أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
فتحي طالب
الميلاد
Apr 2, 1993
(العمر: 31)
نموذج من كتاباتك
لم أكن أقض فترة الإجازة في البحر كنت أقضيها في أماكن أكثر صلابة من أن تستجمع حورية قواها وتقتلع قدميها من الرمال الساخنة وأكثر كبرياء من أن تدير وجهك للموج .. أكثر شراسة من أن تحاول مصارعة الماء لكن عبثا تحاول.
في سن الثانية عشرة أرسلت إلى نجار لا أعرفه ﻷستنشق غبار الخشب يخال لي أحيانا وأنا أملأ رئتايا برائحة المحل أنني جالس تحت مظلة مذهبة أغط في نوم عميق ونسائم البحر العليلة تثير شهوتي السباحة واﻹستمناء تحت الماء ليوقظني صوت المحرك من خيالي البريء فأدرك أنني لست في البحر .. بين الدواليب ورذاذ الخشب ونظرات النجار الحادة تلك التي علمتني أن البحر في سن مبكرة لا يليق بالحالمين ..
أمسك معه الخشب .. يقطعه قطعا ويمرره على آلة تدور بسرعة البرق ، كان يومها يعد سريرا بينما أنا أفكر في نعش جميل أتمدد عليه والناس حولي يتنازعون هل مات مقتولا أم مات حالما بالبحر !! .
في سن الثالثة والرابعة عشرة كنت أسابق عربات اﻵجر واﻹسمنت إلى محلات مواد البناء ، لذلك أنا من هواة رياضة حمل الأثقال .. أرفع اﻵجر من قبضة الحواجز وأرسله في الهواء كما يرسل الأطفال الكرة في البحر .
كنا نقضي الإجازة أيضا في الجوابي أحيانا نحمل السكر والشاي بدل الخمسمائة مليما ..معلوم السباحة ..
بعت الخضر والغلال في السوق والمشروب الغازي أمام المسجد ،، لم أنس ذلك الشيخ الذي ناداني وهو داخل إلى المسجد : لماذا لست في البيت .. كنت أسمعها لماذا لست في البحر .. رددها مرارا لماذا لست في البيت .. كنت في البيت وجئت الآن ﻷبيع سلعتي .. ذهب في حال سبيله وأنا أسير خلفه .. ما الذي يجري في البيت ؟ سكت ودخل إلى المسجد .
ركضت مسرعا فوجدت الحي في البيت والناس يصرخون .. يلتفون حولي ويبكون ..لم أكن أتصور أنني سأجد أخي مات .. ألم أقل لكم أن البحر لا يليق بالحالمين .
البلد
تونس
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.