هِيَ امْرأةُ
نصفُها الأعلى حريقٌ
ونصفُها الأدنى خرابٌ
هِيَ تعرفُ الحُبَّ عنْ ظهرِ قلبٍ
وتحتسِي كلَّ يومٍ
حساءً مِنْ رجالٍ عبرُوا
يُهِمُّها جداً عندما تنظرُ إِلَيَّ
أَنْ تقرأَ ما في عينَيَّ المُثلَّجتَيْنِ
وفي الطَّريقِ إلى قلبِيَ
ارْتطَمَتْ بفَخْذِ امْرأةٍ عاريةٍ
وبنهدَيْنِ يتناحرانِ
لم تُحْسَمِ المعركةُ بينهُما
تراجعَتْ ، وسَبَّتْنِي
وقرَّرَتْ أَنْ تنتقمَ مِنِّي
فاتَّخذَتْ وضعاً مُثيراً جداً
وعلَّقَتْ فخذَيْها بِخَيْطٍ رفيعٍ
يتدلَّى مِنْ غابةٍ صغيرةٍ بينهُما
أمَّا أنــا
فقدْ تحوَّلْتُ إلى حَشَرَةٍ صغيرةٍ
تسلَّقَتْهُما
واندَسَّتْ في أدغالِ أنثى
وجمَعَتْ رحيقاً وأريجاً
يكفي لِصُنْعِ قُبلةٍ رقيقةٍ .........!
...................
هذا الصَّباحُ يُخفي في جَيْبِهِ
دِفْئاً ذابلاً
وحبَّتَيْنِ مِنَ " السِّيتامول "
يبدُو أَنَّ الصُّداعَ بانتظارِهِ
كشَفْتُ عنْ رغبتِي المُنْدَسَّةِ
في أحدِ دهاليزِي الخَفِيَّةِ
شعرْتُ بِالبردِ
فحضَنْتُ شعوريَ الَّلذيذَ
بوجبةٍ صباحيَّةٍ طارئةٍ
نادَيْتُهـــا :
تعالِي لِنَمْرَحَ قليلاً
في مَرْجِ الرَّغبةِ الأُولَى
جاءَتْ نِصْفَ عاريةٍ
وَانْدَسَّتْ قُربِي
شَرِبَتْ ماءً مِنْ نَبْعِي الغزيرِ
ثمَّ أزاحَتْ بُقعةً مِنَ الضَّوءِ
أطفَأَتْ صوتِي
ورَجَوْتُها أَنْ تُدَمِّرَ شَهوتِي
في جَسَدٍ يُعَمِّرُ مَعْبَداً
ويفُوحُ بَخُوراً
فأرَاقَتْ عَلَيَّ خَمْرَتَها
وسَكَبَتْ على رُوحيَ قَطْرَةً
مِنْ شَذَاهَا
ركضَ الصَّباحُ في الخارجِ يصرُخُ
مِنْ صُداعٍٍ فاجرٍٍ
يعدُو تحتَ سِياطِ الشَّمسِ المُستبدَّةِ
حتَّى توارى أخيراً
في كُوَّةِ المَسَاءِ
عندما صَحَوْنَا
كُنَّا نَسِينَا أَنْ نُقْفِلَ شُبَّاكاً بَحْرِيّاً
هَفَّتْ منهُ علينا أُغْنِيَّةٌ
وَهَبَّتْ رائحةُ حُوريَّةِ البحرِ
تهمِسُ لنـــا :
أُحِبُّكُمَـــا .......!