جعفر كمال - إبنة موسى

على مسرحٍ الوهم المباحٍ
وتحتَ ضوءٍ ترنمَ لغاتٍ
لسلطانةٍ بانتْ من خلف الستار
قالت:
أسجد يا هذا
ذلك الضوءُ المطلُ
جمال موسى
سَخَّرَ الهُدى والنعمة
إنه قائم لأهل الكتاب
فلا تتعجل
كالغلام الصوفيِّ
ليسَ قبلي
ولا بعدي
آلهة
تغفر لكَ فجورك
وتنصح

أسجد
فجمال الابنة
أسبغَ موسى عليها رياضَ الفتنةٌِ
فرَيٍّضْ شيطانَكَ
واندس بعروتها المثلى
وليس في القليل من الشمام
تحت ثوبها
تجدها شهوات إشتار
تهاج
وتصلي عليك
وتكبر تكبيرا
إنكَ النازلُ بالرحمةِ
وهيَ اللهيب
تتلوى مطيعة سلطانك
حين يكويها لمس المُشْتَهَى

أسجد
هناك
بدار أمسك الريفي
المكلل بالأعناب والموز والنبق والنخيل
وحواليكَ الحوامدُ*
نهرٌ
يفوح عطر الصبايا
من رطيب أجسادهن
يا تموز
أيها النبي
صلي
هل من رفعةٍ أحلت عليك النوايا؟
أيها العنيد
الأنيق
المصيب

أسجد
على كلها
ليلها الأبيض أوحى إليك أن تؤمه
ساجداً على حائط مبكي
تعتلي
العالم السفلي
إلى العلن
حتى يكتملُ الشفق لونهُ البديل

أسجد
على سجع يفيض حيرة
من نظم الخليل
وحيٌ يقودها لسحر كتاب مبين
فالجسد يلتاع لعمرة
تقطر الخمر منها قليلا فقليل
ووجهها المصلي نضجَ بلحاً
لطفولة مُثارة
وجسد
يشب ولا ينطفئ
يتكشف على مرأى من العيون
تُكَحل خفاياهُ المبللة
المكحلة من لمسه العليلَ

أسجد
هي فاكهة شققها شَهدُها
تعرت حباتها من حرارة قيظك
فتناثرت كأنها الندى على غصن
قوامه الرشيق ليس له بديل

أسجد
وأمنح أنوثتها ثقة
أترضيك؟
أم بعدَ مرة واحدة تزجرها
فتنسيها
أم يظل صهيلها العميق
يحميك من عيون
الشبق الجوال
ألقٌ
يبقيها بحضنٍ
وهاجْ
لهيبه مستنير
حرارته
دفءُ الرغبة
وملمسه حرير


= = =

الحوامد: نهر تفرع شهداً من مياه شط العرب، فاكتوى برحيق أجساد الصبايا، وهن يمرحن بمياه ليلاً.
تونس.. سوسة
 
أعلى