منذر فالح الغزالي

الموقع الالكتروني
http://alantologia.com/authors/1515/
الإقامة
المانيا
نموذج من كتاباتك
banoramaaladeb.wordpress.com/2018/03/14/


اعتياد - قصة قصيرة
صحا في الساعة السادسة, مثل كل يوم. فكر, وهو في غبش النعاس, أنه سيتوجه إلى المطبح: يتثاءب, ويحكّ مؤخّرته, مثل كل يوم.
وأنه سيرفع الستارة البالية, ويفتح نافذة غرفته, وسيشرب قهوته, ويدخن, وسينظر إلى الحياة الناهضة في الحي الفقير، مثل كل يوم.
وأنه سيضحك بأسى, حين يسمع الانتصارات العظيمة في نشرة الأخبار المكررة, وسيعد هزائمه الكثيرة, ثم يغلق المذياع بقرف، مثل كل يوم.
وانه, في السابعة تماما, سيتأكد, قبل أن يغلق النافذة, أن جارته الجميلة, تخرج من البناء المجاور, وأنها ستنتظره عند موقف الباص، مثل كل يوم.
وسيجلسان معا في الكافتيريا ذاتها, وسيشم رائحة عطرها اللطيف, وستأكله اللهفة, وسينظر في عينيها الزائغتين, وابتسامتها المرتبكة, وهي ترفض دعوته إلى شقة صديقه. مثل كل يوم.
وأنها ستتوسل إليه أن يترك البلد, أو يقلع عن السياسة, وسيغطي طمأنينته الكاذبة, بسيجارة جديدة يشعلها من سابقتها...وأنها ستودعه بحزن, عند الثامنة والنصف, وتذهب إلى جامعتها, وأن مديره سيؤنبه على تأخره, وسيرد عليه بامتعاض صامت، مثل كل يوم.
وأنه سيأكل في أقرب مطعم؛ وسيضحك, في سره, وهو يسير في الشوارع ليتعب المخبر الذي يتبعه؛ وسيرى "الرفاق", ويتجادلون, ويتشاتمون, ويتهم بعضهم الأخر, ثم يتصالحون؛ وأن.....
كل شي سيمضي, مثل كل يوم.
غير أنه تذكر, بعد أن زال عنه النعاس, أن جسده مثبت بالجبس, وأن القذيفة التي استهدفته, قد قتلت جارته الجميلة.
البلد
سوريا
Gender
Male
Occupation
مهندس مدني

الإتصال

Facebook
monther.ghazali
Twitter
MontherGhazali
أعلى