أحبك..
أعرف أني أخاطر بالفسحة الباقية
وأعلم أن مسافتها قفزتان
على حافّة الهاوية
وأنّي لا أستحق سخاء كرومك هذا
ولا أستطيع احتمال مسرّاتك الطاغية
ولكنني حين أجثو على ركبتيّ
أصلي صلاتي التي تجهلين
أراني أولد بين يديك
فيكتنز القفر بالماء والعشب
والبحر بالجزر النائية
***
أحبّك..
أعرف أن مقارنتي لا...
لا تسألوني من هو الله
الذي لا تعرفون مياهه
إلّا إذا شفّت مياهي
أنا لست إلا ذرّةً
في نقع هذا الكونِ
كيف لذرةٍ
أن تمتطي سرج الغموض الفذّ
ثم تصيح
إني قد كشفت السرّ
في التيه المحيّرللإلّاهِ
لا تفقدوه قداسة الألغاز
حين يصير ديّانا على حزبٍ
وملاكا على أرضٍ
فيغضب
أو يناور
أو يمجّد شعبه المختار
أين...
مَنْ يأمرني أن أبسط كفيّ
أو أقبضها
من يملأ رأسي بالأوهامِ
و بعد قليلٍ
يطردها
و يطهّر جُمجمتي منها
و يقول إذن أنت الفاعلُ و المفعولُ به
و أصدّقُهُ معتزاً بدماغي القادرِ
أن يخلقَ من لا شيء
الأشياء جميعاً
من يعشق عنّي أو يكرهُ
ثم يُحرضني أن أفعلَ ما فَعَلَ
فأومنُ أني العاشقُ أصلاً
و الكارهُ حقّاً...
في يوم الجمعة
يوم الغوطةِ
يوم عناق الأشجارْ
عربات الخيلِ
وسيارات الخدمةِ
وترامواي القصاع ودوما
في أحلى مشوار
في يوم الجمعةِ
يوم دمشقَ
وقد خرجتْ
في عرس الغوطةِ
كي تتزوج من آذارْ
او لتصلّي
لإلهٍ يعشق زهر أللوزِ
وهسهسةَ الماء الثرثارْ
?
لكنّ جدار الخوف طغا
من سبع سنين
على الزوّارْ
صدّ العشّاقَ...
تشاء المصادفة وحدها أن أقع بين مقتنياتي على عدد قديم من مجلة الآداب يعود تاريخه الى نيسان (أبريل) عام 1962 لأقرأ فيه مقالة مطوّلة لنازك الملائكة عنوانها «قصيدة النثر» قرأتها بإمعان، وقد شعرت بابتسامة أسى وكآبة تشيع في كياني وأنا أتابع ما كتبته تلك الشاعرة المعروفة جداً كرائدة في الشعر الحديث كيف...
الطرف الأوّل:
هذا الأنف الضخم، هاتان الوجنتان الناتئتان. هذا الفك العريض. هذا اللون الأسمر الشاحب. الوجه يصلح لرجل وليس لامرأة. حتى في مثل هذه السنّ لا يملك الصبا أن يخفف من جهامة مثل هذا الوجه.
كنتُ أتأملها وهي واقفة في الزحام قريباً منّي. لا أدري لماذا توقّف نظري عندها متأملاً وقد بزغت بغتةً...
لم تكوني امرأة
كنت انسجام الصوت في الضجة
و الايقاع اذ يبزغ في الضوضاء
حول المرهقين
لم تكوني جسدا
كنت ارتقاء اللطف في المضغة
و الاشعاع اذ يطفو على الأشياء
فوق النائمين
لم تكوني حلما
كنت الكف
اذ تلمس
و العين التي ترعش في الضوء
و عيد القلب
وشدو الراقصين
كنت تمشين على ايقاع قلبي
و انا أمشي على...
لا توقظيني عندما تغادرين
دعي العناقيدَ التي بَعْثرها قطافيَ العجولْ
تنضج مع الحُلم الذي يستدرك الفصولْ
***
كنت ُ مُفاجأ ً
فلم أصبر على تأمِّل الجنّة ِ
في صاعقة الذهولْ
لم أنتبه إلى استدارة ِ الكتفين
كيف خَبّأتْ هضابها
ومَوَّهَتْ وديانها ..
في لهفة ِ الصعود ِ
أو في شهقة ِ النزولْ !
لم أبتعِدْ...