جبران الشداني
كاتب
الاصطلاح الفلسفي غير الدقيق للايروتيكا و انطلاقا من مفهوم الجسد حيث التساؤل الفكري ما الجسد؟ والذي يقودنا عبر الأدب إلى مراحل محظورة ربما لا نستطيع الخروج منها أو ربما نتخندق فيها مما يجعل من الفوبيا اللا مبررة والتي تنشأ من التابو الحزين والمغروس في أعماق اللاوعي والذي يدفعنا للدخول في عمق المأساة حيث الأنا تقمع الجسد فتبدو المحظورات متلاشية في أعماق المهيمنات اللاشعورية ،حيث أيروس يتنفس عبر الخطاب الأدبي وكأنه يحني قامته العالية في غابة الحضارة القامعة ، وهنا تتجلى النرسيسية الاوالية والتي تمحور الفكر ضمن المناطق الضيقة فيه ،وذلك ربما إعلان عن موت النص وعلامة على تقهقره داخل مناطق الخطاب الضيقة، وهنا تتوالى الصدمات المرة حيث اللغة تتمحور في لذة النص، وحين نقوم بدراسة الإعمال الأدبية لابد من استذكار رواية( أنا وهو) للبرتو مورافيا وربما هي الرواية الصادمة لنا حيث يطرح مورافيا تلك العلاقة الإشكالية بين الإنسان وجسده وتحديدا علاقته مع أعضاء جسده المحظورة والتي تقبع في الظلال ويثار حولها الشبهات، ولاشك أن هذا النص المفتوح هو نموذج للأدب الايروتيكي المركز والمبهم في نفس الوقت ،ويوم صدرت هذه الرواية في الستينات حيث كان تأثير أدب اللا منتمي ونزعات الوجودية والتي تدعو إلى دراسة الذات والتخندق في دواخلها المظلمة ، ولاشك أن لرواية الجحيم لهنري باربوس وقع أيروتيكي أخر في ذواتنا بحق نحن الذين قرأنا الخطاب الأدبي بعمق متأملين لذة النص عبر لذة الجسد ، وهناك تجارب أخرى تعايشنا معها وربما لا نستطيع أن ندخلها في نصوصنا ، فهل نستطيع أن نكتب رواية أو قصة تستوعب حلم أيروتيكي وتكون بموازاته؟ وتلك هي أسئلة تقع في عمق الخطاب حيث لا نستطيع التوغل في مناطق وعرة وشائكة داخل ذواتنا الحرجة ، وحين قرأنا اعترافات جان جاك روسو كان صدمة ذهنية لنا نحن الجيل الغاضب والذي توغل في السياسة توا ،فمن كارل ماركس إلى سيجموند فرويد حيث قرأنا كتاب( ثلاثة مقالات في الجنس ) وكتاب (ما فوق مبدأ اللذة ) وكتاب (الذات والغرائز) لفرويد وكتاب ( الحب والحضارة )لهربرت ماركوز وكل هذه الكتب علمتنا التوغل في مناطق اللذة وساعدتنا على الدراسة الاستقصائية للأمكنة حيث أحياء البغاء (حي الطرب وشارع بشار ) كنا حديثي العهد في ارتيادها والملاهي الليلية في شارع الوطن،وكانت تجربة الروائي عبد الجليل المياح في روايته (جواد السحب الداكنة) حيث كان شارع بشار مسرح لها وأستطاع الروائي الاستفادة من تلك التجارب وتوظيفها في الرواية ، وكنت أروي لإحدى زميلاتي عن تجربة سهرة قضيناها في (حي الطرب ) والرقص والجنس والخمرة والسهر حتى الصباح وهي تشتعل غيظا وغضبا وكانت لها تجارب سحاقية مع فتيات أصغر منها سنا وشجعتها أن تقرأ لماركيز دي صاد وسيمون دي بوفوار والبرتو مورافيا ، وشجعتها أن تكتب تجاربها السحاقية بعمل روائي تحت عنوان (سحاقيات )وشجعتها أن تبتعد عن التفاصيل المحظورة و أستفادت هي كثيرا من مستوى السرد العالي في(ألف ليلة وليلة) و(ليلة في لشبونة )وأفادت من الكثير من الروايات الايروتيكية دون أن تتوصل إلى إشباع ذلك الظمأ نحو تلك اللذة السرمدية ، وعلى ما أعتقد أن كل التجارب الايروتيكية السوية منها والشاذة هي تجارب مغلقة تشتعل فيها الرؤى واليوتوبيا في عوالم سرمدية وأثيرية في بواطن الجسد هذا اللغز المرعب الذي يبدو أحيانا أقل صمتا مما نتوقع نحن اللذين نحاول أن نسحبه إلى الظلال المنكسرة ، أي تجارب نستطيع أن نكتبها ونتأملها في غربة الروح الحزينة ؟، هل نستطيع أن نكتب ما نريد؟ ، تلك هي إشكالية الروح ، هل يستطيع أي منا أن يكتب عن سحاقيات يمارسن اللذة وهو ينظر عبر ثقب في نافذة بعيدة حيث تبدو الأشياء أمامه وكأنها محض خيال ، تلك هي مهمة الروائي أو القاص الذي يحاول أن يدخل في عمق الخطاب الايروتيكي وهي مهمة صعبة المنال أحيانا كون تلك التجارب هي أسرار مغلقة ، ولاشك أن هناك أساطير زنى أوربية مثل أسطورة تريستان وأيزولدا حيث فيها تصوير دقيق لليالي المجون والخمرة وتأثير الشراب السحري ، وكذلك روايات ألهام منصور حيث تصور فيها المشاهد الايروتيكية بتفاصيلها الدقيقة وكذلك كتاب الجنس الأخر لسيمون دي بوفوار ، وعندما نقرأ ميشيل فوكو في كتابه (استخدام اللذات ) و(تأريخ الجنسانية) نتوصل لتجارب أيروسية كثيرة من الممكن أن ندخلها بعمق خطابنا الأدبي والذي يبدو ألان كسيحا ، وكنت في يوم ما شجعت أحد زملائي الذين تأثروا بالفلسفة الوجودية أن يكتب عن تجاربه في استخدام العادة السرية
ويومها كانت قصة مضحكة وصادمة لنا في نفس الوقت وفي الغرب صدرت قصة قصيرة لأحد المثليين يتناول فيها تجربته مع عشيق له وهذا ربما يشكل خرق في أدبنا الذي يحظر حتى الأحلام أحيانا وهنا نصل إلى السؤال الضمني والأساسي هل يجوز أن نكتب بلغة الايروتيكا؟ ، وهذا السؤال ربما يجعلنا أحيانا نرفض الكثير من التجارب فيوم قرأنا قصائد سعدي يوسف السياسية في السبعينات أيام كان يتغنى بالحزب الشيوعي ونجمة سبارتكوس وفي الأول من أيار وقصائده إلى لينين استغربنا قصائده الايروتيكية التي أصدرها في التسعينيات وهذه هي الازدواجية التي نحملها ولا نستطيع أن نواجه بها أنفسنا ، ولي صديق من جماعة الأنصار الذين قاتلوا في الشمال عاش ثماني سنوات دون أن يلمس امرأة وحين ذهب إلى بلغاريا في أجازة ولمدة خمسة أيام عاش مع نساء في ليالي ماجنة وقارن بين تلك السنين والأيام الخمسة وكان يشبه نفسه في تلك السنين بالثور المخصي ومن أمثال تلك الأيام كثيرة ولابد من الاستفادة منها في كتابة القصة الايروتيكية ، فهل نستطيع أن نقتحم المناطق المظلمة وخصوصا في السجون ، وأنا أتمنى أن أكتب عن مشاعر اللذة الايروسية لسجين سياسي بالمؤبد وأخر ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه وهو مدمن على استعمال العادة السرية ويرى العالم من ثقب في جدران الزنزانة ويحاول أن يعري امرأة تمر في خياله رأى ساقها قبل عشر سنوات يوم كانوا مراهقين يقرؤون دروسهم سوية ، ويستعيد صورة عري طفولي في الخامسة من عمره مع جارتهم ، وكذلك في حمام نسائي وهو في انتظار الزائر المجهول وهو على موعد مع القدر الذي سوف يطرق أبواب زنزانته الحزينة .
ويومها كانت قصة مضحكة وصادمة لنا في نفس الوقت وفي الغرب صدرت قصة قصيرة لأحد المثليين يتناول فيها تجربته مع عشيق له وهذا ربما يشكل خرق في أدبنا الذي يحظر حتى الأحلام أحيانا وهنا نصل إلى السؤال الضمني والأساسي هل يجوز أن نكتب بلغة الايروتيكا؟ ، وهذا السؤال ربما يجعلنا أحيانا نرفض الكثير من التجارب فيوم قرأنا قصائد سعدي يوسف السياسية في السبعينات أيام كان يتغنى بالحزب الشيوعي ونجمة سبارتكوس وفي الأول من أيار وقصائده إلى لينين استغربنا قصائده الايروتيكية التي أصدرها في التسعينيات وهذه هي الازدواجية التي نحملها ولا نستطيع أن نواجه بها أنفسنا ، ولي صديق من جماعة الأنصار الذين قاتلوا في الشمال عاش ثماني سنوات دون أن يلمس امرأة وحين ذهب إلى بلغاريا في أجازة ولمدة خمسة أيام عاش مع نساء في ليالي ماجنة وقارن بين تلك السنين والأيام الخمسة وكان يشبه نفسه في تلك السنين بالثور المخصي ومن أمثال تلك الأيام كثيرة ولابد من الاستفادة منها في كتابة القصة الايروتيكية ، فهل نستطيع أن نقتحم المناطق المظلمة وخصوصا في السجون ، وأنا أتمنى أن أكتب عن مشاعر اللذة الايروسية لسجين سياسي بالمؤبد وأخر ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه وهو مدمن على استعمال العادة السرية ويرى العالم من ثقب في جدران الزنزانة ويحاول أن يعري امرأة تمر في خياله رأى ساقها قبل عشر سنوات يوم كانوا مراهقين يقرؤون دروسهم سوية ، ويستعيد صورة عري طفولي في الخامسة من عمره مع جارتهم ، وكذلك في حمام نسائي وهو في انتظار الزائر المجهول وهو على موعد مع القدر الذي سوف يطرق أبواب زنزانته الحزينة .