ما أكثر ما عشقت في تلك السنوات الأولى من شبابي
المازني
رثى المازني زوجته فكأنما كان يرثي نفسه أو بضعة منه، لا مجرد زوجة، ويناجيها في تفجع مرير (وا أسفي عليك، لا بل على، لم يبق إلا طيف يعتاد ذاكرتي. لا أثر على الرمال الخائنة التي كنا نمشي فوقها ونرقد عليها ونملأ أكفنا منها، وندع ذراتها تتساقط...
ما أكثر ما عشقت في تلك السنوات الأولى من شبابي
المازني
عاش المازني ما عاش - وقد شارف الشيخوخة - لا ينبض قلبه بغير الشباب. وكانت سنه التي لا تكف عن الارتفاع - كما يقول - تغريه من فرط ما يستشعر امتدادها أن يحسب حوادث حياته بأرباع القرون لا بحساب عدد من السنين، ولكنه إذا ذكر شجون قلبه ومنازل هواه...
(قد شببت عن الطوق جدا. ولكني مازلت أمت إلى طفولتي بسبب قوي، وما انفكت أخراي معقودة بأولاها)
(المازني)
- 5 -
الكهولة الطفلة
كانت سنوات الشباب في حياة المازني فترة تجربة نفسية امتحن بها. ولقد طالت به هذه التجربة وخلفت نتائجها في كيانه وسريرته، وكان لها أثرها البعيد فيما عدل إليه من أسلوب الحياة...
(قل بين الصبيان من اتفق له ما اتفق لي من التجارب)
(المازني)
بداية الشوط
انتهى المازني من مرحلة الدراسة الثانوية. وبقى عليه أن يختار لنفسه الاتجاه الذي يؤثره في المرحلة النهائية. وقد اختار مدرسة الطب، لأنها كانت المجال الذي آثره غير واحد من ذوي قرابته، ولأن (مصروفاتها المدرسية) كانت مما يدخل...
(قل بين الصبيان من اتفق له ما اتفق لي من التجارب)
المازني
بداية الشوط
انتقل المازني إلى مرحلة جديدة، أو منتظمة، في الدراسة عندما دخل المدرسة (القريبة) على مقربة من داره. وكانت على عهده كما يصفها:
(مثلما ضمت سبيل ... من صنوف الخلق وفدا
أو كيوم الحشر، أو وقفة عرفات على الأقل). وكان ناظرها...
(قل بين الصبيان من اتفق له ما اتفق لي من التجارب).
(المازني)
عهد الطفولة
لم يعش المازني طفولته، أو هو جاهزاً مسرعاً، بأسرع مما يجوزها الأطفال في مثل سنه. وكأنما كانت طفولته، في قصرها واقتضابها، أشبه بالحلم الجميل بددته صحوة مفاجئة وروعه نذير غير منتظر. فقد كبرت عليه الحياة بأحزانها وآلامها،...