باسيليوس زينو - لا دين للدّعارة.. ولا هويّة! "الدعارة خلال العصر العثماني- دمشق أنموذجا"

ما دفعني لكتابة هذا البحث هو هوس معظم الكتاب والباحثين العرب بالربط بين الدعارة واليهود، وكأن للدعارة جينات ينقلها اليهود معهم حيثما حلوا؛ ولست هنا بصدد الدفاع عن اليهود أو غيرهم لكني أحاول نزع القذى من أعيننا أولاً قبل أن نبدأ غيرنا.
لا يوجد في التاريخ ما يدعى دعارة يهودية، فالمجتمع البطريركي بكل أشكاله وآلهته أسس كرسي عرشه" الهزاز" من جماجم النساء، ولم تقف الأمور عند اليهود، فجذور هذه التجارة الغريزية تمتد بعيداً في أعماق تراب اللاوعي البشري، فمجتمعات اليونان والرومان والآشوريين والفينيقين والهنود واليابانيين والمسلمين.. وصولاً إلى عصرنا الحاضر رعت هذه المهنة التي اختلفت غايتها وتسمياتها، حتى أنها كانت ذات يومٍ وسيلةً للعبادة !
فهيرودوت يتحدث مطولاً عن العهر المقدّس في بابل في القرن الخامس قبل الميلاد بعد حديثه عن طريقة الزواج لدى البابليين والتي لم تكن أفضل حالاً حيث "جرت العادة على جمع الفتيات، في كل قرية وقد بلغن سن الزواج، في مكان معين، بينما الرجال متحلقون حولهن، فينادي المنادي في المزاد الفتيات، كلٌ باسمها، فتنهض الفتاة منهنّ عند ذكر اسمها، ويبدأ عادةً بالفتاة الأجمل فالأقل جمالاً وهكذا، حالما يتم بيع الأجمل بالثمن المناسب. وهكذا يكون الزواج. وفي هذا يتنافس الأثرياء على الجميلات بدفع أعلى الأسعار. أما من كانوا متواضعي الحال ولا ينشدون الجمال في الزوجة فإنهم هم في الواقع من يتقاضى المال ليقبل بالفتاة الدميمة، وقد تكون عرجاء أو لربما كانت كسيحة…."1
ما أشبه الأمس باليوم فالمزاد صار مهراً، وما زال الزواج عملية بيعٍ وشراءٍ، لكن مساحة ساحة القرية ضاقت فصارت غرفة دار، وتقلص عدد الشهود على عملية البيع، ليحضروا لاحقاً إتمام الصفقة في حفلة العرس
أما طقس الجنس المقدس الذي يصفه هيرودوت بأنه عادةٌ مقيتةٌ كل المقت، فيقضي بأن تنقطع كل امرأة من نساء البلد إلى فناء معبد أفروديت "the precincts of Aphrodite" مرةً في حياتها، لتهب نفسها هناك إلى رجلٍ غريب، والمألوف أن تجلس النساء في المعبد معصوبات الرأس بعصابة مجدولة، والجمع منهن كبيرٌ عادةً، "وبينهنّ معابر ضمن خطوطٍ مستقيمة في كافة الاتجاهات يعبر من خلالها الغرباء لاختيار من يطيب لهم من النساء. ومتى دخلت المرأة المعبد حظر عليها العودة إلى بيتها حتى يأتي رجلٌ ويرمي بقطعة نقدٍ فضيةٍ في حجرها فتخرج ويقضي منها وطره خارج المعبد. وعلى الرجل حين يرمي بقطعة النقد أن يقول باسم الآلهة ميليتا Mylitta، وهو الاسم الذي يطلقه الآشوريون على أفروديت. وليس قد لا تكون لقطعة النقد الفضية أية قيمة، ومهما كانت قيمتها فإنها لن ترفضها فالقانون يحظر رفضها، بل القدسية كل القدسية في رمي القطعة، وعليها المضي مع أول رجلٍ يرمي لها بقطعةٍ من النقد. فإذا ضاجعها الرجل كان واجبها تجاه الإله قد تحقق، ولها عندئذٍ أن تعود إلى بيتها….."2
لكن بعض الكتاب لديه شجرة حور عائلية، وجد فيها أن كل وريقة فيها تحمل اسم عاهرةٍ يهوديةٍ فلنطالع معاً هذه الديباجة المتكررة -على سبيل المثال لا الحصر- وقد وردت في كتاب ( يهود دمشق الشام ) للسيد شمس الدين العجلاني :
"…. المرأة هي محور الدعارة والدعارة محورها اليهود منذ أقدم العصور ..؟ فمن قصة العاهرة (راحاب) المعروفة بعاهرة أريحا والتي ساهمت في تقويض دعائم ملك الكنعانيين إلى (دليلة) التي استخدمت محاسنها لإغواء (شمشون)، و(استير) اليهودية التي أقنعت ملك الفرس بالسماح لليهود بقتل وزيره هامان وذبح عشرات الألوف من الفرس بمن فيهم الأطفال والشيوخ والنساء بحجة أن هامان كان ينوي ذبح اليهود …وهذه الداعرة استير مقدسة لدى اليهود ولها عيد وصيام ؟ "3
ألم يدر في خلد كاتبنا الجيني أن (دليلة) كانت عاهرة مناضلة من أجل القضية الفلسطينية؟ إن الإصحاح السادس عشر من سفر القضاة مكّرسٌ بكامله لشمشون ودليلة !!4
في العصور التوراتية كانت ما تزال "العادات الجنسية المقدسة" ساريةً كما كانت منذ آلاف السنين في سومر وبابل وكنعان، لأن كثيراً من النساء كنّ يعشن داخل مجمع المعبد، نواة المجتمع في الأزمنة السحيقة، وكانت المعابد تملك الكثير جداً من الأراضي الزراعية والقطعان الوفيرة من الحيوانات الأهلة وهي التي تحتفظ بالسجلات الثقافية والاقتصادية ويبدو أنها تعمل باعتبارها المراكز الأساسية المهيمنة على المجتمع. فالنساء اللواتي يقمن في الأراضي المقدسة للجدة الإلهية يتخذنّ عشاقهنّ من بين رجال المجتمع. فيمارسن الحب مع أولئك الذين يأتون إلى المعبد ليقدموا التكريم للربة، وهؤلاء الناس كانوا يعتبرون الفعل الجنسي مقدساً وعظيماً ولذلك كان يمارس في منزل خالقة السماء والأرض وكل ما هو حيّ. وكمظهر من مظاهرها الكثيرة كانت الربّة تقدّس باعتبارها إلهةً كبرى للحبّ الجنسيّ.
بعض الآثاريين يفترضون أن تلك العادات الجنسية للمعابد التي برزت وتكرّرت في دين الإلهة الأنثى خلال المراحل التاريخية القديمة في الشرقين الأدنى والأوسط، يجب أن ينظر إليها على أنها نمط من السحر الرمزي البدئي لتحريض الخصب في القطعان والنباتات كما في البشر أيضاً. وقد تطورت نتيجة الوعي القديم جداً وفهم علاقة الجنس وإعادة الإنتاج. وبما أن هذا الارتباط لوحظ أوّلاً في النساء فقد دخل في بنية الدين كوسيلة لضمان النسل بين النساء اللواتي اخترن الحياة والاهتمام بالأطفال داخل مجمع المعبد، وكذلك يحتمل أيضاً أن يكون طريقةً لحبلٍ منظم.
فمفهوم إعادة الإنتاج موضح بالصور في رقيم حجري رمادي اكتشف في معبد يعود للعصر الحجري الحديث "النيوليت5 الفخاري"، في مستوطنة شاتال حيوك الواقعة في مرتفعات كونيا، في قلب شبه جزيرة الأناضول، تركيا حالياً، حيث سُكنت هذه المستوطنة بين (6250-5400 ق.م ) من قبل مجتمعٍ متقدمٍ فريدٍ من نوعه، وقدّر عدد سكانها بين (5000-6000) إنسان، مما خوّل المنقبين أن يسمّوها (مدينة). 6
نقش على أحد جوانب هذا الأثر رسمٌ لجسدين عاشقين في عناقٍ حميم، وفي الجانب الآخر رسمٌ لامرأةٍ تعتني بطفل.7 كما وجدت على جدران بعض البيوت (في السوية الرابعة خاصةً) أعمال فنية نادرة ومتطورة، ترافقت مع مدافن غنية، حفرت تحت أرضيات السكن مما دفع لإطلاق تسمية "المعابد" على هذه البيوت، التي حوت رسوماً متعددة الألوان ذات مواضيع كثيرة التنوع وتتمركز حول الخصوبة والموت والطبيعة.8
كما جسدت بالطين النافر Relief مناظر أخرى كالنساء في وضعية الولادة أو الحمل أو مع أطفالهنّ.9
في عبادة الإلهة الأنثى، كان الجنس هبةً منها للبشرية. لقد كان سرانياً ومقدساً. كانت ربة الحب الجنسي والتناسل. لكن في أديان اليوم نجد الوضع مقلوباً عكسياً تقريباً. فالجنس وعلى الأخص الجنس غير الزوجي يعتبر بذيئاً وقذراً، بل حتى يعتبر خاطئاً ناهيك عن دعوة الأديان القديمة التي تتبنى موافقة صريحة على كل جنسية بشرية "عبادات الخصب"، فإننا نعتبر الأديان الحالية غريبة في ربط العار وحتى الخطيئة عملية الحمل بحياةٍ إنسانيةٍ جديدة ربما بعد قرونٍ من الآن يقوم المؤرخون والبحاثة بتصنيف هذه الأديان تحت عنوان " عبادة العقم" . 10
وإن ساد العهر في مجتمعٍ ما فذاك مردّه إلى ظروف اقتصادية واجتماعية مرتبطة بالفقر والجهل والحاجة إلى إقامة العلاقات الشخصية مع كبار رجالات الدولة، حيث لم تنتشر أفكار حركة التنوير في أوساط الطوائف اليهودية في سورية إلا في مرحلةٍ متأخرةٍ نسبياً كما لم تسد فيها ظاهرة الابتعاد عن التقاليد اليهودية أو عن الأمور التنظيمية للطائفة. وواجهت الطوائف اليهودية في بدايات القرن العشرين مشكلة تفشي الدعارة المجتمع اليهودي، حيث كانت العاهرات اليهوديات مقربات للغاية للشخصيات السياسية والعسكرية التركية، وأزعجت هذه الظاهرة القيادة اليهودية في دمشق والقسطنطينية، ومع هذا لم تنجح القيادات اليهودية في حل هذه المشكلة، أما عن وضع اليهود في بيروت فلم يكن للطائفة اليهودية فيها أي ارتباط بالتقاليد اليهودية، ومن هنا كان المجتمع اليهودي في بيروت في القرن العشرين مجتمعاً علمانيا.ً11 لقد ساهم زحف العلمنة وتغلغل التيارات الفلسفية والفكرية في إدخال تحويرات بليغة على الشخصية اليهودية، وإعادة رسم مقوماتها. إذ تعتبر حركة الاستنارة – الهكسلاه- من أقوى الحركات العلمانية وأشدها التي اخترقت الشتات اليهودي، والتي نادت على لسان مؤسسها موسى مندلسون (1786-1729 م ) باستيعاب الثقافة العلمانية سبيلاً للاندماج، إلى جانب مناداتهم بتحطيم النبذ العقلي الذي ضربه اليهود طوقاً حول أنفسهم، إضافةً للنبذ السياسي المفروض عليهم.12
ورغم أن الإسلام وعظ بمجموعة من المبادئ الأخلاقية الصارمة، فقد كانت النساء رهن الحياة المنزلية، أما الرجل فيمكنه أن يتزوج بأربع نساءٍ ويشتري من العبيد قدر ما يستطيع. ما يسمّى المهنة الأقدم في العالم مورست بشكلٍ تام ضمن حدود الدولة العثمانية أيضاً.13
إن القوانين و التشريعات ضد الزنا، التي وضعت موضع التنفيذ على يد السلطان سليم عام 1512م تنص على:
" إذا كان الجاني متزوجاً، وضُبط بالجرم المشهود، يُغرّم بمبلغ400قطعة فضية، وإذا كان الجاني من الطبقة المتوسطة، تُخفّض الغرامة إلى 300قطعة من الفضة، وإلى 200 قطعة للشخص الأفقر، وإلى 100قطعة للمعدم"
"أما الغرامة المترتبة على العازبين فكانت أكثر اعتدالاً: 100قطعة على الغني، و50 قطعة للفئة الأقل دخلاً، و30 قطعة على الفقير. وإذا ما ارتكبت المرأة جريمة الزنا، يلتزم الأزواج بدفع الغرامة ".
" إذا ارتكبت الجارية البغاء، تدفع نصف غرامة المرأة الحرّة ".
لقد كان استمرار العمل بهذه التشريعات دليلاً على انتشار الزنا والبغاء، إذ أنها وفرت لخزينة الدولة مبالغ مالية ضخمة.14
شهد العام 1565م أول تسجيل رسمي لبائعات الهوى، واستناداً إلى الوثائق المتعلقة بهذا الشأن رفع سكان سلطانجير، المقيمون على ساحل القرن الذهبي-في تركيا-، دعوى إلى القاضي الشرعي الإسلامي ضدّ خمس نساءٍ. وزعموا أنّ هؤلاء النسوة يدرن بيتاً للدعارة، وأنّ القيّمة الرئيسية عليه امرأة عربية متزوجة ومعها نارين وقمر ويمني من بلاتيا، ونفيسة من كريت. وقرّر القاضي الحجز على ممتلكاتهنّ ونفي العاهرات اللاتي تدل أسماؤهنّ على أنهنّ مسلمات.
إنّ الخيار الوحيد الذي يبقى أمام النساء اللاتي يتعرّضن للنفي من إسطنبول بسبب ممارسة البغاء هو الانضمام إلى فرقة الراقصات والتجوّل في الأناضول. ومن المعروف أنّ رئيسة فرقة الراقصات تنصب الخيام ليلاً في ضواحي المدن. وإذا ما دعين إلى المنازل، يلجأن عادةً إلى ارتداء زيّ الرجال كي يحضرن الحفلة.15
وفي الحقيقة لم يختلف الماضي كثيراً عن الحاضر حيث تنتشر بكثرة ظاهرة (الحجيّات) أو (النوريات) و(الماجدات) بأسمائهنّ المتعددة في مختلف مدن بلاد الشام، حيث ما زلت بعض الحفلات الصاخبة جداً تقام في خيم ليلية وبعضها الآخر في بيوتٍ إسمنتية أو فيلاتٍ فاخرة، وهي تستقبل روّادها على مدار العام من السكان المحليين والحجاج الخليجيين.
ولو تساءلنا عن أصول العاهرات في دمشق، فيما إذا كنّ من الفئات الاجتماعية الدنيا في دمشق، أم من أصولٍ دمشقية مولداً ونشأةً؟ أم أنهنّ من أصولٍ قوميةٍ متباينة؟ أم أنّ بعضهنّ كنّ من الجواري والإماء أعتقن لسببٍ ما ونلن حريتهنّ ولم يجدن مورداً للرزق بعد العتق سوى سلوك طريق العهر والرذيلة؟ أم أنهنّ زوجاتٍ للجنود اللواتي صاحبهنّ إلى دمشق فقتل أولئك الأزواج أو ماتوا، أو قاموا بتطليقهنّ فتركن دون مورد رزقٍ أو معيل لهن؟
والإجابة على هذه التساؤلات، وبشيءٍ من الحذر، أنهنّ من جميع هذه الفئات والأصول، أسهمت في إفرازهنّ عوامل اقتصادية وسياسية قاسية، فانزلقن في مهاوي الرذيلة ووجدن مرتعاً خصباً في الحشد الهائل من الجند والغرباء مختلفي الأصول، الذين وردوا إلى دمشق تحت ضغط الظروف الداخلية والخارجية التي أحاطت ببلاد الشام، فقدّمن لهم المتعة الجسدية مقابل المال.
على الصعيد التنظيمي اعترفت الدولة بالعاهرات طائفةً حرفيةً بدمشق وفرضت عليهنّ ضريبةً معينةً للدولة. ووضعن تحت إشراف الصوباشي، وجاءت هذه الفئة في الدرك الأسفل من الهرم الاجتماعي في دمشق، وأطلق عليهنّ تسمياتٍ مختلفة(كالمغاني، المومسات، وبنات الخطى والهوى)، كما أطلق عليهنّ اسم العاهرات أو الشلكات والزانيات إلى غير ذلك من التسميات.
وأكثر ما يسترعي الاهتمام هنا، أنهن شكلن طائفةً معروفةً في المجتمعٍ على عكس الشاذين الذين بقيت ممارساتهم الجنسية سرية.16
ففي سنة 1748 م / 1161 هـ، وفي أيام حكم أسعد باشا العظم "حدث أن واحدةً من بنات الهوى قد عشقت غلاماً من الأتراك، فمرض، ونذرت تلك المرأة على نفسها إن عوفي من مرضه لتقرأنّ له مولداً عند الشيخ رسلان. وبعد أيام عوفي من مرضه، فجمعت شلكات البلد وهنّ المومسات، ومشين في أسواق الشام، وهنّ حاملاتٍ الشموع والقناديل والمباخر، وهنّ يغنين ويصفقن بالكفوف ويدققن بالدفوف، والناس وقوف صفوف تتفرج عليهن، وهنّ مكشوفات الوجوه سادلات الشعور .."17 تدل هذه الحادثة على مدى تفشي العهر في المجتمع الدمشقي ومدى التنظيم والتماسك الذي وصلت إليه هذه الفئة لدرجة أن بعض كبار رجال دمشق اجتمعوا مع أسعد باشا العظم في ديوانه وأخبروه بكثرة المنكرات واجتماع النساء بنات الهوى في الأزقة والأسواق، وأنهم ينامون على الدكاكين وفي الأفران والقهاوي. وقالوا: دعنا نعمل لهم طريقاً بترحيلهم أو بوضعهم بمكانٍ لا يتجاوزونه، أو نتبصر في أمرهم، فقال: إني لا أفعل شيئاً من هذه الأحوال، ولا أدعهم يدعون عليّ في الليل والنهار، ثمّ انفضّ المجلس، ولم يحصل من اجتماعهم فائدة "18
لكن أسعد باشا العظم رضخ في العام 1749م/ 1162 هـ، لضغوط المشايخ وكبار القوم فأمر بإخراجهنّ " ونبه على مشايخ الحارات أنّ من وجد في حارته ذو شبهةٍ لا يلومنّ إلا نفسه، ثم نادى منادي إن النساء لا يسبلن على وجوههن مناديل، إلا حرم الباشا ونساء موسى كيخية- متسلم دمشق الشام-.ثم شرع أعوان الحاكم بالتفتيش وشددوا، لكن هذا التشديد لم يبق غير جملة أيام، ثم عادت بنات الهوى يمشين كعادتهنّ في الأزقة والأسواق وأزيد، ورجعن إلى البلد، ورتب الحاكم عليهنّ في كل شهرٍ على كل واحدةٍ منهنّ عشرة غروش وجعل عليهم شوباصياً( صوباشي: أي جندي)، بل قطع من الناس وسلب …"19
قامت بنات الهوى بممارسة الجنس في أماكن عديدة من دمشق، كالخانات حيث كنّ يلتقين بالتجار والجند والغرباء الذين يقيمون فيها، وفي المقاهي ملتقى الذعر والجند أيضاً، وفي البساتين المحيطة بدمشق والأماكن المهدمة أو المهجورة،20 أو في بعض بيوت الدماشقة إلا أنّ ذلك لم يكن مقبولاً من جميع سكان البيت مما أدى إلى حصول أحداثٍ مؤلمة أودت بحياة بعضهم نتيجةً لذلك أو احتجاجاً عليه؛ فمثلاً في الرابع عشر رمضان عام 1156هـ / 1744 م ، ألقى الشيخ حسن بن الشيخ يوسف الرفاعي بنفسه من أعلى منارة جامع الدقاق إلى الأرض؛ فهلك سريعاً، بعد أن تكسر جسمه؛ لأن أخ زوجته أتى بامرأة من الخطيئات إلى بيته، فنهاه عن ذلك، فنهره وضربه، فذهب وأخبر أكابر الحارة، فلم يلتفتوا إليه لأنهم فوق ذلك بالانغماس، فذهب إلى جامع الدقاق، وصلى الصبح مع الإمام، وصلى على نفسه صلاة الموت، وصعد المنارة ونادى": يا أمة الإسلام، الموت أهون، ولا التعريص مع دولة هذه الأيام"، ثم ألقى نفسه إلى الأرض.21
وكان للمومسات زقاقٌ خاصٌ بهنّ في آخر سوق السنانية من دمشق، يعرف بزقاق قليط إلى أن قامت السلطات العثمانية بنقلهنّ إلى محلة المرقص، ولا نعلم إذا كان المكان الجديد الذي نقلن إليه بمثابة مكانٍ لعهرٍ منظم وتحت إشراف السلطات أم أنه سكنٌ خاص بهنّ معزولٌ عن بقية أحياء دمشق. فالمصادر التاريخية الموجودة بين أيدينا تقصر عن توضيح ذلك.22
ومحلة المرقص أو ما يعرف بمرقص السودان، وهو اليوم شارع البدوي الواصل بين السنانية والشاغور، وقد بقي حتى أمدٍ قريب مركزاً لبنات الليل وقد جاء في إحدى وثائق مركز الوثائق التاريخية بدمشق ما يلي:
" المدعي خليل المبادري، سوق ساروجة، ادعى على سريا الفكحة المومسة المقيمة بمحلة المرقص، حيث أنها أشترت بضاعة(مانيفاتورة) وهي ممتنعة عن الدفع ب (585 غرشاً و 25 بارة)…"23
ولقد وجد من الرجال في دمشق من عمل على تصييد الرجال للمومسات مقابل أجرٍ معين وسمي الواحد منهم بالقوّاد، وهو الديوث (الديوس)، أشهر من أن يعرف، والمصطلح عليه، على اسمه، بدمشق تصريحاً ب " العرصة " وكناية " أبو نجيب".
والأشقياء المحترفون بالقيادة نوعان :
فمنهم عرصة الأكابر، الذين هم يرتكبون الفواحش، وهذا يكون لديهم مكرماً مبجلاً عندهم ذا أمرٍ ونهيٍ، نافذ القول، يتيه على الناس، فيراعى خشيةً أن ينتمي إليهم، ويقود لهم. ومنهم عرصة العامة، فيأتون لهم بما يرغبون، مما لا ينبغي التصريح بذكره.24 وكأن تسمية العامة الديوث ب "العرصة" مأخوذ من قول العرب: بعيرٌ معرص، إذا ذل ظهره لذله، عليه اللعنة. أو لنشاطه في هذا الفعل. يقال: عرّص الرجل واعترص إذا نشط. أو لخبثه ونتانته، من قولهم: عرّص المكان، أي خبثت رائحته ونتنت وتغيرّت.
كما قال شاعر: فالشمس نمّامةٌ والليل قوّادُ.25
لا يتوقف العهر– بحسب المفاهيم الاجتماعية - على عهر النساء، فقد ساد نوعٍ آخر من العهر – بحسب المفاهيم الاجتماعية- في صفوف المسلمين وخصوصاً الطبقة الحاكمة منهم، فمثلاً كانت عادة اللواط منتشرةً في النخبة المملوكية وغير معاقب عليها والدليل على ذلك ما يلي:
أنكر الملك المغولي (غازان) على رسول السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن أمراء المماليك يتركون النساء ويستخدمون الشباب المرد. اعتراف شابٍ تركي يدعى " عمير" بمباشرة العديد من أرباب الدولة والدواويين له، فأمر السلطان بنفيه إلى غزة وإقطاعه بها. كان الأمير أحمد بن السلطان ناصر محمد بن قلاوون يمارس اللواط فلم يعاقب، بل عوقب الملوط بهم. اشتهر في أيام الظاهر برقوق إتيان الذكور حتى تشبهت البغايا بالغلمان، لينفق سوق فسوقهنّ، وذلك لاشتهار برقوق بتقريب المماليك الحسان واتهامه وأمرائه بعمل الفاحشة بهم. كان يُرمى السلطان "الظاهر ططر" بمحبة الشباب ".26 وفي الفترة العثمانية نجد حوادث متفرقة حول الشذوذ الجنسي الذي كان – وما يزال – يمارس سراً خوفاً من البطش الشعبي، ولم تكن الأوضاع الاقتصادية السيئة هي السبب في هذه العلاقة الشاذة فحسب بل أسهمت في ذلك عوامل اجتماعية كالتشدد في الحجاب ومنع الاختلاط بين الجنسين، والعوامل النفسية البحتة.
وإذا ما حاولنا رصد حالات الاختلاط بين الجنسين في بلاد الشام، نجد أنها لم تكن كما في أوربا من جهة، ولم تدم هذه الحالات لفترة طويلة إذا حصلت صدفة في مناسباتٍ معينة ولمدة محدودة، يصعب فيها إنشاء علاقات عاطفية متينة بين الجنسين إلا فيما ندر.
وأهم هذه الحالات التي كان اللقاء يتم فيها هي: بمناسبة الاحتفال في العاشر من محرم (عاشوراء) عند قبر الست زينب في قرية رواية، حيث يختلط الرجال بالنساء، وقد تحصل بعض المفاسد هناك نتيجةً لذلك. ثم الخميس الثاني من شهر رجب من كل عام. وقصد بعض الجهلة من الرجال والنساء المساجد لقضاء وقتٍ ممتع. فكانت النساء يجتمعن بالخطباء والمنشدين والوعاظ، وتخبر المرأة جاراتها بأن فلاناً المنشد الواعظ له صوتٌ يرمي الطير .
وسعى الشباب إلى المساجد لمراقبة النساء وهنّ داخلاتٍ أو خارجاتٍ منها، كما ذهب فريق منهم للعب بالشطرنج والكعب والقدح والضرب بآلاتٍ فيها.
لهذا كان ثمة مجالٍ لنشوء علاقاتٍ جنسيةٍ شاذة بين أفراد الجنس الواحد بشكلٍ سري. إلا أن المجتمع كان لا يستهجنها فحسب بل ويقمعها بشدة. ولا غرابة في ذلك فإن الشرقيين كانوا يرفضون أي علاقةٍ جنسيةٍ بين جنسين مختلفين قبل الزواج فكيف يسمحون بعلاقةٍ شاذةٍ بين أفراد الجنس الواحد؟27
فمثلاً يروي الحلاق البديري: " في تاسع عشر جمادى الأولى – عام1754م/ 1168هـ -ظهر خبر بأن امرأةً قتلت زوجها مع جماعة من الأشقياء، بدعوى أنه ينام مع مملوكه ولا ينام معها.."28
ويروي المحبي الكثير من حوادث اللواطة والتغزل بالغلمان، فشيخ الأدب بالشام الأديب أبو بكر العمري الدمشقي"… من غريب خبره أنه هام بغلام أمرد كأنه الطاووس في مشيته لكنه أركع من هدهد، ووُشي به إلى الحاكم فأرسل إليه جماعة في إحدى الحنادس وكان مجاوراً بجمبرة في بعض المدارس، فوُجدا على حالة يقبح التصريح بذكرها القبيح؛ فأمر به في غد تلك الليلة أن يطوق عنقه بساقي ذلك الغلام ويطاف به في الأسواق بمشهد من الخاص والعام فاغتنمها فرصة وجعل يقبلهما إلى الأقدام .."29
كما هام " أبو السعود بن أحمد بن أبي السعود الدمشقي المعروف بابن الكاتب بغلامٍ وأنفق عليه مالا كثيرا، وكان الغلام كثير التجني عليه واتفق أن أهل صاحب الترجمة أكثروا في لومه وتعنيفه فلم يرجع عما كان فيه وأداه (أودى به) ولهه وغرامه إلى قتل نفسه، قيل أنه أكل سبعة دراهم من الأفيون وعولج فلم يفد علاجه ومات من ليلته؛ وهو الذي أحدث هذه الفعلة بدمشق وكان الناس عنها غافلين، وبعد ذلك تبعه في فعلها أناس واشتهر هذا الأمر وهذه القصة مشهورة حتى صارت بين أهالي دمشق مدارا للتمثيل بها في أغراض كثيرة وبالجملة؛ فقد فتح مبدعها باباً شنيعاً وارتكب أمراً فظيعاً وكانت وفاته في رمضان سنة ست وخمسين وألف ودفن بمقبرة باب الصغير وعمره خمس وعشرون سنة."30
وفي منتصف شوال من عام 1807-1808 م /1222هـ " شباب اثنين أثنوا عليهم بأنهم لاطوا بعضهم من غير إسبات (إثبات)شرعي، فبعث مع التفكجي باشا الاثنين إلى جامع بني أمية وأمره بأن يرموهم من مادنت(مئذنة) العروس، وأخذهم ورماهم حالاً فالواحد مات بالحال، والثاني مات بعد أربعة أيام .."31
وقد كانت الحمامات العامة مرتعاً للسحاقيات المكبوتات، وأماكن لتفحص النساء بعضهن لبعض، ولتمتع الغوروشو Gorucu - وهنّ وسيطات الزواج- أعينهن أيما إمتاع، ولم يكن الحمام مجرد كانٍ للهو الحسي بالنسبة للنساء بل أتاح أيضاً لسادة الحرملك، الرجال، الكثير من المتع الشهوانية. وقد وصف الصناعي الفرنسي جان كلود فلاخت كيف أن السلطان محمد الأول ابتكر لعبةً لجواريه تقضي بأن يختبئ خلف نافذةٍ سريةٍ تشرف على الحمامات يراقب منها قدوم النساء. وقُدمت لهنّ جميعاً قمصاناً تحتانيةً ليرتدينها، إلا أنّ هذا السيد المراوغ كان قد أزال درزات القمصان وغرّاها بشكلٍ خفيف عند خط الاتصال. وراح يراقبهنّ مستمتعاً بتساقط القمصان عن أجسادهنّ عندما أصبحن على صلةٍ مع المياه المتبخرة التي أذابت الغراء.
ولم تكن الإثارة الجنسية في الحمام مقتصرة على السيد وحده. فبالنسبة للنساء اللائي تربين على المباهج واللائي نادراً ما يصلن إلى فراش السلطان، كان الحمام فرصةً ليُمعنّ نواظرهنّ بمرأى الأجساد الجميلة ولتشبع إحداهنّ رغبة الأخرى.32
فبينما تقوم بغسل الأخرى وفركها، وحين يُمعنّ النظر في أعضاء بعضهنّ بحثاً عن الدلائل الأولى لبروز الشعر، في هذه الحالات كانت النسوة غالباً ما يصبحن عاشقاتٍ لبعضهنّ بالإضافة إلى كونهنّ صديقاتٍ.33
بالطبع كانت حمامات الرجال والنساء مفصولةً عن بعضها بعضاً. وكانت حمامات الرجال تستخدم لأغراضٍ أخرى أيضاً. فالفتية الوسيمون بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة يثيرون زبائنهم خلال اغتسالهم. من ناحيةٍ أخرى كان المدلّكون، طوال القامة والأقوياء، الذين يعملون هناك، يوحون برسالةٍ من خلال قطعة القماش الخشنة الخاصة بفرك الجسد وتدعى (الكيس)، ويريحون زبائنهم كثيراً بأدواتهم الضخمة.34
وينقل لنا بسّانو دا زارا:" من الشائع أن تغرم النساء ببعضهنّ كثيراً نتيجة هذه الألفة في الغسل والمساج. وغالباً ما يرى المرء امرأةً عاشقةً لزميلتها تماماً كما يعشق الرجل امرأةً. وأنا شخصياً عرفت نساءً إغريقيات وتركيات يتحينّ الفرصة للاستحمام مع أي فتاةٍ جميلةٍ تقع أنظارهنّ عليها ولو فقط ليرينها عاريةً ويلامسن جسدها".
وهذا هو إدموندو دي أميكيس يقدّم ملاحظةً مماثلةً: " تقوم بين النساء علاقات حارة جداً، فهنّ يرتدين ملابس من اللون نفسه، ويستخدمن العطور نفسها، ويضعن اللصقات التجميلية من الحجم والشكل نفسه، ويعبرن عن عواطفهنّ بحماسةٍ بالغة.." 35
تختصر هذه الشهادات واقع الكبت الجنسي الذي عانى منه المجتمع الإسلامي عموماً، ودفع كلاً من الجنسين للبحث عن منافذ للتفريغ ومحاولة التأنسن بالسير على خطى إنكيدو.
ومازالت المجتمعات الإسلامية حتى اليوم تعيش حالةً من التمزق بين إرثٍ من الكبت وانفتاحٍ لا يمكن ضبطه في ظل العولمة الزاحفة رغماً عن أنف المكفرين.
العهر تعريفٌ اجتماعي لطقسٍ قديمٍ كان جوهره على النقيض من تعريفنا له اليوم بتأثير الأديان–المسماة- سماوية، فـ"القادشتو" كما عرفن باسمهن الأكادي كانت تعني حرفياً "النساء المقدسات".
أما إنكار الباحثين العرب للعهر المحلي وتجميل مجتمعاتهم بطريقةٍ ساذجة تبعث على الضحك عبر ربطه بين الدعارة واليهودية في عنوانٍ عريض، فيدلّ على عقليةٍ مسكونةٍ بأوهام المؤامرة اليهودية على الملائكة البشرية، واغتصابٍ عريض للتاريخ فوق فراشٍ من الخصخصة الجينية !
فدمشق قطعةٌ من الأرض فيها ما يوجد في أي مدينةٍ على وجه الأرض، وليست قطعةً من المريخ تسكنها مخلوقاتٌ مثالية، بل بشرٌ يخطئون ويصيبون…
أحبّ دمشق كما هي… بقديساتها وعاهراتها، بأنهارها ومجاريها…لكني أحبّ الحقيقة أكثر….وإن لم أعثر لها على أثر…



الهوامش:
1- Herodotus :The History of Herodotus, “Volume I” , published by MacMillan and Co., London and New York.1890, The First Book of the Histories, called Clio,196.
2- Herodotus :Book 1/199
3- العجلاني ، شمس الدين : يهود دمشق الشام ، توزيع مكتبة العلبي ، دمشق ، 2008، ص 137
4- الكتاب المقدس ، العهد القديم ، الإصدار الثاني ،الطبعة الرابعة، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ، لبنان ، 1995، سفر القضاة، الإصحاح 16 : 1-31 ، ص 315-316
5- ستون ، مارلين : يوم كان الرب أنثى " نظرة اليهودية و المسيحية إلى المرأة" ، ترجمة حنا عبود، دار الأهالي للطباعة والنشر، دمشق ،الطبعة الأولى 1998 ، ص 157.
6- محيسن ، سلطان : عصور ما قبل التاريخ ، الطبعة التاسعة ، منشورات جامعة دمشق ، 2001/2002، ص 210.
7- ستون ، مارلين : المرجع السابق ، ص 158
8- . محيسن ، سلطان : المرجع السابق ، ص 211.
9- محيسن ، سلطان : المرجع السابق ، ص 212.
10- ستون ، مارلين : المرجع السابق ، ص 158
11- أتينجر، صموئيل : اليهود في البلاد الإسلامية (1850-1950)، ترجمة د. جمال أحمد الرفاعي ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 197 ، الكويت ، أيار ، 1995، ص 219
12- عناية ، عز الدين : الاستهواد العربي في مقاربة التراث العبري ،منشورات الجمل ، كولونيا (ألمانيا)- بغداد ، الطبعة الأولى ،2006، ص 272.
13- إردوغان،سيما نلغن:الحياة الجنسية في المجتمع العثماني،ترجمة عباس عباس،الطبعة الأولى،دار أطلس،دمشق،2008،ص29
14- إردوغان،سيما نلغن:المرجع السابق،ص30
15- إردوغان،سيما نلغن:المرجع السابق،ص31
16- نعيسة ، يوسف : مجتمع مدينة دمشق (1772-1840) ، الجزء الثاني ،دار طلاس للنشر ، الطبعة الثانية ، دمشق ، 1994 ، ص 563
17- الحلاق ، أحمد البديري : حوادث دمشق اليومية (1741-1762 م ) ، نقحها الشيخ محمد سعيد القاسمي، حققها د. أحمد عزت عبد الكريم ، طبعة ثانية منقحة ، دار سعد الدين ، دمشق ، 1997 ، ص 171.
18- الحلاق ، أحمد البديري :المصدر السابق ، ص 183-184.
19- الحلاق ، أحمد البديري :المصدر السابق،ص 188-189.
20- نعيسة ، يوسف : المصدر السابق،ص 562
21- الحلاق ، أحمد البديري :المصدر السابق،ص 121.
22- نعيسة ، يوسف : المرجع السابق ، ص 563
23- السجل التجاري رقم 118،الورقة 330،تاريخ 1332هـ،1915م. و انظر :سركو،ماري دكران،دمشق فترة السلطان عبد الحميد الثاني،1876-1908م،منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب،وزارة الثقافة،دمشق،2008،ص121
24- القاسمي ، محمد سعيد - القاسمي ،جمال الدين –العظم ، خليل : قاموس الصناعات الشامية ،تحقيق ظافر القاسمي ، جزئين في مجلد واحد ،الطبعة الأولى ، دار طلاس للنشر ، دمشق ، 1988، الجزء الثاني ،المهنة 296، ص 369
25- القاسمي : المرجع السابق ، ص 370
26- حسن،نزار: ((مدى تطبيق القوانين المغولية (الوثنية) في السلطنة المملوكية ))،مجلة دراسات تاريخية،آذار–حزيران، 2006،العددان /92-93/ ،جامعة دمشق ، ص 97 وانظر: المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك،الجزء الثاني،تحقيق:د.محمد مصطفى زيادة،لجنة التأليف و الترجمة و النشر،مطبعة دار الكتب المصرية ،القاهرة،ص 386
27- نعيسة ، يوسف : المرجع السابق ، ص 559.
28- الحلاق ، أحمد البديري : المصدر السابق،ص 230.
29- المحبي ، محمد : خلاصة الأثر في أعيان القرن الثالث عشر ، الجزء الأول، القاهرة، 1284هـ، ص 118.
30- المحبي ، محمد : المصدر السابق،ص 118.
31- العبد ، حسن آغا : تاريخ حسن آغا العبد –حوادث بلاد الشام و الإمبراطورية العثمانية (1771-1826 م)، تحقيق الدكتور يوسف نعيسة ، الطبعة الأولى ، دار دمشق ، دمشق ، 1986، ص 140.
32- كروتييه ، أليف : عالم الحريم خلف الحجاب ، ترجمة علي خليل ،الطبعة الأولى ، دار الكلمة للنشر، دمشق ، 2005، ص 105
33- كروتييه ، أليف :المرجع السابق،ص106
34- إردوغان،سيما نلغن:المرجع السابق،ص74
35- كروتييه ، أليف : المرجع السابق ، ص 106


.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...