رأيتك بعيني المغمضة
متسلقا حائط أحلامك المخيف
تتعثر رجلاك بالطحلب النائم
و عيناك عالقتان بالمسامير المتدلية
فيما كنت أصرخ بفمي المغلق
كي أفتح رأسك لليل
***
للمرة الأخيرة
أحملك بين ذراعي
و على عجل أنزلك في تابوتك الرخيص
يحمله رجال أربعة على الاكتاف، بعد أن سمروه
أغلقوه على وجهك المشعث و أطرافك الكابية
يهبطون لاعنين السلالم الضيقة
و أنت تتململ في عالمك الحسير
رأسك منفصل عن رقبتك المذبوحة
إنها عتبات الأبدية
***
مكائد يديك العمياء
على نهدي المرتعشين
الحركات البطيئة للسانك المشلول
في أذني الشجنيتين
جمالي كله غارق في عينيك الخاويتين
الموت في أحشائك يلتهم دماغي
كل هذا يجعل مني آنسة غريبة
***
فتحت رأسك
كي أقرأ أفكارك
قضمت عينيك
لأعرف مذاق نظراتك
شربت دمك
لأعرف صبواتك
و من جسدك المرتعش
اصطفيت قوتا لي
***
دم على صفار البيض
ماء على جراح القمر
نطفُ مَنيِ على بظر الوردة
و في المعبد إله يتضجر
و يغني
***
إنسني
حتى تتنفس أحشائي أنسام غيابك
حتى تستطيع رجلاي السير من غير تلفت إلى ظلك
حتى تصبح نظرتي خيالا
و تسترد حياتي أنفاسها
إنسني إلهي حتى أتذكر
***
سأصطاد روحك الفارغة
في القبر الذي يتعفن فيه جسدك
آخذ روحك الفارغة
أنزع عنها أجنحتها الرفرافة
و أحلامها المتيبسة
ثم ألتهمها
***
بين صخرتين ناتئتين
تعيش إمرأة منكسرة
في أرض مبقعة بالتوت
إنغرست رجلها
حيث حيوانات الليل والأحلام
تطعمها أغانِيَ منسية
ظلت تترقب هناك أن تنطفئ السماء
كي تحررالأبدية
***
الأمازونية إلتهمت آخر آثدائها
ليلة ما قبل المعركة الأخيرة
كان حصانها الأصلع يتنفس هواء البحر البارد
ضاربا على الأرض في غيظ صاهلا في خوف
فالآلهة هبطت من جبال الحكمة
حاشدة الرجال
و العتاد
***
تحبني بأنانية
تحبني أن أرتشف ريقها الليلي
وأطوف بشفتي المالحتين
على فخذيها الداعرين و نهديها المنهارين
تحبني أن أبكي ليالي شبابي الفائتة
فيما هي تنهك جسدي الذي تستثيره
رغباتها المتعسفة
***
إستضفني لأقضي ليلة في فمك
حدثني عن يفاعة الأنهار
ألصق لساني فوق عينك الزجاجية
هب لي فخذك كحاضنة
و لننم بعد ذلك، يا شقيق أخي
فقبلاتنا ستموت أسرع من فوات الليل
***
فمي
بين أصابعك
و عيناي
بين أسنانك
و في أحشائي
إيقاعك الشرس
ينتزع من جسدي
احاسيس متوحشة
.