تقديم
في العام 2002 استضافت جامعة البلمند المفكِّر محمد أركون، فدعت إلى لقاءات حوارية عديدة مع مفكِّرين وجامعيين لبنانيين، ونظَّمت حلقات نقاش مع أساتذتها وطلابها في إطار برنامج “الحضارات والثقافات”. وقد ألقى خلال وجوده في الجامعة محاضرة عامة بعنوان إعادة التفكير في الظاهرة الدينية بعد 11 أيلول...
يحس العقل البشري بمحدوديته كل حين. ولكنه، تجاه المسألة الدينية مارس إلى أقصى حدٍ تجربة المحدودية وعرف صعوبة تجازوها وإمكانيته. هنا، في هذا المجال، انعقدت وتراكمت سلسلة من التجارب الحسية، تجري اليوم محاولة لفهمها بصورة أفضل. وهذا ما قمنا به، عندما تفحصنا الظروف الاجتماعية والتاريخية للحياة...
وكمقدمة لدراسة مثل هذا الموضوع، سوف أطرح الأسئلة الثلاثة التالية:
1 ـ كيف تنبثق مشكلة الانسان بصفتها حقيقة ضخمة لا يحاط بها في المجتمعات الاسلامية المعاصرة؟
2 ـ ما التجهيزات الفكرية والمصادر العلمية التي يمتلكها الفكر الاسلامي المعاصر من أجل تقديم الأجوبة الجديدة للمشاكل المطروحة: أقصد الأجوبة...
عنوان محاضرتي هو «الظاهرة الدينية بعد حادثة 11 شتنبر»، وقد اخترت هذا العنوان لنعيد التفكير في الظاهرة الدينية بعد هذا الحدث اعتماداً على ما يمكننا أن نستنتجه من أفكار جديدة وبرامج جديدة للبحث العلمي عن الاديان وتفسيرها من منطلق كونها ظاهرة.
حادثة 11 شتنبر، كان يمكن أن تكون منطلقاً لتفكير آخر...