جبر شعث - أنا العراف الذي شمّ كلَّ هذا الخراب

1
بين هاويةٍ وليلٍ
أراك تتعرين تحت القمر
لا لتحبلي منه ؛
إنما لتطفئي شبقاً ذئبياً ، يمتصك حتى الغيبوبة
ونسيتِ أن القمرَ ،ربما، ينتشي في الليلِ
لكنه لا ينتصبُ، أبداً، في الهاوية !

2
إنْ كنت تريدينني أن أبقى راعياً لضفيرتيك
توكئي على عصاي
ودعيك من نايي الحانَّة اللاهية
أو كنت تريدين،
أن أبقى ظهراً عارياً
لسوطك الذي يتشرق كأفعى في ظهيرتك الدائمة
أتركي خيوط العنكبوتِ، وبيت الحمام
وأقيمي معي في حجرٍ إغريقي !

3
لاماء في الغيمة التي أرى الآن
لا ماء في الغيمة التي سأرى
الماء في الغيمة التي لم أرَ بعد
الغيمة الخفية ، المراوغة
تلك التي لم يلقحها البحر بعد

4
تباً ،
لشقي علق عنوةً أو لذةً
في امرأةٍ
رحمها " تتزاحم فيه الأضدادُ"
ولد فرداً
وجاع فرداً
وتوجع فرداً
وسيموت فرداً
وما يزال "يقسم جسمه في جسوم كثيرة"

5
إن تفتحْ شباكاً في حائطك الشرقيِّ ، ترَ زيتونةً شرقيةً
تؤتي سنةً، وتعجف سبعاً . زيتها يتمدد في سراج غيرك
وتينةً حباتها خصياتٌ مطفأةٌ . حلبيها شوكي المذاق،إن
قطرته جلدك أدماك. وفرناً طينياً آيلاً للجوع .
وإن تفتحْ شباكاً في حائطك الغربيِّ، ترَ ضوءاً يخطف
الأبصارَ، وصحراءَ ميتا-آدميةٍ ، تمتد من يد الله الجابلة
حتى نفسه في منخاري الخليفة. وهاويةً تحتفر لها عمقاً
نحو السماء. وجثةَ قطةٍ في جحيم حزيرانَ ت ت ح ل ل.



* عن الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...