أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
محمد طالبي
الميلاد
Apr 22, 1966
(العمر: 58)
نموذج من كتاباتك
الفصل، فصل بكاء السماء، فصل الصراع من اجل البقاء. الوقت بعد ادان المغرب بقليل.غابت الشمس من خلف الغيوم الداكنة وغاب معها ما تبقى من دفئ.انسل القر دون استئذان الى البيت والى الغرفة التي تؤم الام و الطفلين.ليلة من ليالي ديسمبر الباردة تعلن عن نفسها، مع اول قطرة مطر سقطت عمدا من السماء.بدأ المطر ينهمر غزيرا،تلاه صوت الريح الصرصر العاتية، ريح تعوي ،صوتها يفزع قلبي الطفلين الصغيرين يظناه صوت الذئب في قصة ليلى..جسمين صغيرين نحيفين يرتعدان من شدة القر والبرد و الخوف.أسنانهما تصطك في ايقاع سريع .اليدان والرجلان تكاد تتجمد من فرط القر.الام منهمكة في محاولة ايقاد النار لتطرد هذا العدو الغاشم الذي احتل الغرفة فجاة وعنوة،و يحاول ان يجمد صغيريها ليحيلهما جتتين هامدتين.قليل من الهشيم،كانت تحتفظ به لمثل هذه اللحظة،ورق ازرق انتزعته بقوة من "قالب" سكر.اشعلت عود ثقاب سرعان ما أطفأته الريح،و كانها تصارع وتمنعها من ايقاد النار ليسهل لها الاجهاز على الاسرة الفقيرة.اعادت الكرة هذه المرة مع ما تبقى من شمعة قديمة،بالشمعة اشعلت النار في الورق الازرق ثم وضعته وسط الهشيم.تصاعد دخان ازرق في الغرفة،سارعت الام بوضع قليل من الاغصان الجافة للاشجار، اشتعلت النار بها بسرعة كبيرة و التهمتها،سارعت الام بوضع ما تبقى لديها من فحم على النار،صبت قليلا من الزيت فوق الفحم، النار جن جنونها ، وبدات في التهام الفحم في محاولة لتحويله الى جمر احمر.بدأ الدفء يدب في كل ارجاء الغرفة.انسل العدو منهزما منكسرا، سكتت اسنان الطفلين وعاد الفمين و الاسنان الى وضعيها الطبيعيين.الاجسام الثلاثة بدأت تستعيد حيويتها و لونها.مدت الايادي الستة نحو النار طلبا للدفء و الحماية .وخز طفيف في مقدمة الاصابع و كان العدو يحاول الهرب و البحث عن فريسة بديلة.تحول الفحم الى جمرات شديدة الاحمرار وسط "المجمر".وضعت الام ابريق شاي على الجمر ورغيف خبز ـقلبه على الجمر ذات اليمين وذات الشمال.بعد مدة قصيرة وزعت الام الخبز المحمر على الجمر و كؤوس الشاي الساخن على طفليها دون ان تنسى نصيبها من الوليمة،الشاي و الخبز المحمر و قليل من زيت الزيتون تكفلوا بطرد الجوع و البرد من الاجساد الثلاثة.بعد وجبة العشاء انتقلت الام وطفليها الى فراش النوم.استلقت الام على ظهرها وضعت المجمر بين رجلهيا استلقى الطفلين قرب الام .البنت اختارت الجانب الايمن و الولد اختار الجانب الايسر.رجلا الام على شكل قوسين يسمحان للدفء ان يمر الى الفراش و الاغطية و يسمح للطفلين ان يضعا رجليهما على رجلي الام طلبا للدفء.
طلبت البنت من الام ان تحكي لها حكاية الشاب الفقير وبنت السلطان
- كان حتى كان في قديم الزمان.كان الزحاف ينقز الحيطان،وكان العمى يخيط الكتان
نامت الطفلة، نام الطفل،بعدهما غفت الام ثم نامت..الساعة قاربت الواحدة زوالا. الارواح الثلاثة ترفرف في الحي و تنظر الى جمهور الجيران المتحلق حول باب الاسرة الفقيرة
البلد
المغرب
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.