لو كنتِ لي
لقطعتُ هذا البحرَ ما بيني وبينكِ
غير أني لن أصادفَ إن أتيتكِ غير عطرِكِ في الشوارع
لن أصافح غير عشّاقِ انتظاركِ
في مقاهي العاطلين عن النساء..
بكيتُ من سنَةٍ على كتفيكِ في هذا المطار
وقلتُ وانهمرَتْ ظنوني:
كيف لامرأةٍ لها نهداكِ أن تمضي بلا رجلٍ له شبقي؟!.
وقلتِ وأنت تلتفتينَ صوبَ الغيم: خلّصني
فلم أفهم من المقصودُ وقتئِذنْ بفعل الأمر..
ربُّكِ؟ أم أنا؟
أم أنّه الحمّالُ كان يجرُّ أحزانَ الحقائب؟..
للنساءِ –وأنتِ أغربُهنَّ- عاداتٌ غريبةْ
من بينها مثلاً
بأن يعشقنَ نبعاً
ثم يعقِدنَ القِرانَ على السراب..
أقول للأصحاب حولي: كلُّها سنةٌ وترجع..
يرفع الأصحابُ نخبَ الكاذبين
أحبِّهم إذْ يضحكون
ولا أحبُّك كلما اكتظتْ عروقي بالنبيذ
وذكرياتي بالندمْ
لو شئتِ لاستخرجتُ نفطَ الحبِّ من آبارِ دمعي
وابْتنيتُ لكِ القصائدَ والقصورَ
وساحةً شيّدتُ أبراجَ الرِّضا من حولها
ونصَبتُ تمثال الحنين بها
ولو شئتِ انقلبْتُ على الرئيسِ
لكي أسلِّمَكِ البلادَ نيابةً عني
وتنتشري فساداً في سريري..
يا صبيةُ بيننا بحرٌ وريحٌ
بيننا سنَةٌ
وخمسُ مكالماتٍ كانَ أطولُها
التي اقتلعتْ بها ريحُ الخصامِ قناطرَ الماضي
بخمسِ دقائقٍ وثلاثَ عشرةَ ثانيةْ..
لقَطعتُ هذا البحرَ لولا أنَّ خارطتي ممزقةٌ
وبوصلتي تشيرُ إلى الجنوبِ وأنتِ في أقصى الشمال..
ورغم ذا..
لو كنتِ لي,
لقطعتُ هذا البحرَ فيما بيننا
في ثانيةْ..
. . . . . . . . . . . .
* * *
* نصوص تمام التلاوي كلها عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان