انخيدوانا الأكدية (أول شاعرة ايروتيكية في العالم) ( تسبيح من أجل إنانا)

….
يا ملكة كل شيء، أيتها الضوء المتوهّج
أيتها المرأة الواهبة للحياة،

أنتِ يا من تجلبين الطوفان من الجبل،
أيتها الشاهقة، يا إنانا السماء والأرض،
يا من تمطرين ناراً ملتهبة على القفار
يا من بعثها إليّ الإلهُ (آن)،
أيتها الملكة التي تمتطي الوحوشَ
والتي نطقت بالكلمات المقدسة
تنفيذاً لأوامر (آن) المقدسة،
من يستطيع أن يسبرَ شعائركِ المقدسة!
يا مدمّرة الأراضي الأجنبية
منحتِ الأجنحةَ للعاصفة،
حبيبة (أنليل)- وجعلتها تهبّ على الكون،
وحملتِ أوامر (آن).
مليكتي،
الأراضي الغريبة تطأطأ أمام صرختكِ،
رعباً وخوفاً من الريح الجنوبية أتى البشرُ
إليكِ بضجيجهم الملتاع
حملوا صراخهم إليكِ
ووقفوا أمامك يولولون وينتحبون
وأمامكِ جلبوا النحيبَ العظيم لشوارع المدينة.

مليكتي،
أنتِ الافتراسُ كلّه في قوّتكِ
وظللتِ تهاجمين مثل ريح مهاجمِة،
وظللتِ تعولين أعلى من الريح المعولة،
وظللتِ ترعدين أعلى من الرعد،
وظللتِ تئنّين أعلى من الرياح الخبيثة،
قدماكِ لا يمكن أن يصيبهما الإعياء
وجعلتِ الولولة تُعزف على "قيثارة النحيب."
مليكتي،
جميع الآلهة العظام
فروا أمامكِ مثل خفافيش مرفرفة،
لم يستطيعوا الوقوف أمام وجهك المهيب،
لم يستطيعوا الاقتراب من جبينكِ المهيب،
من يستطيع أن يهدّئ قلبكِ الغاضب!
قلبكِ المهلِك لا يمكن تهدئته!
أيتها الملكة، يا سعيدة الروح، يا فرِحة القلب،
يا من لا يمكن تهدئة غضبها، يا ابنة الإثم،
يا ملكة، يا الحاكمة المُطلَقة في البلاد،
من قدّم ولاءً كافياً لكِ!
الجبل الذي امتنع عن تقديم الولاء لكِ
يبست أعشابه وصارت قاحلة،
أضرمتِ النارَ ببواباته العظيمة،
أنهارُه جرت دماً بسببكِ،
وناسُه نشفَت مياههم،
جيشهُ انقادَ طواعيةً إلى الأسر أمامكِ،
قواته تفرّق شملها طواعيةً أمامكِ،
ورجاله الأقوياء طواعيةً خرّوا أمامكِ،
أماكن اللهو في مدنه امتلأت بالفوضى
ورجاله البالغون سيقوا كأسرى أمامك.

يا ملكة الملكات العظيمات،
يا من أصبحت أعظم من أمك التي أنجبتكِ
لحظةَ خرجتِ من الرّحم المقدس،
عارفة، حكيمة، وملكة على كل البقاع،
يا من ضاعفتِ كل المخلوقات الحية والبشر-
لقد نطقتُ بأغنيتكِ المقدّسة.
أيتها الإلهة الواهبة للحياة، المولودة للألوهة،
يا من أسبّح تهليلها،
الرحيمة، المرأة الواهبة للحياة، يا مشعّة القلب،
لقد نطقتُ بأغنيتي أمامك حسب ما يناسبُ ألوهتكِ
دخلتُ أمامكِ إلى معبدي المقدس،
أنا الكاهنة، إنخيدوانا،
حاملةً سلّة البخور، أنشدُ ترنيمتكِ السعيدة،
لكنني الآن لم أعد أسكن المعبد المقدس الذي شيدته يداك.
أتى النهار، وجلدتني الشمس
وأتى ظلّ الليل، وأغرقتني الريح الجنوبية
صوتي الرخيم الحلو كالعسل صار نشازاً
وكل ما أعطاني المتعة تحول إلى غبار.
آه، أيها الإثم، يا ملك السماء، يا قدري المرير،
إلى الإله (آن) بلّغي شكواي، و(آن) سوف يخلّصني

أنا إنخيدوانا، أتضرّع إليك، إنانا،
ودموعي مثل شراب حلو.

أنا، من أنا بين المخلوقات البريّة!

أه، أيتها الملكة التي ابتكرت النواح
مركبُ النواح سيرسو في أرض معادية
وهناك سأموت، أنشدُ الأغنية المقدسة.

أوه، إنانا، المجدُ لكِ!

.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...