جلال حجازي - يا جسد المرأة / لكَ الماء

أكتب بعض سيرةٍ عبر الشعر
تماماً مثلما الرواية تعتاشُ على السيرة
الشعر يحكي تفاصيل من سيرةِ الكائن
الكتابة حينما نزرعها في حقل الحرية – الحرية مع الذات، تصيرُ ينبوعَ بوحٍ مقدس
تصيرُ نهرَ غراباتٍ جميلة
تصيرُ خرائطَ للصامتين والناطقين أيضاً
تصير بوصلةً لقراءة الباطن المؤجل في أعماق الآخرين
تصير كل شيء
تصير جانباً مهماً من سيرة الإنسانية.
الجسدُ / هو الجسدْ - بندٌ للمساواةِ تستحقهُ الكائنات
جسدٌ يعطشُ كلما غادرتهُ صورتهُ الأخرى
أعني
جسدُ الرجلِ للمرأة / وجسد المرأةِ للرجلِ، صورتان طيِّبتانِ في الحنان والشبق
وثمّةَ كونٌ ينهضُ من هذا الحنان
ثمّة ماءٌ يُراقُ
يُراقُ
يراقُ
ليسقي بوارَ الجسد
وتزهر كل الحقول التي خوَّفَتْهَا الدياناتُ والأساطير من بكاء الجسد.
هامش:
نساءٌ جُدُد يردنَ تعطيل الجسد – جسد المرأة
أو
يُردنَ ختان المرأة بأفكارٍ تُلغي الجسد.



يصوِّرن الجسد كما لو انه سجن صخري لوأد المرأة
يا لسوء هذا الطّالع الذي يُحاصر الأنثى
تواً خرجت المرأة من قتلِ الشَّهوة بالختان الفرعوني / بينما القرويات ما زِلْنَ يُجَرَّفْنَ حتى يصيرُ عضوهن مثل صاج مسطح لا تثيرهُ النيران /
وأخريات يردنَ إدخالها في قتل الشهوة بختان جديد – فناء الجسدْ.
يُرِدنً تعطيل الجسد
حتى ينلن حقوقهن في الوظيفة والسلطة والحياة
بينما الرجل لم يُعطل جسده كي ينال كل ذلك
فلماذا تُضيِّعُ المرأة مفتاحها لتقبضَ شيئاً ميتاً.
الجسدُ – حياة الكائن
الجسد – برزخ الخلود
الجسد – لغة الروح
الجسد – عناق الأسرار وتجلياتِ الصعود إلى الذاتِ في أنبل خلاصٍ لها من كبتِ العناصر.
فلتذهب المراة لانتزاع كل الحقوق وحصدِ كل الشهادات دون أن تضيِّع هذا الفردوس.
الجسد هو الجسد
جسد المرأة وجسد الرجل
للجسدين فيزياء واحدةٌ،
للجسدين مفتاح واحدٌ
للجسدين نداءٌ واحدٌ شرسٌ
للجسدين تضاريس وصراخٌ لذيذ
ولا شيء يُخجلْ
أن تستدرج المرأة الرجل
أو أن يستدرج الرجل المرأة
المرأة ليست ضعيفة / المرأة تعرف أسرار الجسد أكثر من كل الكائنات
المرأة حين تذهب إلى الجسد تعرف لذة الفاكهةِ جيداً
وتَعرف غيبوبة الشبقِ ومتعة الحضور الأنثوي حتى تقذف ماءها اللذيذ
تفتح عينيها ببريق مختلف.

توضيح:
صديقتي المتزوجة منذ عشراتِ السنين، وربما مارست الحب مع عشرات الآخرين، لكني لم أسألها وهي لم تُخبرني كم مرّةٍ مارست الحب خارج الزواج، قالت لي أنها للمرة الأولي تفتحُ عينيها أثناء ممارسة الحب، تُريد أن ترى الجنس كاملاً، لأنها للمرةِ الأولى تتعرف عليه. لأنني الرجل الأول الذي فجّر أسرارها وجعلها تأتي معه في نفس اللحظة، كانت تصرخ ويرتجف جسدها عندما تصل ذروة الهيجان الجنسي وتَخمدُ بإبتسامةٍ رسولة وتقول : كل المرات السابقة قبلك كان جسدي يُحْبَطْ حتى صارَ لا يعرف الجنس، وصرنا ينام كل منا في غرفتهِ وحينما يأتيني يفتحُ فخذي بآليةٍ ويفرِّغَ ماءه الراكد في ثلاث دقائق، دون إحساسٍ ينتابني – وهكذا كانت بين يدي كعذراءٍ تكتشفُ الجنس بحبٍ وجنون. وأنا أيقظت كل تضاريسها وينابيعها وفجواتها وتخومها الغضة وعشتُ معها أجمل الجنسِ حينما تكون الشهوة والرّغبة يبتهجانِ معهاً.
الرجل لا يغوي المرأة – الرجل يقود المرأة إلى برزخِ أسرارها الفاتن
جسدي / يتشقّقُ / حين لا تخرجُ ماءهُ /
جسدكِ / يتشقّقُ / حين لا يستقبلُ مائي /
كلنا نجف واقفين / كلما لذنا بالصمت ورعب الجنس في القبائل /
الجنس ليس رعباً
الجنس جنة
الله في كل الديانات / جعلَ الجنسَ هديته الغالية
إذن لماذا ننتظرُ كثيراً دون جنس؟
وربما يركُلنا الله كي تنكحنا النيران في نهاية الطوفان
يجب أن نعيش الجنس ببذخٍ وجنون
ولتمارس الحوريات العادة السرية في إنتظارهنَ البعيد.
المرأة تحتاج الجنس - الرجل يحتاج الجنس / إذن يجب أن يسكت حوار الخياناتِ /
ويرحل الخوف من أكواخنا ليتركَ أرواحنا تعانق الشهوةَ كما تشاء /
حينما كنت مراهقاً
نكحتُ ماعزاً
وبعدها نكحت ولداً يكبرني بعامين/ الآن صاراً شيخاً كبيراً ومعمّماً، لم أشعر بلّذةٍ معه، لكن كان مهماً أن تنكحَ، كان ذلك ببيت مهجورٍ يفتحُ على الشارع مباشرة، في وقتٍ مبكرٍ جداً / قبل الثامنةِ مساء، كنت خائفاً من أن يضبطنا المارّة. حينما لم أقذف سألني بأسى: لم تصل سن البلوغ بعد؟
هو أيضاً كان ينتظر ماء الجسد. قلت له: أنا في بداياتِ المراهقة.
تَرَجَّاني أن لا اخبر الأولاد انِّي نكحتهُ، ووعَدَتهُ بذلك
في الصباح حينما ألتقيت أقرب أصدقائي وهما أثنان، حكيتُ لهم بفخرٍ ما حدث
احدهما في ظهيرة ذلك اليوم، ذهبَ له بعنفوان المراهقةِ كله وتحرش به، يريد ان ينكحهُ، مهدِّداً أياهُ لماذا يجعلني / انا جلال / انكحهُ ويرفض له هو، هنا غضب مني ذلك الغُلام ورفضَ أن يسمح لي مرّة أخرى بمضاجعته، كانت بنيته الجسمانية قويةً جداً وعضلاته صلبة ولا يمكن إتيانه بالقوةِ بل كان شرساً جداً في المعارك الأخرى لكنه لوطياً.
بعد ذلك بيومين قذفت في النوم أول المَنِي – ترمومتر البلوغ، كان حلماً بفتاةٍ مراهقةٍ مثلي. تمنيتها في الصّحو. لكن ذلك لم يحدثْ.
معلومة:
كانت تُصيبني الدّهشة حينما أشاهد الفتيات في أفلام الجنس يمسحن وجوههن بالمَنِي، يَدْعَكْنَهُ جيداً في أجسادهنَ العارية، حتى أخبرتني صديقتي قبل أيام بفائدة جديدة للمني، انه يدخل في صناعةِ أجود الكريمات المغذية للبشرة، لذلكَ هو أكثر فائدةً حينما يخرجُ دافئاً من القضيب.
لكن الأكيد:
أنه أكثر فائدة وتغذيةً لجسد المرأة حين تتركهُ يسير في شرايينها من الدّاخل مع إبطال مفعولِ الحمل للتي لا تودُ ذلك.
مرّةً حاولت أن انكحَ امرأة في دُبرها، لكنه كان جافاً وصلباً
حينما ولجتُ قليلاً صرختْ بوجعٍ شديد وقفزت كأرنبٍ برِّي
لم يكن لذيذاً كما فَرْجِها
ومنذها لم أعشق سوى الفَرْج وزواياهُ البارزة
أجمل الجنسِ هو الذي يبرقُ بين أنثى وذكر، بين أنثى شبقة وذكرٌ شبق من فصيلة واحدة
أعني المرأة والرجل / القطة والقط / حمار الوحش لانثاه وهكذا حتى آخر الإناث والذكور.
إستدراك:
منذ تلك التجارب التي ذكرتها، صرت لا أحب الجنس الغريب – أحب أن انكحَ النساءَ فقط.
قبل أيام وجدت في كمبيوتر أحد أصدقائي، أفلام جنس لفتياتٍ يمارسنَ مع فصائل من الحيوانات،
مع الخنزير والحصان والكلب والسنجاب والغوريلا
كان ذلكَ مُقْرِفاً ومقززاً بالنسبة لي.
الآن وأنا اكتب الكلمات في حضْرَةِ الجسد
غزَتني الشهوة، أنتصب الكائن بصلابةٍ. طعمُ الشهوةِ لذيذاً ومختلفاً من أي لعابٍ آخر، تذكرت صديقتي التي كتبت لي البارحةِ رسالة شهيةً، قالت انها قرأتْ قصيدتي الفائتة، حكت لي كيف انها تحس بشوقٍ رهيب لمسماري كي يحرثُ جرفها، لكنها بعيدةٌ / بعيدة. إتفقتُ معها على لقاءٍ بالماسنجر نرتبُ فيه كل شئ.

إذن
سأخبئ مائي لكِ وأواصل الكتابة.
مائي كله لكِ - وليس بعض مائي كما طلبتِ في الرسالة.
تضاريس المرأة تُذوبني حد الجنون
شبق المرأة يفتحُ البراكينَ في دمي
وروحها الغزيرة بالحياةِ والأمل تقودني للعالمِ مبتهجاً مثل ماركيز في عيد ميلادهِ التسعين – المُتخيَّل طبعاً كما في رواية " ذاكرة غانياتي الحزينات ".
للرجلِ إمرأةٌ / بل نساءٌ كثيرات
وللمرأة رجلٌ / بل رجالٌ عديدون
هل بالضرورة: يجب ان تتكرر النساء / حتى يجد الرجل / إمرأة تحتملُ شهواتهِ النازفات دون ضجرٍ /
حينها / تصير إمراة واحدة، حينما يطرد كل النساء الخائفات، اللائي لا يمنحنه اللّذة الكاملة.
وهل بالضرورة أيضاً: يجب ان يتكرر الرجال / حتى تجد المرأة / رجلاً يشبعُ برزخها حباً وهيجاناً أسطورياً / رجل لا يتكاسل في أول قذفٍ على الفخذين/ رجلٌ / يبلل الداخل عشرات المرات / ليصير رجلاً واحداً حينما تطرد كل الرجال الفاترين/ الذين يهرقُون ماءهم فقط دون إنتظارِ ماء المرأةِ ليدبِّرَ حضوره.
المراة / لا تكفيها مرّةً واحدةً، كما الرجل العاشق للجنس في تضاريس النساء لا تكفيهِ مرّة واحدة.
تنبيه:
إذنْ
يجب على الرجل الذي يموت عضوه من المرة الأولى / أن لا يؤذي النساء
هكذا
قالت لي / كِدْتُ ان اكتب إسمها، لكني حتى الآن لم أستشرها في ذلك /
قالت، كل الرجالِ الذين مارَسَتْ الحب معهم يفتقدون الرجولة
تنام أعضاؤهم قبل ان تلجَ الشعاب البعيدة
وتخرج منهم ظماى لرجلٍ جديد، تريدني مختلفاً من رجالها السابقين – طبعاً وعدُتُها بذلك.
إلتقينا – أو ننتظر تحقُّق هذا المشهد.
ما زال الطريقُ بعيداً / ما زال المكان مجهولاً
بينما جسدينا يلتهبان / يلتهبان
قالت ستاتيني في أية أرضٍ / قلت لها أيضاً سآتيك في أي بيتٍ
وما زلنا نرسمُ الطريق إلى مدينةٍ ستشعل قناديلها تلك الليلةِ
ستطفئ شموع هذا العام بطعمٍ جديدٍ للجنس والجنون والمطر
مطرٌ مني / ومطرٌ منها / مطر مختلف / مطر غزير.
حاشية:
يا جسد المراة لك الماء
يا جسد الرجل لا تنطفئ مبكراً، لا تنسحب من المعركةِ قبل أن تطفئ الشبق كله في جسد المراة
لأنك لا تدع المرأة تفلت من يديك إن لم تطفئ شهوتكَ
فلماذا تتركها في منتصف الشهوة تلعنكَ.


* عن الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
 
أعلى