أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
سعيد الجوماني
الميلاد
Feb 2, 1996
(العمر: 28)
نموذج من كتاباتك
حكاية" عبسليمو ".....
....اخذ "عبسليمو " يتململ في فراش نومه دون ان يجد راحته المطلوبة حينئذ علم ان الارق قد ألم به ، وان النوم خاصمه كما في لياليه الكئيبة .اتكأ بهدوء وحك جفنيه بيديه وجال بنظره في المكان ،فلم يعد بصره الا بظلام دامس يخيم على كل ارجاء الغرفة ،ثم نظر جهة نافذة صغيرة فاذا به يرمق تسلل ضوء القمر خفية ،وكأنه احس بوحدته في هذا الغسق فأتى ليؤنسه .راح ينظر الى تلك الاشعة الخافتة بامعان ،وسافر بمخيلته الى مدشره ببني زروال حيث كان يلهو ويكدح ويشقى هناك .رمى به القدر في بلدة منكوبة تجرح فيها المرارة وشرب الحنظل منذ نعومة اظافره .لم يذق طعم السعادة قط .حياته طبعتها المآسي والفواجع ....اخذته مقلتاه خلسة ..
استيقظ باكرا رغم الارهاق الذي تشكو منه عضلاته ،تناول فطوره او بالأحرى سحوره الدائم .كانت وجبته تتكون من بعض حبات الزيتون الاسود وخبز بائت .ثم جمع ملابسه وانطلق قبل ان ينقشع الظلام .لانه كان عليه ان يقطع مسافة ليست بالهينة ليصل الى مدشره الذي يقع في اخر نقطة في اقليم الحسيمة .ارتجل يسير في طريق مهترئة لا تسمح بمرور الدواب فما بالك السيارات ..انها المسالك الوعرة بالمغرب المنسي التي لا تدخل في خريطة التنمية ..يتم تثنيتها ايان الانتخابات تستغل كورقة انتخابية وبعدها تجرفها السيول ويصبح الانسان هنا في عزلة مستميتة .انها قبائل كتامة المغمورة .اناسها يعيشون على عائدات القنب الهندي .احفاد عبد الكريم الخطابي الذي قاوم الاحتلال الاسباني .كان يتخذ من هذه المناطق ثغورا وجحورا لرص الصفوف ومجابهة الترسانة العسكرية الرهيبة للمستعمر .استمر يشق طريقه ..تارة يتسلق الجبال وتارة اخرى يسير في اتجاه الطريق الرئيسية لعل وعسى ان تمر سيارة ما وتقله الى وجهته .جلس على متن حجرة ملساء على هامش الطريق .خارت قواه تعبا وتضورت امعاؤه جوعا .مرت امامه امراة خمسينية غزت ملامحها التجاعيد .تحمل كومة من الحطب فوق ظهرها وتسرح قطيعا من الغنم .لم تأبه لحال "عبسليمو" .طأطأت رأسها واستمرت في المشي .استوقفها بعد نداء طويل .وطلب منها ان تزوده بقليل من الطعام يسد به رمقه .حدقت في وجهه بغرابة وقالت بحنق " مناين نتينا العا ...براني ..." رد عليها عبسليمو قائلا " اه براني غير الزمان رماني وما لقيت اللي يوصلني ..." تعاطفت مع حاله وقدمت له بعض الطعام الذي بقي لها من وجبة الفطور ...قنينة من اللبن الطري وبعض حبات التين ....هي الوجبة الرئيسية التي يحملونها سكان جبالة وكتامة حينما يخرجون للعمل في الحقول ....شكرها من اعماق قلبه على قدمته اياه .....واستكمل طريقه نحو المجهول ....يتبع
البلد
المغرب
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.