قصة ايروتيكية ذياب شاهين - ش ه ر ي ا ر

سـأفتدي بهذا الغزال ربع دمها، إنه غزال مسحور سأجعله يتبعني أنى شئت، إني أرى في عينيه شرر الانتقام، ولكني أراه بائسا أيضا فهو لا يعرف كيف تحول فجأة من رجل إلى غزال، نعم إنه رجل كان، كان ساحرا وجميلا، عشقته كما لم تعشق إمرأة من قبل، لكن جماله أفقده توازنه وكان يعتقد أن عشقي له سيمنعني من أن أنتقم لكرامتي حين يخونني مع امرأة أخرى، أنا استغرب لماذا بات ينفـرني، ولا يطيق حتى النظر في وجهي؛ كنت أريه في الفراش ما لم تريه امرأة لرجل، كنت أمسك قضيبه بأطراف أصابعي، وأناغيه كأنه طفل جميل، كنت أمسح به ظهري وحلمتيّ، وأضعه بين نهديّ ، كنت أتمزق تحت قوته وقبلاته، كان بارعا في إثارتي، مجرد اختلائي معه في غرفة واحدة أجدني وقد تعريت له، أشعر بنار تلتهمني وكأن جسدي قد سرى به تيار عجيب، وعندما أبلغ الرعشة الكبرى أعضّ شفتيه بجنون ووحشية، يا لهذا الرجل اللعين كم أعشقه، أتمنى أن أبقى عارية قربه طول عمري، كم سيكون العالم موحشا بدون رجال، إنهم هدية السماء لنا نحن الملتهبات الفانيات.
لا أحتمل أن يفعل الشيء ذاته مع امرأة أخرى، هل يا ترى أمسكت تلك العاهرة قضيبه مثلي ومسحت به نهديها وسرتها، يا إلهي لا أستطيع تصور ذلك، إنه لي وحدي ولن يكون لأية عاهرة تحل محلي، أنا زوجته وحليلته، لا شك إن الله سيسامحني لأني سحرته وحولته إلى غزال، لقد حرمت نفسي من فتنته وحرمت صديقته أيضا، أنا طفلة شبقية سأحطم اللعبة إذا أخذتها واحدة أخرى، لن أقبل بربع رجل أبدا، كيف له أن يحطم بيتي ويمزق غروري، آه أيها الغزال اللعين كم أود أن تأخذني بين ذراعيك وتعضعض أكتافي ورقبتي، كم أشتاق للدغاتك المحيية، آه أيتها الأفعى، يا آلهي أرحمني إن فرجي يتصبب ماء ولهفة، أنا لاأستطيع أن أنسى وجهه الأشقر وعينيه العسليتين، إن خلف هذا الغزال غزال بشري ساحر ولكنه غزال خائن، سأجعله يقضي بقية حياته بائسا ولن يتذوق العسل أبدا ،لا مني ولا من أية عاهرة أخرى.
نعم، إنها الآن في مدينة العفاريت والسحرة والجان، هذه المرأة الغريبة، التي رمت نواة نبقة صغيرة بعد أن أكلتها فسقطت سهوا على إبنة هذا العفريت العظيم فقتلتها، العفريت الجبار الذي تتطاول قامته عاليا وتدك قدماه الأرض دكا، أهدر دمها وهي تنتظر الميتتة التي سيختارها لها، ولكني سأحكي قصتي مع هذا الغزال الأسير للعفريت لأنقذ ربع دم هذه المرأة الغريبة التي ساقتها الأقدار إلى هذه المدينة المسحورة، كان العفريت غاضبا ويريد تنفيذ حكمه ولكنه عندما رآني مع الغزال أحب أن يسمع قصتي معه وكان يعرف أنه رجل مسحور، وقد وعدني أنه سيعطيني ربع دم هذه المرأة، بعد أن أخبره عن كيفية اكتشافي لخيانة زوجي الجميل هذا، وكان شيئا صعبا ومؤلما عليّ أن أتذكر ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، فقد خابرتني زوجة صديقه ، أن زوجها قد شاهده في أحد الفنادق، وكان خبرا صاعقا بالنسبة لي، أسرعت للفندق ذاته، صعدت المصعد وعندما ضغطت على زر الجرس، فتح الباب وهو متلفعا ببرنص أزرق قصير، كان منذهلا وأنا أهجم إلى داخل الغرفة، فوجدت تلك العاهرة الشقراء عارية في فراشه، أما هو فكاد أن يسقط مغشيا عليه من هول المفاجأة. كانت فضيحة مجلجلة في الفندق، لقد كانت الكاميرا تصور عراكي معه في الممر، فجاء جماعة الأمن و وأخرجوني بالقوة من المكان، لا أستطيع تخيل ماحدث كان بدون ملابس داخلية متواريا تحت برنصه، وملابسهما الداخلية منثورة على الفراش ، كان يقضيان أوقاتا ممتعة وهو يقول لي إنه ذاهب للعمل، آه أيها اللعين أود لو قتلتك في ذلك اليوم، وعندما عاد إلى البيت رميت عليه ماء مسحورا فصار غزالا هذا الجميل الخائن.
كانت تتحسر وهي تسرد قصة غزالها الجميل، أما الغزال فكان يبدو غير نادم على ما فعل، عندما أنهت قصتها، إنفرجت أسارير المرأة الأسيرة، فقد افتدى العفريت ربع حياتها الان، بعد أن أكملت صاحبة الغزال قصتها اقتربت منهم إمرأة يتبعها جدي، لونه بني غامق، فدفع الفضول صاحبة الغزال، أن تطلب من المرأة أن تجالسهم، وتستفسر منها عن الجدي، لكنها عندما شاهدت العفريت خافت بشدة، فضحك العفريت مزهوا لأن شكله يخيف الآخرين ويرعبهم، وهو في الواقع لا يعدو كونه خيالا ، طمأنتها المرأة وحكت لها عن قصة العفريت مع المرأة الغريبة، وعندما فهمت ماذا يجري فاجئت العفريت بعرض يشابه العرض الذي قدمته صحبة الغزال قائلة:-
- سأفتدي ربعا من دم أسيرتك بسرد قصة هذا الجدي، فما رأيك أيها العفريت الوسيم
تفاجأ العفريت وهو يتفحص نفسه متسائلا فيما إذا كان وسيما حقا أم لا، فما كان إلا أن يجيب مزهوا وهو يقول:-
- موافق
فأخذت تحكي:- إعلموا أن هذا الجدي هو صديقي وشريكي، وقد تعرفت عليه في أحد أسواق أبو ظبي، وقد أخبرني بأنه غير متزوج، وثقت به فانتقلت للعيش معه في غرفته، وأعطيته جسدي الجميل بكل مفاتنه، وكان يلطع العسل صباحا وعصرا وليلا، وهو والحق يقال كان وسيما شعره أشقر أماعيناه فكانتاعسليتين ساحرتين ، ولا يمل من مضاجعتي وقد مرّت علينا أجمل الأيام وكأننا زوجين، ولكنه فجأة تغيرعليّ، وبدأ يتحجج بالعمل وغيرها ثم طالبني بالانتقال إلى السكن مع إحدى صديقاتي لأن أخيه سيزوره من بلده العراق، وأخبرني أن ذلك لن يدوم طويلا أسبوع لا أكثر، لكن الأسبوع صار إثنين ثم صار شهرا وشهرين وهو يتحجج بمختاف الأحاجي ، ولكني مع ذلك صبرت على دلاله فمن يصبر على المحبوب ودلاله غيري، خصوصا وأنا أعشقه، كان جسدي يتلوى ألما بحثا عن فحولته الجارفة وقوته المذهلة، لقد بدأت أذبل كغصن شجرة في أيلول، تغضن وجهي وعطشت حلمتاي، وشفتاي صدأتا، ولكني مع ذلك عزمت على معرفة سبب هجرانه لي.
في أحد الأيام جاءتني رسالة من إحدى صديقاتي على هاتفي النقال تقول:ـ( شاهدت صديقك مع إمرأة محجبة ومعاهما طفلين وهم يجلسون جميعا في قاعة الطعام في أبو ظبي مول)، لقد صعقت من الرسالة، ولم أصدق ما قرأت، أخذت سيارة أجرة وذهبت مباشرة إلى(أبو ظبي مول، وفعلا رأيته جالسا سعيدا ومنشرحا وكما وصفته صديقتي، وقد غاضني جمال المرأة التي كانت معه، تحاملت على نفسي ورجعت والألم يعتصرني من كل جانب، في اليوم التالي ذهبت إلى غرفته، فخرجت لي المرأة ذاتها، حين أخبرتني بأن زوجها غير موجود ، قلت لها لي كلام معك حول زوجك، فأدخلتني وأخبرتها بالحكاية، لكن زوجته ضحكت مني وقالت إنها تعرف كل ذلك وقد سامحت زوجها وهما يعيشان معا، وطالبتني بالخروج من الغرفة بوقاحة، خرجت ذليلة ومهانة، وقد أكلت الغيرة والحقد روحي، وقلت سأسحرهما معا، رجعت عند المساء لغرفته طرقت الباب فخرج إلي وعندما شاهدني، حاول غلق الباب بوجهي لكني رميت ماء السحر عليه فتحول إلى جدي من حينه، تركته زوجته وهو الان أينما أذهب يلحقني، ثم التفتت لصاحبة الغزال قائلة:- أنا مثلك يا أخية لا أقبل بربع رجل..ولن أقبل إلا برجل كامل.
لقد فرحت إسيرة العفريت وهي ترى نصف دمها قد تم فديته وبقى النصف الآخر، وكنت تدعو الله إن يتم رحمته بها ويفدى النصف الثاني، وأثناء ذلك اقتربت امراة منهم يتبعها خروف صغير، فانتبه الجميع إليها وحاول العفريت لفت الانتباه إليه حينما بدأ يزعق على أسيرته ويهددها بأنه سيقتلها لأنه قتلت إبنته وجعلت حياته لا تطاق، مما جعل صاحبة الخروف تسأل المرأتين الأخريين عن قصة العفريت وأسيرته، ففهمت القصة بأجمعها منهما، فصعب عليها ماسمعته، فأخبرتهما بأنها مستعدة لفداء ربع دم الأسيرة أيضا إذا وافق العفريت على عرضها واستمع إلى قصتها مع الخروف، وعندما وافق العفريت على عرضها بتشجيع من صاحبة الغزال وصاحبة الجدي، بدأت تسرد قصتها قائلة:-
هذا الخروف الجميل هو زوجي وحبيب صباي، وهو ابن عمي، وقد زفني أخي إليه وكان عمري لا يتجاوز السابعة عشرة وكنا حينها نسكن مدينة الحلة، كان فقيرا معدما، ولكنه كان شابا ممتلئا بالحيوية والجمال، كانت له عينان عسليتان وجذابتان، زواجي منه فتح عليه أبواب الرزق، أنجبت له ولدا وبنتا جميلين، لكنه بدأ يتغير خصوصا عندما بدأ المال يلعب بين يديه، فقد ترفقت له وعشقته ملاية شابة وأخذ يغيب أياما ولا أدري إلى أين يذهب، كل ما أعرفه أن لأمه أقارب في الريف يذهب إليهم، وبعد فترة وجيزة جاءتني إحدى قريباتي وأخبرتني بأنها قد شاهدته في منطقة الحشاشة وهو يشتري غرفة نوم وسيتزوج اليوم، غامت الدنيا في عيوني ولم أكن لأعرف ماذا أفعل، ثم غاب شهر و جاءني ليخبرني بحقيقة زواجه وأنه يريد تطليقي وأخذ طفليّ ليعيشا معه في الريف مع زوجته الجديدة، لقد نزلت كلماته كأنها نار على قلبي وعلى جسدي، كنت مستعدة لهذا اليوم فجئته بقدح الماء المسحور ورميته عليه. فتحول إلى خروف يتقافز حولي أنى أروح. وأنى أجيء.

عندما سمعت النساء القصة استنكرن فعلته اللئيمة، وأخذن يلعنن الرجال كافة وينتعنهم بأبشع النعوت، كن يتساءلن وفق أي قانون يتحرك الرجل ولماذا ينجو بفعلته رغم خياناته وعدم وفائه، وكل واحدة تقول لصاحبتها حسنا فعلت وسحرت هذا الخائن، كان الخروف والجدي والغزال يستمعون إلى ما تقوله النسوة بحقهن، وكل منهم يقول لصاحبه حسنا فعلت بهذه العاهرة التي لا يهمها سوى الجنس والمال، إنهن يتهمننا بالخيانة وهن لا أكثر من داعرات لا هم لهن سوى امتلاكنا أجسادا وأرواحا، وعندما يحسسن بالأمان والرخاء، سرعان ما يمارسن الخيانة مع أقرب رجل يغويهن، وإذا ضاقت الحياة علينا ولامسنا الفقر قليلا فسيهرعن للتخلي عنا ببساطة أو حتى خيانتنا, سحقا لكن أيتها العاهرات، كان كل منهم يقول للآخر حسنا فعلت بهذه البغي.

كان العفريت يستمع إلى ما تقوله النساء وما يقوله الرجال المسحورون وهو يضحك، ولسان حاله يقول متى يفهم هؤلاء البشر أنهم سائرون إلى نهايتهم الأليمة، متى يفرقون بين الرغبة والحرية والمسؤؤلية، هم مبرمجون ببرامج أعدها المجتمع والأعراف والأديان مسبقا ، هم لا يعرفون ما يكسرون من قوانين وما الذي يستبقونه، متى يعرفون أن هذا العالم مبني على السلطة والمال، وكل ما عداهما زخرف لا يستقيم ولا يزول، كلهم لديهم الرغبة والشهوة وهي طاغية في أجسادهم ولا فكاك منها، وقد تؤدي بهم لقتل الحرية والذهاب إلى سجن كبير لا يستطيعون مجاراته، أو تؤدي بهم الرغبة إلى تحطيم المسؤؤلية والذهاب إلى فوضى الحرية وتكون حياتهم بلا هدف. وهنا وعند هذه النقطة التفت العفريت إلى أسيرته قائلا بمرارة:-
- إعتقيني ياسيدتي فمن منا الأسير أنا أم أنت
وعندما أعيته الحيلة وتأخر جواب أسيرته صرخ قائلا:
- سأقتلك أيتها العاهرة النبيلة لتنالي حريتك أو أنالها أنا
وهنا تدخلت النساء الثلاث وهن يستعطفنه كي يصبر قليلا فلم يبق من دمها إلا ربعه ،وربما سيكون الفادي الأخير في الطربق، وفجأة اقتربت منهم امرأة رابعة وهي تسحب حوارا صغيرا خلفها، وعندما رأت النساء يستعطفن العفريت تساءلت عما يجري في مدينة الجن هذه ، فأخبرنها بالقصة كاملة، فقالت إذن فليسمح لي العفريت بسرد قصتي مع هذا الحوار وفداء الربع الأخير من حياة أسيرتكم هذه.
وعندما أخذت المرأة تتكلم عن قصتها مع الحوار، بدأ العفريت الضخم يتناقص ويتضاءل تدريجيا حتى اختفى نهائيا، وعندما أنهت المرأة قصتها أختفى الغزال والجدي والخروف والحوار، أما المرأة الأسيرة فقد فك سحرها متحولة إلى رجل وسيم له شعر أشقر وعينان عسليتان، بهتت النسوة الأربع ثم صرخن مسرعات إليه:-
شهريار
أنجدنا
أنجدنا

.

* عن الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...