في تخومِ هذه الأنوثةِ المتراميةِ الشاسعة
في خِضمِّ جسَدِك العسيرِ المنال
سأنسلّ إليكِ خلسةً حاملا معي
تفّاحتي الغارقةَ بالإثم
وسأقطف واحدةً أُخرى إيغالاً بالذنب
وأقربُ الشجرةَ المحرَّمة
كلوثةِ حوّاء
كفاني أطيقُ عُبوديتَكِ
أرددُ : سمعاً وطاعةً
ترتعدُ فرائصي خوفاً
وجِلَ الخطى ، رعديداً
رعشَ اليدِ ،أهابُ العصيان
سأدخلُ كَهَفَكِ الغائمَ بالألغاز
لعلكِ تغويني بملمسكِ المغزولِ
من حريرِ الإله
وأغويكِ أنا بعروقي الفتيّةِ التي تنضحُ دفْقاً إليك
عظامي ولحمي الذي يكتسيني
بدأ يُنتزعُ مني
يلاحقُ وَلَهي بكِ
أنتِ قشعريرتي التي لاتهدأ
شَغَفي لم يكتملْ
إلاّ بأخاديدِ أنوثتكِ
أيتها الموءودةُ فيَّ
المسكونةُ بآبار أسراري العميقةِ الغور
العالقةُ بمجوني
بماء صلْصالي
الزاحفةُ في مضغة الطين
ونطْفتي الآدمية
منذ تكويني عَلَقةً من زبَد النشوء
لم تعدْ " شجاعتي " داعرةً ، إباحيةً
ماجنةً، حتى تسربتْ نبوءاتُكِ في أوصالي
ذاك جسَدُكِ الممدّدُ في خيالي
أتحسّسهُ رخاماً بضّاً
ذاك النَمَشُ المدهونُ بالشهوة
يوخزُ فيكِ الغنجَ الماثلَ أمامي
كحلُمٍ مؤنسٍ ، يلاحقني في سرير المنام
في يقظتي ، في شرودي
أشتهي الغوصَ في عينيك القاحلتينِ
إلاّ من الرغبة المعرّشةِ فيهما
أترين اخضرارَ المساءِ بالرّشَفات الحرّى
حين يتّقدُ القلبُ بهجةً زاخرةً بعطرك ؟
أيها المرحُ الأرجوانيُّ الرائق
أيتها النشوةُ العائمةُ في ماء غدائرِكِ
أيتها الليالي الحمرُ
ما الذي أبقاكم تتكئون على وسائِدِنا؟!
تنثرون الأقاحي في أنفاسِنا
تفرشون الزّغَبَ في بساط جسَدينا
ما زال القزُّ في شرنقة اللذّة
وفورة الحرير تتلوى في محبسها
لمّا تتحررْ بعد
وخبايا التوت لم تحمرّ حباتُها
مازال "الأوركيد " لم يزهر
أكادُ أتضور شهوةً
متى أرتقي صهوة فحولتي ؟
أعيش دوري كفارسِ أحلامٍ
مترعٍ بالزهو، مكسوٍّ بالخيلاء
خاطفاً أنوثة حواء المشتعلة بالآثام
عمِّدِيني ،أنا الرِّجْسُ الشّهيُّ
أنا نِعْـمَ الاسمُ الفسوقُ
حينها سأغتسلُ بالطّهْر
أتوضأُ بالحياء
أتزيَّنُ بالتوبة
نابذاً الكلماتِ النابية
واللعناتِ البذيئة
والشتائمَ الرخيصة
ودبقَ العهْر
واللسانَ السليط
أتعلّم حسْنَ التلوّن بمعسول الكلام
أتصنّعُ البكاء
حتى يندى جبيني بالاستحياء
.