كما يحلم الولد بالمكافأةِ والعجوز بالرحمة. كما يحلم مَن يعرف أنّه يحلم ومَن لا يعرف أنّه يحلم.
لأنّ الجمال ليس ترفاً بل خلاص. وما لم ندرك ذلك سنظلّ دون إنسانيّتنا. سنظلّ قطعاناً وجلّادين.
(أنسي الحاج)
****
....
أنا في عُرسكَ الوهمي
ثِيابي بيضاء
ألمسُ جسدَكَ والعُمر يدمع دماً
تُمَزِقُ غِلالتي
وجسَدي المُفكك يرتوي
أنقذني من جنازة عُرسي
خُذني لشرفة المقابر الرُخامية
خُذّْ جسدي المُستلقي
داعِبهُ ، طَوِّق خصري
أملكهُ واملُكني
لِتهربِ الملائكة اليوم
... في الليلِ الليلَكي
....
أنا عروس الموت
وجهٌ مُرهق ، مُكحَلٌّ
في منفاكَ أحيا مع الأموات
وأموتُ مع الأحياءِ
أنا الجنازة البيضاء في الصمتِ الأسود
أسمعُ عويلَ العذارى يصيرُ لُهاثاً
طيورٌ خائفة مثلي ،
في التُرابِ اليابس تَختفي
.....
أسيرةُ حزنكَ فوق أنفاسي
يلتَهِمُني
أشفيكَ في فمي
جُرعة سائل لزِجٍ يحتَضِرُ في جحيمِ لَهَبي
أضُمُّ عُشقي
أنتَ
أول لِقاءٍ
أول جسد
أول موتٍ
أول رحيلٍ أزرق
أول بصمة على جلدي
أول دورة دموية تسري في عروقي حتى عِظامي
أول فراقٍ لضلوعِكَ الكئيبة المكتومة
وريحٌ همجية تُعلِنُ جنوني
كُل حُب زوبعةُ ليل آخر فوق جسدي
.....
لا تبحثْ عن التوبة في الشهوة!
دَعها تتلَعثم .. تتعثَّرْ
لن أتوبَ عن عُرِيكَ
دَعهُ يرتجِفُ فوق جسدي
فاحذر الثغرة الشرهة ، تلهو جمراً وعُنفاً
نشوة الوجود أنتَ
قبل أن يبرُدَ
في سواد الكلماتِ
لن أُغادر حياتي قبل أن أحضُنُكَ
كيف صارَ حُبُكَ يُغري ويغدر؟
أرَقُ الهوى تصلُبُهُ فوقَ صدري
حُزن البُعد حدودٌ تهرُبُ عن الحدود
....
*
خاص ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان