لماذا خلقتها ..؟
ومن أي حجر كريم ،
صنعتها ؟
وبأية خمرة وشهقة نار ..
جبلتها ؟؟
فكلما حطّت في مجلس ،
سال لعاب الحرمان من جلودنا
وشهق الخريف ،
بالوله الحريف والهمس الحنيف ،
واستبقنا الشيطان بخطايانا
لشم انفاسها المذهلة ..
أهي أنثى مثل باقي النساء ؟
أم تراها من حور عين .. ؟
تشعل الفتنة والنغمة واللذة واللعنة ،
في الأضاحي والأماسي ،
والطهارة والنجاسة ،
في المقاهي والحدائق والشوارع ،
والذهول والنقاء والبخور،
في تراتيل الصلاة .
عطاياها خفية ومعلنة ..
وأية لعنة ماردة ..؟
تقود بخطى غرائزها ،
الى كل هذا الشبق ..
الناس مخبولة بها ،
وكلما ساح نور انوثتها ،
أزهرت فتنتها جمرة بالعقيق ،
على جبين البرد ..
وأينع من ياقوت ضحكتها ،
غصن نيزك كان شاحبا ،
في فستان السماء ،
واستباحت فحولة دمنا
وتبعثر حليبنا
ماذا يفعل غريمها .. ؟
انا الريشة النافرة من جناح الشعر
وهي على سرير كل معتوه
وفي دواة كل شاعر،
لها حسرة ماجنة .
الناس تصيح ،
وتستغيث ..
إعتقها من شهواتنا ،
أيها الرب خذها لك ..
فمن حـُسنها وهولها ،
وجورها وبطشها وانهمار ارطابها ،
لا ديرا ولا كنيسة ولا مسجدا ..
ولا سجادة صلاة ،
بتنا نعرفها ..
ولاجنونا تبقى ،
في ثدي الأرض ،
الا رضعناه ..
ولا رؤى ظلت لنا
من ظلالها وضلالها وشهوتها ،
فمتى نضلها ،
ثم نغويها الى المتاهة
ونرتوي من شهدها؟
فلربما نكشف سرها
وغواية سحرها .
بيرث