جمال نيازي
- الميلاد
- May 26, 1976 (العمر: 48)
- نموذج من كتاباتك
-
"بين قوسي الحصار و الانحسار"
في الليلة السادسة..
وردتنا أنباء عن تمديد الحصار
طالبت الأرض بإجراءات تصعيدية
تريد مزيداً من السكينة
فرضت شروطاً قاسية
استمرت في غضبة الانتقام
تريد الشوارع و الأزقة خالية
تريد أن تتنفس
ولا يتنفس غيرها
أغضبتها مسيرة ليلية
لحفنة من "المجاذيب"
يرددون "الموت لمن أكل الخفاش"
فمات في الصباح مجذوب آخرٌ
قبّل فأرا في فمه
تجاهلت أوامر الحصار المشددة
أحكمت رباط عنقي
و أخذت الزهرة الصفراء
و حملت كل قصائدي
و أسررت لنفسي
"لم يعد شئ يهم"
لا يوجد حظر للتجوال فوق السحاب
تحت وسادتي
دعوة على العشاء لفردين
في كوخ صغير
فوق سحابة قطبية
"أنت مدعو لديّ الليلة..
و لم أدع أحداً إلى كوخي الصغير من قبل"
شروط الدعوة..
الزي الرسمي:
لابد من رابطة عنق
و ثمن الدعوة:
زهرة عباد شمس
و قصائدك التي أمليتها عليك
أغنية فرنسية قديمة
آخر ما تبقى لنا من حضارة على الأرض
نتحدى الحصار
برقصة طويلة
و أحلام سعيدة
تقولين لي:
"هذا ليس حلماً كالليال السابقة
هي الحقيقة المشتهاة
و كل حقيقة مصيرها الفناء"
و أقول لكِ:
"أتيتك الليلة بنبأ يقين
لا شئ يهم بعد ليلتنا
و لتفعل الأرض بنا ما شاءت
يكفينا أننا التقينا فوق السحاب"
تذوب رابطة عنقي
تنزعينها ببراعة اللصوص
تلتمع عيناك بشهوة الانتقام
"هكذا أستطيع قتلك بطريقة أفضل
جزاء تدنيسك صباحاتي المقدسة"
أقول لكِ:
"و الآن أنام مطمئناً
في قدس أقداسك الذي تسللت إليه
منذ ليالٍ خمسة"
نتجاهل الحصار
تتوقف الأرض عن الدوران لتستريح
تمهلنا ليلة عذبة النغمات و الكلمات
تقول لنا
"حين يحين موعد الانحسار
حين أعود إلى الحياة
تذكرا أن لديكما كوخاً صغيراً
فوق سحابة قطبية بيضاء
تختبئان فيه كل ليلة"
أحمل لكِ فيه
زهرة عباد شمس
و أرتدي حول عنقي يديك
فليس عندي رابطة عنق
- البلد
- مصر