يعمل كاراكج مدرساً بنصف دوام في مدرسة ثانوية في وسط المدينة ،طبعاً لم يكٌ ثقيل الدم مثل بقية المدرّسين أو من هؤلاء المستظرفين خاصة،ثقيلوا الدم،المكموشة وجوههم في كل لحظةٍ مثل قبضة اليد،كان مُحباً للحياة،يردد مُغنياLa bohème, la bohème,Et qu'on aime la vie
وتعني:
الحياة البوهيمية،الحياة البوهيمية،نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً،
خرج كاركاج متوجهاً إلى منزله بعد الثانية ظهراً وفِي طريقه بدأ يكح بشدة وشعر بألم على جانبه الأيسر،ظن أنه ألم في الكُلى نتيجة لكثرة شرابه للخمر،ارتجف مثل ماكينة حتى أنه أخرج زفيراً مثل دخان حريق هائل رفع حرارة الارض سبع درجات مئوية، من حسن حظه إنه في نفس الشارع كان هنالك مستشفياً،وقف أمامه،إلا أن عيناه إلتصقتا كمن قام احدا بخياطتهما ووقع مغشياً عليه.
إستيقظ بعد يومين ورد في كشفه الطبي أنهُ مصابُ بضمور في الكُلى،التهاب الرئة الأيزنوفلي وداء العضال،لم يرد الطبيب إخباره بِكُل هذه الأمراض وقال:
- حسناً أيها المريض مُنذ متى وانت تُدخن،تسكر؟!
- مُنذ سبعة وعشرين عاماً
- طبعاً من الواضح والمؤكد انك مُصابٌ بالتهاب الرئة الإيزنوفلي.
-ايتها المُمرضة رجاءاً أحضري صور الأشعة المقطعية،
أحضرت الممرضة صور الأشعة وبينما يشرح لَهُ الطبيب خطورة المرض،نظر كاركاج للممرضة وقال: ارجوكِ احضري لي معطفي،اخرج سيجارة مارلبورو وقال:
دكتور،هل لديك ولاعة ؟!
______________
أغنية للفرنسي شارل ازنافور :La bohème
البلد
السودان
Gender
Male
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.