عم الظلام الدامس القاعة الكبيرة الخالية التي امتلأت بهمس الجدران الرطبة ، حيث تناثرت قطرات ماء المطر المتسربة من شقوق السقف لتغمر أرضية القاعة، تاركةً جزءاً جافاً انزوى فيه متكوماً في قيوده !
كانت الحشرات تسرح و تمرح و يثير فضولها ذلك الكائن الحي الذي ما فتئ ساكنا ، ولا يشير على أنه حي يرزق إلا...
الطريق تنتزع مني بصري الطويل وتطيل امتداده باتجاه الخضرة والسهول، وأحس بأنفاسي تتلاحق، تود لو تتكاثر وتندمج انصهاراً مع جمال الطريق وروعة الصباح الربيعي، وكأن ذرات بيضاء يعلوها احمرار حيوي من الدم الساخن في الرئتين تتغنى بسرية التراب ذلك الغاطس في لوعة المطر الكامن في تلا فيف الانحناءات الشجرية...
واستمر السلم يتصاعد تحت قدمي، والنجوم الصغيرة تكبر أمامي مما يدل على اقترابي منها وأنها تبدو أوضح ! والحرارة تسمط خشب السلم ، فأرفع قدمي الحافيتين عن درجات السلم إلى غيرها فلتذعني نفس السخونة ! وفي كل درجة تشوى قدماي كأنها الوحيدة في المدار التي تبتلع الفلقة بالمربع والمستدير والعمودي !
وأشعر...