وشادنٍ مُختصَرِ الخَصرِ = مُكحَّل الأجفان بالسحرِ
كأنَّ ماء الحُسن في خدِّهِ = ماءُ النَّدى يُمزَجُ بالخَمرِ
وقُبلة منه على غفلةٍ = زيادةٌ في مُدَّةِ العُمرِ
لاحَظنَني بالوعد أجفانُهُ = فَصدَّق الظنَّ به فكري
في ليلةٍ صلى كها زاهرٌ = تصغر عنه ليلةُ القَدرِ
أنظُرُ في البدرِ لعلّي به = أُسكِّنُ...
يا شادناً بالله قفْ = أشكو الصبابةَ والكَلَفْ
ارحم فديتُك عاشقاً = قد صار للبلوى هَدَف
أنت الذي أدنفتَه = فكن الطبيبَ من الدَّنَف
يا واحداً في حسنه = صيَّرتَني نهب التلف
بديع مَلاحاتٍ يذوب من اللَّمسِ = تكبَّر أن يُدعى الى صورة الإنسِ
فلما رأته الشمس منه تعجَّبت = وقالت له باللَهِ أنت من الإنسِ
وقالت له ما الاسم قال محمدٌ = فقالت فقِس في الحسن نفسَك مَع نفسي
فأُغضبَ حتى كاد يلطم وجهها = وحَدَّرَ بالكفِّ المليح على الشمسِ
وقال لها غِيبي فإنيَ طالعٌ = على الناسِ...
وشادن بالكرخ ذي لثغةٍ = وإنما شرطيَ في اللثغِ
ما أشبه الزنبور في خصره = حتى حكى العقرب في الصدغِ
في فمِهِ دِرياق لدغٍ إذا = أحرق قلبي شدة اللدغِ
إن قلتُ في ضَمّي له أين هُوْ = تفديك روحي قال لا أدغي
سقيتَني كأساً فأسكرتَني = ومنك سكري لا من الكاسِ
أوقعتَني في قعر بحر الهوى = في لجَّةٍ تقطع أنفاسي
أنا غريب والهوى قاتلي = والقلب مملوء من الياسِ
حتى متى أُخفي عليك الهوى = يا دولتي عُودي من الراسِ
مَلَكتنا الخصورُ والأردافُ = وسَبَتنا القدودُ والأعطافُ
حيَّرتنا تلك العيونُ الكحيلا = تُ ومن تحتها فنونٌ لطافُ
فَتَنَتنا إذ في العيون فتورٌ = أسكرتنا إذ في الخدود سلافُ
قويت فتنة المِلاح على الدِّي = ن فما تصنع القلوب الضِّعافُ
لا تُكبِروا من ملاح المرد إنسانا = ما الحُسن والطِّيب إلا عبد ظِبيانا
نفديك من كاملٍ حُسناً وإحسانا = تُحيي وتقتل أحياناً فأحيانا
تبارك اللَهُ ماذا فيك من بدعٍ = في الجسم والوجه إسراراً وإعلانا
كأنما عجن الكافورُ طينتَه = بالزعفران فعَلَّى منه كثبانا
وصيغ أعلاه من نورٍ ومن ظُلَمٍ = وجهاً وفرعاً...
انظر إلى غنج هذا الفاتنِ الغنجِ = تنظر الى بهجٍ بالطرف مبتهجِ
انظر الى من تجلى نورُه فجلا = أبصارَنا فمتى تنظرُه تختلجِ
يرمي العيونَ ويستدعي القلوب ويس = تصفي العقولَ ويستولي على المُهجِ
أمير حسنٍ بدا للناس في خِلعٍ = من البهاء بشكلٍ فيه منتسجِ...