن هم إذا حوربوا أسد
عفى عن ذوى الإِفساد والبغي ما مضى
وقال احذروا من سطوتي حذركم بعد
ومن ينب منهم عن سلالة جده
تواتر منه الشكر لله والحمد
ظللت عليه بالمخائل والروى
صوارم رعب قاد جحفلها السعد
تهاب السيوف المرهفات بغمدها
فكيف إذا سلت وألقيت الغمد
فأكرم بملك قام يستفتح العلا
ويحمي وباب الطعن والضرب منسد
وما شك أن الله عونك من رأى
سطاك وباب الطعن والضرب منسد
أقر عيون المجد ربك والعلا
بدولتك الغرا التي مالها حد
.