محمد عبد الرحيم مخفي

الميلاد
يناير 7
الإقامة
الجزائر
نموذج من كتاباتك
في سابع يومي من حياة ملؤها شوك و ورد و نواقص الحياة، نظرت يساري لم أجد إلا سيمون و ميراز، فبدأ السؤال يطرح نفسه على ذواته : أين الحبيبات؟ أين المجاملات و أين هن المعجبات ؟ أم لم يكنّ إلا عاشقات لحزني و أين هم الأصدقاء ؟
نظرت إلى جانبي الأيمن لم أجد سوى ناصر بن حامد آل خليفة ،فنظرت إلى الأمام منغم فلسطين و عمانيات تطرب سابع حياتي استدرت خلفي ، حتى أهلي لن يعودوا يعرفون يوم مجيئي ، فأعدت النظر حولي، تيقنت أن الوقت يسرع بين أصابع يدي..
رفعت بصري قليلا، فرأيت قادما مبشرا رشيدا من الخميس و هو يريد الاختفاء بداخلي علّه يجد ملجأ لأحزانه لتُجاري ألامي، و نتقاسم ما اكتسبناه خلال أيامنا و ليالينا البيضاء..
قررت أن أسرع كي لا يستبقني الوقت قبل مروره، و يسدل النهار ستارته و أنا احمل كتابتي على عاتقي في مجموعة من المذكرات بعنوان ورد و شوك أصورها بخاصية قصاصات أو بطاقات، و هذه المجموعة الأولى من البطاقات تحوي خمسين بطاقة مختلفة تصوّر مراحل شتى مرّت عبر أيام،لم أكن أدري ما سوف يجري أو يحصل خلالها، و كيف يكون غدي، بدأت أرتّب في حقائب ذاكرتي قصاصات استجمعتها من الماضي.
الوقت يداهمني، أشغالي لا تسمح لي بجمع يومياتي لكثرة مشاغلي، و لا يترك لي لحظة فراغ كي أكتبها، و عدم إلمامي بقواعد اللغة العربية لا يسمح لي، لذا أحاول كتابتها ببساطة معرفتي باللغة ، سنة واحدة لا تكفيني لجمعها رغم أنّها قصيرة جدا و يمكن كتابتها في ثلاث كلمات: البارحة، اليوم، و الغد الذي لا يكون لي فيه وجود، حتى ذاك الجو الجميل الذي كان يسود أرجاء المؤسسة التي اشتعل بها لم يعد نقيا.
من آية بداية تكون البداية؟ هل من رسائل من رحم الحب أم من رسائل إلى وطن أو أوّل و أخر خاطرة أو بالحديث عن معجبات أو برسالة إلى عاشقة عديمة الضمير أم أدع الأمر للحظ..
حتى صفحات الأجندة الشخصية لم تعد مملوءة بالمواعيد الخاصة بي..
يقف الإنسان برهة من الزمن أمام لحظات أيامه بجميلها و قبيحها، كم من مرة يتحاور مع نفسه في سكينة على غفلة من ضجيج الحياة في حوار روحي.
ما فعلت ليومك ؟ ما الفائدة و ما الذي جنيت؟ ما هو الشيء الذي تركته لأمتك و ما الذي ادخرته لغدك ؟، هل تبقى مذكورا على الألسن أم تمسي تشبه اسمك مخفي؟..
و الله أسئلة الإجابة عنه تحيرني هل كتبت مذكرتك أو شيئا من سيرتك..لا لم أفعل بعد و عن ماذا أكتب و عن ماذا أتكلم؟ هل أقص حكايا الآخرين أم أتحدث عن وطن يسكنني؟ فأنا أعلم لكل منّا في هذه الحياة هدف أو غاية يريد أن يدركهما.
فتعود الأمارة تجادلني و تحثني..أكتب..أكتب أنت الإنسان، الأمة، الحضارة، التاريخ و الوطن.. لا تهب كلام الغير، حتى وإن لم يصل كلامك فالتاريخ سيقرؤه لك و لن يكون ضدّك في يوم من الأيام.
خوفك هذا لن يصل بك إلا لشيء واحد ألا و هو باحة الندم، إذا أكتب و لا تهب مستعينا بالآية الكريمة " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا " سورة طه :114.
البلد
الجزائر
أعلى